جلس على الكرسي في الحديقة العامة يتدبر حاله كيف أصبح مزريا بعد نجاحات جمة.
تذكر أول يوم وظيفي له و كيف كان شعلة حماس و صاحب مبادىء محاطا بالعائلة و الأصحاب و خطيبته التي هي الآن طليقته.
كان قد سمع قصصا عن رشاو و بيع ضمائر و تعهد أمام الله بأنه سيكون شريفا لن يستغل وظيفة لن يستغل نجاح كل عمله سيكون بما يرضي الله .
ركضت السنون و صاحبنا على حاله تملل و سئم الانتظار و أراد ان يقفز السلم لكنه أدرك بأن هذا ليس سهلا بل يحتاج إما لطولة بال أو الكثيير الكثير من الخداع .
بدأ الطرق الملتوية و ندم لكن سرعان ما زين له الشيطان سوء أعماله و أنه لم يكشفه أحد فعليه أن يستمر شرط أن لا يعرف أحد و بالفعل استمر و استمر و ظن أنه لن يقدر عليه احد و بقي هكذا حتى جاءت لحظة بالنسبة له جوهرية و يكسب المزيد فالطمع لا يعرف حدودا لكنها تلك هذه اللحظة كانت سبب انكشافه و ضياع كل كل مايملك أودع في السجن سبع سنين و دمرت أسرته و قاطعه كل معارفه.
تنهد متألما و نهض من على المقعد ووضع يديه في جيبه و غادر الى منزله تستقبله الوحدة.