لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Debate لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي و سلم علي سيدنا و حبيبنا محمد وعلي اله وصحبه عدد ايام الدنيا وعدد اوراق الشجر و عدد حبات الرمل و عدد الحركات و السكنات

    لا اله إلا الله سبحانه ذو الملك والملكوت لا اله الا الله سبحانه ذو العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت لا اله الا الله لا معطي الا هو لا اله الا الله لا مانع الا هو لا اله الا الله غافر الذنب لا اله الا الله قابل التوب لا اله الا الله لله أرحم الراحمين لا اله الا الله اكرم الأكرمين و هوعلى كل شيء قدير
    الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة المقربين وسلم تسليماً كثيراً مباركاً فيه الى يوم الدين
    اخى واختى

    واعلم أن ربك غفور رحيم... نعم والله... لو أتيته لا تشرك به شيئًا، ومعك من الخطايا والذنوب ما يضيق به الأفق.. تريد عفوه... ومغفرته.. غفر لك على ما كان منك ولا يبالي...

    ولو تقربت إليه شبرًا تقرب إليك ذراعًا..، ولو تقربت ذراعًا تقرب إليك باعًا... بل لو أتيته تمشي أتاك هرولة.. جل في علاه، وتقدس في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى... سبحانه.. يفرح بتوبتك فرحًا شديدًا... يليق بجلاله وعظمته.. يعدك مغفرة منه وفضلا.. يبدل سيئاتك حسنات..

    قال: عجبًا... جنيت... وجنيت... ذنوبًا عظيمة.. ثم يبدلها حسنات.. ما هو دليلك بالله عليك...؟!
    قلت:

    ألم تقرأ قول الحق جل في علاه... " فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان: 70].

    فبكى صاحبي – والله – حتى رحمته...
    * * *




    أيها المبارك...

    اجعل من أنينك، وتوجعك من ذنبك مفتاحًا للولوج إلى الجنة.. بفضل الله ورحمته ومنه...

    وأبشر بغفور رحيم.. يقبل التوبة عن عباده..

    أبشر بخير يوم في حياتك.. إن أنت جددتها بالتوبة الصادقة الناصحة...

    لا للعودة للذنب.. لا للرضا به..

    لا للتساهل فيه.. لا للتمادي عليه..

    لا للتفكير فيما مضى..

    وإنما فكر في الإصلاح بالتوبة، والإحسان بالعودة..


    أيها المبارك...

    إن أنين المذنبين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين... عله أن يرحمك مع المرحومين... وأن يعتقك مع المعتقين، وأن يقبلك مع المقبولين..

    إن إسبال العبرات..

    وسكب الدمعات... والألم والحسرات وإتباع الزفرات الزفرات...

    أمارة الخضوع والخشوع.. على باب الملك جل في علاه..

    وتأمل الطفل الصغير إذا رغب في طلب بكى حتى يحصل عليه...

    أفلا تبكي... بين يدي ربك جل وعز... إن رغبت في التوبة والعطاء...!!!

    أفلا تنطرح على الأعتاب... إن أردت ولوج الباب...!!!

    أفلا تطرق باب التوبة، والاستعتاب...!!!

    أفلا تخط بمداد الدموع توبة صادقة... وأوبةً ناصحة... وعودًا حميدًا... لتعيش عيشًا سعيدًا!!!

    إذا فردِّد... ردد أيها التائب..." رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ" [آل عمران: 193، 194].


    ردد أيها التائب... «اللهم إني استغفرك وأتوب إليك».

    ردد أيها التائب...

    «أتوب إليك يا رحمن مما

    جنت نفسي فقد عظمت ذنوبي
    ...»

    وأوقد شمعةً بدمعة...

    واجعل من كل عبرة... عبرة...

    وعد إلى رحاب الرضا... إلى شواطئ المغفرة... إلى دنيا السعادة.. وسعادة الدنيا... عُدْ... عُدْ... عُدْ...




    ولتعلم أيها الحبيب أنهُ ثمة تنبيهات ومسائل قد تكون قبل التوبة أو في أثنائها أو بعدها فيجب الحذر منها وهي كالتالي :


    1- فلربما وقف الشيطان بطريق توبتك مصوراً لك ذلك الكم الهائل من المعاصي التي اقترفتها ليثقل بها خُطاك عن الطريق المستقيم الذي حث الله عليه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولئن أطعته فذلك الغبن والخسارة حقاً ، فإياك وأن تتبع خطاه ، فلم يُعرف عنه قط ولن يعرف أنه ناصح لك طرفة عين .

