حاظية بحلمٍ لا ينتهي عن رغبتي في التألق، أناضل ليومٍ آخر حتى يمر .
كنت أتسائل إن كنت سأتألق كنورانية القمر الذي أراه عندما أعود لمنزلي .
أكبتُ جمحي و ضعفي، أتناسى تعبي وألمي، أمسح عرقي ودموعي طامحة في الوصول إلى مكانٍ يفوق مخيلتي .
كثرة الحلم، واغفال العينين عن الواقع، وتناسي ما يحدث حقيقة، يُخلف قلق، يُؤرق الفكر، يُتعب الجسد، يُولد حزناً بعيد المدى .
كان يجدر بي أن أكون "ممتنة " كوني تذوقتُ شيئاً من ذاك الحلم، الذي وفي بعدٍ ما كان يثقل كاهلي .
لم أكتب هكذا منذ عام، وكانت مدة كفيلة بأن أنسى كيف يُكتبُ الكلام !
رغم أنني كنت ملمة بتسجيل كل ما حدث معي خلال العام، وقد رغبتُ بإعادة ترتيبها تحت مسمى [ مذكرات طالبة طب ]، وعرضها هنا اقتداءً بما كانت تفعله الجميلة Ran san .. لكنني توقفت !
عامٌ بالضغط لن يفي وصفه، تعرفون أيام دراسة الطب التي كنت أعيشها، جئتُ لأخبركم أنها انتهت الآن .
فلم أكن أرى من البداية تخرجي من تلك الكلية، لم أكن أشعر أنني سأغدو طبيبة يوما .
تكسرت مجاديف ذلك الحلم كاملة، ولم يعد القارب يسير .
كل ما في الأمر أن القسم قد ألغي من الجامعة بسبب نقص الامكانات التي كان يستند عليها.
ما مصير الطلبة ؟
- لا يهم، تدبروا أموركم .
على الأقل لم أكن لأستغرب إن كان ذلك الرد الذي سأتلقاه حال استفساري عن اعلان الإلغاء، الذي جاء مباشرة في آخر يوم دراسي قبل امتحانات نهاية العام .
لكن الرد الأصلي جاء كالتالي :
- نسبة للامتحانات فأنتم ستكملونها بالتأكيد، عدا ذلك أمامكم خيارين :
- إما التحويل لجامعة أخرى شرط احضار موافقة الجامعة المغادر إليها .
- أو التحويل لأحد الأقسام الثلاثة الموازية للطب، حيث سكملونها من حيث انتهيتم هنا .
( طب المختبرات - طب وجراحة الفم والأسنان - الصيدلة مسار طبيب صيدلي )
أياً كان الخيار فهو غير جيد، لن أستطيع المغادرة لجامعة أخرى، ولن أستطيع السفر خارجاً للاستئناف، ولا أريد التحويل لقسمٍ آخر .
ومن يومها وأنا أغدو ضيقة الفكر، مفتولة الجسد، الامتحانات تقرع طبولها، وهنا لا حياة لمن تصرخ لها .
وأصرح بأنها كانت الأسوأ، وكأنه شيء أفتخر به، كوجود مادتين على حرف الرسوب وثلاثة ... لا أريد أن أكمل .
العطلة التي كدنا نموت لأجلها، ها نحن نموت فيها، لم تعلم عائلتي شيئاً حتى الآن، وهذا أمر آخر يصيبني بالجنون .
استخرتْ، وأظنني راضية عما سيحدث من الآن .
على الأقل أشعر بأنني "ممتنة " لهذه الحادثة التي جُعلت صفحةً في قدري،
"ممتنة " لأنه كان لي نصيب هناك، ولغيري نصيب من وجودي هناك،
"ممتنة " لأنه في يوم ما تمنيت أن أكون هناك وأكون ممتنة لكوني كنت هناك .
والآن أنا "ممتنة " رغماً عن علاماتي السيئة التي حصدتها ورغماً عن النهاية التي شهدتها .
تعلمتُ على الأقل كيف أكون "ممتنة " لكل ما أردته وبلغته ولكل ما لم أرده وكان نصيبي .
و " ممتنة " لكل من قرأ هنا حتى هذا السطر .
.
.
.
winter
المفضلات