بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، لذا وجب على المسلم التأدب معه غاية التأدب وتعظيمه غاية التعظيم، ولذلك صور منها:
1- تعظيم القرآن عند تلاوته بالاستماع إليه والإنصات له
فلا يتشاغل عنه المستمع بأي شيء آخر من كلام أو فتح كتاب أو أي عمل آخر، ليتعرض بذلك لرحمة الله عز وجل كما قال تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)
وورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة).
2- ومن تعظيم القرآن أن يجعله الإنسان في مكان مرتفع ولا يضع فوقه شيئاً أياً كان
إجلالاً له واحتراماً، لأن القرآن يعلو ولا يعلى عليه، ولا يجعله الإنسان متكأً بأن يتكئ عليه بذراعه أو يده، ولا يجعله وراء ظهره، ولا يسند ظهره على المكان الموجود بداخله القرآن.
3- ومن تعظيم القرآن أن لا يترك القارئ المصحف مفتوحاً ويقوم عنه
بل ينبغي إذا أرد القيام عن القراءة أن يطبق المصحف ثم يقوم، احتراماً للمصحف وإجلالاً للقرآن، كما ذكر ذلك القرطبي في مقدمة تفسيره.
وللأسف بعض الناس يضع القرآن على الأرض وإذا نصحته يقول (أين الدليل)!!
وهذا لعمر الله العجب العجاب !!!!
فمتى كان الأدب يحتاج إلى دليل إلا عند كل ذي عقل كليل
ومع ذلك أليس يقول ربنا " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " وهل شعائر الله أعظم من كلام الله تعالى؟!!
وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور حديثاً معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى كتاباً على الأرض بقرب رجل فقال (ما في هذا؟) قال: بسم الله, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وضع كتابا فيه بسم الله أو اسم الله فعليه لعنة الله)أو كما قال عليه السلام، فتنبهوا وربوا أنفسكم على الأدب فالخير كل الخير في الأدب ورحم محمد بن القاسم حيث قال: صحبت مالكا عشر سنين سنتان في العلم وثمان سنوات في الأدب ويا ليتها كلها كانت في الأدب
المفضلات