.:. مِنْ روائع نونيّة ابن قيّم المدرسة الجوزيّة رحمه الله .:.
================================================
قالَ ابنُ عبّاسٍ و يُرسِلُ ربّنا .:. ريحاً تَهُزُّ ذوائِبَ الأغصانِ
فَـتُـثيرُ أصواتاً تَلَذُّ لِـمَـسْـمَـعِ الإنسانِ كالـنّـغماتِ بالأوزان
يا لَـذَّةَ الأسماعِ لا تـتـعَـوَّضي .:. بِلَذاذَةِ الأوتارِ بالعِيدانِ
أوَ ما سمعتَ سَمَـاعُهُم فيها غناءُ الحورِ بالأصواتِ و الألحانِ
واهاً لِذيَاكَ السَّماعِ فإنَّه .:. مُلِئَت بِهِ الأذنانِ بالإحسانِ
واهاً لِذَيَّاكَ السَّماعِ و طِيبِه .:. مِنْ مِثْلِ أقمارٍ على أغصانِ
واهاً لِذَيَّكَ السَّماعِ فكَمْ بِهِ .:. للقَلْبِ مِنْ طَرَبٍ و مِنْ أشجانِ
واهاً لِذَيَّاكَ السَّماعِ و لَمْ أقُلْ .:. ذَيَّاكَ تصغيراً لَهُ بِلِسانِ
ما ظنُّ سامِعِهِ بصَوْتٍ أطيَبِ الأصواتِ مِنْ حورِ الجِنانِ حِسانِ
نحنُ النّواعِمُ و الخوالِدُ خيّراتٌ كامِلاتُ الحُسْنِ و الإحسانِ
لَسْنا نموتُ و لا نخافُ و ما لنا .:. سَخَطٌ و لا ضِغْنٌ مِنَ الأضغانِ
طوبى لِـمَـن كُـنَّـا لَهُ و كذاكَ طوبى للّذي هُوَ حَـظُّـنـا لفظان
في ذاكَ آثارٌ رُوينَ و ذِكرُها .:. في الـتِّـرْمِذِيِّ و مُـعْـجَـمِ الـطَّـبَـراني
و رواه يحيى شيخُ الاوزاعِيّ تفسيراً لِلفظةِ يُحْبَرونَ أغان
نَـزّه سَمَـاعَكَ إن أردتَ سَمَـاعَ ذَيَّـاكَ الغِـنَـا عَنْ هذهِ الألحان
لا تُـؤثِرِ الأدنى على الأعلى فَـتُـحْـرَمَ ذا و ذا يا ذِلَّـةَ الحِرْمان
إنَّ اختيارَكَ للسَّـمَـاعِ الـنَّـازِلِ الأدنى على الأعلى مِنَ الـنُّـقـصان
و اللهِ إنّ سَمَـاعَـهُـم في القلبِ و الإيمانِ مثلُ الـسُّـمِّ في الأبدان
و اللهِ ما انفكَّ الّذي هُوَ دأبُهُ .:. أبداً مِنَ الإشراكِ بالرحمن
فالقلبُ بيتُ الربِّ جلّ جلالُهُ .:. حُـبَّـاً و إخلاصاً مَعَ الإحسان
فإذا تَـعَـلَّـقَ بالـسَّـمَـاعِ أصرَهُ .:. عبداً لكلّ فلانة و فلان
حُـبُّ الكتابِ و حُـبُّ ألحانِ الغِنا .:. في قَلْبِ عَبْدٍ ليسَ يجنمعان
ثَـقُـلَ الكتابُ عليْهِمُ لَـمَّـا رأوا .:. تقيييدَهُ بشرائِعِ الإيمان
و اللّهوُ خَـفَّ عليهِمُ لَـمَّـا رأوا .:. ما فيهِ مِنْ طَرَبٍ و مِنْ ألحان
قُـوتُ الـنُّـفـوسِ و إنمّا القرآنُ قوتُ القَلْبِ أنَّـى يَـسْـتَـوي القُـوتان
و لِذا تراهُ حظُّ ذي الـنُّـقـصـانِ كالجُـهَّـالِ و الـصِّـبْـيـانِ و الـنِّـسْـوان
و ألَـذُّهُم فيهِ أقـلُّـهُـمُ مِنَ العقلِ الصّحيحِ فَـسَـلْ أخا العِرفان
يا لَـذَّةَ الـفُـسَّـاقِ لَـسْـتِ كـلَـذَّةِ الأبرارِ في عَـقْـلٍ و لا قُـرآن
المفضلات