    واعلم أنه مهما كانت الذنوب كبيره فلن تكون أكبر من رحمة الله تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله ولا أن يُقنّط الناس من رحمته ؛لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرؤهم على معاصي الله"
    .
    واسمع نداءه لك – وهو الغني عنك، وأنت الذي لا ينفك فقرك إليه لحظة من اللحظات – في الحديث القدسي حيث يقول: (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))

    فبادر أُخيَّ ولا تتردد ما دمت في زمن الإنظار وسارع قبل فوات الأوان ولأعمار فالعمر منهدم والدهر منصرم.



    قدم لنفسك توبةً مرجوةً قبل الممات وقبل حبس الألسنِ
    - احذر كل الحذر من التسويف والتأجيل في التوبة بحجة الخوف من الانتكاسة أو أن يستهزء بك أو أن يُتكلم فيك أو إن تتغير نظرة الأقارب لك أو غير ذلك من الحجج الواهية وهذا من الأمور العجيبة والمخذله التي يعتقدها بعض الشباب ، فهو إذا أراد أن يعصي أو يذنب أذنب مباشرة ، أما إذا أراد أن يتوب فإنه يسوف ويؤجل ، وهذا لا شك أنه من تلبيس إبليس على هذا الشاب ؛ ولو قيل له أنه ستموت بعد لحظات ليبادر إلى التوبة مباشره والرجوع إلى الله بأسرع وقت .

    قال أبو بكر الواسطي - رحمه الله - : "التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة ، وعند دفن الميت , والتوبة عند المعصية " .

    فلا ينبغي لمسلم أن يؤجل في التوبة لأن الأعمار بيد الله، ولأن القلوب أيضا بيد الله، ولا ينبغي أيضا أن يغتر العبد بحلم الله عليه أو بنعم الله عليه إن كان غير مطيع لله؛ لأنها ليست دليل رضا الله عليه، بل قد تكون دليل سوء مآله وعاقبته والعياذ بالله .

    فيا من يذنب ولا يتوب كم قد كُتِبَتْ عليك من الذنوب ؟ فخَلِّ الأمل الكذوب، فرب شروق بلا غروب !!




    3- يكثر السؤال عن تحديث النفس بالمعصية والتي يظن البعض أحياناً أنها تنقص التوبة أو أنها تبطلها أو أنه لم يتب أصلاً أو يتهم نفسه بنفاق وقد يكون هذا هاجس عند الكثير من الشباب ؛وهو في الحقيقة لا يضر إذا دافعه الشاب بل هو أمر طبيعي وجبلي وقد يقع لأي إنسان بل أنه وقع لبعض الصحابة رضى الله عنهم وعندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخواطر كالمار على الطريق إن تركتها مرّت وانصرفت عنك ، وإن استدعيتها سحرتك بحديثها وغرورها ،ويقول ابن القيم – رحمه الله - : " قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة...ومنها:

    حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء ؛ لأنها هي بذر الشيطان ، والنفس في أرض القلب ، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ،ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال ، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم ؛

    فإن قلت فما الطريق إلى حفظ الخواطر ؟ قلت أسباب عدة :

    أولا
    : العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك .

    ثــانـياً: حياؤك منه .

    ثــالـثاً: إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته .

    رابعـاً: خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر .

    خامساً: إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .

    سادساً: خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ،ويستعر شرارها ، فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر .

    سابعاً: أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به ،فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر .

    ثامناًً: أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه ، وما اجتمعتا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه ، وأخرجه واستوطن مكانه ، فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة فأخرجتها واستوطنت مكانها لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه " .

    فا حذر وستعن بالله على دفع وساوس الشيطان ولا تسلم خاطرتك له فتعصي ربك قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } .


    4- لا بد أن تفارق دواعي المعصية أياً كانت صديق أو مجلة أو شريط أو رقم معين أو مجلس أو غير ذلك من دواعي الشر والرذيلة !!

    ذلك أن وجود التائب في مكان المعصية يذكره بها ويحرك في النفس الداعي إليها، فيقع في حبائل الشيطان ويرجع على ما كان عليه ؛ وهنا أيها الأحبة أحب أن أنبه إلى أمر مهم يقع فيه بعض الشباب وهو أن بعض الشباب يتوب ويبقى مع صحبته السابقين بدعوى دعوتهم الى طريق الأستقامه ومن ثمَ تفاجأ بانتكاسته ويحتج بعدم القدرة على الاستمرار !!

