السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~

بينَما أقرأ التغريدات الأخيرة في تويتر لفت نظري في حساب مما قرأت @MmaQarat
إحدى التّغريدات رابط لـرواية للكاتب (د. أيمن العتوم) تُدعَى [يسمعُون حسيسَها]



.: عن الرواية :.
تقع الرواية في 365 صفحة وتحكي مُعايشات سجين تدمري قضى 17 عاماً (1980 - 1997) في السجون السوريّة كمُعتقل سياسي،
وتدور أحداث الرواية في سِجنَي الخطيب و تَدمُرْ العسكريين، وقد صدر من الرواية سبع طبعات حتى الآن بعدَ إصدارها الأول عام 2012م.

تقع الرواية في 60 فصلاً من الفصول القصيرة، وقد بدأت بفصل (الصّفصاف والسَّرو) وختمت بفصل (طلعتْ شمسٌ جديدَة)،
وقد ضمّن الكاتب في روايته اللهجة السوريّة من خلال النقاشات والحوارات التي تدور ضمن أحداث الرواية بين السجّانين والسُجناء والمحققين والجلاّدين وغيرهم.


أمّا أحداث الرواية فهي تدور داخل سجنين عسكريين هُما سجن تدمر و سجن الخطيب،
إذْ اتُّهم (الطبيب إياد أسعد) على أنّه أحد قيادي (شباب الطليعة) المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا،
وأنهم يقومون بتهريب الأسلحة وتخبئتها في مواقع عدّة إنذاراً بهجوم وعملية محتملة ضد النظام،
وبأن الطبيب إياد أسعد هو أحد المعاونين في التخطيط لهذه العمليّاتْ.



.: اقتباسات :.

#في جزء مما كتب صاحب الحكاية معرّفاً بنفسه وقصّته تحت عنوان "توضيح من صاحب هذه الحكايات":
"كلّ ما رويته في هذه الصفحات صادقٌ دونَ مُواربة، حقيقٌّ دون تمويه، وهو ليسَ الحقيقة الكاملة، فهو لا يساوي أكثر من عشرها ..
إنّها مشاهداتي ومعايشاتي لأيّام قضيتُها داخل مهجع 27 و ومهجع 34 في سجن تدمر ممّا تذكّرتُه
أمّا بقيّة المهاجع فقصصها ليست أقلّ فظاعةً من هذه القصص التي رويتها هنا ... "

(الطبيب إياد أسعد)



#في حوار بين سجّان و الطبيب إياد أسعد:

- الصلا ممنوعة. إخوان إنتا ولاْ؟!
- الصلاة ممنوعة؟! طيب رئيس الجمهورية تبعك بصلّي!
- وْلا. رئيس الجمهورية بصلي مشان يِضّحك عَ الشعب.



#وفي حوار آخر يدور بين الطبيب و أحد المساجين الذين تمكنوا من التنقل بين المعابر ومعرفة بعض الأخبار:

- لقد وضعوا ألغاماً وقنابل حول أسوار السّجن، وزرعوا آلآلاف من تلك القنابل هناك!!
- ولماذا يفعلون ذلك؟!
- إذا داهمهم خطرٌ من عدوّ ما .. يقولون: (عدوّ محتَمَل)، فإنَّهم ينسحبون من السّجن، وبكبسة زرّ واحدة يفجّرونه بالكامل.
- يا لطيف .. !! وكمْ عدد المحابيس في هذه الأيّام؟!
- يقرب من عشرين ألفاً.
- أمعقول أنَّهم يقتلون هذا العدد بروح باردة؟!!
- تسألني وأنت أخبر بالجواب؟!!!!!



# اقتباسات أخرى:


* "هل هذه دمشق التي تدور فيها الحرب الخفيّة من حارة إلى حارَة، ومن زُقاق إلى آخر؟!
هل هذه دمشق التي هيّأ صلاح الدّين جامعها الأمويّ للنَصر ذات تاريخ أبيَضْ؟!
هل هذه دمشق التي تتظاهر أنَّها تنعُم بالهدوء من فوقنا، ونحن من تحتها نذوق أهوالاً من التّعذيب والتّقتيل في سراديب ودهاليز لا يعرف أحدٌ مبتداها ولا مُنتهاها؟!
من يملك خارطة لهذه السراديب فيأتي ليشهد على وحشيّة هذه الأجهزة التي تُمعنْ في تمزيق أجسادنا بكلاليب من حديد، وتشريح لحومنا بسكاكين من نار؟!"


