راحة غامرة تشعر بها إذا خليت الدنيا و أهلها خلف ظهرك و استقبلت البحر ...
كيف بك يا شهيد و قد خلفتهما وراءك و استقبلت الجنة ؟!!
أبي الشاعر
|
لم يقتلوا البشر فقط، قتلوا حبّة القمح السمراء المعجونة بقطرات من العاصي.. العصيّ عن الخنوع..
قتلوا الرّغيف، طعام الفقراء، ورمز الحياة لدى الشعب..
قرروا أن تستشهد السنبلة، وقطرة الماء وأن يتشظى الرغيف، وقبل ذلك كله، قرروا أن يهدروا الدم البريء، لا لذنب إلا لأنهم ممن قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله..
بأيديهم يحاولون قتل كل شيء يستند عليه هذا الشعب الطيب، هذا الشعب الذي يمتلك ما يقوّض أركانهم، ويزلزل حكمهم، ويقتل جبروتهم..
هذا الشعب المسلّح بلا إله إلا الله، لديه الخيار، إما أن يلقي عنه هذا السلاح فيستسلم للنحر بأساليب مختلفة، أو يأخذ كتابه بقوة، ويثأر لحقول القمح وعذوبة الأنهار، وطهر التراب الذي منه ولد وإليه يعود..
ولعله يدرك يوماً أن هنالك فرق شاسع بين العودة للتراب بعزّة، وبين أن يُعفّر وجهه في التراب ويقضي العمر ذليلاً..
إيمان محمد
|
في الحرب ... كبرنا كثيرا، شابت قلوبنا وانخفض عدد نبضاتها، وتشوهت ملامحنا كالبيوت المدمرة، وجحظت أعيننا كالضفادع، واحدودبت ظهورنا كالضباع ..
في الحرب ... انفرط الأصدقاء كحبات العنب، وتدحرجوا في المنافي بعيدا بعيدا، وعصرتهم الغربة بقسوتها، فسالت الدموع نبيذا ساخنا في جميع الجهات ..
في الحرب ... تعاتبنا الأرصفة والشوارع والمقاهي على الغياب، وأنت يا "عبد الرحمن" أكثرنا عتابا، فغيابك أبدي كحضورك في ضميرنا ..
في الحرب ... حبيبتي ستصير أما، وأنا شريد بين الرصاص والرصاص ..
في الحرب ... يكثر الشرود والدم والألم، وحده الحلم يبقى فتيا ويكبر دون أن يهرم .
فيصل دهموش
|
في جحيم حمص .. أصبح مشهد الموت عادة يومية .. يتكرّر في كلّ وقت..وبأيّ وسيلة كانِت
تسير .. تتقدم خطوة وترجِع اثنتان .. فلا تدري من أيّ جهةٍ قد يأتيك الموت..أو أين!
ربّما في الشّارع وأنت تحاول لملمة شَتاتِك .. أو ربّما وأنت بين أحضانِ بيتك ..
أو ربّما في المسجد وأنت تسجدُ خاشعاً بين يدي الله .. كلّ الأماكنِ معرّضة للقصف .. حتّى بيوتُ الله!
وأيضاً .. الحيرة تكمن في وسيلةِ الموت .. يشغلك التفكير .. تراها كيف ستكون النهاية .. أبطيئة .. يشوبها كثير من وجعٍ .. وكيف ؟
أمن قذيفة تلفظها دبّابة مُنتشيةٌ أرادت ممازحتك قليلاً .. أم من رصاصة قنّاص تأتيك من البعيد لتستقر بين عينيك ..
أم من قنبلة مسمارية عَمياء .. تلعب معك لعبة " الغُمّيضة "فتختبئ في قلبِك
أو ربّما إذا حالفك الحظّ...تقام لك حفلة غازات مكلّلة بالأبيض .. وهنا لا أقصد اليَاسمين
فما عُدنا نلثم عبقه...لكن أقصد الغازات السامة و المسيلة للدموع حين تتكدّس في رِئة السماء ..
