السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .
عودة لكتابة المواضيع ...^^
لو سألتكم ... ما مفهوم كلمة الأم عندكم ؟؟
أكثركم سيجيب بأنها الحنان والمنبع الدافق .... وسيضع كل ما لديه من عبارات الحب والإحترام والتقدير ...
لو سألتكم من أكثر من تحبون في الدنيا ؟؟؟ فبالتأكيد سيجاوب كل واحد فيكم (( أمي )) ...
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( أمك ثم أمك ثم أمك ..))
مهما فعلنا فلن نوفي حقها علينا .......لذلك جميعناً نعتبرها في المقام الأعلى .... ولكن ..
هناك من لا يشعر معكم بذلك ... نعم .. هناك من يعتبر الأم سبباً تافهاً في حياته ... هناك من يدعي عليها ولا يتمنى أن يراها .... هؤلاء لا يشعرون بمعاني الرحمة والحب والطيبة في كلمة الأم بل يعتبرونها مثالاً للقسوة والكراهية ....
لذلك تجد منهم من لا يتمنى حتى رؤيتها ورؤية والديه ويعتبرونهم السبب في الآمهم الذي يعيشونه اليوم ...
الان .... هل أنتم معارضون على هذه الفئة ..... هل تعتبرونهم مثالاً للعقوق ...
إذا كنتم تشعرون بذلك فمهلاً ...
لو تأملتم فيهم لعذرتموهم ...
هؤلاء .. هم المذنبون بلا ذنب ....
هؤلاء ... عاشوا ليدفعوا الثمن ...
ثمن خطأ إقترفه آبائهم ...
عاشوا وسط مجتمعنا اليوم كآفة لا يجب الإقتراب منها ....
إنهم اللقطاء ...
بدايتهم ... خطأ محرم كتب فيه أشد انواع العقوبة .
.والنتيجة .. ثمرة محرمة ...
والثمن ..ضياع للأبد ...
تجدهم أحياناً في أكوام النفايات (( أكرمكم الله )) .... أو في زاوية الطريق عرضة للحيوانات الضالة ...
أو عند باب المسجد ..الذي هو بيت من بيوت الله دون خوف من الله عزوجل ...
أمامهم طريقين ...
إما أن تنشلهم الأيدي الرحيمة بهم لتنقلهم للمستشفيات ...
وإما أن يلفظ أنفاسه نظراً لجسمه الصغير الذي لم يتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين من الولادة ويترك دون طعام أو عناية ...
أنقل لكم بعضاً من الوقائع ..التي تتحدث عن الأمر ...
في الزاوية اليمنى بآخر الرواق الذي يقع في الدور الثالث بمستشفى الملك عبد العزيز توجد حجرة بيضاء يطغى عليها الجو الطبي وبها بعض الأسرة للرضع المواليد وبعضها الآخر تجدها للأطفال ممن بلغوا السنوات الأولى من الحضانة وهي أشبه بالأقفاص الصغيرة التي لا تسمح للأطفال بالخروج منها كي لا يسقطوا من فوقها، وهذه الحجرة تخص أطفال الظروف الخاصة (لقطاء) مجهولي الأبوين.
بعض الحالات كانت تصل إلى المستشفى في وضع مترد ويقول «من أسوأ الحالات التي وصلتنا طفل رضيع بقي فترة ليست قليلة في حاوية القمامة بأحد الشوارع حتى أن الفئران والقطط نهشت جسده الصغير وجاء في حالة يرثى لها وجسده مليء بالجروح
كيف سيعيش ذلك الصغير ... ؟؟
في ملجأ ... مع عشرات الأطفال ... مع مربيات يقمن بعملهم الروتيني ... لا يعرفون ما معنى كلمة
أم ....... ما معنى كلمة أب ..... ما معنى كلمة إخوة ما معنى كلمة عائلة أو أسرة ....
حتى يكبر ويلتحق بالمدرسة ...ليواجه الصدمة الكبرى ... حين يعرف بأنه لقيط ..
من اقوال أحد اللقطاء
- مشكلتي كانت عقب التحاقي بالمدرسة، وهي إحساسي بأنني وحيد في هذا العالم، وحيد وكأنني مقطوع من شجرة، وكنت ألوذ بالصمت القاتل عندما أرى جميع أقراني يتحدثون عن أمهاتهم وآبائهم وأشقائهم، وكنت فقط أتخيل ما يحدث في إطار العائلة من محبة ودفء وحدب واهتمام ورعاية وسواها من العواطف الرائعة وكانت تغيب عن ذهني الأفكار عن طبيعة العلاقة الأسرية بين الأب والأم والأبناء داخل المنزل وخارجه.
تساؤل ..
أتسائل ...
كيف أستطاعت تلك الأم أن ترمي بطفلها الصغير الرضيع بين اكوام النفايات .ليلعب الذباب بوجهه ....
أليست هي منبع الحنان .؟؟
أتسائل .... أي وجه يحمله ذلك الطفل عندما يبحثون عن إسم مركب بدون ألقاب قبائلية ...
فكيف يعقل أن يحمل لقيط لقباً ..... تستخرج له شهادة ميلاد تحمل بصمة اللقيط ..
أتسائل ...أي مشاعر سيحملها ذلك الطفل عندما يكبر ويعرف ما معنى بأنه طفل غير شرعي وبأنه لقييط .؟؟
أتسائل ... أي غيرة سيشعر بها عندما يرى طفلاً في مثل عمره يلهو مع والديه .... ؟
أتسائل ... كيف يمكنه أن يعيش دون حناناً من أم أو توجيهات من اب ؟؟
أتسائل .. أي مرارة سيشعر بها عندما يحس بأنه وحيد في هذا العالم ؟؟
أتستطيعون التخيل ...
نحن لا نستطيع تحمل رؤية قطة صغيرة رضيعة ملقاة في الطريق .... ستجد الجميع يهرع نحوها ليحملها ويعتني بها .. فما بالك بطفل صغير رضيع ...
حالياً وبعض تفحصي للكثير من المواقع والآراء تفاجأت بأن أكثرهم يرفضون الزواج من لقيطة أو من لقيطة ليس لهم فصل وحسب او نسب .... وطبعاً يمكننا عذرهم ...
لا أحد هذه الأيام وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية إلا ويهتم بقضية النسب والنسل الطيب ... وعملاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم )) أخرجه ابن ماجة
وسيبقى ذلك اللقيط يعيش ليحمل مرارة الظلم والآلام على عاتقه طول حياته ....
وإن تزوج ذلك اللقيط ... ما الذي سيحكيه لطفله ؟؟ أي تاريخ يرويه عن أجداده .. أيحكي له ليفتخر بتاريخ ملؤه الخزي والعار ؟؟؟
مكتوب على اللقيط أن يعيش ويتحمل ذنب غلطة لم يرتكبها ...
اللقطاء ... يولدون لأم بلا قلب او عاطفة ... وأب تجرد من كل إنسانية ....
تبدأ نهايتهم ببدأ بدايتهم ...
وعليهم تكملة المشوار الصعب ليشقوا طريقهم وسط هذا المجتمع ...
سيحملون مرارة الألم والحسرة .....
سيعيشون ولسان حالهم يردد .... ماالذنب الذي إقترفته .؟
ينتظرون رؤية والديهم ..ليصرخون فيهم ... لماذاااا ؟؟
بإختصار ...
سيدفعون الثمن ...
مع إحترامي وتقديري ..
Crimson Butterfly
دونا كارولينا ..
المفضلات