* "في السّجن ما من فكرةٍ مستحيلةٍ، وما من فكرة لم تخطر على بال؛ السجن منجم الأفكار المُذهل؛ نحن نساوي أفكارنا."

* "نحن قلب الحريّة، ولا توجَد قوّة في الأرض يُمكن أن تُصادرها.. قَد تُصادر الجسد، لكنَّ انحباس الجسد ليس شكلاً من أشكال العبوديّة."



.: بعض مراجعات القراء :.

# شاء الله بأن أختتم آخر فصول "يسمعون حسيسها" بين ردهات إنتظار المطارات .. أُختتمت مبلّلة بالدموع ...
والصدفة أيضاً أن اليوم الذي أختتمت فيه قراءة هذه الرواية .. هو ذكرى مجزرة سجن تدمر 28-6-1980 ..



سجن تدمر -لمن لم يقرأ بعد يسمعون حسيسها- هو القصة بأكملها ..
سجن تدمر .. مملكة الموت والجنون !
سجن تدمر .. حيث الخوف هو نمط الحياة! حيث الموت هو نمط الحياة !
سجن تدمر .. حيث مآسٍ كانت وما زالت عاراً على تاريخ البشرية بأكملها !


بطل القصّة حاول جاهداً وصف الإجرام .. رغم أن من دخلوه -دون أدنى شك- لا يستطيعون وصف الاجرام.. فهو يفوق الوصف .. وأظنه قدّم جزءاً بسيطاً من الوصف ..




# لم يحدث أن تخيلت أن هناك عالما آخر غير العالم الذي نعيشه .. عالم تختفي فيه كرامة الإنسان إلى الحد الذي يظن فيه الإ‘نسان نفسه حيوانا من شدة الإهانات والتعذيب الذي يتعرض له !
انهمكت بالقراءة وشعوري بالغثيان ظل يرافقني حتى آخر صفحة !!! ...
تألمت بشدة... وتأثرت !!
وكيف لي ألّا أتأثر وقد شاهدت في مخيلتي وأنا أقرأ مشاهد يندى لها الجبين وتبكي لها المآقي !!!
كدت لا أصدق ما قرأت لولا بعض الفيديوهات التي شاهدتها لبعض السوريين في الأحداث الحالية ...
ولا أدري أيضا" لماذا تذكرت فورا" شيخنا الجليل أحمد ياسين !!!!


رواية جميلة حقا" .. فرغم الألم الذي اعتصرني وأنا أقرأ !! كنت أتذوق جمال لغة الكاتب أيمن العتوم وروعة التشبيهات الجمالية ....


قد كنت حقا" في حاجة لتلك الرواية حتى تتفتح عيوني على أشياء أكبر مما أفكر في عالمي هذا ...
هدم الله الظالمين وأهدهم !!! وجعل كيدهم في نحورهم ..




# لا أكثر بشاعة من ان تعيش حياتك على أمل لا شيء...
لا اكثر ألما من ان يشبه غدك حاضرك وماضيك....
لا اكثر وحشية من ان يرتبط مصير بقاؤك على قيد الحياة بيد بشر..من لحم ودم مثلك... وأيضا ابن بلدك... ابن وطنك...
لا اكثر ظلما من ان تسجن لما يقارب 20 عاما لأجل لاشيء... لذنب لم تقترفه...


قصة طبيب... كان يتنفس الحياة.. وبين ليلة وضحاها اصبح يتنفس الذل والمهانة
ما تعرض له المسجونين في المعتقلات السورية... ظلم يقارب ما تعرض له من سجن في سجن أبو غريب.. بل ولربما أسوأ..دائما ما خُفي أعظم...


رواية تحبس الانفاس... تثير الالم...التقزز..الدهشة... والحقد أيضا..



توجد العديد منها لكن هذا ما استطعت اقتباسه، راجعوا صفحة الرواية على موقع Good Reads
لا أعلم ماذا أقول وما أدع !
يكفي أن تقرؤوا الرواية لتعيشوا ما عِشته بقراءتها ~
تبكي لبكاء أصحابها، تفرح لفرحهم، تحزن لحزنهم، يُبكيكَ دمًا ما يعيشوه من ذل ومهانة في تلك القبور !

لمن أحب قراءة الرواية هاكُم رابط تحميلها:- هُنا