باســـم الله أبتدئ بفخر في هذا المقـام !
فبه تطيبـ و تنتهـي خيــرًا المـهــام !
و من توجه لغيره ليس دونه أحد منـ ملام !
أحييكـم من هنــا تحيـــة الإســلام!
فســلام الله علـــى إخوتي طوال العام !
عطَّر الله أيامـكم و مسَّكها بعبير فواح و أريج زكـي !
و زين لكم طريقكم إلى الجنة بأجمل و أبهى الزهـور !
في الصميم؛ حيث تبدو الأمور واضحة دون زيف, سنرى الكثير و نتعلم الكثير, نقول و ندرك و نشعر و نتأمل, ستحدث العديد من الأشياء, سيحدث الكثير, إنما لست واثقة إن نحن سنفهم ثم نطبق مهما واجهتنا المصائب و المصاعب... قطعًا سنفهم, و لكن أن نتصرف, أمر صعبـ | سهل|, فلا طالما كانت ألسنتنا طويلة جدًا و أيدينا قصيرة جدًا... و لكن ؛ يوما ما سنتجاوز هذا الكسل , و نشمر عن سواعدنا لنقوم و"نطبق ما فهمنا", يوما ما سنقوم بأمر صائب دون أن نخاف , و دون هته الأنانية التي تتملكنا حتى أخمص أقدامنا , سنكون يومًا ما , أعظم ما ستفتخر به البشرية رغم أنف الجميع , و رغم التسويف ... هذا ما يبقينا على قيد الأمل !
" عندمــــــــــا توقنــــون و تدركــون أن روحًا تعيسة بريئة قد غادرت و مستحيل أن تعود مجددًا , مروا مرور الكرام على جثتها إن شئتم, لكن لا تدوسوا عليها , يكفي أن الذاكرة تغاضت عنها و هي على قيد الحياة , عندما يأخذنا الغياب بغتة , على حين غفلة , تذكروا أني كنت فيما سبق , أقف هـــنا ... ستبقى بعض الأشيـــاء الصغيــرة الجميلة حــــقًا, و لكن لكل شمس غروب ! " من أقوال وردة
تتربع الشمس بحنان على بساط أزرق بهي, تتناثر حولها الغيوم لآلئ بيضاء, براقة بديعة, و تلعب النسائم البريئة كالأطفال هنا, فتداعب الأغصان الحوامل في شهورها الأولى بأحلى الثمار و أخضر الأوراق, مياه الجداول العذبة تعدو فترتطم من حين لآخر بالحجارة و هي تتضاحك, و عصافير ذات حناجر من عاج , تنظم الأوركسترا كل صباح و مساء تسبيحًا للجليل, و زخات دافئة بين الفينات , يصنعون سيمفونية الأمل , هكذا تدرك الأرض أن الربيع قد حلَّ , فتفتح نوافذها كي يتسلل عبرها النور للزهور فتستيقظ و تخرج لتشارك العالم فرحته بكل ما هو فيها ... على الرابية, ملكة الورود تتأمل في أبهة الزهور تلهو و تتباهى بفساتينها و أوراقها التي أينعت, تتهادى تبعًا للإيقاع , و تتمايل معها ظلالها خلفها, تشع كالدُّرر, تزيد اللوحة غلاءً و عذوبة, تحت جذورها , زهور فتية صغيرة تغط في نوم لذيذ , تمر على كل واحدة منهن عرَّابتها لتمسح عن وجهها الرقاد "(استيقظي كاميليا , قومي و انبثقي , فكلنا في الخارج رافعات رؤوسنا ... استيقظن كلكن, فقد حلَّ الربيع , إنه مارس! )" ... مرت المساءات الجميلة , و كلهن في الإشراق و السحر نفسه يتراقصن !
الجوري الحمراء تضفي على الأرض حميمية !
التوليب و مكنوناتها البهية تبث الحب في كل صوب !
الأوركيد الحسناء الفاتنة, عقد من المرجان على جيد امرأة !
الليلك شذاها يعبق في الجو يهدئ الأعصاب !
الأجراس الزرقاء يرن ضحكها العذب في الأرجاء !
القلب النازف رغم حزنها تبتسم في وجه الشمس !
