صراع التربية.. والتعليم

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    العود
    [ ضيف ]

    صراع التربية.. والتعليم

    نتكلم كثيرا عن إتاحة الفرصة للطفل لتنمية شخصيته، وإنضاج رجولته..
    وربّما ننجح في فعل هذا في بعض الأمور الصغيرة، كأن نمنح أبناءنا بعض النقود ونري كيف سينفقونها.. أو أن نوكل إليهم رعاية إخوتهم الأصغر أثناء غيابنا... وهكذا..
    ولكنّ تطبيق ذلك في الأمور الأكبر والأعظم سيكون مستحيلا..
    فلا يوجد تقريبا الأب والأمّ اللذان يسمحان لابنهما باختيار نمط حياته.. وذلك بسبب منظومة التعليم العقيمة، التي تشبه سجنا إجباريّا، يضع فيه الأب ابنه (بدون اختيار أحدهما!!) لمدّة لا تقلّ عن 16 عاما.
    وطوال هذه الأعوام، يعيش الأبوان في قلق مستمرّ:
    فلو لم يتمّ تأسيس الابن في المرحلة الابتدائيّة، فهذا معناه أنّ كلّ المسار التعليميّ محكوم عليه بالفشل ولا معنى له.. إذن فهي الدروس الخصوصية.. من أوّل عام دراسي!
    ولو لعب المراهق بذيله في المرحلة الإعداديّة أو أهمل دروسه، فإنّ هذا معناه أنّه لن يدخل التعليم الثانويّ، وسينحرف مسار حياته نهائيّا إلى وجهة أخرى.. إذن فهو القمع والرقابة والتسلط.. وبلا هوادة!
    وإذا أهمل الطالب في المرحلة الثانويّة، فهذا معناه ألا يحصل على المجموع الذي يسمح له بالالتحاق بالكلّيّة التي يرغبها أو يرغبها أبواه.. إذن فهو القلق والعصبية والنصائح الرتيبة المتكررة!
    وإذا صاحب الشاب أصدقاء السوء في الجامعة، فهذا معناه الانحراف الأخلاقيّ والرسوب، أو الانتماء لتيارات متطرّفة فكريّا: دينيّا أو سياسيّا.. وكلّ هذا يعني ضياع مستقبله.. إذن فهو التضييق والتدخل في أدق الشئون وذم الأصدقاء وتنغيص الحياة!!
    كلّ هذه المتاهة المرعبة يعرفها كل الآباء.. ويمارسونها.
    لذلك يعيش الأب والأم كأنّ ابنهما يسير دائما فوق حبل معلّق فوق هاوية، حيث لا مجال للتجريب أو الاختيار.
    وهذه كارثة في حقّ الابن.. وحقّ الأبوين..
    فكلّ حياة الأسرة تتحوّل إلى استجوابات ونصائح تخصّ المذاكرة والتحصيل والدروس الخصوصيّة والأصدقاء... إلخ!!!
    ولا حقّ للطفل، للمراهق، للشاب أن يستقلّ أو يجرّب أو يبدع أو ينمّي موهبة، أو يتعرّف على الأصدقاء.. إلا في أضيق الحدود!!!
    وليت الأمر يقتصر على هذا.. بل إنّ هناك عشرات الإغراءات التي تأبى إلا أن تزيد المشكلة تأجّجا:
    ففي مرحلة الطفولة يكره الطفل المذاكرة في مقابل ميله الشديد للتلفاز واللعب..
    وفي مرحلة المراهقة يدخل في الموضوع الميل الغريزيّ بكلّ إغراءاته ومشاكله، مصحوبا بإحساس الفتى والفتاة بأنّ الزواج حلم بعيد لن يتحقّق قبل 14 عاما على الأقلّ، في حين أنّ لديهما فضول تجريب ونزعة لتقليد كلّ ما يريانه في التلفاز وما يقرآنه في القصص، وما يسمعانه من زملاء الدراسة (المفروضين عليهما إجباريا!)..
    وفي مرحلة الشباب، تتشكّل هوايات الشاب ومواهبه، وينجذب بشدّة لممارسة إحدى الرياضات أو الفنون، أو كتابة الأدب أو الخروج للرحلات...... إلخ.
    إنّ هذه الخيارات الصعبة والظروف المعقّدة، تجعل أيّ طريقة يمارسها الأبوان في التربية تخرج لنا واحدا من اثنين:
    1- إنسانا خانعا يفعل فقط ما يمليه عليه الآخرون.. (سواء كان فاسدا إمعة، أو ملتزما خاملا).
    2- إنسانا متمرّدا، عنده استعداد لتدمير أيّ عائق يقف في سبيل اختياراته في الحياة، ممّا يتعسه ويتعس أهله معه.. (سواء كان هذا الفتى علمانيا فوضويا، أو متعصبا ثائرا، أو موهوبا معاندا، أو متدينا متحمسا!)
    هذا واقع الغالبيّة اليوم للأسف..
    وهو ليس رصدي وحدي.. فعلماء الاجتماع والنفس، يحذّرون الأبوين من تحويل علاقتهما بالابن إلى مجرّد علاقة دراسيّة، ممّا يدفع الابن للملل والشعور بالجفاء، وبالقطيعة الوجدانية مع أهله.. فلا أحد يهتمّ بأحلامه ولا طموحاته ولا ميوله.. لا يهتمون فقط سوى بتحصيله الدراسيّ لمناهج معظمها عقيم لم يختره ولا يحبّه، ولا يعرف لماذا مفروض عليه أن يحفظه!!
    والآن أنا أسأل كلا منكم:
    كيف ستحلّ هذه المشكلة؟
    كيف ستتصرف مع ابنك في مشواره الدراسي؟
    هل ستترك له حرّيّة اختيار أصدقائه وحرّيّة أن يوازن بين اللعب والمذاكرة والهوايات والتلفاز و.. و...؟؟؟
    هل ستخاطر بأن تثق باختياراته في سنّ التجريب والمحاولة والخطأ، بينما أصغر خطإ يرتكبه سيعمل على تحويل مساره الدراسيّ وتحديد نوعيّة مؤهله وبالتالي وظيفته ومركزه في المجتمع.. ومستقبله كلّه؟؟؟
    وفي النهاية تجده يلومك أنت لأنّك لم تنصحه في فترة كان فيها لا يعرف مستقبله؟؟؟
    أم ستحصي عليه أنفاسه، وتقسو عليه بحجّة أنّك تعرف مستقبله وهو لا، وتضغط عليه لاختيار ما ترى أنّه الأصوب، وتحارب أيّ نزعة للتمرّد والاختيار في داخله، لتجد في النهاية أنّه يكره حياته، ويتّهمك بتدميرها، وأنّه لم يختر أبدا ما يحبّه، ويتحسّر طيلة حياته أنّه لم يفعل ما كان يحلم به؟؟؟؟
    مطبّ كبير... صح؟
    أتوقّع أن تقولوا: إنّ ذلك لا يحدث إلا نادرا، وكلّ من حولنا لم يمروا به!
    يا سلام؟؟
    والشباب التافه الذي يحاصرك، الذي لا يمتلك طموحاتٍ ولا أهدافا، ولا يعرف سوى معاكسة الفتيات.. من أين جاء؟؟
    والمبدعون والموهوبون الذين يعاني غالبيتهم من صدامات عنيفة مع الأسرة والمجتمع.. من أين جاءوا؟؟
    أيضا لا تقولو: لو ربّت كلّ أسرة أبناءها جيّدا منذ صغرهم، وعاملتهم باعتدال بلا تفريط أو إفراط، فلن تكون ثمة مشكلة بعد دخولهم التعليم.
    هذا جميل.. وهناك من يلتزمه فعلا.
    ولكن كم عددهم.. وكم نسبتهم؟
    إنّ الأفضل أن نوفر الظروف الملائمة التي تساعد على الصلاح والانضباط، بدلا من أن نضع نظاما معقدا لا يفهم الغالبية مخاطره العميقة، وحتّى وإن فهموها، تطحنهم عنها دوامة الحياة وصراع النقود ومشاكل الأسرة.... إلخ..
    ولا تنسوا أن الأم اليوم عاملة.. هذا يزيد الطين بلة!
    فمن الذي يتابع، ومن الذي يُصلح؟.. ومن أصلا يفهم الحدود التربوية السليمة؟.. هل يلقنها لنا التعليم، أو يمدنا بأي خبرات حياتية، بعيدا عن مناهجه الصماء؟
    تظل المشكلة = المفروض - الواقع.

