أهلًا ومرحبًا بكم آل مسومس
وطابت أيامكم بكل خير وتحلت بالسعد أوقاتكم
مرحبًا مع كل نجم قد زين السماء مرحبًا مع كل بدر طل مع المساء
مرحبًا بكم نجومًا في فضاءات القلم وبدورًا في سماه
أهلًا ومرحبًا بكم
شخوص المسرحية
وائل: بطل المسرحية
محبوب: صاحب المطعم في شارع 20
سليم: صاحب الحمار
زياد: ابن الرجل المحتضر
القاضي: المرتشي الذي سيحكم بينهم
فكرة المسرحية : تراث
بقلم: بوح القلم
عدد المشاهد: خمسة مشاهد
مقدمة
قبل عدة قرون انتشر الفقر بين الناس وساد الطمع حتى أفسد عقول الكثير منهم
وبات الجوع شبحًا يحوم في أزقة القرى والمدن ينهش الضعفاء والبائسين ولا يميز بين طفل أوامرأة أو شيخ
وكان أفقر الناس طلاب العلم ومن يشتغل بمهنة التعليم
ومن بين تلك الثلة وائل ! بطل مسرحيتنا
شاب معدم لا أهل له ولا مال يشتغل ليلًا على طلب العلم وفي النهار يعمل حمالًا لكسب قوت يومه
لكن مشكلته أن جميع من في بلدته يتجنب رفقته لما أشتهر به من سوء الحظ
لم يثبت بعمل أبدًا فكلما أراد فعل شيء جيد عاكسته الظروف فينقلب الأمر إلى كارثة
لم يشفع له علمه الغزير ولا شبابه الوفير بتجنب الفقر وبؤس العيش كحال الكثير من شباب ذلك الزمان
المشهد الأول
( شارع 20 أمام مطعم المحبة )
( يتقدم وائل من المطعم وبيده رغيف خبز ويبدأ باستنشاق رائحة الطعام )
وائل - يا الله ما أطيب هذه الروائح وما أشهى أطباقها ليت عندي بعض الدراهم لأنعم ببعض منها
لكن هيهات .. بجهد حتى أكتسب بعض القروش .. من لي بطبق من قدر المحاشي أو قضمة من لحم شاة !
لكن مهلًا لم لا أغمس ما معي من خبز في هذه الروائح وأتخيل أنني آكلها؟
(يقتطع من الرغيف ويبدأ بغمسها في شيء غير منظور قائلًا ): هذه في قدر المحاشي .. وهذه في قدر حساء اللحم .. وهذه في قدر الفاصولياء ...
محبوب (صاحب المطعم ): ( يمسكه من قفاه ويهزه ) ويحك أيها المعتوه مالذي فعلته؟
تأتي إلى مطعمي بأسمالك البالية ونعلك المهترئ، وتبدأ الأكل من القدر مباشرة !
لو أخبرتني لوضعت لك طبقًا تأكل منه لكن أن تفسد جميع القدور بيديك القذرتين ؟! ياللوقاحة
وائل : على رسلك يا سيدي أنا لم أدخل المطعم ناهيك عن إفساد القدور!
أنا لم أستسغ طعم الخبز بعد استنشاق روائح مطعمك فبت أتخيل غمسها لأستسيغ ابتلاعها،
وما عملي إلا ضرب من الخيال، أنا لم أقترب من قدورك !
محبوب : لا ! لقد أفسدت القدور، وسمعك كل من في المطعم وأنت تقول أنك ستغمس خبزك في هذا القدر وذاك ..
لذا لن يرضى أحد منهم أن يأكل منها، يجب سكبها وأنت من سيدفع التعويض عن الخسارة
وائل: لكني شاب فقير معدم لا أملك قرشًا واحدًا
محبوب: هذا من سوء حظك أنا لن أرضى بأقل من دينار ذهبي، وإن لم تدفعه حالًا سآخذك عند القاضي
(لنفسه) سمعت أنه قاض مرتش سأرضيه ببضع دريهمات
وائل: لكنك تظلمني يا سيدي وأنت تعلم برائتي مما اتهمتني به؟
محبوب: كلا وأيم الله ما ظلمتك بل أنت ظالم نفسك بسوء فعلك، تقدم أمامي دون اعتراض أو تشكي
( يخرجان ) ويسدل الستار
إلى لقاء قريب مع المشهد الثاني
المفضلات