    وهذا في الحقيقة أمر طبيعي فكيف تريد الثبات على الاستقامة والتوبة وأنت لم تفارق الدواعي والأسباب التي تدعوك إلى المعصية ومنهم أصحاب السوء ولا شك أنه من مداخل الشيطان !! الم تسمع بقصة ذلك الرجل الذي قتل تسعه وتسعين نفساً وعندما أرد الله له التوبة وفقه لها وسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُل عليه ، فقال :إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة .فقال :"
    نعم ومن يحول بينك وبين التوبة" وأمره أن يذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها أُناساً يعبدون الله , فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .

    إذاً دعاه إلى مفارقة دواعي وأسباب المعصية ،فانتبه لهذا يا رعاك الله وشحذ الهمة ، وقوي العزيمة وتخلص مما يحرك في نفسك دواعي المعصية والرذيلة .


    5- ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس، أو ربما طرد من وظيفتـه. ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية، أو لأنها تضعف جسمه وذاكرته. ولا يسمى تائباً من ترك السرقة لأنه لا يجد منفذاً للبيت، أو لم يستطع فتح الخزينة، أو خشي الحارس والشرطي. ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً. ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه. وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ،كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه. بل لابد لمثل هذا من الندم ، والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف، على فواتها ولمثل هذا يقول صلى الله عليه وسلم : " الندم توبة " .


    والله نزّل العاجز المتمني بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال: (( إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ، ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول:لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء".


    6- مسألة / يشكل على بعض الناس هل تقبل التوبة من الذنب مع الإصرار على غيره أو لا ؟؟

    يقول ابن عثيمين رحمه الله " الصحيح في هذه المسألة أن التوبة تصح من كل ذنب مع الإصرار على غيره لكن لا يُعطى الإنسان اسم التائب على سبيل الإطلاق ولا يستحق المدح الذي بمدح به التائبون، لأن هذا لم يتُب توبة تامة بل توبة ناقصة" .


    7- الإقلاع عن الذنب :

    إما أن يكون إقلاعاً عن ذنب يتعلق بحق الله عز وجل فهذا يكفي أن يتوب بينه وبين ربه ولا ينبغي بل قد نقول لا يجوز أن تحدث الناس بما صنعت من الحرام أو ترك الواجب ، فإذا كان الله قد مَنِّ عليك بالستر وسترك عن العباد فلا تحدث أحداً بما صنعت إذا تبت إلى الله .
    وقد قال صلى الله علية وسلم : " كل أمتي مُعَافى إلا المجاهرين " .

    ومن المجاهرة كما جاء في الحديث : " أن يفعل الذنب ثم يُصبح يحدث به الناس يقول فعلت كذا وكذا ... " فهذا أيها الأحبة يتعلق بحق الله عزوجل .

    أما إذا كان الذنب بينك وبين الخلق نجملها لك فيما يلي :

    أولاً / فإذا كان مالاً فلا بد أن تؤديه إلى أصحابة ولا تقبل التوبة إلا بأدائه ، فإن كان صاحبه قد مات فإنك تعطيه ورثته فإن لم تعرفه أو غاب عنك هذا الرجل ولم تعرف له مكاناً فتصدق به عنه تخلصاً منه والله سبحانه وتعالى يعلمه ويؤديه إليه .

    ثانياً / أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشْبه، فاذهب إليه ومكنه من ضربك مثلما ضربته إن كان على الظهر فعلى الظهر أو في أي مكان ضربته فليقتص منك لقوله تعالى : (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)(1) ولقوله : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ).

    ثالثاً / وإذا كانت المعصية أذية بالقول مثل : أن تكون قد سببته بين الناس ووبَّخته وعيَّرته فلا بد أن تذهب إليه تستحل منه بما تتفقان عليه ، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه .

    رابعاً / وإذا كانت المعصية قد اغتبته يعني أنك تكلمت به في غيبته وقد تحدثت فيه عند الناس وهو غائب فهذا فيه تفصيل .

    إن كان قد علم بهذه الغيبة فلا بد أن تذهب إلية وتستحله ، وإن لم يكن علم بذلك فلا تذهب إليه واستغفر له وتحدث بمحاسنه في المجالس التي كنت قد اغتبته فيها فإن الحسنات يذهبن السيئات ، وتقول " اللهم اغفر لهُ " فلا بد في التوبة أن توصل الحقوق إلى أهلها .