لطالما كان اللون الأبيض رمزاً للطهرِ .. وللنّقاء .. لكنه في حمص..أصبح رمزاً للموت
وللموت .. فصولٌ أخرى
أبو نزار
|
أوجس في نفسه خيفة من عدوّه، فثبّته الله تعالى بـ " لا تخف إنك أنت الأعلى"
بذلك اليقين بالله، بمعيّته، بمحبته ورفقه، بالإيمان والقوّة به، بالعلو بتعاليمه.. كان التأثير أعمق ما يكون في نفوس السّحرة...
فلم يعرفوا الخوف حين هددهم الطاغية وتحدّاهم... " فلأقطّعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى"
فقالوا بكل الثبات وقد أجرى الله الخير والحكمة على ألسنتهم... "
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا* إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى"
---------------------
قد تعاني من الخوف ومن مشاعر شتّى سلبيّة؛ أمر طبيعي أن تفعل، لكنّ ثباتك يُثبّت كثيرين معك، فاجعل مخزونك من الإيمان كافياً لتتزوّد منه... وليعينك عند الشّدّة...
إيمان محمد
|
نَقتُل .. لا لأننا نُحبّ الموت، بل كي لا يصير دمُنا بُقعا داكنة في جدار الروح، لا تُحتمل ..
نقتل .. لأننا نُحبّ ضحكات الصغار، وخطُاهم اللينة على الطُرق القاسية، كي لا نسمع صرخاتهم المفزوعة أمام سكّين
"الطعام" قبل أن يصمتوا للأبد، كي نتمكّن من النوم دون معاناة خيال اللحظات الأخيرة للمجزرة ..
نَقتُل .. لا لأننا نُحبّ القتل، بل لأننا نكرهه، لأننا يجب أن نوقف منبعه الظالم العفن، والطُغيان لا يُوقفه سوى الدم، والعدل
لا يكون بدون قصاص .. نقتل، لا لأننا نُحبّ القتل، بل لأننا نعشق الحياة وننتزّع حقّنا في الحُب دون ضجيج القصف
وصراخ الأموات ..
نقتُل كي نُوجد العدل، لا حُبّا في الدماء، ثم يُلاحقنا كل هذا الحزن الأبديّ، حُزن القتل البشريّ الأول الذي ألجأنا / يُلجئنا
للسلاح، على كُرهٍ وألم .. نثأر لدماء الأمّ، وأطراف العجوز المبتورة ألما، وعجز الطيور عن الوصول للسماء الرحبة بلا
أجنحة ..
ونعرف جيدا أن ضحكات الصغار لا تعود، وأن مرارة ضحكاتنا لن تُبدّدها الرياح ، وأننا لن نعود كما كُنّا على براءتنا الأولى
حتى الأبد، وأن تعبّنا لن يزول حتى لو اغتسلنا بدموعنا المُتقيّحة في نهر الفرات ..
ويملؤنا الحُزن بلا انتهاء ..
يمنى طاهر
|
قال العلم..
ها أنا استرد نجماتي الثلاث المغتصبات..
لا ، لا أحن لصدام..فالنجمات على صدري قبل أن يأتي صدام..
اشتاق فقط لعنان السماء..
واحدة منهن نجمة الصبح الباكر...
والأخرى ، نجمة لامعة ليلا في الظلام الدامس..
والثالثة : نجمة الظهر ، أريها حصرا لأعدائي...
أحمد خيري العمري
|
أيّها المتلفِّعونَ بالبرد فيمخيّم الزّعتري.. والمتدفّئونَ على الثّلجِ في مخيماتاطمة وقاح.. والمتزمِّلونَ بالصَّقيع فيمخيّم
السّلامة.. والمتدثّرون بالطّين المعجونِ بوابلِ الهمِّ فيساحات القهرِ اللبنانيّة..
لا تسامحونا ..