زنبقة الماء , اللوتس , ألستروميريا , شقائق النعمان , الشمعة , لكل واحدة منهن كلمة تُقال !
مرت المساءات الجميلة جميلة حقًا , مهرجانات عديدة نُظِّمت , آخرها كان مهرجان زهور الدفء , تلك التي تعشق الشمس و لا تتفتح إلا في حضرتها , و تنغلق على نفسها في عز الصباح إن كان الجو مثقلاً بالبرد ... أمطرت يومها رذاذًا , و كم هي زكية الأرض بعد المطر و كأنها قد تطهرت من الذنوب و الأوزار, لكن الريح التي أتت بها جلبت معها في ربيع الأمل من الجبال شيئًا آخر ... الزهور لم تكن تعلم بهذا , لأخََََّرتـ موعد مولد عاشقة الدفء , رغم أن السماء أنذرت منذ الفجر بالشؤم , و كذا قطرات الندى المتجمدة على رؤوسهن , لكنهن لم يبالين و استمررن في مراسيم الاستقبال , فما سيجري ليس من المفترض أن يجري ... النسائم اللاهيات أضحين طائشات سريعات يرتطمن بكل شيء فيبثثن فيه البرد و الخوف, حلَّ المساء كما في كل مرة , لكن دونما أي جمال هته الكرة , مظلمًا و معتمًا , هددت سماءه الملبدة بعاصفة هوجاء , و اختفت كل تلك الألوان , ثبتت الزهور رؤوسها إلى الأعلى تراقب الحالكات قابضات قلوبهن , منتظرات لا محالة الهلاك , دقائق معدودات , و سقطت أول حبة ثلج , شكلها الهندسي دقيق مدهش , بيضاء ناصعة , تنم عن الوداعة و اللطافة , صغيرة و حلوة ؛ و تتابعت أخواتها من بعدها ببطء , و سقط معهن نوع من الغرابة و الأمان , ثم فجأة , اشتد الهطول و زمجرت الرياح , فاقتلعت الزهور الصغيرة الغير ثابتة , و رجت الأخريات و هزتها بقوة , ثم مرت على زهور الدفء فأفزعتها فراحت تنوح ثم انكمشت و تقلصت, دبَّ الرعب في كل الثنايا , زارعًا هته المرة و منتظرًا أن ينمو ؛ الإحباط و البكاء ... بعد أن أكلت العاصفة كل شيء , بدأت تسكن رويدًا رويدًا , ثم توقف الاضطراب , و تحول كل ذلك الاخضرار إلى بياض صارخ ... الأغصان الحوامل أجهضن , الجداول ترتجف مياهها من الصقيع , اختفت العصافير في مكان ما و أقسمت على أن لا تخرج, و راحت زهور الدفء الرضيعة ضحية و انغلقت على نفسها للأبد و انطوت ... رفعت الناجيات رؤوسهن بعد أن حمين أنفسهن تحت أوراقهن و وراء الصخور , و جِلْنَّ بأبصارهن في الخراب باكيات , نادتهن ملكة الورود من فوق الرابية , مغمورة بالثلوج و قد كانت أشهدهن على ما جرى:
"( لــم يعد الربيع آمنًا ! , عودي يا زهوري؛ لنستلقي جميعًا و نُكَفِن أنفسنا بكفن الثلوج للأبد, فقد ذهب الذين نحبهم ! )" .....
مازال الربيع واقفًا, إنما الزهور التي لا طالما أحبته و عاملته بلطف و احترام, غادرت و لم تعد مجددًا لسطح الأرض !
فِـي الدُّنْيَا زُهُورٌ, وَجَبَـ أَنْ نَـحْـتَرِسَ فِـــي تَعَـامُــلِـــنَا مَعـَهَا !
فِـي الدُّنْيَا زُهُورٌ , يَظْـلمُهَا الزَّمَنُ وَ تَذْبَحُهَا الأَيَادِي النَاعِــمَة !
فِـي الدُّنْيَا نَاسٌ , لَهُمْ قُلُوبـٌ بَيْضَاء , وُلِدُوا فِي الزَّمَنِ الـخَطَأِ !
>أتمنى أن الفكرة قد وصلت واضحة و جلية للقلوب و العقول !
المفضلات