    ماذا لي إن أنا تبت؟؟



    قد يسأل سائل أو يقول قائل أو يتبادر إلى الأذهان ماذا لي إن أنا تبت إلى الله عز وجل ؟؟


    أقول له : التوبة كما ذكرت آنفاً أنها من أجل الطاعات وأفضل القربات لرب الأرض والسموات وصاحبها له عند الله منزلة عظيمة وعطايا كريمة – نسأل الله عز وجل من فضله - فمن ثمرات التوبة وفضلها :




    1- التوبة طريق للفلاح :

    قال تعالى : { فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ } .

    قال تعالى :{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(2) فلا يرجو الفلاح إلا التائبون .جعلنا الله منهم .


    2- الملائكة تدعو للتائبين :

    إن الله تعالى يخبرنا عن هذه الثمرة فقال تعالى :{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }.

    قال خلف بن هاشم النجار القارئ : " كنت أقرأ على سليم بن عيسى فلما بلغت هذه الآية : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } بكى ثم قال : يا خلف ! ما أكرم المؤمن على الله ، نائماً على فراشه ، والملائكة يستغفرون له .(التوبة,للبيانوني:ج1ص[107-108])


    3- سعة الرزق ورغد العيش :

    قال تعالى :{ َأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } .

    أي: يمتعكم بالمنافع: من سعة رزق ورغد العيش، ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن هلك قبلكم من الأمم .
    وفي هذا المعنى ما قاله هود لقومه : { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }.

    وقد وعد نوح- عليه السلام -قومه بخمسة أصناف من الرزق إن هم تابوا واستغفروا ربهم { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10 ) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً(12 ) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً(13 ) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً(14) }(2) .

    فطوبى لك أيها التائب المتاع الحسن الذي وعدك به ربك { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }(3).






    4- تكفير السيئات وغفران الخطيئات :


    ومن ثمرات التوبة العظيمة وبركاتها الجسيمة ،إن الله يبدل سيئات من تاب إلى الله حسنات ، كما بشر الله عز وجل بذلك فقال في محكم التنـزيل :{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً }.

    ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : التوبة النصوح تكفر كل سيئة .

    فطوبى لك أيها التائب قبول الرب لتوبتك ،وتبديل خطاياك إلى حسنات .


    5- نور البصيرة وانشراح الصدر :

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل علي ، فأستغفر الله تعالى ألف مرة ، أو أكثر أو أقل ، حتى ينشرح صدري ، وينحل إشكال ما أشكل"



    6- صقل القلب وطهارته ووضاءته :


    التوبة بمنزلة المصقلة للقلب تذهب بوسخه وسواده وتنظفه وتحافظ على بياضه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (( إن المؤمن إذا أذنب كانت نُكتهٌ سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صُقل قلبه ،وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه ، فذلكم الرَّان الذي ذكر تعالى:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }))

    والنكتة : الأثر ، أي الذي يتركه الذنب في قلب صاحبه.


    7- محبة الله عز وجل :


    مع فرح الله-عز وجل-بتوبة عبده جعل محبته له{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
    .
    قال العلماء : ((التَّوَّابِينَ ))من الذنوب ،(( التَّوَّابِينَ)) من الأقذار ؛

    و هذا يدل على سعة رحمته وعظيم جوده وكرمه .

    8- الخيرية على عباده :

    إن خير العباد من أسرع التوبة واستدام الأوبة قال صلى الله عليه وسلم "كل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون " .

    أي الراجِعون إلى الله بالتوبة من المعصية إلى الطاعة ، أو بالإنابة من الغفلة إلى الذكر.





    9- فرح الخالق بالتائب :

    يفرح الحق – عز وجل- بتوبة عبده فرح المستغني عنه المتفضل عليه ، ولهذا قال ابن القيم- رحمه الله – وهذه فرحة إحسان وبر ولطف ، لا فرحة محتاج إلى توبة عبده منتفع بها .

    فهو سبحانه لا يتكثَّر به من قلة ولا يتعزز به من ذلَِّه ، ولا ينتصر به من غلبة ، ولا يَعُده لنائبة ، ولا يستعين به في أمر .
    ويصور لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الفرحة بمثال فيقول
    :" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامُهُ وشرابُهُ فأيس منها ، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ! أخطأ من شدة الفرح " .


