عزيزتي موضوعك أكثر من رائع
وفلسفاتك في الحياة ونظرتك إليها راقتني كثيرا مقارنة بسنك الصغير
أفكارك أدهشتني بحق .. ذكرتني بما كنت أقرأ للدكتور عائض القرني حفظه الله
فقط أسأل الله أن يحرسك بعينه التي لا تنام ويسدد خطواتك ويثبت على الدين قلبك .
وتعليقا على ما ذكرتِ
حقا هذه الدنيا الفانية لا تستحق منا لحظة واحدة للبكاء عليها
سابقا عندما كانت تحدث لي مشكلة ما أذهل عن الدنيا وما فيها , وأريق دمعاتي بلا حساب
وأفتح غطاء قلمي لأخط مأساتي التي أظن - بمفهومي القاصر - أنه لا أحد يتعذب مثلي
ولا أحد يعاني مثلما أعاني
لكن نظرتنا للحياة ضيقة وقاصرة
هذا أحد السلف مات واحد من أبنائه السبعة فماذا قال ؟
قال : الحمد لله الذي أعطاني سبعة أبناء وأخذ واحدا !!!
تأملوا إن كان هذا الموقف حصل لأحد منا ..
طبعا من المستحيل أن يصل إلى هذا القدر من الصبر إلا من بلغ درجة عالية من الإيمان
لأن الإيمان نصفه صبر والنصف الآخر منه شكر وهذا ليس ببعيد عنا
فمن توكل على الله كفاه , ومن تقرب منه شبرا تقرب إليه ذراعا , ومن أتاه يمشي أتاه هرولة
فإيماننا بالقضاء والقدر ومعرفة الإنسان أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه كفيل
بقذف الراحة والطمأنينة في قلبه وبملء قلبه بالرضا عن الله
وهذا هو المهم
بماذا وصف الله الصادقين في آخر سورة المائدة ؟
( قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )
والرضا قلب الدين
وما يضير العبد بعد أن يرضى عن الله ؟!!
..
هذه مسألة , والثانية : ماذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لبلال ؟
" أرحنا بها يا بلال "
وما هي التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينشد الراحة فيها ؟
إنها الصلاة
تأمل قوله " أرحنا بها يا بلال " وليس كما يقال على لسان الحال اليوم :
أرحنا منها يا إمام
سبحان الله !!
إن الإنسان إذا تدبر في الصلاة وتأمل معانيها وعاش مع الله أحس براحة عظيمة
وتحقق المقصود من الصلاة بحق
الصلاة ليست أفعالا جوفاء , ركوع وسجود ورفع وقيام بلا تدبر أو تفكر
إنها جنة أو نار
نعيم أو جحيم
عذاب أو راحة
عندما يتحدث الله عن الصلاة في كل كتابه ماذا يقول ؟
( وأقيموا الصلاة )
أقيموا وليس افعلوا , ليست مجرد حركات لا معنى لها , وبمجرد أن أبدأ في الصلاة تتلاعب بي الأفكار يمينا وشمالا
وكما ذكر الدكتور عصام العويد أن الإنسان مع تكبيرة الإحرام يبدأ يفكر :
مفتاح السيارة أين تركته ؟ وفلان هل سلمته ما طلب أم لا ؟ ووو ... إلخ
وكأن الصلاة هي ميدان لمراجعة أمورنا الحياتية
عموما الصلاة موضوع كبير ومهم جدا أغلبنا لا يلتفت إليه على أساس أننا نعرف عنه بما فيه الكفاية منذ أن كنا في المرحلة الابتدائية !!
لكن ما يعرفونه قليل وما يجهلونه أكثر بكثير مما يتوقعون .
ومن يشكو الله دائما إلى خلقه فليجرب يوما أن يهرع إليه ويفضفض جميع همومه بين يديه
لأنه بالفعل ( لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك )
..
المسألة الأخيرة في موضوع الاعتذار
بالأمس صباح الأربعاء في درس من الدروس الصباحية التي تلقيها إحدى أستاذاتنا أسأل الله تعالى أن يوفقها ويحفظها كان حديثها معنا عن الكبر
ذكرت أن من علامات الكبر رفض الإنسان للاعتذار
وقالت على لسان حال من يرفض الاعتذار :
( أنا مستحيـــــــــــــــــــــــــــل أعتذر )
لماذا يا عزيزتي ؟ أأنت ملاك منزل لا تخطئين أبدا ؟!
