أُحبُّكِ حُبَّ النَّشيدِ البلابل ... وحُبَّ القفارِ لماءِ الجداولْ
أُحبُّكِ يا قدسُ حُبَّ الشَّريدِ ... لأمنٍ وأَهْلٍ وحِضْنٍ وعائلْ
وحُبَّ الأسيرِ لشمَّ النَّسيم ... ولثمِ الضياءِ وركضِ الأيائلْ
وحُبَّ الغزالِ لرشف النَّدى ... مِنَ الأُقحوانِ وثغرِ السَّنابلْ
أُحبُّكِ حُبّاً غزا أَضْلُعي ... فصرْتُ قتيلاً بتُهمةِ قاتلْ
أُحِبُّكِ يا قدسُ لكنَّني ... فقيرٌ أَعيشُ عديمَ الوسائلْ
فلا سيفَ مِقْبضُهُ في يدي ... ولا رُمْحَ يُغني ولا قوسَ نابلْ
وتمنعني منكِ كلُّ الدّروبِ ... وترفضُ حمليَ كلُّ القوافلْ
ويُبعدني عنكِ سيلٌ طغى ... وبركانُ نارٍ ووهجُ القنابلْ
وتشتدُّ في إثريَ الشائعاتُ ... وتُرْجِفُ في القولِ كلُّ القبائلْ
ويملأُ سمعي فحيحُ العِدى ... ونُصحُ الوشاةِ وعذلُ العواذلْ
بتركِ هواكِ وتوديعه ... فلست من الحبِّ أَحْظى بطائل
لأنَّكِ صرتِ لغيرى هوىً ... ومزَّقتِ رسمي وكُلَّ الرَّسائلْ
فإنْ كنتِ وردةَ كلِّ الفصول ... وإنْ كنتِ عشقاً لكلِّ الفصائلْ
وأعلمُ أنََّكِ تاجُ الدُّنا ... ووجهُ الصَّباحِ وسحرُ الأصائلْ
وأنتِ عروسُ الزَّمانِ القشْيب ... غَرامُ الأواخر عشقُ الأوائلْ
وقدْ كنتِ مطمحَ كلِّ الورى ... وغايةَ كسرى وهمَّ الهَراقلْ
ومن أجلِ عينيكِ تشدو القلوبُ ... بشدو الطيور غناءِ البلابلْ
فإنَّكِ يا قدسُ روضُ المنى ... وأنتِ جمالُ الرُّؤى والشمائلْ
وعيناكِ منْ ومْضها طُهرُنا ... وفي البحر منها تموجُ الفضائلْ
وتبقينَ أنتِ الضياءُ الرَّفيفُ ... وحبُُّكِ يبقى الفروضَ النّوافلْ
فأَقْسمتُ باللهِ لا أنثني ... أُناضلُ عَنْ حبِّها بلْ أُقاتلْ
وأمضي إليكِ أيا وجهتي ... أسيرُ وأقطعُ كلَّ المراحلْ
وأركبُ منْ أجلكِ المُهلكاتِ ... شَموسَ الصواهلِ صعبَ الرَّواحلْ
"وأحمل روحي على راحتي " ... لأغمسَ قلبي بِطُهْرِ المنَّاهلْ
المفضلات