السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الله يا ايلي ..... انت بالفعل مبدعة ... اتعبت الاعضاء من بعدك
لقد ابهرني اسلوبك بالكتابة لك كل الحب
والان سأترككم مع قصتي اتمنى ان تعجبكم ولقد كتبتها على عصر الفروسية في فرنسا
وتعرفون انه في ذلك العصرقرنت الفروسية بالرومنسية وهكذا كان نمط قصتي
تفضلوا شاي بين ما تقرأون القصة
واستمتعوا بالقراءة ووقتاً طيبً
وقف تحت ظل شجرة يراقب الكوخ من بعيد
- هيا أفتحي النافذة ارجوك
وكأنما سمعت الفتاة همسات ذلك الفارس فتحت النافذة وجلست تطرز المناديل
لقد شاهدها قبل اسابيع ومنذ ذلك الحين كان يأتي يومياً ويقف تحت هذه الشجرة كي يراها
وعندما تبدأ بالتطريز يمر في ذلك الشارع مع ذلك الصبي الذي أخذه مكرهاً تحت جناحه متدرباً عله يلفت انتباهها اليه
أما هي فما أن تراه حتى تضطرب وتغلق النافذة في عجل فهذا شارع مهجور لا يدخل فيه من كان بمكانة هذا الفارس المقدام
لم يعرف أسمها أو أسم عائلتها .. كان بين فترة وأخرى يرى امرأة متوشحة بالسواد لا يرى منها سوى عينيها
تخرج من هذا البيت ثم تعود بعد قرابة الساعة لا يدري أين تذهب
تمنى لو تخرج الان ليكلمها إن كانت تسمح له أن يتقدم لخطبة تلك الفتاة الطاهرة التي أسرت قلبه
فتح الباب وخرجت تلك المرأة المتشحة بالسواد فتبعها الفارس حتى وقفت أمام قصر فخم ثم دخلت وكأنما قصرها
تقدم فارسنا من حرس القصر
- كيف حالك يا صاح .. نظر اليه الحارس شزراً ثم حول عينيه عنه
- ماذا تريد
- الاتعرفني يا هذا انا الفارس جان لوك الملقب بالشجاع جئت بمهمة للكونت دينوا
أعتدل الحارس في وقفته .. - آسف يا سيدي الفارس .. بماذا أستطيع أن أخدمك
تنحنح فارسنا وقد أعجبه اضطراب الحارس لذكر اسمه وارتجل عذراً ليعرف اسم صاحب القصر
- هل هذا قصر الكونت بيير أحمل اليه رسالة يجب أن أقولها له مباشرة
- لا سيدي الفارس هذا قصر الياقوت ( قصر الياقوت اليس هو قصر الاميرة جوانا عمة الملك الكبرى )
- هل هي التي دخلت قبل قليل ؟
- لا سيدي بل الارملة السوداء من دخلت وهي التي تخيط ملابس الاميرة
- هل هذا اسمها " الارملة السوداء "
- لا عفوك سيدي ولكن لا نعرفها الا بهذا الاسم
- حسناً ايها الحارس هل تعرف إذن أين يقع قصر الكونت بيير
- انه خلف تلك الغابة الى جهة اليمين
رفع جانلوك قبعته وانحنى امتناناً - شكراً لك يا صاح اتمنى لك صباحاً طيباً
انتظر جانلوك خروج الارملة السوداء .. لكنه بقي منتظراً الى غروب الشمس ولم تخرج
لا يدري هل بقيت في الداخل أم انها خرجت من باب سري المهم انها لم تخرج من البوابة
وبينما كان يمشي بين الازقة تائهاً في أفكاره إذا بصرخة استغاثة تشق الافق .. اسرع باتجاه الصوت
ووجد اربعة من الاشقياء يحيطون بشيخ تظهر عليه سيماء النبالة وعلو المكانة فاستل سيفه
وأسرع لنجدة الشيخ وكان صاحبنا فارساً لا يشق له غبار ولا يهاب النزال كان فارساً بعشرة رجال
ولم يخسر نزالاً منذ كان في العاشرة من عمره فدماء الفرسان تمشي في عروقه (كان قد تدرب على يدي والده
فوالده كان الفارس الاول في المملكة أطلق عليه الملك السابق لقب فارس الملك وهو النبيل تريستان)
قارع جانلوك الاشقياء الاربعة فجرح منهم اثنين ولاذ الاخران بالفرار ارجع سيفه الى غمده
وتقدم من الشيخ يطمئن انه لم يصب بأذى
- هل أنت بخير سيدي
- آه .. أنا بخير شكراً لك بني ولما هم جانلوك بالانصراف سأله الشيخ
- هل لي أن أتشرف بمعرفة اسم منقذي
- أنا اعتذر سيدي ولكني عاهدت والدي ان لا اذكر اسمي عندما اساعد احداً كي لا يدمر الغرور فضل المساعدة
ورفع له قبعته تحية وداع واحترام ثم انصرف لسبيله ، نظر الشيخ النبيل نظرة إعجاب لذلك الفارس المقدام
الذي دافع عنه حتى بدون ان يعرف من هو ولو عرف من هو !لأعاد النظر بإخفاء هويته
حمد الشيخ ربه الذي ارسل هذا الشاب لمساعدته وأكمل طريقه شاكرا ليكمل المهمة التي جاء الى الريف من أجلها
والان سنترك هذا الشيخ ومهمته التي سنعرفها لاحقاً ونعود باذهانكم الى الارملة السوداء وكيف لم يرها جانلوك اثناء خروجها
فبعدما تبع جانلوك الارملة السوداء الى القصر أحست هي بأنها مراقبة وان هناك شاباً يتبعها فدخلت الى القصر بسرعة
فلما رأتها الاميرة جوانا شاحبة الوجه استعلمت منها سبب ذلك الشحوب فأخبرتها أن هناك شخصاً كان يتبعها
فطمئنتها الاميرة قائلة
- لا تخافي سأبعث من يتبع ذلك الشاب ويعرف لي أخباره أما أنت فبعد أن تنتهي من هنا
ستدلك الخادمة على ممر سري يوصلك الى زاوية مهجورة في نهاية السوق ومنها تستطيعين أن تكملي طريقك مطمئنة
أما صاحبنا فبعد أن أنقذ ذلك الشيخ رجع الى بيته ولم ينتبه الى من كان يتبعه
استقبله المتدرب الجديد ميلون .. أخذ منه القبعة والسيف ثم أحضر له العشاء (وكان من واجبات المتدرب أن يقوم على خدمة الفارس )
- سيدي الفارس هل ستعترف بي الان رسمياً متدرباً لديك
- سأرسلك في مهمة تحري ان أتيتني بأخبار جيدة اعترف بك متدرباً عندي ولكن حذاري أريد أن يتم كل شيء بسرية
- حسناً اعتمد علي في ذلك
في اليوم التالي بقي جانلوك في البيت ينتظر عودة ميلون ( كان بيته متواضعاً نسبة الى بيوت من هم بمنزلته وذلك لان
والده تنازل عن جميع ممتلكاته وعاش في تقشف لا يعلم له سببا ولم يرضى بتدريب جانلوك حتى يرضى أن يعيش مثله )
عند غروب الشمس كان جانلوك يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً في انتظار ميلون
- أين ذهب ذلك الغبي لم تأخر هكذا .. وإذا بميلون يدخل عليه نظر اليه جانلوك بتركيز ثم جلس وخاطب ميلون
وكأنه لم يكن مهتماً بما سيسمع من أخبار
- هات ما عندك
- انا جائع الان اريد أن آكل .. وبدأ يأكل على مهلٍ كي يغيض جانلوك لانه يعلم مدا أهمية هذه الاخبار لديه
- هيا تكلم الان ..
