بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وبعد،،،
خلف ذاك الزقاق المظلم...
وخلف جناح الظلام...
وسكونه الهادئ...
آهات ضعيف متقطعة أخذت في الصدور من ذلك الكائن القابع في تلك الزاوية المظلمة المختفية بعيدًا عن بقعة الضوء
ثم تعالت تلك الآهات بوضح من ذلك الجسم...
إنه مواء!
مواء قطة حزينة أخذ يتهدج في سكون الليل كعواء ذئب في ليلة مقمرة وأخذ الهواء يتكثف مع نفسها الضعيف..
لم يكن أحد يأبه بحالها بل لم يعرها أحد أي اهتمام ...
حتى ذلك الرجل المسرع الذي دهسها بسيارته ...رغم ضوء سيارته الذي كان مسلطًا نحوها...
أخذت نفس تلك القطة يتسارع والهواء يزداد تكثفًا وأخذ الدم يسيل في ذلك الشارع الخلفي الذي يحمل الرقم "9" ويتلوى كثعبان يحتضر صانعًا مجرى ملتوٍ ما يلبث أن يتغير اتجاهه...
رفعت رأسها بصعوبة...
ولكنه سقط!
عادت ورفعت رأسها...
ونظرت...
نظرت بالعين الباقية والتي لم تفقأ إلى المدى البعيد... وسال خيط من الدم من فمها...
لم تستطع أن تحتمل أكثر...
سقط رأسها...
كوردة خريفية انحنت مع هبوب الرياح...
وأخذ مواءها يرتفع... ويرتفع مع آهاتها الحزينة الكبيرة وهي تتذكر...
تتذكر ما دفعها إلى الوقوف في وجه السيارة متحدية كل ما حذرها منه أقاربها في الصغر
الإقتراب من بني البشر!!
"تذكري...الإنسان غدار!"
"إياك أن تقتربي من بني البشر فطمعهم قد أغشاهم!"
"إذا تحديتي ابن آدم فمصيرك...خيوط جراحة!"
أخذت تستعرض تلك المقولات وهي تتذكر ما دفعها لتلقي بكل هذا خلف الحائط...
"الحفرة"
نعم!
نعم الحفرة الضخمة...
تلك الحفرة الضخمة التي تقع في الناصية..
رفعت رأسها ببطء وهي تنظر إلى تلك الحفرة...
لقد سقط الرجل وسيارته وهوى في تلك الحفرة...
تسارعت نبضات قلبها وازداد تنفسها وأخذ صدرها يتهدج ويرتفع وينخفض وخيط الدم ينزف من فمها ويتلوى..
أكثر فأكثر...
"أهلكت نفسك يا ابن آدم وأهلكتنا معك!"
قالتها بأنفسٍ متقطعة ثم تابعت:
"وهذا جزاء من يسا.. يساعدك"
رفعت رأسها بقوة وأخذت تموء مواءً طويلًا سجله ظلمة الليل أو عواءً إن صح الوصف عواء حزين طويل...
ثم انتهى كل شيء...
كما بدأ...
خلف...
ذلك الزقاق...
المفضلات