الحمد لله الذي جعل لساننا اللسان العربي المبين .. وصلى وسلم على عبده ورسوله وخليله سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه والذين اتبعوهم بإحسان وسلم كثيرًا طيبًا مباركًا فيه إلى يوم الدين .. أما بعد ..
فماذا أقول ؟! ..
قد أثرت في النفس الشجن القديم ! ..
ستجدونهم دوماً بعد الصبحِ " هم لم يصلو الصبح " في دان كن دونات يعتلكونَ زقارةً مضيئة ويقلبونَ أوراقاً ممسوخة يسمونها – الصحف - ، وفي الطاولة التي غصت بدخانٍ محملٍ بثاني أكسيد الكربون يسندُ أحدهم كأساً من القهوة السوداء وإن كانَ لا يحبها – لا تكلموه فإنه في قمة عرش مملكته ، هههـ - حتى يتم له " البريستيج " وكنكهةٍ إضافيةٍ فلابد أن تكون " قناة العربـ .. " قد انتصبت أمامه ليسمع أخبار العالم التي تؤرق أيامه ولكن بشرط – أن تكون من فمِ المذيعةِ " ريما ... " وعلى إيقاع عزف الشارة الصاخب .
قلتَ بكلمتك تلك ما كان يجيش في نفسي يا أخي ! ..
أقول : حسبنا الله ونعم الوكيل على كل مفسد ! .. وكسر الله رايتهم وأخزى أمرَهم ..
أما هل صلَّوا الفجر أم لا ؟! .. إن كنت قمت على شاهد فلك ما قلت .. وأما أنا إذ لا يقوم لي شاهد فأقول : الله أعلم .. والله هاديهم ..
أبصرتُ أحدهم مرةً يقولُ لصاحب المطعم " please give me 2 " والصاعقةُ أني أعرفه جيداً في قاعة الدراسة حيث لا يفارقُ القاموس المترجم جيبه ولا يكادُ يبينُ في محاضرة اللغة الأجنبية خصوصاً ، لا بل ويشتدُ بي العجبُ حين يجلسُ إلى صاحبهِ فيقولُ له " الشابتر الفلاني معنا " و " السيكشن الفلاني محذوف " والبارت ال .... واللليكتشر كانت ... وال وال وال ..... " وشرُّ البلية مايضحك ..
قد ضحكت - والله المستعان .. لن يكون ذلك لولا أنَّ في النفس إعجابًا بأهل هذه اللغة لهم وإكبارًا ..
نسي في كربته معبودَ الرياح الذي قال : لا ، وتمتم ذليلاً لربه أن نعم ، فالمجد لله
وتلك آفة من الآفات .. " نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ " .. لست أكفرهم .. ولكن مشكلةً من المشكلات التي شاعت مشكلةُ التغرُّب واعتناق تلك المذاهب والفِكَر .. في الحين الذي يكون هذا المعتنق مسلمًا .. بل وبعضهم سفير للإسلام - إن كان " مهاجرًا " إلى الغرب قاطنًا بين الأعاجم - ..
يقولون " الحرية الحرية ، وهم ألد خصامها "
وضعت يدك على جرح غـــــائر ! ..
أتدري ما قرأت في كتاب ( بروتوكولات " خبثاء " صهيون ) - والمترجم علي الجوهري - ؟! .. يقول كاتب البروتوكول الوارد فيه الكلام عن الحرية أن الحرية فعليًّا أمر ليس له نظير على الواقع ، وكل الصيحات المنادية بالحرية فارغة ، والحرية هذه لن تزيد الشعوب إلا فراغًا ، وفي الحين الذي يدعي فيه الحاكم تطبيق الحرية ، يكون خلف الكواليس يدبّر على الشعب ويسوس أمورًا بكل تسلُّط وقمع وظلم .. - وطالع مذهب " ميكافيلي " والمذهب الصهيوني " الملعون " - عذرًا - القائل : الغاية تبرّر الوسيلة - ..
