أولا وقبل كل شيء أحب أن أهنئكم بمناسبة عيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم وجميع المسلمين بالصحة والعافية ، فاقول : عيدكم مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب ، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
وهديتي لكم بمناسبة العيد هذه الأبيات الشعرية التي تذكرنا بأمجادنا ، وقد كتبها الشيخ المجدد محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله عند مروره بأرض الأندلس خلال رحلاته فقال رحمه الله:
"لما مررنا بأرض الأندلس في رحلتنا إلى شمال أوروبا تذكرت أهل الأندلس المسلمين، وما كان لهم من المجد والسؤدد، فقلت هذه القصيدة، وهي من بحر جديد اخترعته. وأجزاؤه أربعة: مستفعلاتكم مستفعلين مرتين. له عروض واحدة صحيحة، لها ضربان، أولهما مذيل، والثاني عار عن التذييل.
وكل هذه التفاعيل بفتح العين ومعناها: مستخرجاتكم مستخرج أيها المسلمين، فالزموا مستخرجاتكم ولا تهملوها.
وقد أحدث العرب المولدون أوزاناً شعرية زائدة على بحور الشعر بعد زمان العرب الأقحاح، ونظموا عليها شعراً كثيراً، ثم جاء زمان الموشحات والأزجال، فاشتغل بها العرب في الشرق والغرب، واشتملت على أدب جم. ونظم بهاء الدين زهير شعراً أخترع له وزناً خاصاً، وهو قوله:
يـا من لعبــــت بــه شمــول *** مــا ألـطـف هـذه الــشمائلفلا غرابة إذا اقتديت به، وألقيت دلوي في الدلاء. وهذا نص القصيدة:"
لما بدا لنا جمالـــــــــــــكم***أضحت قلوبنا أسر الغرام
وانبعثت بها مـــــــــــــودة***تنمو وتزدهي على الدوام
قد طال هجركم وصدكـــم***وما رثيتم للمستهــــــــــام
ولم نَزَل نَفِي بِعَهدِكــــــــم***وما رعيتم لنا ذمــــــــــام
فهل سمعتم بقاتـــــــــــــل***لمن يحبه هذا حـــــــــرام
هبوا أسيركم لو نظـــــرة***صلوا عميدكم لو بالكـــلام
أما ترونني مُتيمـــــــــــا***لم تدر مُقلتي أين منـــــــام
محبتي لكم عفيفــــــــــــة***غدت بريئة من كـــــل ذام
وعاذل أتى يلومنـــــــــي***كلامه غدا مثل الكِــــــــلام
فقلت: يا فتى ويك اتئــــد***فأنت طالب ما لا يــــــرام
عذلك زادني صبابـــــــة***فكف أو فزد من الخصــام
يا موطنا غدا مفتخـــرا***بخير أمة من الأنــــــــــــام
بالعرب إذ علوا مراتبا***قد بلغوا بها أقصى المـــرام
أندلسا دعيت في الورى***وجنة سمت خير المقـــــام
معجزة فلم يرى الورى***لها مماثلا لو في المنــــــــام
كيف افتخارنا بمجدهم***ونحن لم نزل بلا نظـــــــام
والخلف مالهم مفتخر*** لكن عليهم بالإحتشــــــــــام
إلا إذا حيوا واتحــدوا***وارتجعوا إلى نهج الكــــرام
واتبعوهم في دينهـــــم***دين محمد بدر التمــــــــــام
فالعرب مالهم معتصم***إلا بحبله ولا التئـــــــــــــام
والعز عنهم مبتعــــــد***إلا إذا اقتدوا بذا الإمـــــــام
فهو حياتهم في بدئهـم***وهو حياتهم على الــــــدوام
وكلما اقتفوا خلافـــــه***فهو ضلالة وهو الحســـــام
صلى عليه من أرسله***هدى ورحمة يجلو الظــلام
ما غردت ضحى حمامة***وأشرقت ذكا بعد غمــام
والآل والصحاب كلهم***أزكى صلاته مع الســــلام
وانتظروا المزيد بإذن الله عز وجل ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورحم الله الشيخ محمد تقي الدين الهلالي الحسيني رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
المفضلات