السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..^
جزاكم الله خيرا أخواني وبارك فيكم ورفع قدركم في الدنيا والآخرة ..
اليكم اليوم قصة واقعية بعنوان .." الدجاج كسر آلهتنا .."
يرويها صاحبها فيقول : جرت عادتي قبل الاسلام اذا زرت أي مدينة أو قرية , فأول مبنى أدخله
أو أبحث عنه في هذه المدينة , دور العبادة , معبد أو كنيسة أو أي شيء , وشاء المولى
_عز وجل _ أن أدخل مسجدا جامعا , وكان المسلمون يصلون المغرب , فانتظرت حتى انتهوا
ثم تقابلت مع امام المسجد , الذي أخذ يجتمع بالمصلين عقب الصلاة , ودار معه نقاش هادئ
كان بداية دخولي الاسلام , لقد ولدت في أسرة تدين بالنصرانية وتعتنق المذهب الكاثوليكي .
ورباني في طفولتي جدي وجدتي , وكانا يؤلفانني بمذهبهما وهو عقيدة التثليث , عقيدة تقول
ان المسيح ابن الله وهو الذي نعبده من دونه . فبدآ يرسلاني الى المدرسة الانجليزية بعد تكرار طلبي
لهذا الأمر غير أني لم أنهها ولله الحمد . وعمري في ذالك الوقت حوالي خمس سنوات , ولم يقبلني
مدير المدرسة في بادئ الأمر لأني كنت صغير السن , وقبلني أخيرا بعد أن علم علم اليقين بأني
متفوق على زملائي من حيث المعلومات .
ومرة تركوني وكنت نائما في وقت القيلولة , وباب المنزل مفتوح فدخلت الدجاج , فاستيقظت مفزوعا
وأخذت المنشفة أضرب بها الدجاج فطارت الى الأصنام _ تماثيل مزعومة لعيسى ابن مريم وأمه _
التي نتوجه اليها في صلاتنا , فسقطت على الأرض وتحطمت , ومن هنا اكتشفت أنها تماثيل خشب
وليست باله , وخاطبتها : انك خشب ولست اله , كماكان يزعم آبائي , ولاتستطيعين أن تعيني
نفسك , فكيف يمكن أن تعيني غيرك , وقد صممت أن أكسرها , ولكن غلبتني طفولتي وخفت
أن يضربني جدي فأعدتها الى مكانها , وأخذت أفكر في أمرها وكنت على يقين أن هناك الهاً
حقا ً خلق الكون .... وفي صباح اليوم الثاني رأيت جدي جلسا ً , فجلست الى جواره وسألته :
هل هذه الأصنام اله ..؟ قال : لا , انما جعلناها قبلة في صلاتنا وكأننا أمام الاله في أثناء الصلاة
فسكت , ولم أستطع أن أعبر عما في نفسي ...
وفي عام 1943 م قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية وقع بيدي كتاب يسمونه
( Gospel of Barnabes ) (انجيل برنابس ) , فقرأت فيه كلاما منسوبا الى عيسى عليه السلام
فيما معناه : " انما الهكم الهي وربكم ربي " فتعجبت من هذه الكلمة لأنها تخالف تماما عقيدتنا
وكأني لم استطع فهمه , ولم يكن عمري في ذلك الحين يزيد عن تسع سنين .فسألت جدي عن مقصود
هذه الكلمة , ولكنه لم يجب على سؤالي , بل انشغل بكتابه ثم قال : لاتقرأ هذا الكتاب , لأنه يضلك
ويخرجك عن دينك , وان كاتبه ليس بنصراني , قلت : هل دينهم خير من ديننا ..؟ قال : لا بل ديننا
خير من دينهم وديننا خير من جميع الأديان . فقلت : وكيف عرفتم ذالك ؟ قال : قد عرفت ذالك
واياك وقراءة هذا الكتاب , فسكت ولم أدري ماذا أقول . فسألت بعد ذالك جدتي ثم أبي وأمي
وأعمامي , ولكن الجواب هو هو أي لاتقرأ هذا الكتاب . فتساءلت في نفسي : ماهو السر في الكتاب
ولماذا يمنعونني من قراءته ..؟ هل يمكن لأحد أن يقول شيئا عن دينه تكذيبا لخالقه ؟ وماذا يقع لو
أقرأ الكتاب ؟ وغيرها من التساؤلات التي دارت في ذهني , وأخيرا عزمت على قراءة الكتاب خفية
في الغرفة , وكررت قراءته وبدأت أبحث عن دين عيسى عليه السلام . وفي سنة 1947 م تركت الدراسة
وصرت لاأحضر اجتماعا دينيا , وذهبت الى بيت يوجد فيه رجل كبير في السن وطلبت منه أن يروي
لي قصة الأنبياء المشهورة عندهم كداوود , وسليمان وابراهيم وموسى ونوح وآدم عليهم السلام
وسألته بعض الأسئلة في الدين . وعندما علم أبي بأني تركت الدراسة غضب وهددني بالقتل , وقد زاد
غضبه عندما علم بأني أصبحت لا أذهب للكنيسة لصلاة يوم الأحد , لم أتوقف عن البحث عن اليقين
وبدأت اتنقل من مدينة الى أخرى , ومن جزيرة الى جزيرة , لمدة 17 سنة بلا تعب .