    10- التوبة سبيل الظفر برحمة الله الواسعة :

    أن التائبين هم أهل رحمة الله – عز وجل – وكرامته وفضله ومنته وانظر إلى عاقبة آدم وإبليس لترى مكانة التائبين عند الله وسعة رحمته لهم ، فآدم تاب واستغفر فكانت عاقبته كما قال تعالى : { ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى } .

    وإبليس كفر واستكبر فكانت عاقبته { َقالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } .

    فشتان بين المآلين ، وما أعظم البون بين العاقبتين . نسال الله - عز وجل - أن يحسن عاقبتنا ويتولانا برحمته وعفوه .



    11- حفظ الله ورعايته :

    وكان الفضيل بن عياض – رحمه الله- يقول للمجاهدين إذا أرادوا أن يخرجوا للجهاد : " عليكم بالتوبة فإنها ترد عنكم ما لا ترده السيوف "
    .
    12- إغاظة الشيطان :

    لا شك أيها الأحبة أننا في هذه الدنيا في معركة ضروس مع الشيطان ، وهو عدوٌ لا يعرف الملل ولهُ طرق كثيرة ومختلفة ليوقعنا في حبائل شره ، وفي التوبة إغاظة للشيطان وهو أغيظ ما يكون إذا رأى العبد مقبلاً على طاعة الله تعالى وقال رسول الله ((ما رُئي الشيطان يوماً هو أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرَّحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام...))


    وأخيراً يقول ابن القيم : لتائب آثاراً عجيبةً ،فإنه إذا تاب إلى الله قبل الله توبته فرتب له على

    ذلك القبول أنواعاً من النعم لا يهتدي العبدُ لتفاصيلها ، بل لا يزالُ يتقلب في بركتها وآثارها مالم ينقضها ويفسدها.

    فمتى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ؟ متى تزف إلي جميل الخبر وتقوى على كسر القيود وتنتصر ؟إني بفارغ الصبر أنتظر .
    فيا أُخي التوبة التوبة قبل أن تصل إليك النوبة،الإنابة الإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة !!


    تــــــــــــــــــــذكــــــــــــــــــر:




    كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم. فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟



    تــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر:



    إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية !!
    ، ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة الي لجام شديد لكي تسيطر عليهما


    تــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر:



    إن للسيئة سواداً في الوجه
    وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق


  2. #2

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2


  3. #3

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

    رسالة إلى كل من هداه الله !


