بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها . . ولكن أخلاق الرجالِ تضيقُ ]
(تحرير المصطلحات) هي : توضيح مرادك وتبيين قصدك عند استعمالك لمفهوم أو مسمى (كلمة) ، ليفهم بالفهم الذي أردت ..
[ لينجلى اللبس ، ويُستبعد سوء الظن ]
لا أعلم إن كان الموضوع مرّ عليكم سابقاً ، أي : (تحرير المصطلحات) ، لكنّه مهم ومهم جداً ، ومن له معرفة بعلوم الشريعة فهو مشابه لعلم (أصول الفقه) الذي يحرر أصحابه ؛ المصطلحات الفقهيّة ، لكي يُعلَم مراد قائلها .
، ، ،
وتحرير المصطلحات لابد منه في كل حوار أو نقاش يدور بين طرفي نقيض . فلا يقع لبس ولا تزوير للحقائق ، فلا يتحرج أحد ، ولا يقع في غفلة نفسه .
وكذلك لابد منها مع أصحاب الأفكار المشبوهة ، لنعرف مرادهم وإلا أخذنا قولهم على ظاهره ولا يلوموا إلا أنفسهم خاصة لمن قال بقول كفري مخرج من الملة ، ولم يفصح عن قصده من الكلمة ، ثم يأتي ليقول "لم تفهموا قصدي ولم تفهموا ما أردت" ، وهل نحن في داخل قلبك لنعلم ذلك ؟!
وتحرير المصطلحات ليس معناه أن كل شخص يأتي ليفسر ما يريد كما شاء
بل يرجع للأصل والمنشأ واللغة ، ومراد أصحابها بها !!
، ، ،
ومن قبيح ما وقع به أهل الإسلام في عصرنا الحاضر استخدام مصطلحات غربية لا تمت للإسلام ومبادئه بأي صلة .
وإذا أخبرناهم بحقيقة المصطلح ، قالوا : لا تأخذوها من هذا الجانب السيء ، بل لها جوانب آخرى إيجابية جميلة .
كالإنسانية والديمقراطية والحرية والمساواة والوطنية والقومية وحتى الليبرالية والعلمانية . . إلى غير ذلك من المسميات المنحرفة الباطلة .
فعلى هذا يكون لتحرير المصطلحات أهمية بالغة جداً ، ويجب على كل مسلم أن يكون على معرفة ودراية بالمصطلحات المشبوهة .
ولا شك أن على أهل الخبرة والمعرفة من علماء المسلمين ودعاتهم المسؤولية الكاملة في ذلك ، وقبل أن يحرروا المصطلحات عليهم بتحرير أنفسهم من الهوى والعصبية ويتجردوا للحق وينصفوا ، ويضعوا النقاط على الحروف ليحذر أهل الإسلام من الوقوع في الخطأ .
، ، ،
وهذا مثال يوضح ما سبق :
من ذلك الوسطية : فما هي الوسطية ؟
عند الأهل الفساد : هي تمييع الدين وجعله ركيكاً هزيلاً منبطحاً لا قيمة له ، مع إسقاط لبعض أحكامه لأنه دين وسط لا يثقل على أحد ، "سهل ويسير" ، وبأختصار : أن تعبد الله كيف شئت وعلى هواك .. !!
أما معناه الصحيح السليم عند أهل الإسلام هو : ديننا الحنيف بأوامره ونواهيه هو الدين الوسط ، بجهاده وقتاله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر هو الدين الوسط .
وسط : بين الغلو والتقصير والإفراط والتفريط .
الوسطية : هي العدل والإنصاف والإستقامة والتوسط ، والتزام المنهج الأقوم
وليس بين الجيد والسيء أو بين المتديّن والمنفلت !!
، ، ،
وعند أهل التمييع يوجد إسلام معتدل وإسلام متشدد ؟!!
(ولا يوجد سوى إسلام واحد ، وأتباعه هم من حادوا عنه)
ولا شك في أن أصحاب هذا القول (صناعة أمريكية غريبة) وبجودة عالية وهم معروفون على الساحة ولا يخفى عليكم أولئك الشرذمة أولياء الشيطان وأصحاب الهذيان
الذي وصل الحال بهم أن يضعوا استطلاع عن الحجاب وعن حكم المرتد وعن أحكام معروفة من الدين بالضرورة !!
فكيف يتم الاستطلاع عن جواز هذا أو حكم ذلك ؟!
الحديث يطول عن هؤلاء المجرمين الذين أرادوا أن يسلخوا المسلمين عن دينهم بدعوى الوسطية والاعتدال
وهمهم تطبيق القياسات الأمريكية الغربية التي يرغبونها في المسلم !!
، ، ،
وغير ذلك من المصطلحات ، فأصبح ضرورة لا بد منها (تحرير المصطلحات) ، وليس تقعر وتشدق وتشدد في الكلام وتصنيف الناس . . .
لا ، بل هي وضع الأشياء في مواضعها ووزنها بميزان الشرع ، لنكن على بينة وبصيرة فيما يريده المقابل المناقش والمجادل (سواء أكان عدواً أو مسلماً أو حتى زاعماً للإسلام) ، ولا نقع في فخ الغفلة والغباء .
ومن يتابع السياسة والواقع الذي نعيشه يدرك تمام الإدراك خطورة التلبيس الذي يستخدمه الأعداء في نخر أركان الإسلام والعمل على تدميره بالكليّة .
فمرة يأتون بمصطلح (القضاء على الإرهاب ، والحرب على الأرهاب) ويجدون المصفقين والمرحبين بهذا من المتأسلمين .. فيقصفوا ويقتلوا ويشردوا ، ويجعلون أرض الإسلام داراً خربة ، وأرضاً مدمرة ملتهبة .
ومرة يأتون بمصطلح (المتطرفين والمتشددين) وكما هو الحال يجدون الملمعين والمصفقين ؛ فيبدأون بحربهم على المتمسكين بالإسلام الحق ، من "تعذيب وتقتيل وزجهم في السجون" بدعوى خطر الغلاة التكفيرين والخوارج المارقين !!
وهكذا تباعاً ولا تستغرب أيها المسلم إن جاءك يومٌ ، فقالوا بصريح العبارة :
(القضاء على الإسلام والمسلمين)
فهذا ما جنته يداك ، وأنت منذ البداية قد وافقتهم وسايرتهم بسذاجتك وغبائك ، فلا تقل بعد فوات الاوان "لا أقبل"
من أعطى الدنية في دينه فلا ينتظر خيراً ولا عزة ولا تمكين
[ تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له . . و تتقي مربضَ المستنفرِ الحامي ]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات