السلامُ عليكُم و رحمةُ الله و بركاتُه ..

بدايةً أودُ أن تعذروني لكلامي غير المُنمق و المُنسق ..
أنا أصلاً لا أعلم من أينَ أبدأ , فالعبراتُ تخنقُني , ما أعلمهُ أنني مُنذُ لحظات قلبي كادَ يتفطر من شدةِ البُكاء !
لكن لأبدأ بالموضوع ..
بينما أنا أتصفح في أرجاء الفيس بوك دخلتُ على إحدى الصفحات و التي كانَ عنوانها " لن ننساك يا فُلان " لن أذكرَ اسمه , و بعدَ بحثٍ و تدقيق عن ماهيةِ هذا الشخص اكتشفتُ بأن هذا الشخص كانَ أحد مُشتركي البرنامج اللعين " ستار أكاديمي " اعذروني خانتني العبارة !
كانَ مُطرباً توفيَ في حادثِ سير , سجلتُ إعجابي بالصفحة لأقومَ بمُناصحتِهم بأن يتصدقوا عنه و يدعوا له بالمغفرة بدلاً من تفاهاتِ لا تُغني و لا تُسمن من جوع حيث يودون التصويتَ له بأن يكونَ من ضمنِ المشاهير !!
الشابُ أصبحَ رُفاتاً , يُحاسب , يحتاجُ لأكبرِ قدرٍ من الحسنات , لماذا نودُ إعطاءهُ ذنوباً هو بغنىً عنها الآن أكثرَ من أي وقتٍ سبق ؟!
لكن بعدَ بحثي اكتشفتُ بأنهُ نصراني أصلاً !!
إذاً ما الفائدة من كوني أترحمُ عليه و إلخ وهو كافرٌ أصلاً ؟!
لكن أثناء بحثي عن ماهيةِ ديانته دخلتُ على موقع اليوتيوب فكانَ هُناك أحدُ العناوين يقول " فُلان .. يروي الحلم الذي كان يُراودهُ دائماً ! "
كانَ جالساً يروي لزُملائهِ حُلما يراودهُ في المنامِ دائماً حيثُ قال بأنهُ كانَ دائماً يرى في المنامِ مُنذُ أن كانَ صغيراً أنهُ بسيارة تسيرُ بسرعة و تنزلُ للهاوية بسرعة ثُمَ يستيقظ و في كُلِ مرةٍ يتغيرُ المكان الذي يركبُ فيهِ السيارة !
أنا نفسي لم أفهم شيئاً سوى أنهُ كانَ في سيارة !!
و لكُم أن تتخيلوا كيفَ أنَ مُشرفَ برنامجهم العجوز الفاسق قد أخذَ الموضوع على محملِ الدراما و التمثيل و طلبَ منهُ أن يُعيدَ ذِكرَ الحُلمِ في كُلِ مرةٍ بطُرقٍ مُختلفة << يُدربه على الفسق !
كانَ من ضمنِ كلامهِ أنهُ لا يعلمُ في الحُلمِ إلى أينَ هوَ ذاهب , كما أنهُ في الواقع لا يعلمُ إلى أينَ هوَ ذاهب و أنهُ خائفٌ من المُستقبل و من كُلِ شيءٍ في الحياة !!
أُقسمُ بأنَ هذا كلامٌ للمُعتبرين , فلو أنَ أحداً من المُسلمينَ الجالسينَ معهُ في تلكَ اللحظة تنبه لجُملتهِ بأنه لا يعلمُ إلى أينَ هو ذاهب لكانَ دلهُ على الطريقِ القويم بدلاً من أخذِ الموضوع على سبيلِ التمثيلِ و الدراما و أمر إحدى الفتيات المُشاركات بحضنهِ و تقبيله ؟!؟!
أمرٌ مؤسفٌ فعلاً !!
أنا ما كتبتُ هذا الموضوع إلا لأنني أخذتُ العبرة و شعرتُ بشفقةٍ كبيرة على هذا الكافر المسكين و شعرتُ كم هؤلاء الفنانين بحاجةٍ لمن يُمسك بأيديهم و يدُلُهم على الطريقِ الصحيح بدلاً من التصفيقِ لهُم و الصُراخِ بإعجاب !
كُلُهم مساكين .. تائهون .. يُقسمُ المرءُ على أنهُم بحاجةٍ لمن يأخذُ بأيديهم ..
و ما أعجبُ منهُ لماذا لم يأخُذ زملاؤه العبرةَ من ذلك بل و حضرتْ زميلاتُه جنازتهِ بفستانٍ أسودَ قصيرٍ كشفَ عن الساقينِ الدقيقتين ؟!
إذاً لماذا كُنتُ أبكي ؟
ألأجلِ كافرٍ نصراني ؟!
ألأجلِ نجمٍ سقطَ من سماءِ الطرب ؟!
لا و الله .. لكنني تذكرتُ أُناساً تائهونَ في هذهِ الحياة ضائعونَ يتمنونَ نعيمَ الإسلامِ الذي ننعمُ فيهِ –ولله الحمد- فأشفقتُ عليهم و تمنيتُ لهم أن لا تكونَ خاتمتُهم كخاتمةِ ذلك النصراني الذي كانَ تائهاً و لم يُرشدهُ أحد و الذي سيتعلقُ برقبةِ كُلِ مُسلمٍ قابلهُ و صادقهُ و لم يُفكر بمُناصحته !
نحنُ في نعيم .. في نعيم .. إذاً لماذا لا نتمنى لغيرنا هذا النعيم ؟
لماذا لا نُصبحُ دُعاة اليومِ و الغد ؟
لماذا لا نتوقف مُنذُ اليومِ عن سبِ الفاسقين و الدُعاءِ عليهم , لماذا لا ندعو لهم ؟
لماذا لا ندعو غيرَ المُسلمين للإسلام ؟
لماذا و لماذا و .. إلخ !
فلنشمر فأمامنا عملٌ كثير و رسالةٌ عظيمة و حملٌ ثقيل لابُدَ لكُلِ مُقتدرٍ أن يضعهُ عن كاهله !
ليسَ شرطاً دعوةُ غير المُسلمينَ فقط في مُجتمعاتنا المُسلمة .. حولنا .. في كُلِ مكانٍ أُناسٌ تائهون ..
على سبيلِ المثال أنا لدي بصفي فتاة دوماً تُرددُ أنها "
طفشانة " و تُريدُ الانتحار , الله المُستعان !
اللهم فأعنا على تبليغِ الحقِ لكُلِ الناس يا رب إنكَ على كُلِ شيءٍ قدير ..
و ليكُن شعارنا قولهُ -عليهِ الصلاةُ و السلام- :
((
لأن يهديَ اللهُ بكَ رجُلاً واحداً خيرٌ لكَ من حُمرِ النعم )) رواه مُسلم .
و اعذروني لكلماتي فرُبما لم تفهموا منها إلا القليل , لكنهُ في الحقيقةِ كانَ كلامٌ في القلب و أرادَ الخروج =)
حفظكُم و رعاكُم ..

فيـ أمانِ الله