السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, قرأت رداً وكان من الواجب علي أن أرد على الرد
لماذا لم يأت دليل صريح متاوتر في البخاري أو مسلم بتحريم المعازف مع أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - لم يتركنا إلا وقد بين لنا كل كبيرة وصغيرة ..... أما الدليل الذي يستدل به دائما
قول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف..." والاستدلال المذكور
هل انت متاكد مما تقول؟ حسناً تفضل الدليل في البخاري الحديث رقم 909 في الجزء الأول صفحة 324 واليك نص الحديث ..
909 -حدثنا عبيد بن اسماعيل قال حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتين من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) شرح الحديث للإمام البخاري .رحمه الله.
[ 443 ]
ش ( بما تقاولت الأنصار ) بما قاله كل فريق من فخر بنفسه أو هجاء لغيره . ( وليستا بمغنيتين ) ليس الغناء عادة لهما وحرفة ولا هما معروفتان بذلك ولا تغنيان بتمتطيط وتكسر وتهييج وحركات مثيرة وبغناء فيه تعريض بالفواحش أو تصريح بها أو ذكر الهوى والمفاتن مما يحرك الساكن ويبعث الكامن في النفس فهذا وأمثاله من الغناء لا يختلف في تحريمه لأنه مطية الزنا وأحبولة الشيطان]
هذاالحديث في صحيح الإمام البخاري واليك ماذكره الإمام مسلم رحمه الله في الصحيح أيضاً في شرح هذا الحديث ,,,
المجلد الثاني , صفحة رقم 607 رقم الحديث 892 : مانصه
[ ش ( جاريتان ) الجارية هي فتية النساء أي شابتهن سميت بها لخفتها ثم توسعوا حتى سمعوا كل أمة جارية وإن كانت غير شابة والمراد هنا معناها الأصلي ( تقاولت به الأنصار يوم بعاث ) وتقاولت معناها بما خاطب بعضهم بعضا في الحرب من الأشعار وبعاث اسم حصن للأوس يصرف ولا يصرف وترك صرفه هو الأشهر ويوم بعاث يوم جرت فيه بين قبيلتي الأنصار الأوس والخزرج في الجاهلية حرب وكان الظهور فيه للأوس ويطلق اليوم ويراد به الوقعة ( وليستا بمغنيتين ) معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به قال القاضي إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر ولا إنشادهما لذلك من الغناء وإنما هو رفع الصوت بالإنشاد ولهذا قالت وليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يغني بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل الغنا رقية الزنا وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ,ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا ....
وكل مااستدللت به في الصحيحين برقم المجلد والصفحة وهناك المزيد ,,لقد أجمع اهل اعلم قديماً وحديثاً على حرمة الغناء ويكفيك قول ابن مسعود رضي الله عنه,,
في قول الله تعالى " وَمِنَ اَلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الحديث ِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ
اّللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمِ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ "
أقسم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو من أعلم الصحابة رضي الله عنهم ،
على أن (( لهو الحديث )) هو الغناء .
وقد نظم ابن القيم رحمه الله قول ابن عباس رضي الله عنهما في أبيات در رائعة :
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان
يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان
واهاً لذياك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان
نزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان
حب الكتاب وحب الحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان
والله إن سماعهم في القلب والإيمان مثل السم في الأبدان
والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن
فالقلب بيت الرب جل جلاله حبا وإخلاصا مع الإحسان
فإذا تعلق بالسماع أصاره عبداً لكل فلانة وفلان ..
ثانياً قولك
فالاستدلال بالكلام السابق ليس مقنعا
أنا لا أرى حل المعازف ولكني أدعو لإعادة النظر في استدلالاتنا
لماذا نتناول الأمور بمنظور واحد .....
ما هو الكلام غير المقنع ؟؟ هل نص هذه الأحاديث الصحيحة الثابتة غير مقنعة لك؟؟ إن كان كذلك فاستغفر الله مما ذكرت ,,فلقد ذكرت عظيماً وأظن أن كلامك مردود عليك أيضاً فالمعازف الواردة في ذلك الحديث هي الغناء بل والتحريم للغناء الذي في عصرنا هذا من باب أولى مقارنة بتلك المعازف التي كانت في عهد رسو الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ..
واليك شرح الحديث في البخاري لا كما شرحته حضرتك ...
صحيح البخاري- الجزء الخامس -صفحة 2123
5268 -
وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري والله ما كذبني
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )
ش ( الحر ) الفرج وأصله الحرح والمعنى أنهم يستحلون الزنا
المعازف ) آلات اللهو
علم ) جبل أو هو رأس الجبل
يروح عليهم ) أي راعيهم
بسارحة ) بغنم
فيبيتهم الله ) يهلكهم في الليل
يضع العلم ) يدك الجبل ويوقعه على رؤوسهم
يمسخ ) يغير خلقتهم
قردة وخنازير ) يحتمل أن يكون هذا على الحقيقة ويقع في آخر الزمان ويحتمل المجاز وهو تبدل أخلاقهم ونفوسهم ]
ونصيحة أخيرة أستاذي الكريم أن أمور الدين لا تؤخذ عن طريق الهوى أو الاستنتاج الشخصي فالقول بدون علم خطير وربما تقول كلاماً ليس من دين الله في شي فتفتي بغير علم فتضِل وتضُل غيرك ,,
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنااتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنااجتنابه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ,,
المفضلات