الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى صحبه ومن تبعه أجمعين.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا أرحم الراحمين.
سأتحدث في هذا الموضوع عن سورة النساء، وسأبدأ بمعلومات ملخصة عنها، ثم أنتقل إلى ما ورد في فضلها، ثم أسباب نزول بعض آياتها، وأختم بمعاني بعض الكلمات المُشكِلة في المقطع المطلوب في مسابقة قارئ القرآن.
أولًا: معلومات ملخصة عن السورة:
سورة النساء سورة مدنيّة. في الجزء الرابع من المصحف. عدد آياتها: مئة وسبع وستون آية. هي السورة الرابعة في ترتيب المصحف بعد سورة الفاتحة وسورة البقرة وسورة آل عمران.
ثانيًا: في فضل السورة
أخرج أحمد وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في الصلاة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ السبع فهو حبر». والسبع أو السبع الطوال هي سبع من السور إحداها سورة النساء. وفي صحة الحديث كلام، ينظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23356
وأخرج البيهقي في الشعب عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت مكان التوراة السبع الطول» والمئين كل سورة بلغت مائة فصاعدا. والمثاني كل سورة دون المئين؟ وفوق المفصل.
وأخرج أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أنس قال: وجد رسول الله ذات ليلة شيئا فلما أصبح قيل: يا رسول الله إن أثر الوجع عليك لبين: قال: «أما إني على ما ترون بحمد الله قد قرأت السبع الطوال».
وأخرج أحمد عن حذيفة قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ السبع الطوال في سبع ركعات.
وأخرج عبد الرزاق عن بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم أنه بات معه فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فقضى حاجته ثم جاء القربة فاستكب ماء فغسل كفيه ثلاثا ثم توضأ وقرأ بالطوال السبع في ركعة واحدة.
وأخرج الحاكم عن أبي مليكة سمع ابن عباس يقول: سلوني عن سورة النساء فإني قرأت القرآن وأنا صغير.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس قال: من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض، والله أعلم. اهـ.
المصدر: كتاب الحاوي في القرآن الكريم http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%...3&d833009&c&p1
ثالثًا: في أسباب نزول بعض آيات سورة النساء
أ- قوله تعالى : ( وابتلوا اليتامى ) الآية [ 6 ] .
نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتا وهو صغير ، فأتى عم ثابت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ، ومتى أدفع إليه ماله ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .
المصدر: http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=63&ID=139
ب- قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ) الآية [ 19 ] .
قال المفسرون : كان أهل المدينة في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة ، جاء ابنه من غيرها أو قريبه من عصبته ، فألقى ثوبه على تلك المرأة فصار أحق بها من نفسها ومن غيره ، فإن شاء أن يتزوجها تزوجها بغير صداق ، إلا الصداق الذي أصدقها الميت ، وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئا ، وإن شاء عضلها وضارها لتفتدي منه بما ورثت من الميت ، أو تموت هي فيرثها ، فتوفي أبو قيس بن الأسلت الأنصاري ، وترك امرأته كبيشة بنت معن الأنصارية ، فقام ابن له من غيرها يقال له : حصن ، وقال مقاتل : اسمه قيس بن أبي قيس ، فطرح ثوبه عليها ، فورث نكاحها ثم تركها ، فلم يقربها ولم ينفق عليها ، يضارها لتفتدي منه بمالها ، فأتت كبيشة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إن أبا قيس توفي وورث ابنه نكاحي ، وقد أضر بي وطول علي ، فلا هو ينفق علي ولا يدخل بي ، ولا هو يخلي سبيلي . فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله . قال : فانصرفت ، وسمعت بذلك النساء في المدينة ، فأتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلن : ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحنا الأبناء ، ونكحنا بنو العم . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
المصدر: http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=63&ID=143
ج- قوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول ) الآية [ 69 ] .
قال الكلبي : نزلت في ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شديد الحب له ، قليل الصبر عنه ، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه ، يعرف في وجهه الحزن ، فقال له [ رسول الله ] : يا ثوبان ما غير لونك ؟ فقال : يا رسول الله ما بي من ضر ولا وجع ، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك ، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك ، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين ، وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبدا . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
المصدر: http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=63&ID=159
رابعًا: معاني الكلمات المُشْكِلة في الآيات من 116 إلى 122
أ- كلمة "إلا إناثًا" في قوله تعالى: "إن يدعون من دونه إلا أناثًا وإن يدعون إلا شيطانًا مريدا".
معناها أنهم يدعون أصنامًا مؤنثة كاللات والعزى ومناة.
ب- كلمة "مَرِيدًا" في قوله تعالى: "إن يدعون من دونه إلا أناثًا وإن يدعون إلا شيطانًا مريدا".
الشيطان المريد أي الخارج عن الطاعة.
ج- كلمة "لأُمنّينّهم" في قوله تعالى: "ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام"
يمنيهم بأن يلقي في قلوبهم طول الحياة وأن لا بعث ولا حساب.
د- كلمة "يُبَتِّكُنّ آذان الأنعام" في قوله تعالى: "ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام"
معناها: تقطيع آذان الأنعام، وقد فُعِل ذلك في البحائر (جمع بَحِيْرة) وهي : الناقة كانت في الجاهلية إذا ولدت خمسة أبْطُن شَقُّوا أُذُنَها ، وأُعْفَوْها أن يُنْتَفَعَ بها ، ولم يمنعوها من مَرْعَى ، ولا ماء وقد أبطلها الإسلام ؛ وفي التنزيل العزيز: "مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَه وَلا سَائِبَة وَلا وَصِيلةٍ ولا حَامٍ".
هـ- كلمة "مَحِيْصًا" في قوله تعالى: "أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصًا"
أي ليس لهم مندوحة ولا مصرف ولا خلاص ولا مناص.
المصادر: تفسير الجلالين، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني، عن طريق تطبيق القرآن الكريم من إهداء بيت التمويل الكويتي.
أرجو أن يكون في الموضوع الفائدة المرجوة، والله أسأل أن يكتب الأجر للجميع، وأن يرزقنا صلاح النية والذرية، والله تعالى أعلى وأعلم.
الشكر الجزيل للأخت OleaNder ولكل من ساهم في موضوع الفواصل النورانية. حفظكم الله ورعاكم جميعًا.
المفضلات