- أحس ببعض التعب واريد ان انام قليلا .. نفد صبر جانلوك وصرخ بميلون
- تكلم أيها البائس والا دققت عنقك
- حسناً حسناً سأتكلم لاتغضب .. الفتاة إسمها ميريل عمرها عشرين عاما تلقب هنا بالطاهرة لسمو أخلاقها
وأدبها .. يظهر عليها سيماء النبل ويعتقد أهل البلدة نها من أشراف القوم ونبلاءهم لانها تجيد القراءة والكتابة
وتقول الشعر وتعرف التطريز كما أن جمالها ملوكي هذا ما سمعته عنها يا سيدي جانلوك أما المرأة الملقبة بالارملة السوداء
فهي أمها أتت الى هنا عندما كان عمر ابنتها بضعة شهور ولا يعرف أحد شيئاً عن أصلها أو من أين جاءت وخادمة عجوز
كما أن هناك من يراقب البيت في الايام الماضي أخبرني الخباز القريب من كوخهم أن امرأة عجوز تأتي وتجلس قبالة الكوخ
كأنها تستجدي ولكن عينيها حذرة ومنتبهة وذكية وليستا بعيني متسولة وأهل البلدة يخافون على المرأة وابنتها أن تكونا
هاربتان من خطر وقد جاء من الماضي كي يهددهما هذا كل ما عرفته يا سيدي
- وهل رأيت تلك العجوز
- نعم نعم كانت تجلس قبالة الكوخ كما أخبرتك
- هيا بنا سوف نذهب الى هناك ونتبين حقيقة تلك الشمطاء
- كلا يا سيدي لقد تأخر الوقت الان وانا أكيد أن العجوز قد ذهبت لكن الخبا أخبرني أنها تأتي كل يوم عند شروق الشمس
ولا تذهب حتى غياب الشمس ولذلك نذهب في الصباح حتى ترى ملامحها بوضوح
حاول جانلوك في تلك الليلة النوم لكنه لم يستطع بقي مستيقظاً حتى شروق الشمس ارتدى ملابسه ودرعه ثم حمل سيفه
وخرج مسرعاً وكأن الجن خلفه وصل الى الكوخ في وقتٍ قياسي وهناك شاهد تلك العجوز نظر اليها ملياً وأحس أنه رآها سابقاً
لكنه لا يذكر أين ومتى ، بقي هناك جالساً تحت الشجرة وهو يحاول أن يتذكر أين شاهد تلك المرأة وعندما انتصف النهار
شاهد رجلين يقتربان منها يرتديان حلة الفرسان .. همست لهما العجوز ببضع كلمات ثم غادر الرجلان
مر بخاطر جانلوك موقف حدث منذ خمس سنوات لا يدري مالذي ذكره به ..جون دي لافاك متدربه السابق لقد أختفى منذ ذلك الحين
ولم يعرف أحد عنه شيئاً .. رجعت به الذاكرة وكأنما حدث كل شيء بالامس وقتها كان قد كلفه والده بمهمة حراسة الوزير وأخبره
- لاتذكر للوزير من تكون .. لقد طلب مني أن بعث لحراسته شخصاً شجاعاً وموثقاً ولست أعرف من هو أشع او أوثق منك
لكني لا أيد أن تربطك أي علاقة بذلك الرجل حتى لا تخبره بإسمك وخذ معك جون دي لاماك فإني أتوسم فيه خيراً
ذهب جانلوك وتلميذه جون دي لاماك مع الوزير استمرت الرحلة اسبوعاً كاملاً .. وفي احدى الليالي استيقظ جانلوك وشاهد أمراً
يخجل منه أي فارس نبيل شاهد تلميذه جون دي لاماك يشهر سيفه ويحاول أن يطعن الوزير وهو نائم ( وهذا يعد وصمة عار للفارس
إذا حاول الغدر بشخص نائم حتى ولو كان ألد أعداءه ) صاح جانلوك بجون قائلاً
- ويحك أيها الشقي أهذا ما علمتك اياه .. أتريد أن تغدر بمن أئتمنك على حياته ايها الجبان
أخفض جون سلاحه ونظر الى معلمه ، يعلوه الذل لما أقدم عليه فضربه جانلوك بقفازه معلناً رغبته بمبارزة بينهما
- لن يغسل عار ما قمت به ولن أغفرلك الا إذا نازلتني نزال الفرسان هذا اذا لم تكن جباناً ديدنه الغدر
انتفض جون دي لاماك لهذه الإهانة وقبل بالمبارزة وأتفقا على اللقاء بعد ثلاثة أيام عند منتصف النهار
في يوم المبارزة كان جانلوك خائفاً أن لا يأتي جون للمبارزة ويخيب ظنه به .. لكن جون أتى على الموعد
لكن تعلو ملامحه نظرة فارغة واختفت نظرة النباهة من عينيه تقدم من جانلوك واستل سيفه وحمل على جانلوك
تبارز الفارسان مبارزة عنيفة وكان جون يقاتل معلمه وكأنه لايعرفه بل كأنه عدوه وأوشك مرتين على قتله لكن جانلوك
تفاداه ببراعة بعدها حمل عليه جانلوك وأطار السيف من يد جون عندها وكأنما كان منوماً استعادت عينيه نظرة النباهة
نظر يميناً وشمالاً كأنه لايدري لما هو هنا .. اقترب منه جانلوك
- لقد قاتلت ببسالة كنت أخشى أن لا تأتي ..كيف جرحك اتمنى ان لا يكون بليغاً انتبه جون ليده التي تنزف
سمعا صوت خطوات التفتا وشاهدا عجوزاً تقترب منهما وقفت أمامهما نظرت الى جون وقالت
- هيا بنا بني قم معي كي أداوي جرحك
- حسناً أماه .. أجابها جون ومشى متثاقلا خلفها
ناداه جانلوك فالتفت اليه بتلك النظرة الفارغة ثم التفت ماشياً خلف تلك المرأة
رجع جانلوك الى الحاضر مصدوماً
- لقد كانت العجوز ذاتها أنا متأكد من ذلك .. التفت ناحية الكوخ ولم يجد المرأة كانت قد غادرت
ولاحظ أن الشمس غابت دون أن يشعر بذلك
رجع الى البيت مهموماً .. من تلك المرأة وماهي علاقتها باختفاء جون لقد ناداها امه لكنه أخبره أنه لم يرى والديه
ولمذا تراقب كوخ الارملة السوداء ولحساب من تعمل وماذا يريدون من امرأة فقيرة وابنتها ونذر نفسه لحمايتهما
- سأترك كل أعمالي وأراقب المرأة ليل نهار حتى أعرف من هي وماذا تريد .
