المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot
إنّ كلًا من "كل" و "بعض" و "غير" قد تأتي مُضافة أو غير مُضافة:
- فأما إن كانت مُضافة، فلا يصح إدخال "ال" التعريف عليها قطعًا، ولذا لا ينبغي أن نقول مثلًا "الغير جميل" ولا "الغير الجميل" بل نقول "غير الجميل" (أو ربما "بشع" إذا أحببتم :-) )
- وأما إن كانت غير مضافة، فهي تأتي بتقدير مضاف إليه عامّ بعدها، نحو: قوله تعالى (( قل كلٌّ يعمل على شاكلته )) أي كلّ واحد أو كلّ فريق، وقول الشاعر "وكلٌّ يدّعي وصلًا بليلى..." أي كل إنسان أو كل رجل. وفي هذه الحالة، يكون المضاف إليه محذوفًا كما قلنا. ولا يُحذف المضاف إليه إلا إن كان نكرة، لأن النكرة يمكن تقديره دون ذكر سابق للكلمة المحذوفة، أما المعرفة فتحتاج إلى ذكره مرة على الأقل لتستطيع تقديره. ولم يأتِ في القرآن ولا في كلام العرب القديم - على حد علمي - ذكرٌ لـ "البعض" أو "الكل" أو "الغير"، وهذا يعني أن المضاف إليه إذا جاء بعد "غير" أو "كل" أو "بعض" مٌعرفًا فإنه لا يُحذف، بل يُذكر لأن كلمة "الكل" (وأخواتها) تفيد العموم والنكارة واللاحصرية، فلا يستقيم تعريفها لذاتها (بوجود "ال" التعريف) بسبب ذلك.
والمسألة الثانية هي تثنية الفعل وجمعه بعد "كِلا" و "كلتا" و "كل"، وقد اختلف النحويون كثيرًا في هذه المسألة، والصواب - والله أعلم - أنّ الوجهين جائز، وإن كان الأولى إفراد الفعل. وقد ورد في القرآن قوله تعالى: (( كلٌّ في فلكٍ يسبحون ))، كما ورد الفعل مفردًا في مواطن أخرى أكثر من أن تُحصى.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المفضلات