ولعلي آتيك بنص ما كُتِب في الكتاب إن عدت - إن شاء الله - ..
فتلك مشكلة .. غالبًا ما تجد ذلك الذي يقرأ ويقرأ ويبيت معتكفًا على الكتب ، غالبًا ما تجده إذا كتب أبان ، وإذا تكلم تكلم عارفًا بما يتكلم ، بينما المتحمِّسون - نعوذ بالله أن نكون متحمسين على غير بينة ! - ففيهم روح الثورة والنقد طبعًا .. فيمسكون الأقلام ويستعمرون الأعمدة .. ونسأل الله لهم الهداية والجبر .. وأن يحميهم أن تلك اليومية لمقالاتهم حاجزًا لهم أن ينتقوا أصدق الكلام وأحقَّه ..
هدانا الله وإياهم .. وآتانا رُشدنا وتقوانا .. " كان كثير السكوت " - صلى الله عليه وسلم - .. عسانا نتبع هديه ..
وهم قومٌ انتصبوا بوجوههم وأبدانهم وأقلامهم في وجه هذا الفوج الممسوخ ، فبينوا الحقَّ وهو أبين ، وكانوا لهم كما كان الصبار في جسدِ الدخيل ..
وهم كثر .. كثر الله من أمثالهم .. وجعلنا على خير هداهم سائرين .. أولئك الذين تقرُّ بهم الأعيُن .. ألا فكثر الله من أمثالهم .. كم هُدِي بهم .. وكم قُمعت فتنة بهم .. وكم عُدِّل مُعوج وبان خفي .. رحم الله أمواتهم ونصر أحياءهم وبارك لهم جميعًا .. ولا بدلنا بعدَهم لسوء .. والله أرحم الراحمين ..
" ... نريدُ أن نعملَ على تحرير عقول المسلمين وقلوبهم من روح التهتك والإباحية ، ومن روح التمرد والإلحاد ، وأن نريهم أثر ذلك في أوروبة وأمريكا ، اللتين يقلدانهما تقليد القردة ، وأن نريهم أثر ذلكَ في أنفسهم وأخلاقهم ودينهم ، نريدُ أن نمهد للمسلمين سبيل العزة التي جعلها الله لهم ومن حقهم إذا اتصفوا بما وصفهم به : أن يكونوا " مؤمنين " .
نريدُ أن نوقظهم وندعوهم إلى دينهم بهذا الصوت الضعيف ، ولكننا نرجو الله أن يدويَ هذا الصوتُ الضعيفُ يوماً ما ، فيملأ العالم الإسلامي ويبلغ أطراف الأرض ، فإن عجزنا او ذهبنا ، فلن يعدمَ الإسلام رجلاً أو رجالاً خيراً منا ، يرفعون هذا اللواء ، فلا يزال خفاقاً إلى السماء ، بإذن الله ...
" أحمد محمد شاكر "
رحمه الله وجزاه وأمثالَه خير جزاء .. ولئن عملَ كل واحد في نفسه بما علم .. لصلح كل الناس .. وكفى أن يأخذ ذلك على عاتقه كلُّ الأعضاء هنا .. ثم انطلقوا بأنفسهم ..
والله قدير والله غفور رحيم .. وإن تتولوا يستبدل قومًا غيرَكم ثم لا يكونوا أمثالكم .. استعملنا الله ولا استبدلنا .. برحمته وفضله وهو ذو الفضل والرحمة ..
جزيت خير جزاء على موضوعك ..
وإن كان شخص مدعوًّا إلى المدونة لكنت من أجدر من يُدعى
- خاصة بعد هذا الكلام كله - ..
بارك الله فيك وفي كل من استقام على الرشاد .. وفي كل من سعى لذلك .. وثبتنا أجمعين ..
والله الهادي والمستعان ..
والله أعلم ..
والحمد لله رب العالمين .. وصلى وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان وسلم إلى يوم الدين كثيرًا ..
المفضلات