ذهب جانلوك في اليوم التالي لكنه لم يشاهد المرأة بالجوار بقي منتظراً لكنها لم تأتي وعند الظهيرة خرجت الارملة السوداء
على عجل لكنه لم يتبعها وبقي مرابطاً عند الشجرة يراقب المكان وبعد ساعة رجعت تلك الارملة ودخلت البيت ولم تخرج مجدداً
ظل يمشي في ذلك الشارع قرب الكوخ ذهاباً وإياباً ينتظر تلك الشمطاء لكن حل الغروب ولم ترجع لكنه رأى ذينك الرجلين
يتجولان في المكان فأوجس في نفسه منهما خيفة ولما رأيا انه يراقبهما ذهبا
أما تلك الارملة فقد ذهبت الى مخدومتها الاميرة جوان وارتمت تحت قدميها واخبرتها التالي
- سيدتي الاميرة اني استجير بك من مصاب سيحل بي وبإبنتي لقد كنت مراقبة من اسبوع لاا أعلم من لكني أحس بالخطر
وإحساسي دائماً يصدقني .. وبالامس اقتحم لص كوخي فالتجأت وابنتي في قبوٍ خفي تحت السرير وعندما خرجنا في الصباح
وجدت البيت مقلوباًرأساً على عقب ولم يسرق شيء إذن هو لم يدخل بقصد السرقة .. أنا خائفة يا سيدتي
- هل هو ذلك الشاب الذي قلت انه كان يتبعك ( وفكرت الاميرة في نفسها - لقد بعثت خلف الشاب من يأتيني بأخباره
وقال الذي تبعه انه لم يرى من هذا الشاب الا الشجاعة والشهامة والنبالة فقد قارع اربعة سيوف وجازف بنفسه لينقذ شيخاً لا يعرفه
ثم رفض حتى أن يعطي اسمه ولو أعطاه لكان له شأن عظيم عند جلالة الملك ، فمثله لا يأتي على أمرٍ قبيح كاقتحام بيتٍ )
قالت الارملة - كلا يا سيدتي ليس هو لقد مضى على تردده تحت تلك الشجرة قرابة الشهر ولم يقم بأي عمل مشين ولم يقترب
مني او من ابنتي
- ربما كان ينتظر اللحظة المناسبة سأرسل بطلبه واتبين حقيقة أمره وان لم يكن هو سأكلفه بحمايتكما فقد وصلني انه من الشجعان
إذهبي الان ولا تخشي شيئاً رجعت الارملة السوداء واخذت ابنتها واختبئت ليلتها تلك في القبو ايضاً ولم تخرجا حتى الصباح
وبينما كانتا تتناولان إفطارهما طرق الباب وإذا بحارس من حرس القصر الملكي ( تعرفت عليه من شكل بزته )
وأخبرها بأن الاميرة ارسلت بطلبها هي وابنتها ويجب عليهما الحضور فوراً
تعجبت الارملة من هذا الامر فالاميرة عندما تريدها لأمر ما تبعث اليها بوصيفتها وليس حرس ببزة رسمية وعربة أشبه بسجن المجرمين
طلبت من الحارس أن ينتظر حتى تجهز هي وابنتها وأسرعت الى ابنتها تضمها الى صدرها كأنها تريد أن تحميها من هذا العالم الخطير
- مالأمر أمي ؟ لم أنت ترتجفين ؟ من الذي طرق الباب ؟
- انهم من الحرس الملكي .. هل ذلك الشاب لا يزال تحت الشجرة نظرت ميريل من النافذة وشاهدت جانلوك جالساً في مكانه المعتاد
- نعم أمي انه هناك
- الى أي مدى تثقين بذلك الشاب يا ابنتي
- إني ائتمنه على حياتي أماه( وكانت الفتاة تحمل له وداً كالذي يحمله لها )
- حسنا اعطيه اشارة ليأتي الى هنا بينما أكتب له رسالة فاني لا توقع خيراً من ذهابنا
كان جانلوك كعادته طوال الشهر الماضي يجلس تحت ظل الشجرة .. فتحت النافذة على عجل ورأى فتاته تنظر باتجاهه ثم تشير اليه
وتنادي الي الي ايها النبيل انتفض بطلنا وركض باتجاه الكوخ وهناك شاهد عربة تقف على باب الكوخ وقبل أن يصل أوقفه ثلاثة فرسان
- هي انتظر ايها الفارس لدينا أمر بالقبض عليك
- حاول ان استطعت .. واستل سيفه وبدأ بمبارزتهم وفكره مشغول بسكان الكوخ وما يجري معهم
وصل ميلون في اثناء المبارزة ووجد سيده يقارع ثلاثة سيوف فشهر سيفه ودخل الى المعركة ( مع انه لازال يفتقر الى القوة والمهارة لن كبر عليه أن يقف متفرجاً )
شاهد جانلوك المرأتين تساقان الى تلك العربة المقفلة حاول أن يجري خلفهما لكن عاجله احد الفرسان بضربه وجرحه
- هناك قاعده يعرفها جميع الفرسان لا تغفل عن خصمك طرفة عين
سقط جانلوك على الارض مغماً عليه ..افاق جانلوك فتذكر الكوخ والفتاة والعربة نهض بسرعة فأحس بألمٍ في صدره
- على مهلك ايها الشاب لو أنك أتيت بكل أدب لما حدث لك هذا وأشارت الى جرحه
- من أنتم وماذا تريدون من ميريل وأمها؟ .. الى أين أخذتموهما ؟
- على رسل ايها الشاب .. أنا الاميرة جوانا عمة الملك جئنا بك الى هنا لنعرف لما تراقب كوخ الارملة فان لها حظوة عندنا
علم جانلوك ان الاميرة لا تريد شراً بميريل وامها فاطمئن باله وشرح للأميرة كيف رأى ميريل واغرم بها وكيف تبع امها كي يخطبها
وعن العجوز والرجلين وانتهاءً بحادثة اليوم
- واعذريني سيدتي فعندما رأيتهما تساقان الى عربة مقفلة طار صوابي ولم أكن اتوقع أنك انت من أرسلت بطلبهما
كانت الاميرة تتوسع عينيها ويشحب وجهها مع كل كلمة يتلفظ بها جانلوك رفعت يدها الى فمها بصدمة
- أنا لم ارسل بطلبهما ولم ارهما اليوم
- ماذا !!! قفز جانلوك واقفاً ونسي انه بحضرة أميرة .. كيف ذلك إذن هل هما مختطفتان ؟
- لا أدري ، واخبرت الاميرة جانلوك بكل شكوك الارملة ومخاوفها
وصل جانلوك الى الكوخ وهو يمني النفس بأنهما رجعتا .. طرق الباب ففتحت الخادمة الباب ولما تعرفت اليه طلبت اليه أن ينتظر ودخلت مسرعة وعادت اليه
تحمل رسالة وقالت له انها له من الارملة سألها إن كانت تعرف الى اين ذهبتا فأخبرته ان الاميرة أرسلت بطلبهما
فتيقن عندها أنهما مختطفتان وأقسم أن ينقذهما ولو على قطع رقبته
رجع جانلوك الى بيته منحني الكتفين وكأنما يحمل هموم العالم فوق ظهره جلس على سريره ونظر الى الرسالة يريد أن يخترقها
- ترى ماذا كتبت ومالذي تريده مني ؟
فتح الرسالة ووجد في داخلها رسالة له ورسالة أخرى ، فتح ارسالة الموقعة باسمه فوجد مكتوب فيها بضع كلمات تخبره عن شكها بأمر الحرس
- ونحن ليس لنا في هذه الدنيا معين وقد توسمنا في خيراً ستجد في الرسالة الاخرى قصتي كاملة إقرأها كي تحيط علماً بكل الاحتمالات
وبعدها خذها الى الملك السابق لويس الحادي عشر ودعه يقرأها
نظر اليها ملياً " الملك لويس !! " ( لقد سمع أن الملك لويس الحادي عشر اعتزل الملك عندما بلغ ابنه الثامنة عشر واعتزل في كوخ صغير متهالك
ولم يستقبل احداً ولم يشارك بعدها حياة النبلاء ) مالذي يجعلها تظن انه سيغير رأيه من أجلها
نظر الى الرسالة الثانية كأنها ستلدغه ثم أجبر نفسه على فتحها بيدينترتعشان وجلاً مما سيجد !