وفي سنة 1963م , وصلت الى مدينة ( ماراوي ) في ( منداناو ) جنوب الفلبين , سكانها مسلمون
وقد جرت عادتي أنه كلما وصلت مدينة فأول بناء أدخله يجب أن يكون معبدا , فدخلت مسجدا جامعا
وكان المسلمون يصلون المغرب , فانتظرت حتى انتهوا , ثم قابلت امام المسجد واجتمع الناس حولنا
قلت للامام : ماذا فعلتم آنفا ..؟ قال : نصلي . قلت : هل هذا دينكم .؟ قال : نعم . قلت :
وماذا تسمون دينكم .؟ قال : الاسلام . قلت : من هو ربكم .؟ قال : الله . قلت : من نبيكم .؟
قال : محمد صلى الله عليه وسلم . ,فسكت , لأن هذه الكلمات الثلاث :
" الاسلام , الله , محمد صلى الله عليه وسلم " أول مرة أسمعها , وأخذت أفكر , ثم قلت له :
ماذا تقولون في المسيح .؟ قال : هو عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام وهو نبي الله , قلت:
وماهو دينه .؟ قال : الاسلام . لأن كل الأنبياء كانوا يدينون بالاسلام , ثم لاحظت أن الوقت لم يتح لنا
أن نطيل الكلام وكنت غريبا في المدينة فسألته : هل عندكم كتاب يمكن أن أقرأه .؟ فأعطاني
ثلاث كتب باللغة الانجليزية . الأول : الدين الاسلام , كتبه أحمد غلواش
الثاني : ترجمة معاني القرآن الكريم , عبدالله يوسف علي . الثالث : كتاب في العقيدة .
ثم خرجت من المسجد الى المكان الذي أقصده , وأخذت أقرأ الكتاب الأول بدقة لعشرة أيام من أول
الكتاب الى نهايته ... ووجدت ماكنت أريده... وأخيرا تيقنت أن دين عيسى عليه الصلاة والسلام
الذي كنت أبحث عنه منذ عشرين عاما قد وجدته الآن , وقد ذكر في الكتاب كيفية الوضوء والصلاة
وأركانها , فراجعت مافيه وأخذت أحفظه حتى أستطيع تطبيقه ,
وفي صباح يوم الجمعة .. 24 / 6 / 1963م جئت الى بيت الامام وسألته : هل يجوز لغير المسلم أن يسلم
فقال : الاسلام ليس دينا خاصا بالمسلمين فقط , بل هو دين البشر كافة , وعليك أنت أن تسلم "
ثم علمني كيفية الوضوء والشهادتين , وكيفية آداء الصلاة , وعندما انتهيت من الصلاة سألته :
هل أنا الآن مسلم .؟ قال : نعم ...
ثم بدأت أدرس الاسلام في مدرسة اسلامية في تلك المدينة لمدة أربع سنوات , ثم جئت
الى مكة المكرمة , في سنة 1966م , ودرست في المدرسة الصولتية , وفي آخر سنة 1967 م
حصلت على الاقامة لطلب العلم , وفي سنة 1968م .. حصلت على منحة دراسية من الجامعة الاسلامية
في المدينة المنورة الى سنة 1979م .. وتسلمت شهادة اتمام الدراسة في كلية الدعوة وأصول الدين
ثم بُعثت من قبل دار الافتاء الى ولاية ( صباح ) الماليزية , والى الآن مستمر بالدعوة الى الله
لأن كل المدعوين بحاجة ماسة لمعرفة الاسلام .....
**************************
كتبتها لكم كما قرأتها وأسأل الله لي ولكم الهداية والثبات ... وماتوفيقي الا بالله .."
المفضلات