    ( إليك يا من هداك الله إلى طريق الحق اكتب رسالتي وكلي أمل ان أجد لرسالتي قبولا وندائي صدى ... يا من هداك الله ما لي أراك تشيح بوجهك عني وكأنك نسيت ان الله عز وجل هو الذي هداك إلى الإيمان والى طريق الاستقامة فقال عز وجل ( قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ) مالي أراك ترمقني بنظرات الازدراء التي قد تصل أحيانا إلى الاحتقار وغفلت ان القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبهما كيفما يشاء أخي يا من هداك الله ما لي أراك قد تركتني وحيدا أتخبط فيما أنا فيه نعم أنا لعلي أسرف على نفسي في المعاصي والآثام لكن أين أنت عني ؟؟؟ انك يا أخي ومع الأسف لم تفكر يوما ان تستقبلني ببشاشة تلك البشاشة التي تشعرني بالأمان تضئ قناديل الأمل , ما أكثر ما افتقدك ابحث عنك كثيرا لكنني لا أجدك إلا في المسجد في حلقات العلم فأغبطك على ما أنت فيه وأتمنى ان أكون مثلك وأظل أرقب واحسب الساعات الطوال التي تمر علي كأنها أعوام يوم ان تنتهي من درسك وتخرج إلي عسى ان أجد منك ابتسامة أو شئ مما تعلمته تنقله إلي لكن ...اااااه كم أتألم عندما يخيب أملى واراك تولى هاربا مني وكأنك تهرب من المريض بمرض معد ...لأجد نفسي وحيدا أتخبط في بحور التيه والضلال وللأسف أجد من يتلقاني بكل شوق ولهفة من رفقاء السوء نعم أجدهم يستقبلونني بفرح شيطاني وابتسامات خبيثة تبرق في عيونهم إشعاعات الغواية فأقضي معهم الأوقات وفي قلبي من الألم والحسرات .... أما فكرت ان تنتشلني مما أنا فيه بدل ان تنظر إلى ملابسي وشكلي الذي لا يروق لك ؟؟؟ لماذا تزيد من الفجوة بيننا ؟؟؟ لماذا تحتقرني وأنت من تقرا كل يوم قول الله تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) لم لم تفكر ان تمد إلي يدك تصافحني تهديني شريطا او مطوية ؟؟؟ نعم ربما لك العذر في ان تخشى على نفسك من ان أصدك أو أسئ إليك ! لكن دعني أسألك أين أنت من رسولنا الكريم الذي كانت تسيل دماؤه وتنزف جراحه في سبيل الدعوة إلى الله ؟؟؟ أين أنت من بلال بن رباح وهو من كان يتعذب اشد العذاب ؟؟؟ أليست هذه السيرة التي كنت تقراها وتتعلمها في حلقاتك لماذا تظل حبيسة مكتبتك ؟؟؟ لماذا لا تخرجها إلي والى أمثالي على شكل سلوك ومنهج تنتهجه ؟؟؟ أخي أما علمت ان الدعوة إلى الله في منزلة الجهاد ؟؟؟ أخي كن لي الطبيب والبلسم لجراحي وليس القاتل الذي يجهز علي ويقضي على آخر رمق لي في الحياة ......أخي لا تتخلى عني ولا تتركني تذكر نفسك يوم ان كنت في الضلال وغياهب المعاصي المظلمة وهداك الله وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك أسال الله لك الثبات ....أخي صدقني إنني مهما كنت غارقا في لجج المعاصي والبعد عن الله والغفلة إلا أني مازالت نبضات شراييني تتدفق منها أوردة الإيمان مازالت الدمعة تتدفق عند سماعي لآي القران فلا تكن سببا في جفافها وفي قسوة قلبي ...أخي يوم ان غبت عني وقعت في شباك رفقاء السوء الذين كانوا ينمون في داخلي الثقة المزيفة والعزة بالإثم ...يوم ان رمقتني بنظرات الاحتقار كانوا هم يغرقونني بنظرات الإعجاب ...يوم ان غبت عني ولم تهدني شريط يذكرني بالله , بالجنة والنار , أغدقوا هم على أشرطة الأغاني ومزامير الشيطان . وأفلام الرذيلة ... يوم ان رأيتني مقبلا من بعيد ونظرت إلى ملابسي وشكلي التي للأسف قلدت بها الغرب فارتديت الشورت والقميص الضيق فغضبت أنت وكتمت غضبك ولم تتنازل ان تقترب مني وتوجه لي كلمة طيبة دعاك إليها الله عز وجل الذي قال ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )

    أخي إنني ادعوك وفي قلبي من الآلام وعيناي تفيض بدموع الندم وبداخلي صرخة أطلقها فأقول اقبل إلي ..ساعدني ...مد إلي يدك .. انتشلني من وحل الضلال ... كن أنت رفيقي بدلا من رفقاء السوء ... خذني معك إلى المسجد ...ادعني إلى احد المحاضرات التي تحضرها .....خذني إلى عالمك ولا تتركني أتخبط ... في عالم التيه والضلال ...إنني وأمثالي من الشباب عندما نراك نغبطك على ما أنت فيه لكننا نتألم عندما تمر من جنبنا دون حتى ان تلقي علينا السلام ...فتكون النتيجة للأسف اني اتهمك بالكبر والغرور وأنا اعلم انك برئ من هذه التهمة ...أخي أعني على التوبة ونمي في داخلي بذرة الإيمان قبل ان تموت ...أخي أثقلت عليك برسالتي وعتابي لكنها ما كانت إلا من محب ... نعم فاني احبك في الله وعتابي لك ما هو الا لحرصي الشديد على ان أكون مثلك تائبا عابدا طائعا لله فو الله لقد مللت وتعبت .... وكلما حدثتني نفسي بالتوبة أتوب وابكي إلى الله عز وجل لكنني افتقدك افتقد ان تشغل فراغ أحدثه غيابي عن رفقاء السوء لتشغله أنت ....

    وفي الختام أخي لا تنسني من دعائك ولا تقطعني من كريم وصالك وتذكر قول الله عز وجل ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )

  4. #4

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    شكرا علاى الجزء الثاني من هذا الموضوع الرائق أخي الحبيب عبد الله

    شكر الله لك عملك وجعله في موازين حسناتك

  5. #5

    الصورة الرمزية السرغيني

    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المـشـــاركــات
    225
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك أخي وجزاك الله الجنة

  6. #6

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لماذا ... ( أتوب .. وأعود ) 2

    بارك الله في الجميع
    وجزاكم الله جنة النعيم واسعدكم فى الدارين
    وفقكم الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...