رجعت به الرسالة عشرين عاماً للخلف
الثالث عشر من نيسان عام 1755
كان قد مر على زواج الملكة إيزابيلا والملك لويس الحادي عشر 7سبع سنوات
قبلها كان الملك متزوجاً من الملكة كاثرين وقد توفيت بعدما أنجبت وريث العرش بأيام
وقد اوصت الملك أن يتزوج من شقيقتها ووصيفتها الخاصة إيزابيلا ( كانت ايزابيلا أخت الملكة من جهة امها )فهي لا تأتمن على ابنها غيرها
فكانت إيزابيلا نعم الام والزوجة ..وشيئاً فشيئاً اغرم الملك بالملكة وأحب الامير خالته كأنها امه
وفي ذات يوم اعلن بعض الامراء التمرد وحشدوا الجيوش لمقاتلة الملك فاضطر الملك للذهاب وقيادة الجيش
لقمع المتمردين وفي وقتها كان فارس الملك النبيل تريستان يلازم الفراش لحمى المت به وكان هو من خيرة فرسان الملك
في التاسع عشر من نيسان تحركت جيوش الملك الى أرض المعركة وترك ابنه وزوجته أمانة لدى وزيره وابن عمه رينيه ولم يعلم بحمل زوجته
كان هناك ساحرة اسمها عثة تعيش بالقصر كان قد أجبر الملك على تعيينها مستشارة له نزولاً عند رغبة امه لانها كانت تؤمن بالسحرة والدجالين
وكانت الساحرة تشير على الملك ما يفعل بالتنجيم وكلام النجوم ..كانت تخفي عن بقية الناس حقيقة أنها ساحرة
لان الساحرة في ذلك الزمان تحرق ليس انهم لا يؤمن بسحرها بل خوفاً من سحرها
وكانت عثة تبغض الملكة إيزابيلا وتضمر لها الشر لانها لا تخشى سحرها ودائماً تحذر الملك من خبثها
فوجدت في ذهاب الملك خير وقت لتصفية الحساب فذهبت الى وزير الملك رينيه( وكان رينيه ضعيف النفس
يؤمن بالدجالين ويصدق كل ما تنطق به عثة وكان قد فقد ولده ابن الخمس سنوات ولم يجد له أثر )
فجاءته عثة وأخبرته انها قد توصلت الى خيط يصلها الى ابنه لكن هناك ضباب وحواجز تحول دون معرفة مكانه بالتحديد
فإذا كان يريد أن يجد ابنه عليه ان يزيل الحواجز واكبر تلك الحواجز هو الملكة إيزابيلا !
أحتار الوزير من طلب عثة فهو يحترم الملكة ويكن لها الود لكن ضعف نفسه وسوء سريرته تغلبت على عقله
فوافق مع عثة على التخلص من الملكة وجلسا يحيكان خطة لقتلها
الان أحبتي القراء سنترك تلك المؤامرات تحاك بالخفاء ونرجع بأذهانكم الى أحدى شخصيات قصتنا
هل تذكرون الشيخ الذي انقذه جانلوك في بداية قصتنا ؟ كانت لديه مهمة الان سنتعرف الى ذلك الشيخ ونعرف ما هي مهمته
لم يكن الشيخ سوى الملك السابق لويس الحادي عشر كان قد علم مؤخراً من وصيفة الملكة ومربيتها عندما كانت على فراش الموت
أن الملكة إيزابيلا لم تقتل وأنها ( أي المربية ) وفارس الملك النبيل تريستان قد هرّبا الملكة في الليلة التي كان مقرراً أن تعدم في صباحها وأخفوا ذلك حماية للملكة
فرح الملك بشدة لهذه الاخبار فقد كان الملك يعشق زوجته ولم يصدق تهمة الخيانة التي نسبت اليها ومحاولة قتلها للامير
( فعندما رجع الملك من المعركة أخبروه أن الملكة قد أُعدمت لانها حاولت قتل الامير شارل وانت من صدق على ذلك الأمر جن جنون الملك ونفى أن يكون
قد أقدم على ذلك وهناك تذكر الرسالة التي جاءته قبل شهور تخبره فيها أنهم قبضوا على امرأة نحاول قتل الامير وسجنوها في كوخ متداعي لحين تصديق الملك
على قرار الاعدام وقد صدقه وهو لا يعلم ان المرأة المتهمة ماهي الا جلالة الملكة ايزابيلا زوجته الحبيبة فحزن الملك لموتها أشد الحزن وعلم ان في الامر مكيدة لكنه لا يعلم من وراءها
وعندما بلغ ابنه الثامنة عشر تنازل له عن العرش وترك القصر ومباهجه واعتزل العالم وسكن في نفس الكوخ الذي سجنت به الملكة قبل إعدامها وعاشت به ايامها الاخيرة
ولم يغادره حتى ارسلت في طلبه وصيفة الملكة لتبلغه بسرٍ خطير عن الملكة لا تريد أن تأخذه معها الى قبرها )
بعد سماع الخبر انطلق بحثاً عن الملكة عله يجدها بعد كل تلك السنوات ويعوض عليها حزنها وتشردها
وبعد بحثٍ وتدقيق علم أن هناك امرأة تعيش مع فتاة شابة تدعي انها ابنتها في أحد الارياف لا يعرف عنها شيء الا أنها يظهر عليها انها ربيبة عزٍ ومن الاشراف
فقصد الملك ذلك الريف فلربما كانت المرأة هي زوجته وما تلك الفتاة الا تمويها حتى لا يعثر عليها احد .. وهناك التقى ببطلنا
وجد عنوان تلك المرأة بصعوبة فأهل ذلك الريف لم يكونوا متعاونين معه ولم يرشدوه الى بيتها خوفاً عليها وحماية لها
لكنها رشى أحد الاطفال فأخبره بعنوانها فعزم أن يذهب اليها صباحاً ليتأكد من هويتها
سنترك الملك السابق وأحلامه ونعود للرسالة بين يدي جانلوك كنا قد تركنا الوزير وتلك العثة يحيكان مؤامرة للتخلص من الملكة
- حسناً ما هي خطتكِ للتخلص من الملكة
- انت تعلم ان الملكة تعد بنفسها طعام الامير خوفاً عليه من الحاقدين والطامعين في عرش ابيه
نحن سنسقيه نسبة قليلة من سم فعال جدا لكنه ان سقي بنسب قليلة على فترات متباعدة لا تظهر على المريض اعرض تسمم
بل يبدو كأنه احد الامراض الشائعة وعندما نسقيه سيصاب بداية بالحمى والقيء عندها سنبدل القارورة التي تستخدمها الملكة
في طعام الامير شارل بقارورة تحوي ذلك السم ونمسكها بالجرم المشهود ونجعل من يمسكها متلبسة بجرمها " فارس الملك "
ليصبح مصداقية لحجتنا وعوناً لنا في اعدام الخائنة
قال لها الوزير : ولكن الفارس مريض الان ولا يستطيع النهوض من فراشه
- ايها البليد لحين ظهور الاعراض على الامير يتطلب الامر شهراً كاملا سيكون خلالها الفارس قد تعافى من مرضه
طبقت عثة خطتها وكانت كل اسبوع تتسلل ليلا الى غرفة الامير وتضع له قليلا من السم في شرابه وتخرج كما دخلت خفية عن الانظار
في ذات يوم دخلت الملكة ايزابيلا على الامير فوجدته طريح الفراش مرتفع الحرارة .. حارت بأمره فأرسلت بطلب الطبيب والوزير وفارس الملك
وكان القلق يقتلها ، خوفاً على ربيبها وابن شقيقتها الغالية فلقد وعدت شقيقتها بالحفاظ عليه وتنشئته نشأة صالحة
عندما فحصه الطبيب لم يعرف ما هي علته واحتار بأمر مرضه فلم تمر عليه مثل هذه الاعراض قبلاً
