ما إن وقفت الحافلة المدرسية عند باب منزلهم حتى قفزت على رصيفه, وبصوت عالٍ متثائبة صاحت :
- الحرية !
- بل الكسل !
تلفتت يمنة ويسرة .
- يا مسكينة كأنك عصفور في قفص .
أردفته قهقهة .
الصوت ليس بغريب, إنه يأتي من الأعلى, رفعت رأسها :
- هاه, عصفور أنا إذن, حسناً أيها القرد البهلوان متعلق في الأشجار إنزل وإلا أطلقت صافرة الإنذار .
- لا , لا , أرجوك يا أختي العزيزة سأنزل .
قفز أخوها إلى داخل المنزل ثم فتح لها الباب قائلاً :
- أهلاً بكم في منزلنا .
تمتمت بحنق ولم تتعد مكانها :
- معي مفتاح الباب أغلق الباب مرة أخرى وإلا ...
تأفف أخوها وأغلق الباب لتفعل مابدى لها .
دخلت وسن المنزل ومرت الأوضاع بسلام لكن بعد الغداء, قصدت غرفة أخيها قرعت الباب :
- أريد أوراق طباعة..هل تسمعني أنت ؟ أريد أوراق .
فتح الباب بقدر ما يظهر جسمه, رحب مبتسماً :
- انتهت .
- هاه..الأوراق .. أبي.. أمس اشتراها !
حملق وأكد :
-نعم , انتهت .
- كاذب !
-أنا ؟
- لا , الذي تعلق على الأشجار اليوم وأيضاً الذي تغيب عن المدرسة مدعياً .
وشددت على دال مدعياً .
-اصدقني, أين الأوراق ؟
- حسناً, سأخبرك لكن بشرط لا تخبري أحداً ولا تغضبي والدي بفعلتي اليوم اتفقنا ؟
فكرت بخبث :
- يجب أن أخفي أنيابي وأبدو وديعة .
كاتمت ضحكتها وقالت مبتسمة :
-اتفقنا .
فكر مازن :
- سبحان مغير الأحوال مائة وثمانين درجة !
هز كتفيه وشرع الباب لتدخل أخته .
ما إن دخلت حتى بهرت :
-ما هذا من أين لك هذه الأشياء ( حمالة مفاتيح جديدة, فأرة حاسوب جديدة, أحدث لعبة فيديو أو لم تنزل بعدُ في السوق ) .
- كيف عرفت كل هذا بسرعة ؟
- لأنك يا حاذق رصفتها بجانب بعضها وكأنك في دكان .
- أووه .. صح !
ذهب مسرعاً ليخفي بعضها ويفرق الآخر .
- وتسرق أيضاً .
- لحظة ألم نتفق أني سأخبرك ؟
عادت لتبتسم :
- بالتأكيد مجرد تعليق عفوي .
جلسا على الأرض فشرع مازن يحكي :
- استمعي بالأمس نظرت من نافذتي ناحية غرفة جارنا المشبوه, لكني رأيت أشياء غامضة وأخرى بدت رائعة, لذا قررت أن أتحايل للغياب لأتسلل إلى غرفته نهارا, فما إن تم التحايل وأتت الساعة الثامنة حتى أحضرت سلماً من المستودع مددته إلى نافذة جارنا ثم وصلت وفتحها ودخلت, دخلت إلى عالم آخر صامت جداً إلا من شيء واحد يعمل بلا توقف .
التفت برأسه وأشار أصفل السرير :
- هذه الطابعة .
- أسرقتها ... أقصد أخذتها ؟
- تستحق أكثر من هذا الجهد, لو تعرفين ما هذه الآلة العجيبة, ليس عليك سوى طباعة ما أردت ثم سيخرج لك حقيقة .
- كيف عرفت هذا ؟
- لقد رأيت في غرفة جارنا المخبول عدة أوراق ملقات, عليها طيف أشياء مطابقة لما في غرفته تماماً , كما أني رأيت هذه تعمل فتقدمت نحوها وإذا بصورة الخنجر المضيء, يا إلهي ! رائع ! جميل جداً ! لم أكن أتصور ...
- أنت ! أكمل .
- نعم نعم أخذت الورقة وأنا في غمرة حماستي وبدأت أقاتل بالخنجر فجأة سمعت صوت سقوط معدن نظرت الخنجر بعينة يا للهول !
- ياه مذهل وهل أحضرتَ الآلة معك أوه صحيح هذي هي .
- ما رأيكِ ؟
- أنت أفضل شخص في العالم ! هيا كيف تعمل هذه ؟
- أوصليها بالحاسوب فقط .
- رهيب وبسيط سجِّل أريد آخر عطر نزل يا لرائحته العبقة, وأريد جهاز الإكس بوكس وأريد سلسلة جميلة لمفاتيح المنزل وهاتف خليوي .
- آخر شيئين لك أما الأوليين فلا أقدر .
التهبت عيناها وقبل أن تنطق وسن باغتها مازن بإيضاحه :
- الآلة لا تطبع السوائل ولا ما هو أكبر من ورق الطابعة المعروفة ولا ما فيه روح .
قالت وسن بصوت خافت :
- الساعة الآن الثالثة .
..آثرت الإطالة قليلاً في البداية حتى نهيء الجو ..
تفضلوا بدوركم
المفضلات