كل عام وأنتم بخير يا أهل قاعة القراءة >> متأخرة قليلًا ^^"
أكملت قراءة الرواية قبل العيد، وكنت قد كتبت بضعة أسطر على أيام متباعدة، لكن لم يتيسر لي إكمال المراجعة إلا قبل قليل.


أول ما جذب انتباهي في الرواية أن كل من يأتون على ذكره إما أديب وإما شاعر وإما كلاهما، ولا سيما النساء، فلا يذكرن واحدةً حتى نعرف أن لها نصيبًا من اللغة والأدب،
وكأن ما كان أبناء الأندلس وقتها يصبون إليه ويتنافسون فيه هو أيهم أبلغ قولًا، وأشعر بيتًا، وأيهم لناصية القلم أملك، وإلى حسن البيان أقرب.
وزين كل هذا أسلوب الجارم الماهر وقلمه الأنيق وعباراته الرصينة، أحببته جدًّا.



كان مما قال في وصف نائلة الدمشقية: "أو لعلها كانت تشبه بيت شعر أصابه التحريف، وتوالت عليه أغاليط الرواة، حتى كاد يفقد وزنه ومعناه"
هذا ما يسمى التشبيه التحشيشي البليغ xD


يا إلهي، حتى الجارية لها نصيب من البلاغة!
أعني جارية عائشة وهي تصف حالها عند قراءة الرسالة لنائلة.


ما لم يعجبني كان الإسهاب أحيانًا في وصف علاقة الحب بين ابن زيدون وولادة أو عائشة، كان مبالغًا فيه بعض الشيء، لكنه لم يدم طويلًا كما أذكر.


هذه أول مرة أقرأ رواية تاريخية، وأتعرض لتاريخ الأندلس في هذا القالب الأدبي
وقد صورت لنا كيف أن سقوط الدول إنما يبدأ بسفول نفوس أبنائها وتفككهم وإضمار الإخوان الحقد لإخوانهم والتفنن في تصوير هذا الحقد في الواقع، فحينها لن تنفع لغة ولن يغني شاعرًا بيتُه، ولا أديبًا قلمُه.
نسأل الله أن يرد للمسلمين عزتهم ويعيدهم صفًّا واحدًا.


وأشكر تشيزوكو على طرح الرواية من ضمن المقترحات، وهكذا رسميًّا علي الجارم في قائمة الكتاب المفضلين

وددت لو كتبت أكثر، فأشعر أن الرواية تستحق مزيدًا من الالتفاتات أو الاقتباسات، لكن هذا ما جاء في بالي في بعض أوقات الفراغ ^^"



أتطلع لمعرفة الكتاب الذي سنقرؤه هذا الشهر بإذن الله.

-
يبدو أن القاعة نامت XD -