دخلت عليهم تلك الساحرة الخبيثة عثة وأخبرتهم ان الامير مسموم وان من سممه هو اقرب الناس اليه ثم اغمضت عينيها وقالت بعض عبارات الدجل
فتحت عينيها بشكل مخيف وكأن بها مساً من الجنون وقالت لقد سقي من قارورة كذا وكذا شكلها ووصفت لهم القارورة التي تستعملها الملكة
أمر الوزير باحضار جميع الخدم وسألهم عن القارورة المذكورة فقال الخدم انها التي تستعملها الملكة وهي تأخذها معها ولا تدع احد يلمسها
التفت الوزير الى الملكة وطلب منها ان تحضر القارورة فانتفض النبيل تريستان لذلك الاتهام الصريح بحق الملكة الطيبة والكل يعلم تفانيها وحبها للامير
فوضع يده على قبضة سيفه ليستله قائلاً ويحك كأئناً من كنت اتجرؤ على إهانة الملكة ؟
- على رسلك ايها الفارس سنرى القارورة فقط وان كانت العثة مخطئة لن يضر ذلك الملكة بشيء
تقدمت الملكة وقالت - لا بأس ايها الفارس سأريهم القارورة ( ولم تكن تعلم ان تلك العثة قد استبدلتها بأخرى مملوءة بذلك السم )
ولما رأى الطبيب ما بداخل القارورة فزع وجزع من هول الصدمة فقد كان كلام العثة صحيحا وهذه هي نفس اعراض ذلك السم
أمر الوزير الفارس بالقبض على الملكة تردد الفارس لكن الوزير صرخ به - أتتوانى عن أداء واجبك في حماية ولي العهد ايها الفارس
فاضطر الفارس للقبض على الملكة وسجنها حيث أمر الوزير لكنه اقسم في نفسه انه سيعرف سر تلك المؤامرة وسينقذ الملكة ولو خسر دونها حياته
اما الملكة فلم تدافع عن نفسها وأبى كبرياءها أن تدافع عن نفسها لجرم لم ترتكبه واشفقت على الروح الصغيرة التي تنمو في أحشاءها
لكنها لم تخبر احداً عن حملها وبقيت في ذلك الكوخ لحين صدور أمر الملك بقيت حوالي الشهر مسجونة في ذلك الكوخ الحقير وليس معها احد لخدمتها
وفي ذات ليلةجاءها الفارس تريستان برفقة وصيفتها وأخبرها انه ظل يراقب الوزير والعثة وعلم بالمؤامرة التي حيكت ضدها بين الوزير والعثة
لكنه لا يملك اثباتاً غير كلمته ضد كلمتهما كما إن الملك أصدر أوامره بإعدامها وسينفذ الحكم صباح الغد
صدمت الملكة - ابهذه السهولة يتخلى عنها الملك دون حتى أن يتحرى عن الامر اذن من اجل ماذا أعيش فلينفذ حكمه
- إياك ان تقوليها ايتها الملكة سأخرجك من هنا مهما كلفني الامر فلا احد يستحق ان تضحي من اجله
وهنا تذكرت الملكة جنينها .. عليها ان تعيش لتخرجه الى الحياة فوافقت الملكة معه على تهريبها
اخرجها الفارس خفية حتى وصلا الى مشارف المدينة وطلب منها ان تخفي هويتها وان تذهب الى احد الارياف ولا يريد حتى هو ان يعرف وجهتها
ذهبت الملكة الى الريف وارتدت السواد حداداً على حبها الذي ضاع وعالمها الذي انقلب رأساً على عقب
وولدت طفلة جميلة كفلقة القمر بجمالها أسمتها ميريل وعملت خياطة لدى عمة زوجها وهي عجوز كبيرة لم تغادر الريف منذ ان كان الملك يافعاً ولم تشاهدها ابداً
وختمت الرسالة بعبارة لا بد للحقيقة ان تظهر وان طال الزمن
سقطت الرسالة من بين يدي جانلوك واسقط رأسه بين كفيه
- يا ويلي يا لي من شقي بائس .. ميريل هي اميرة .. علي ان انسى اني رأيتها .. لكن يجب علي اولاً أن انقذها وأمها
دخل عليه المتدرب ميلون مسرعاً وانفاسه تتلاحق
- سيدي الفارس سيدي الفارس
- ماذا وراءك يا ميلون
- يقول أهل البلدة ان هناك رجلاً يسكن في النزل يسأل عن الارملة السوداء ويطلب تفاصيل حياتها
- أين ذلك الرجل ؟ في نزل التفاحة ؟ خذني اليه على الفور
ذهبا الى ذلك النزل وعندما شاهد الرجل صدم الاثنان فلم يكن سوى الرجل الذي انقذه جانلوك في تلك الليلة
تصافح الرجلان وجلسا كلمة من هنا وكلمة من هناك اعجب الرجلين ببعضهما وتعارفا فلما عرف جانلوك هوية
الرجل ارتعد .. والد ميريل الذي يجب ان يعطيه الرسالة .. تبدل لونه وتعرق جبينه ثم عزم على تنفيذ طلب الارملة بل الملكة ايزابيلا
فأخبر الملك أن لديه ما يخبره به
- هيا بني قل ما تشاء
- ليس هنا سيدي يجب ان تذهب معي الى بيتي لان ما عندي من أخبار يجب أن تقرأه
وصلا الى بيته فأعطاه جانلوك الرسالة ارتجفت الرسالة في يدي الملك السابق وتساقطت دموعه
حزناً لما قد مرت به زوجته وصدم عندما علم انها كانت حامل وان لديه ابنة شابة
فجثا امام جانلوك وامسك بيده " خذني اليهما انا ارجوك بني ، ان شئت سأقبل قدميك لكن دلني عليهما
نهض جانلوك وأمسك بيدي الملك
- كلا يا مولاي انا اعتذر لا استطيع ذلك
- ولم ..لم لا تستطيع هل هي من طلبت منك ذلك أقسم لك اني لم أعلم ان الملكة هي المتهمة
ولو علمت لعرفت انها مؤامرة تحاك ضدها ولما وافقت على ذلك فأني أئتمنها على روحي ولو كانت تريد إيذاء الامير
لفعلت ذلك عندما كان رضيعا لقد أنقذته مراراً من الموت فهي تحبه اكثر من نفسها لكن السفلة اخبروني انها امرة مجهولة
لكن عندما رجعت وجدت زوجتي قد أعدمت وتركني الفارس تريستان وتنازل عن لقبه وثروته وترك
لقد ظن اني نسيت ماقدمته الملكة وامرت بقتلها حتى دون أن اتثبت الامر ..لكني لست هكذا
فقد كنت احبها أكثر من الحياة نفسها كيف اقتلها فاني بذلك اقتل نفسي .. دلني عليها بني انا اترجاك
احتار بطلنا كيف يخبر الملك باختطافهما وهو ملهوف هكذا لرؤيتهما
- مولاي ان الملكة ايزابيلا والاميرة ميريل مختطفتان
- مـ مـ ماذا ؟ متى ؟ وكيف ؟ ومن ؟ تأتأ الملك وخانته فصاحته المعهودة
- صباح اليوم .. بعربة مقفلة كعربة السجن ..وحراس من القصر اخبروها ان الاميرة جوان ارسلت في طلبها
وابنتها لكني قابلت الاميرة جوان ونفت ان تكون لها أية علاقة باختفاءهما لكني رأيت عجوزاً تراقب الكوخ فلا بد أن لها يداً في اختطافهما
سكت الملك قليلا ثم قال : انها عثة تلك الساحرة الخبثية فلابد من انها والوزير قد علما ان ايزابيلا لا زالت على قيد الحياة وبدءآ بالبحث عنها
ليتخلصا منها قبل ان اجدها ويفتضح امرهما فعندما أرسلت وصيفة زوجتي في طلبي وأخبرتني أن ايزابيلا لا زالت على قيد الحياة كانت
هي تتنصت علينا لاني عندما خرجت لمحتها تذهب مسرعة .. سأرسل الى شارل بتفاصيل ما حدث ليقبض عليهما
- كلا يا مولاي إياك ان تفعل هذا