    يا أصدقائي:
    نظام التعليم الحاليّ اللعين غير إنسانيّ بأيّ مقياس من المقاييس!!!
    نظام صاحب ظهور الآلة والمصنع في بداية الحضارة الغربيّة، فسيطرت عليه فكرة التعليب والتغليف والإنتاج بالكتلة!!!
    وهو ما تجاوزه الغرب نفسه منذ عقود، بينما ظللنا نحن نتمسّك به وكأنّه قدر لا فكاك منه، في حين أنّه لم يمنح مجتمعاتنا سوى الخراب والدمار!!!
    حسنا..
    لن أحمّل أيا منكم مسئوليّة تغيير منظومة فاسدة بأكملها، فهذه قضيّة أخرى.
    ولكنّي ما زلت أسأل من يقرأ هذا الكلام، وألحّ في السؤال:
    كيف ستتعامل مع ابنك طوال 16 عاما مريضة من التعليم؟؟
    وما هو الخيط الفاصل بين حرّيّته وحقّه في تنمية شخصيّته، وواجبك في تشكيله ليتواءم مع منظومة معقّدة غير آدميّة بالمرّة، تتحكّم في مصيره بشكل مخيف، ولا مجال فيها للتهاون أو الخطإ؟؟؟
    أنتظر الإجابة، فربّما يمنحنا أحدكم حلا شافيا.

  2. #2


    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    64
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: صراع التربية.. والتعليم

    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

الاعضاء الذين قرؤوا هذا الموضوع: 0

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...