مرَّةً أخرى، ذكراكِ أميرتي
(الكاتب: عمر قزيحه - توثيق الكتابة: 2012م)
قلبي في درب الحياة رغم موته سائرْ
أتيتِ بعد انتظار فعمَّت في حياتي بشائرْ
ثمَّ رحلْتِ ابنتي، رحلْتِ وفؤادي مشتَّت حائرْ
شابَ فؤادي من بعدِكِ، وبات منهكة قواه خائرْ
قلبي يتمزَّق لغيابكِ، طورًا يرقُّ وطورًا ثائرْ
لكنَّها الحياة، يومٌ حلوٌ ويومٌ مرٌّ، يومُ الحياةِ دوائرْ
أتيْتِ ابنتِي ورحلْتِ، بلا صوتٍ، كألطفِ زائرْ
من لا يحبُّ البناتِ لنفسِهِ ظالم وعليها حتمًا جائرْ
تمنَّيْتُكِ ردحًا، فأتيْتِ راحلةً، لتبقى الآلام في نفسي دوائرْ
روحي في فضاء ذكراكِ تحلِّق، وقلبي إلى ضمِّكِ طائرْ
لعلَّه يراكِ، يطفئ ظمأ أشواكِ الشَّوق، يداوي جرحًا غائرْ
قلبي في ذكراكِ ينبض بالحياة، وعلى ذكراكِ ليحيا، مثابرْ
ربَّاهُ أسألك رؤياها، ومن سواك يا رحمان لكسر القلوب جابرْ
ارزقني رؤياها، واجعلني يا ربُّ قبل ذلك عليه صابرْ
طفلتي حبيبتي، مرَّت في حياتي كأرقِّ نسيمٍ عابرْ
ترى هل في حياتي أراكِ؟ أيرجع، طفلتي، زمان غابرْ؟
رحيلكِ حبيبتي مزَّق قلبي كخنجرٍ رهيبٍ كسيفٍ باترْ
دموعي تسيل كلَّما أذكركِ، ليس لها عن الأعين ساترْ
هواكِ قلبي، فصرْتِ قلبي! كيف ترحلِينَ؟ أيُّ حظٍّ عاثرْ؟!
ارجعي ابنتي ارجعي! فكلُّ من رحل يرجع حتَّى طير مهاجرْ
سأظلَّ أبكي ذكراكِ حتَّى آخر نفس، إن حان من الحياة آخرْ
حياتي من بعدِكِ بحر تتلاطم فيه الأمواج وبالأهوال زاخرْ
قد صرْتُ بعدَكِ كَشبحٍ هزيلٍ ينظرُ إليه كلُّ عدوٍّ ساخرْ
قد اقتضى قدري أن يكون لكِ حبيبتي منِّي مصادرْ
لم أعد أطيق صبرًا على نجواكِ، ما عدْتُ قادرْ
أدعو ربِّي أن يسبغَ عليكِ حمايتَه من أيِّ غادرْ
جمالُكِ أميرتي من عالم الجمال، مبهر نادرْ
أحبَّك قلبي، وصرَّح بذلك علنًا بصوتٍ هادرْ
حينما التقاكِ، صار بين يديكِ، لأوامرِكِ حاضرْ
ذهبْتِ! هكذا؟! فدوَّى رحيلُكِ كرعدِ يومٍ ماطرْ
يا ربُّ، أعدْها إليَّ أحضنْها، يا من هو للسَّماء فاطرْ
قد كان حضوركِ طفلتي روعة حياتي، لكياني آسرْ
ابحث عنها يا قلبي، إلى رمز الحبِّ امشِ حثيثًا وسِرْ
فإمَّا أن تفوز بمبتغاك، وإمَّا أن تبقى إلى الأبد خاسرْ
حنوْتُ إليْكِ قبل مقدمِكِ، وبه حنْوتُ، وبعد رحيلِكِ ما أزال به شاعرْ
آلام الفراق تعطي شعرًا لغير قائلِهِ، فكيف بها إذ تعصر قلبَ شاعرْ؟
بتُّ شاعرًا لكِ، لا أشعر بسواكِ، تملَّكْتِ عليَّ كلَّ أحاسيس ومشاعرْ
رحلْتِ ابنتي، فخسر قلبي كلَّ شيء، وما عاد بالفرحة ظافرْ
يا ربِّ احمْها، سدِّد خطوَها لما تحبُّ، وكُنْ لذنبِها خيرَ غافرْ
رحلْتِ ابنتي، فأراد قلبي رحيلًا، وما عاد يطيقني، بات منِّي نافرْ
وأنَّى له البقاء والأحزان عليكِ تعتصرُهُ وتهاجمُهُ بنصيبٍ وافرْ!
اسمُكِ حبيبتي نشيدُ قلبي أقرأه كلَّ ليلة له مذاكرْ
كلُّ لحظة يجول طيفُكِ في وجداني مساء وليلًا وباكرْ
ربِّي وهبْتَنِي إيَّاها، لك الحمد، لسْتُ فضلَكَ بناكرْ
وأحمدك يا ربَّ العباد، في كلِّ أحوالي لك شاكرْ
يا ربي أعدها إليَّ، رحماك، وعافها من كلِّ ثعلبٍ ماكرْ
ما مِن سواكِ أميرتي لقلبي سيِّدٌ وملك، ما مِن سواكِ له آمرْ
مررْتِ في حياتي كَضوءٍ خطفَ أبصارَنا، سنيٍّ باهرْ
بكاكِ فؤادي مرَّ البكاء فجفوتُ نومي...
وعلى ذكراكِ ليلي ساهرْ!!
ملحوظة: الخاطرة خيالية بكل مفرداتها ومعانيها، فلم أفقد طفلة، لكنها من محاولات الكتابة الوجدانية بما لم نمرَّ به في حياتنا... لعلها تكون قد نجحت في إضفاء شيء من التأثير...
المفضلات