- ولم لا .. عليهما ان ينالا جزاءهما ويتجرعا نتائج ما اقترفت ايديهما
- صدقت مولاي لكن ليس الان .. علينا ان نتصرف بحذر حتى لا يقوما بعمل أهوج ويقدما على قتل الملكة والاميرة
- صدم الملك وشحب وجهه ..لا يجرآن
- اخشى انهما يجرآن لذلك علينا ان نفكر على طريقتهما
- على طريقتهما !! وكيف ذلك ؟
- اولا علينا الذهاب الى العاصمة ثم تذهب انت وميلون الى قصر اللوفر وتقدم ميلون للملك شارل على انه منقذك
وأنك تريد تعيينه في القصر مكافئة له على انقاذك واذا اعترض الملك على تعيينه في القصر لصغر عمره أصر عليه
انت بالقبول
- وماهي فائدته في القصر ؟
- ليراقب لنا تحركات الوزير ..صحيح انه صغير في السن وخبراته في القتال قليلة لكنه ذكي الفؤاد وذو ذهنٍ وقاد
اما انا سأراقب تلك الساحرة الشمطاء عثة فلي معها حساب قديم كما انها خبيثة يجب ان نراقبها بحذر
- وأنا ماهو دوري من كل هذا ؟
- انت عليك التظاهر وكأن شيئاً لم يحدث وتبقى في القصر حتى اذا وصلنا لطرف خيط تدخلت انت
غادرا الريف في صباح اليوم التالي وعندما وصلا الى مشارف القصر أفترق عنهما جانلوك ودخل الملك السابق لويس والمتدرب ميلون
عند الملك شارل .. لم يصدق الملك شارل عينيه عندما رأى والده في القصر واحتفى به واستقبله خير استقبال
فالملك السابق لم يدخل القصر منذ تنازل عن العرش
- اهلا بك يا والدي لما لم تخبرنا بقدومك لخرجنا نستقبلك على ابواب العاصمة
- لا داعي لذلك لقد جئت الى هنا كي تعين هذا الشاب في القصر
- نظر الملك شارل الى ميلون وقال: لكن يا والدي انه لا يزال يافعاً وليس كفرسان القصر
- لكن هذا اليافع هو من انقذ حياتي وانا آمرك بتعيينه في القصر
- حسناً أبي كما تريد ... هل ستبقى هنا؟
- ربما سأبقى لفترة
- انا سعيد انك قررت ان تترك حياة العزلة وتنضم الينا
بقي ميلون طوال عشرة ايام يتبع الوزير كظله ويدعي البلاهة وخفة الدم حتى لا يرتاب به الوزير او يخشى جانبه
أما جانلوك فعكف على متابعة الساحرة عثة ومراقبة كل تحركاتها ، لكنها كانت تتصرف بحذر كأنها تعلم انها مراقبة ...
لكن في ذات ليلة رآها جانلوك تخرج من القصر وتتجه في غير اتجاه قلعتها
فتبعها حتى دخلت الى منطقة هجرها سكانها على اثر زلزال اصابها وهناك رأى بناءً متين على طراز السجون
حوله بعض الجنود للحراسة ورجل واقف وظهره اليه
فلما وصلت اليه عثة التفت فاذا به الوزير وهنا اعتمل الشك في نفس بطلنا بوجود ذينك المسخين معا في هذا الوقت المتأخر
وهذه المنطة المهجورة الا اذا .... وهنا أيقن ان الملكة وابنتها في ذلك البناء ... وفجأة أحس بحركة خلفه
التفت ويده على قبضة سيفه فشاهد تلميذه ميلون واقفاً نفس وقفته فاعتدل الاثنين وتصافحا
- هل جئت خلف الوزير
- اجل .. لكن مالذي أتى بك الى هنا يا سيدي
- وضع جانلوك يده حول كتفي ميلون وجعله يلتفت الى الجهة الثانية اترى من يرافق الوزير في هذه النزهة الليلية
نظر ميلون ثم التفت الى جانلوك " الساحرة عثة "
- بالضبط وهذا معناه ؟
- أن الملكة والاميرة محتجزتان في ذلك البناء
- هذا صحيح والان يجب أن تذهب الى الملك وتخبره بذلك وانا سأراقب الساحرة والوزير وسنلتقي بعد ساعتين في القصر
ذهب ميلون مسرعاً الى الملك وأخبره بكل شيء
أما جانلوك فبقي يراقب الساحرة والوزير الى أن دخلا البناء
دخلت الساحرة الى حيث الملكة وابنتها .. أهلاً بك من جديد إيزابيلا ها قد التقينا مجدداً .. ثم تقدمت من الملكة وأمسكت
بذقتها ..عندي لك مهمة تليق بملكة وضحكت ضحكتها الخبيثة .. الا زلت تعتنين بالايتام ؟ لكني أشكرك لجلبك هذه الحسناء معك
فلطالما تمنيت ان أكون جميلة
- مالذي تريديه منا أما كفاك ما فعلته سابقاً ايتها العثة الخبيثة
ضحكت الساحرة وقالت : سأخبرك يا عزيزتي وستعرفين كل شيء فلا تستعجلي قدرك
ذكر في الاساطير السحرية القديمة " قبل مئات السنين كان هناك حاكماً عادلاً حكم الارض
وكان هناك سبع ساحرات نشرن الشر والخراب بين الناس .. وفسادهن في الارض أغضب ذلك الحاكم
نهاهن فلم ينتهين فحجزهن في طلسم قوي فرقهن في سبع قارات .. بقيت الساحرات يحاولن التواصل
وبعد عشرات السنين استطعن الاجتماع بسحرهن وحطمن الطلسم واجتمعن على أن يتخلصن من ذلك الحاكم
ولما اقتربن من قصره كان هو على فراش الموت وقد كبر في السن كثيراً فلما دخلن عليه ألقى عليهن طلسماً
ليخلص الناس من شرورهن .. وكان الطلسم يحولهن الى نجوم تحمل نعشه على الدوام وسميت تلك النجوم حاملات نعش
ولا يرمين هذا النعش سوى مرة واحدة كل خمسمئة عام وعندما يرمين النعش يحققن أمنية لكل ساحرة " وسيحين الموعد حسب ما قرأت بالنجوم بعد منتصف هذه الليلة
وعندها يحين دورك الملكي ونقيم الطقوس ونظرت الى الاميرة نظرة مخيفة تقشعر لها الابدان ثم تقدمت من ميريل تمسح على خدها
سيصبح وجهك الجميل هذا ملكي لكن لا تخشي شيئاً ايتها الجميلة فلست جاحدة لن اقتلك با سأهبك هذا الجسد وضحكت
ارتعدت الملكة من افكار الساحرة وقالت لها : أي طقوسٍ ؟؟ ماذا تنوين ان تفعلي بنا ايتها الشقية البائسة
آه .. أخبرتك ان لا تستعجلي الامور ..سأجيبك لكن ستتمنين لو أنك لم تسألي " يجب علي أن اقدم أضحيتين نقيتي الدم ولا يعرفان الحقد حتى تتحقق أمنيتي
وأحل في جسد هذه الفاتنة والاضحيتين هما انت لنقاء دمك وطيبة قلبك وولاءك الكبير للملك فأرى في عينيك انك سامحته رغم ما فعله بك وامره بقتلك
أما الاضحية الثانية فهو شاب مسجون عندي منذ خمس سنوات جعله ولاءه لأستاذه يتحمل أشد العذاب ويصبر على الجوع والعطش وبقي اختبار اخير سيخوضه اليوم ليصبح نقي الدم
سأقتله بيد والده وأجعل الملك يقتلك بوشاية صغيرة مني ثم أربط هذه الحسناء على عمود برأسه فالة فوق دماءكما عندها ستكتمل وسأنتقل الى جسد هذه الحسناء وتنتقل هي الى جسدي
ثم اجعلها خادمتي كي أستلذ بعذابها وهي تراني اتمتع بجمالها ثم ضحكت ضحكتها الشيطانية وخرجت الى حيث ينتظرها الوزير ..
