- عذّرًا .. لكن انتهى الزّمن الذي تتوق اليه ايها السيّد !!
_حسنًا , قلنا انتهى منذ دهور .. ودفن تحت التراب , واتى التابعون بعد ذلك ! اذًا لم ينتهي زمننا !
- ايها السيد المقشّعر .. جوانح الحبيب محمد ما زالت متعلّقة فوق كابد الليّل بظلامه .. وفوق عسعسة الليل , وتحت قمم الديجّور .. تنبض الضياء بلا توقف , لكن مات الحبيب محمدٌ قبل ان نرى فتح القدسِ من جديد !
_ما مات محمدٌ يومًا ايها الجاهل .. لكن ماتت فينا الأماني والشموخ .. لم نعد نرضى الا بالخمون تحت سقفٍ بني من اسطبلٍ محروق .. اسطبلٍ ارتشف واصبّح غيمةً بلا ثنيةٍ تلقي الندّى على جوانحهِ
اتصدق .. اذكر يوم ان صعد ذاك الفارس على المنبرة كي يحكِ لمن فارقوا الحبيب انه مات !
- قدّ قال انه ماتَ .. اذًا لمَ تقل انه لم يمت يومًا ؟!
_وأنا اعود الى السّطر الأول .. محمدٌ ما مات يومًا .. على ذكرى خطاه تهمش بنا الجوانح .. فترى طيور الغد رغم كسُيّرِ جناحها .. رغم سلامّها .. تراها حين ترى خطى حبيبها بنور ضياءه .. وعنان سننهِ .. وفتحات اسلامّهِ .. وحين تحلق للأفق الآخر .. لا بل وصّلت الكسيْرة العذّيلة للقمّر .. فرأت من زمنٍ انه.. قد شّق القّمر منذ يوّم ان أتى من عجزنا عن نظرائهِ .. ومن ثم يطرح السّؤال المبني على اعتقادات الطيور المهاجرّه .. لمن شّق القمر هكذّا ؟!
- وأنا اكرر ما بسّطري الآخير ايها المّواطن .. عذّرًا لكن زمنك يامن تعيّش بظيبة الأحلام انتهّى ! وقد دفن كرامته تحت مقبرة النسيّان والذّل والتهميّش .. لدى ابحث عن زمنٍ يناسب احلامّك وشموخّك .. مات حبيبْنا حين رضينا بالتقاعس ! نطق فؤادنا قبل لساننا .. شتم من اليّمين من دنماركٍ .. وتلّك الأكوام من لحامٍ تروي حياتها بصنعٍ من ايدي الجاثميّن .. عذًرا لا تتكّلم ! لم انهي حديث اشجاني
فالبوح بالصّمت قتل كياني .. قُتل صمتِ .. اثمّل من الحديّث بعدها .. لكن حقيّقة فؤادي مزالت ترّاوي زهرّة آمالِ .. بعّذوبة ماءٍ نقيٍ .. حين اقرأ سيرة أبطال الأمس .. محمدٌ ايا ياليّتك تعّود ! في دمّي يسري نبّض اتبّاع خطّاكْ .. احلم ان اقطن بفسيح الجنان بجانبكَ .. محمدٌ يامن صلى الله عليك وسّلم أفضل تسليمْا .. أنت مّتْ يا محّمد فعلًا .. تذّكر في قواميس وأطياء تاريخّنا جانّب صَفْرٍ .. ذكرى موت الحبيب محّمد !
- محادثة بين مواطّن قطّن في الواقع , وآخر قطن في الأحلامْ - فأين منهما الصحيح ؟! -
على خطّى الحبيب |
على ذّكرى خطى الحبيب محمدٍ تسري بنا الهيام بلا توّقْف .. تأسر القمم حين يتّاق لها , انعود الى الوراء لنعيّده اليّنا .. ام نقبّل على الشمّالِ لنرى من كان يقطّن قريشًا يومًا .. خطى الحبيب تثنشد في كل بزوغّ شمسٍ .. عند طيور الهتّاف .. تراها كالشادنِ روحٌ تهويّ كل من يراها
محمدٌ ياحبيب خالقنّا .. يا مبعوثْ الرحّمةِ .. يا فارس الفرّساني .. ان زمننا يشكي من قلّة الأبطالِ ,
اتى صلاحْ الدين ونتّهى .. حرر القدّس وختفّى .. عاد الجاثمون ورتضوا بالمنايّا الخبثّ والإحتلالِ
ماذا أقّول ؟!
انا لا أهرب من الحياة .. لا أعترض على ما قدّره حكيم الأحكميّنَ .. لكني اهجوا بقوافي الغبار الأنوف الشجعّه .. اهجوا بقلّمي كبرياء الحمّقى .. عذرًا لكن الأمس انتهى .. مللّنا من روايات العودة للأمس .. من افتراضات قادتنا للفشّلْ .. للتدَامي والعكّزْ .. للأحتقاري والفرّرْ .
ولّكن الحبيب منتهّى يومًا .. ولكّن نحّن نعيب زمانّنا .. نهجوا الجميّع .. ولا نهجوا ذّاتنا
من قام بالسيّف بطلًا فوجيء بحّد المّوتْ .. كلنا اموات .. اذًا لا داعّي للهرّبْ .. لمَ لا تنهضوا من سباتكّم ؟
طالّ السبات عنّ حد ذاتهِ .. فالغد سنسّمع اخبار نهوض المسيّح ويأجوح ومأجوج
محمّد حبيبنا , أنت ما زلّت في القّلبْ .. وستزّال في قرّة العيّنْ .. قالوا ما قالوا .. وسأقول ما سأقول
ستظّل اسمًا حفّر فِي شرّايني .. فأنا خلف خطاكْ دومًا .. ما متْ يومًا .. لأنكْ منذ الدهّرْ والأمسْ .. كنت ترّوي حكايّاتٍ وصلّت لنا بالدمِ لأطفالِ اليومِ
فنتظّرنا يا صلى الله عليكّ وسلّم .. ان لم نلقاكْ هُنا .. سنلقاكْ يومًا ما .. على خطاك سأبقى مهما تحدّث وعاب الزمّان .. ففرّحُوا وتبعوا خطاه ياقّوم .. فأنتم امة محّمد وهذا ما أرت ايصّاله من كم هذه المشاعر التي زفّت على قشعارّية منذ شهور لكن كان مصيرّها ان تعرّض هُنا لديّكم .. فأحسنوا فهمْها كما حاولت ان اوصلّها لكُم .. فلدى نحن أمة لن نرضى الا بالعليّاء والقممِ .
وستكون خطانا .. هي خطى الحبيب محمْد .. والى الأبد والأمْدّ .. لن نرضّى بغيره خليلًا وقدوةً سنسري عليّها .
ودمّتم امة محمدٍ .
المفضلات