فنحنُ القابعينَ أمامَ مدافئنا نعلنُ للكونِ شهامتَنا عبر التَّضامن مع ارتجافِ نسائِكم وهنَّ يمسحنَ الثَّلج عن جبينِ الخيمة السّابحةِ
في أرَقِ الضّنكِ المُستَعِر ..
ونحنُ البائعينَ عنتريَّاتنا الفيسبوكيَّة سباباً وشتائماً للعالم كلِّه إذ تخلَّى عنكم .. محتسينَ النسكافيه الامريكيّة بالحليب الدَّافئ ..
ونحنُ الباكينَ على أطفالِكم وهم بفتِّشونَ عن بقايا دفءٍ في زوايا الخيمةِ الغارقة بدموعِ السّماءِ والأمَّهات .. ودموعُنَا تبلّل
أطراف اللُّحُفِ الوثيرة التي تحاولُ أن تزمِّلَ عارَنا ..
فلا تسامحونا ..
|
أحب من العرب عراق ..
وأعد أخلص أصدقائي فأعد خمسة عراقيين ونخلة .. اسم بغداد يوقظ كل ذرات العزة في رأسي .. وكاظم ينهال بالاهات .. أحتار .. أبعد أن تكالبتْ سودُ القلوب بأرضهم .. بعد كل الدمار .. أرى عِرق الحضارة يبرز في كل مُهجر في كل ثائر .. فقد مضتْ عجافك اليوم بثورة كرامة يا عراق ..
إن العراق "حضارة" في العمق تبقى وان دُمرت بغداد ، وفي رأس المحتل وأذنابه "دمار" وان تحضر وتأنق بمليون دولار !
أختصر كل سعادتي الليلة في أربع حبات من "الكليجة".. مع شاي ونعنع و .. عراق
أحمد عــاشور
|
رغم أن الشمس لا زالت تشرق منها، ورغم أنها صامدة وعصية، إلا أن ملامح "التعب" تظهر جليا على بيوتها وفي تفاصيل شوارعها، تعب من خلافات أبنائها وتناثرهم هنا وهناك، تعب من الانقسام والفردانية وغياب الاستراتيجية .. كذلك تشعر بما تخفيه من "العتب"، عتب على أخواتها اللواتي زاد تهميشهم لها، عتب من تجاهل مايجري فيها وما تقدم من بطولات ... وما بين تعبها وعتبها لا يمكن إلا أن تمدك بالأمل والثقة بالنصر، هذا ما تحمله في قلبك وعقلك وأنت عائد من "الدير" التي خذلها الجميع .فيصل دهموش
|
لن يرهقك هذا العالم.. ما دمت أناني الأماني
سطر على صفحة القلب الأولى ستعيش فيه منفردا بمن تحب
ثم قد يذهب العالم من بعدك للجحيم!
أو سينتشل الطوفان معالمه
* أ لم أقل لك بأن عليك ألا تفكر؟
لأنك قد تموت نبيلا.. متأثرا بأوجاع لا تعنيك
كل الشام تعاني.. و كل العراق تعاني
مصر كلها تعاني.. و كل اليمن يعاني
و أنت لم ترتوي بعد
بالرغم من أن عينيك باتت سحابتين
جسور بن آدم
|
تطاردني صبية في الرابعة عشر.
لم أرها من قبل..
ولا أعرف اسمها...
تطاردني بلا هوادة مثل الحمى...
لا تغيب عن بالي قط..
منذ أن عرفت عن اغتصابها من قبل أربعة من جنود الأسد..ومن ثم موتها تحت الاغتصاب...
اتخيل فرحتة أمها بها يوم ولدت..
وشغف أبيها بها...
اتخيل فرحهم بها يوم ارتدت الحجاب..ويوم جاءت بشهادتها..ومزاحها مع صديقاتها..
عشرات التفاصيل الصغيرة تتراكم على فتاة لم أعرفها قط..
لكنها تشبه كل بنت في سنها..
كما تشبه ابنتي..
***************
ستبقى تطاردنا جميعا..
ومثلها كثير..
حتى يوم القصاص..
د . أحمد خيري العمري
المفضلات