اعتدل جانلوك في وقفته عندما رآهما يهمان بالذهاب وتبعهما الى قلعة الساحرة وسمعها تقول للوزير
- الان بقي لك الحاجز الاخير إن اجتزته سترى ابنك
- وماهو ؟ لقد اصبحت الملكة ايزابيلا ومرافقتها عندك وقلت انك لا تريدين قتلهما الان فماذا تريدين إذن
- هناك رجل مسجون في قبو القلعة اسمه جون دي لا ماك عليك مبارزته
- لـ لـ لكن تعرفين اني لست جيداً في المبارزة
- لا تخشى شيئاً فالسجين قد انهكه الضرب واضناه الجوع ولا يستطيع ان يقف بوجهك اكثر من لحظات
جمد جانلوك بدمه " جون دي لا ماك " مسجون هنا ؟ منذ متى ؟ ولماذا ؟ التفت فوجد المسخين قد اختفيا داخل القلعة
حاول دخول القلعة فلم يسمح له الحرس بذلك فاستل سيفه وهجم عليهم صائحاً : اليكم عني ايها الاشقياء
وبدء سيفه يتلوى بينهم كالافعى الجائعة والاجساد تتساقط جرحى والسيوف تتطاير من امام سيفه البتار
تخطى جانلوك حائط الحراس واقتحم القلعة اقتحام الفاتحين آخذاً معه احد الحرس ليدلّه على طريق القبو
وعندما وصل شله المنظر الذي رآه شاهد جسدين متلاحمين جسد تملأه آثار التعذيب ووقّع عليه الجوع بامضاءه
وجسد لشيخ يرتدي أجمل الحلل .. سقط الجسدين على الارض بلا حراك فقد طعن أحدهما الآخر
استفاق جانلوك من ذهوله على ضحكة شيطانية خبيثة ونظر باتجاه صاحبتها
- لقد وصلت متأخراً جانلوك ولم تحضر حفلتي الصغيرة فلقد التقى الاب والابن أخيراً
سقط فك جانلوك من الدهشة .. الاب والابن !!
- ماذا تعنين ؟
- أنت تعلم ان ابن الوزير قد خطف عندما كان صغيراً ؟..كان انا من خطفه اما ذلك الصغير فلم يكن سوى جون دي لاماك
خطفته وربيته هنا في هذه القلعة وأخفيت امره عن جميع العيون ولما بلغ الخامسة عشر من عمره بعثته ليتدرب على يدي والدك
وكان قصدي ان اجعله يقتل والدك فقد كان يحبط جميع خططي لكن والدك كان قد آلى على نفسه ان تكون انت آخر متدرب لديه
وأوكل مهمة تدريب جون دي لاماك اليك فتغير هدفي فبدل أن اقتل الفارس تريستان سأحرق قلبه حزناً على ابنه الشاب لكن هذا البائس
عندما بدء التدريب لديك أحبك واصبح ولاءه لك فكلما حاولت أن اسيطر على عقله واجعله يقتلك يخرج عن سيطرتي ما ان يحاول ان يؤذيك
وآخر مرة كانت عندما قلت للوزير ان يطلب من والدك ان يحرسه في مهمته لكن والدك كان يكره الوزير فلم يقبل بتلك المهمة لكن الوزير الح عليه
ان كان لا يستطيع هو فليكلف شخصاً يثق به فأوكل اليك بتلك المهمة وكانت فرصتي فتحكمت بعقل جون دي لاماك وأخبرته ان الوزير هو من قتل
امه ونفى والده فعليه ان يقتله وهو نائم لكن صرختك ايقظته ثم حددت بينكما موعد للمبارزة فجمعت كل جهودي وغسلت دماغه وطلبت اليه قتلك
لكنه أفاق ايضاً وجعلك تغلبه فأخذته وسجنته هنا أجلده كل يوم واطعمه كل ثلاثة ايام واسقيه كل اربع وعشرين ساعة شربة ماء
وأخبرته اني لن اطلق اسره حتى يرضى ان يقتلك لكنه أبى ذلك وتحمل العذاب والجوع والعطش فلم استطع السيطرة على عقله مجدداً وبقي هنا طوال الخمس
سنوات الماضية والان مللت منه ومن ابيه فقررت لهما أن يلتقيان أخيراً
اشمئز جانلوك مما سمع " هل يعقل أن يكون هناك شخصاً بهذا الخبث وقلباً بهذا السواد "
استل سيفه وضرب الصولجان الذي بيدها وأطاره عالياً ..سقطت هي ارضاً من المفاجأة ولما شاهدته مشرفاً عليها وسيفه بيده ارتعدت أوصالها وأكبت على قدميه
تقبلهما وتترجاه وتبكي " لا تقتلني ارجوك اقسم لك اني سأتوب توبةً نصوح ..اتقتل عجوزاً في الثمانين من عمرها عزلاء وضعيفه "
أثرت كلماتها في قلب جانلوك الطيب وقال لن الطخ سيفي بدماء امرأة ضعيفة لاحول لها ولا قوة وبما انها اقسمت على التوبة فلاعطها فرصة
ارجع سيفه الى غمده والتفت يريد أن يرى ان كان جون دي لاماك لا زال على قيد الحياة لكن ما ان أدار ظهره لها حتى عاجلته بضربة من خنجرها المسموم
الذي كانت تخبئه في كمها وطعنته به فسقط ارضاً .. واذا بصرخة مزقت السكون " عثااااااااااااااااااااه .. هذا من اجل ابني " فالتفتت واذا بسيف الوزير يفصل رأسها عن جسدها
ثم يسقط ميتا بجانب جثتها فلقد سمع كل كلامها وما فعلته به وبإبنه من أهوال وكيف كان أداة بيدها تديره كيفما شاءت
والان سنترك هذه المجزرة ونرجع الى الملك وماذا فعل
فبعد أن أخبره ميلون باحتمال وجود الملكة والاميرة في ذلك البناء الذي ذكرناه سالفاً
أخذ اربعة جنود من الحرس الملكي وذهب مع ميلون ولما اقتربوا من ذلك البناء تأهب الحرس هناك للمعكركة لكن أحد جنود الملك صاح بهم قائلاً: القوا اسلحتكم بامر الملك
ولما تأكد الحرس من كلامه القوا اسلحتم واستسلموا للحرس الملكي
دخل الملك الى داخل البناء وهناك شاهدها .. جميلة كما عهدها لم يتغير فيها سوى بعض الخطوط التي رسمت بيد الزمن قد زادتها بهاءً ووقارا
تقدم الملك بخطوات مرتبكة وكأنه يخشى ان تختفي في اية لحظة
وقفت الملكة ونظرت اليه وهي تضم ابنتها اليها كأنها تخشى عليها من أن يؤذيها ..مد يده اليهما وعينيه مغرورقة بدموع الفرح لكن الملكة انكمشت الى الخلف
فضم الملك اصابعه في قبضة وانزل يده الى جانبه ( انه لا يلومها فمن حقها أن تخافه لكنه سيستعيد ثقتها به مجددا ) جثى الملك امامها على ركبة واحدة وأمسك قبعته بين يديه
مليكتي العزيزة أعلم انك تعتقدين بي الاسوء وتظنين فعلاً اني قد شككت بك سابقاً لكني أقسم لك بكل ماهو مقدس اني لم أصدر ذلك الحكم المشؤم بحقك قبل عشرون عاماً ولم أعلم أنك انت من اتهموها
ولو علمت بتلك المؤامرة لتركت كل شيء وعدت لأثبت براءتك فاني أثق بك اكثر مما اثق بنفسي واعلم مقدار حبك لشارل وعندما عدت الى البلاد بعد انتهاء المعركة أخبروني أنك أعدمت
أحسست بقلبي يتحطم الى آلالف القطع ولم استطع الابتسام او الفرح بعدها .. علمت انها مؤامرة لكني لم اعرف مدبريها ، وما ابقاني على العرش سوى واجبي تجاه شعبي
وعندما تنازلت لشارل عن العرش قبل بضع سنوات سكنت في ذات الكوخ الذي سجنتي به قبل عشرين عاما نمت على ذات الفراش ولم أغير أي شيء فيه ليذكرني بكِ على الدوام فلقد عشتِ به آخر ايامك
حتى اني لم اوظف خادماً فلقد خدمت نفسي بنفسي كما فعلوا معك وهجرت حياة الصخب الترف ولم اخرج من ذلك الكوخ ابداً حتى بعثت مربيتك في طلبي واخبرتني انك لا زلت على قيد الحياة
عندها احسست ان الدنيا لا تسعني وعزمت امري وبدأت رحلتي للبحث عنك والان ان سامحتني ورضيت بالعيش معي من جديد سأكون خادماً لك ما حييت
وعندما لم يسمع جوابها رفع رأسه إليها فشاهد الدموع تغسل وجنتيها فارتعب من مرآى الدموع .. ايزابيلا لا تبكي ارجوك فبكاءك يؤذيني .. هل هذا يعني انك لاتصدقين اني لم اتخلى عنك ؟
انا استحق ذلك كان على ان ألاحظ حقد تلك الحيزبون عثة وابعدها عنك واحميك من احقادها
دفعت ايزابيلا ميريل باتجاه الملك السابق لويس وقالت له : هذه هي ميريل ابنتنا .
