و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أعتذر حقاً لاكتفائي بضغط زر الشكر و اضطراري لتأجيل الرد لعدة أيام لبعض الظروف
كما أدين لك بردود للمواضيع التي تابعتها و لم أضع رداً حتى الآن
و كالمعتاد لديك قلم هادف و أسلوب قصصي مميز و سلس يجذب القارئ بين السطور فلا يجد نفسه يتملص منها إلا و قد أنهى قراءة آخرها
بالنسبة للموضوع فالأمهات من هذا النوع رغم أنهنَّ تخالفن الفطرة الطبيعية التي زرعها الله في نفس كل أم سويَّة إلا أنهن موجودات بالفعل و لا يسعنا إلا الدعاء لله بأن يغير من الأوضاع نحو الأفضل
و كذلك الأمر بالنسبة للآباء الذين أعتقد أنَّ نسبتهم تفوق نسبة الأمهات في هذا المجال للأسف فبعض الآباء يعتقد أنَّ واجبه لا يتجاوز الإنفاق على عائلته و كأنه قد تزوج لتمويل عائلة تحتاج إلى معيل و هو ليس مسئولاً عن شيء غير تدبير المال لها
و مع هذه الحال لا نعلم من هو المسئول عن التربية من الأم أو الأب و المشكلة الأكبر أنَّ الطفل عندما يخطئ في نظر أحدهما فإنه ربما ينال ضرباً قد يكون مبرحاً دون أن يدرك حتى ما هو الخطأ الذي قد ارتكبه أو أن يتكرم أحدهما عليه بتصويب ما يقوم به من أفعال و كأنَّ التربية و الضرب وجهان لنفس العملة و أنا لا أعتقد بوجود المبرر الكافي لتخلي الأهل عن أطفالهم أبداً أو حتى التربية باستخدام العنف فذلك يزرع الكراهية في نفس الطفل و في نهاية المطاف كل شخص لن يجني سوى قطاف ما غرس فالحب مجرد ردَّة فعل داخلية و ليس سلوكاً يمكننا إجبار أي كان على الإتيان به
أما إلقاء الأطفال في دور الأيتام خوفاً من الفقر أو غيره فهو أمر غير مقبول فالطفل جاء للحياة رغماً عن أنفه و هو لا شأن له بالأحوال المادية لعائلته
كما أن الأطفال لديهم من الذكاء ما يكفي ليتفهموا الوضع المادي للعائلة و ليتعايشوا معه إن تفاهم الأبوين معهم بالطريقة التي تتناسب مع مستواهم الإدراكي باختلاف أعمارهم إن وحدوا من المحبة ما يعوضهم عن بعض الكماليات حتى يحسن الله من الأوضاع
بارك الله بكم و أدام لنا قلمكم المعطاء، و المعذرة مجدداً على هذا التأخير
المفضلات