المشكلة أن هؤلاء وأمثالهم يرفضون أن يخطئ أحد عليهم , ويا ويل من يخطئ ولا يبادر بالاعتذار
لأمثال هؤلاء ولنفسي أولا أقول :
تذكر أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر تطؤهم أقدام القوم
فلا ينفعك استكبارك واستحقارك لغيرك من البشر لا في الدنيا ولا في الآخرة
وليعلم أن ( المتفيقون ) من أبغض الناس إلى الله تعالى
وقد سئل عليه الصلاة والسلام عنهم فقال : المتكبرون
فاللهم إنا نعوذ بك من الكبر والعجب والغرور والرياء ونسألك الإخلاص في العمل
اللهم آمين
..
خالص اعتذاري لطول المشاركة لكن فعلا موضوعك أثار لديَ كلاما كثيرا
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى
غاليتي .. سبقتيني .. ولحقت الاحداث ,, او .. وفرت علي الكتابة!!
كنت انوي ان اضع القسم الديني والاهم .. ففوجئت بك تسطرين العجييب من الكلام .. ربما كنت اكثر من تأثر به .. في الموضوع الاول تطرقتي للشيخ عائض القرني - حفظه الله- ولا اعجب ان اثرت بكِ كلماته .. ولكن حزت هذه الكلمة في نفسي ( سنك الصغير ) تذكرت مواقف كثيرة ..
كأنها تقول لي ( سنك لا يتراكب مع ماتقوليه ) .. بالاصح !!
اهتمي بعالمك .. لا تتدخلي في الشؤؤن الاخرى !!
غاليتي .. في نظرك انتي .. هل الدنيا عندما تؤلمنا تميز فارق السن .. . ؟ . ..
ام انها ترمي مصائبها ( عشوائيا ) .,.
كلٌ منا له همومه .. بغض النظر عن سنه .. حتى الطفل .. يحزن .. يعتبر حزنه ( كما اعتقد ) كبيرا بالنسبة لسنه .. نفس الشيء يحدث معي .. ومعك .. ووو .. الخ ..
:.
اما موضوع الصلاة .. يحتاج لوقفة عظيمة .. ولكن سامر عليه بسرعة .. لأخطف بعض الكلمات ,,
لماذا الناس لا يرتاحون بالصلاة .. منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .. والبشر هم البشر .. لم اسمع انهم خلقوا في عهده - صلى الله عليه وسلم - من تراب ,, والان هم مخلوقين من ذهب .. او انهم كانوا سابقا يولدون ولهم خمسة قلوب .. والان قلب واحد .. ما اعرفه منذ ان تفتحت ( قليلا ) على هذا العالم الغريب .. ان المولود يولد ع الفطرة .. وكلنا من تراب .. وكلنا ابونا آدم - عليه السلام - .. وان للجميع قلب واااحد .. وظيفته ضخ الدم لجميع انحاء الجسم .. نعم هذا ماسطره كتاب العلوم ..
اذا ..
لمَ هم ارتاحوا بالصلاة ونحن لا .. ؟؟
بسيطة .. انها القوة الايمانية ,.. حب الله .. القناعات .. !!
بسيطة .. ان اكتبها .. واقرأها .. والقيها .. ولكن صعب .. جدا ان نعيها .. ونفهمها .,
لو كنا نعلم .. اننا اذا تركنا الصلاة سنذهب في النار علم اليقين .. لصليناها !!
تخيل ان اووقد النار .. واهددك بوضعك فيها !! ما ينجيك الا خمس حركات يومياً .. الا تفعل ؟؟ وهي نار دنيا .. !!
هذا وهي ( حركات ) تخيلوا معي ان الصلاة التي نكرهها - والعياذ بالله - تفيدنا تحت انها منجية لنا .. كثير ماقامت البحوث على فوائد الصلاة .. فيأتيك فلان ويقول .. صلي .. لتخفف وزنك .. حتى تتحرك عضلاتك !! سبحان الله .. نفعل للدنيا !!
لن نستفيد ابدا !! .. انما اذا صليناها خااالصة لله .. فيا للبشر .. والسعادة .. . ! . ..
:.
شاكرة لكِ هذا الجهد المميز .. ياغالية ..
المفضلات