فرح الملك وتلقى ابنته بين احضانه ثم قال للملكة من فوق رأس ميريل .. لقد قلت ابنتنا هل هذا يعني انك سامحتني وستثقين بي من جديد ؟
- بالتأكيد مولاي فأنا لم انسك طوال تلك السنين وقد سامحتك قبل عشرين عاماً فالقلب المحب لا يعرف الكره ابدا
أخذ الملك زوجته وابنته وذهب الى قصر اللوفر عند ابنه شارل وقص عليه اخبار ماجرى في الماضي والحاضر
قام الملك شارل وقبل جبين خالته " أمي الغالية لو تعلمين كيف أحسست عندما اختفيت من القصر لقد كنت نسمة الحب والحنان في القصر وباختفاءك اختفت
لقد بكيت كثيراً وسألت عنك كثيراً لكني لم أتلقى جواباً لتسائلي حتى كبرت وعرفت ما جرى
لكن الحمد لله أنك بخير الان وحققت امنيتي فلطالما تمنيت لو أن عندي شقيقة كي افسدها دلالاً
واحتضن اخته تحت ذراع وخالته تحت الذراع الاخر وقال لوالده : سأقيم احتفالاً كبيراً على شرف لم الشمل من جديد ادعو اليه كل الأشراف والنبلاء
قال الملك السابق : انتظر بني قبل ان نفكر بهذا هناك شخص علينا ان نجده اولاً لقد قال انه سيتبع الوزير والساحرة ثم يوافينا هنا في القصر
لكنه تأخر وأخشى أن يكون مكروهاً أصابه
- ومن هو ؟
- جانلوك
أحس الملك باضطراب شقيقته لذكر هذا الاسم .. فقال ومن يكون حتى يكون اهم عندنا من الاحتفال بعودة الملكة والاميرة
انه من أنقذ والدك من اربعة قطاع طرق كادوا ان يقضوا عليه .. دافع عني دون ان يعرف من انا وحتى لم يخبرني باسمه
ثم هو من اوصل لي خبر شقيقتك والملكة وكشف اين هما محتجزتان .. انا مدين له بالكثير فجهز فرقة من خمسين فارساً
لنقتحم قلعة الساحرة .. ارسل الملك شارل بطلب رئيس الحرس وامره بتجهيز فرقة الفرسان
وفي هذه الاثناء دخل فارس الملك النبيل تريستان فلقد أخبره ميلون نزولا عند رغبة الملك بكل الاحداث ، تقدم من الملك قائلاً:
مولاي ءإذن لي بقيادة فرقة الفرسان لاقتحام قلعة الساحرة لاكفر عن شكي بكم ولاصفي حسابي مع تلك الساحرة
استقر رأيهم بالذهاب جميعاً الى القلعة .. وصلو الى القلعة فوجدوها مفتحة الابواب والارض مفروشة بجرحى الرجال
فقال الملك لويس : لقد مر جانلوك من هنا اتبعوا خط الرجال وسنصل اليه
وصل الفرسان الى قبو القلعة وهناك شلهم المنظر وعقدت السنتهم الصدمة شاهدوا الساحرة جسد بدون رأس والوزير مسجى قربها
ورجل عاري الصدر تظهر عليه آثار التعذيب ملقى في وسط القبو وحوله بركة دماء .. بحث فارس الملك تريستان بعينيه في ارجاء القبو
عن ابنه فرآه جسداً لا حركة فيه مغمض العينين شاحب الوجه كالاموات .. ركض اليه يجس نبضه فأحس بنبض ضعيف فحمله وركض به يحاول انقاذه
وامر الملك رجاله ان يحملوا الشاب الاخر الى القصر فلا زال به رمق وامر البقية باخراج جثة الوزير ودفنها بدون جنازة وحرق جثة الساحرة مع قلعتها لتكون عبرة لغيرها
بعد شهرين تعافى الفارسين جانلوك وجون دي لاماك فأقام الملك حتفالا كبيراً .. تقدم الفارس جانلوك وجثى على ركبة واحدة أمام الملك شارل
وضع الملك رأس سيفه على كتف جانلوك وخلع عليه لقب " فارس المملكة " وهذا اللقب ابتكر له خصيصاً
ثم عين الفارس جون دي لاماك رئيساً للحرس الملكي وخلع على المتدرب ميلون بلقب فارس ( فكان اصغر فارس في المملكة )
تقدم الملك لويس من جانلوك واخذه بالاحضان وقال له : أنا فخور بك ايها الفارس الشهم واريد ان اكلفك بمهمة اخيرة
- انا طوع بنانك يامولاي
وضع الملك يد ابنته ميريل في يد الفارس جانلوك وقال له :اريد منك ان تتعهد لي بحمايتها وإسعادها مدا الحياة
نقل جانلوك نظره من الملك الى ميريل ثم ابتسم ابتسامة كبيرة أشرقت لها ملامحه وقال اعدك بروحي يا مولاي
ثم تقدمت الملكة ايزابيلا منه وقبلت جبينه قائلة :اني لافخر أن تكون ابني بالقانون ..إبنتي أمانة عندك فاحرص على أن تجعلها سعيدة
امسك جانلوك قبعة بين يديه وقال : أقسم لك أني سأحميها بحياتي وأجعلها سعيدة على الدوام ..
وقال له الملك شارل : أهلا بك عضواً في العائلة وأخاً أفخر به وسنداً لي في النوائب
بعدها أعلنت الافراح والليالي الملاح لسبعة أيام بلياليها إحتفالا بزواج الاميرة ميريل والنبيل جانلوك فارس المملكة
وطويت صفحة الدسائس والاحزان وعاش الجميع في سعادة واطمئنان
تمت بحمد الله
المفضلات