فلِمَ الهروب من بيوت الله ؟!!

[ابن الفاتح]

أعتذر إلى الأخ الثغر المبتسم لعلي ... اقتبست من عنوان موضوعه ...

لن أطيل ... إنما هي بضع تساؤلات ... أثقلت كاهلي ...

طبعا بيوت الله هي المساجد ... ولله الحمد فقد امتلأت الدول العربية بالمساجد حتى وصلنا لمشكلة التنازع بين مسجدين لقربهما ... يا سبحان الله ... عموما هذا ليس موضوعنا ... وربما يختلف الأمر في دول أخرى

لم يفارقنا رمضان من بعيد ... وكنت أتابع تطورات الحضور للمسجد ... في صلاة العشاء ... على الأقل باعتبار كل الناس موجودة في بيتها أثناء تلك الفترة ... وفي رمضان كان المسجد لا يكاد يتسع للمصلين ... فترى المصلين خارج المسجد متراصين في طمأنينة وسكينة ... في منظر يسر العين ويشفي الصدور ... وما أن ودعنا رمضان حتى انفض الجمع واختفى الناس ... و اليوم لم أجد غير بضعة صفوف في صلاة العشاء ... فقلت في نفسي يا سبحان ربي أوليس رمضان عنا بقريب ... أين أثر رمضان في النفوس ... أين ما طبعه رمضان في قلوبنا من حب المساجد ... يا رب أسألك اللطف ... و أسألك العفو و المغفرة ...
أين المصلين ، لم هربوا من بيوت الله ؟
لم ابتعدوا عن بيوت الله ؟
لم هذا النقصان المفاجيء ؟
لم الانحدار بهذا المستوى ؟

أم أن رمضان كان مجرد شهر من الشهور ... مر علينا ... فنقول صمنا و قمنا وختمنا ... وتقبل الله منا ... بل ونمن على الله أن فعلنا ذلك ولم أدر لهذا الأمر تفسيرا ... وقلت لعلهم أو لعلهم ... و ليست بقية الصلوات بأفضل حالا من صلاة العشاء ... فيا رب أسألك دوام نعمتك و أعوذ بك من فجاءة نقمتك ...
والله إنها فتن ... ووالله خجلا وحياء منك ربي فلا تؤاخذنا على ضعفنا و الطف بنا ... ونظرت إلى الأعذار لمن تعذر ...

فالأول يقول : ما هو فضل الصلاة في المسجد ... إني أصلي جماعة في البيت ... أي أنال 27 درجة تامة ... ؟

أيا عجبا ... أما تعلم أن بكل خطوة إلى المسجد حسنة و تحط عنك سيئة...
أما طرق سمعك أنه لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم شخص ضرير العين وهو يلتمس العذر لصلاة الفجر ليصليها في بيته ... فما كان من الرسول الرحيم إلا ان أجابه قائلا في ما معناه أوما تسمع الأذان ... إذن ... فلتتبع صوت الأذان حتى تصل إلى المسجد ...
أما طرق سمعك قول الرسول الكريم ... لأتيتموها ولو حبوا ... لأتيتموها ولو حبوا ...
أما سمعت عن السلف الصالح ان الرجل يؤتى به إلى صلاة الفجر يهادى بين الرجلين من شدة التعب ...
أما سمعت عن فضل الصف الأول ... في المسجد ...
إنهم أناس قد علموا فضل المسجد و الصلاة فيه

و الثاني يقول : إن إمام المسجد لا يحسن القراءة ... أو يطيلها ... أو يقصرها ...

سبحان ربي إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم و يلبس عليه أموره ... ألا لعنه الله على إبليس ...
يا أخي أتضيع كل ذلك الفضل بهذا العذر ... و إن المساجد كثيرة فإن لم تربُ نفسك إلى هذا الإمام فعليك بغيره وإلا التزامه ... ولك أجر عظيم ...

والثالث يقول : إني إذا ذهبت إلى المسجد وجدت بعضا من أصدقائي فأخذت أتسامر و أتحدث معهم ... وبهذا أخالف قوله تعالى ( و إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) ... و أكسب سيئات بدلا من الحسنات ...

الله أكبر على كل ظالم ... و الحمد لله على نعمة العقل ... لا أدري كيف أرد و حسبي أن أقول ولماذا لا تتحدث مع أصدقائك خارج المسجد ... بل هذا شيء طيب أنكم تجتمعون في المسجد بدلا من غيره ... وذلك أدعى أن تجتعوا على خير كقراءة قرآن أو سماع محاضرة أو درس ...

و الرابع يقول : ليس لي عذر غير أني أكسل عن الذهاب إلى المسجد ...

وهذا قد اعترف بما عند الكثيرين منا ... لا لسبب ... فقط كسلا ... فهو عالم بكل الفضل و المثوبة ولكن النفس قد تعودت على الراحة أو انشغلت في أنيمي أو تلفاز أو غيره ...
و أقول له أن النفس تمرن و أن الهمة تبنى كما أنها تزيد وتنقص ... لكن ضع لنفسك هدفا كأن تصلي كل صلواتك في المسجد واعقد النية على ذلك ... ولتبدأ من اليوم ... فكما تعلم ... ولا تدري نفس متى تموت... و ما تدري نفس بأي أرض تموت ... ولنا في من سبقنا من إخواننا العظات والعبر كانوا بيننا بالأمس وفارقونا اليوم (( اللهم اغفر لهم وارحمهم و أكرم نزلهم وطيب ثراهم )) ... و ما يدريك لعلها تكون آخر صلاة تصليها ... أوما تحب أن تكون في بيت الله وبين يدي الله ... إذن فلم الهروب من بيت الله ... أفبعد هذا ... كله ...

ألا هل بلغت اللهم فاشهد ... و الكلام موجه لنفسي قبلكم جميعا ... و يا قوم ما أريد إلا الإصلاح ... إني لأراني و أراكم في غفلة ... نسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه ... و أسأله تعالى أن يحسن خاتمتنا جميعا ويجعل خير عملنا خواتيمه ...

إخواني و أحبابي ما كتبت هذا الموضوع إلا و الحزن و الأسى يعتري صدري فوالله إنك لو زرت شخصا في بيته فأكرمك ووجدت له يدا مبسوطة يعطيك كيف تشاء ... لأحببت أن تستزيد منه و لأكثرت من زيارته في بيته ومجلسه ولاستحيت أن تنقطع عنه ... ولأكرمك ... ولله المثل الأعلى و هو أكرم الأكرمين فكيف تسول لك نفسك الانقطاع عنه ... ولم الهروب من بيته ... ؟!!!

كتبت الموضوع على عجل (( لذلك لم أنسقه )) و ما أحببت أن أطيل في الكلام (( مع أنه يبدو أني أطلت )) و إلا فإني لن أنتهي في صفحة أو صفحتين أو حتى ثلاث فالكلام يطول و يطول عن فضل الصلاة في وقتها وعن فضل الصلاة في المسجد وما ذلك إلا لأستزيد منكم ... و مما تعلمونه ... أفيضوا علينا ... و لكم من الله الأجر و المثوبة ...

وصية :
أوصي نفسي المذنبة المخطئة في حق مليكها ... و أوصيكم بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها - في المساجد للرجال - والبيوت للنساء - و أخص صلاتي الصبح و العصر فهما من أصعب الصلوات في المحافظة كذلك لا أنسى ركعتي الفجر و السنن الراتبة و الشفع و الوتر فما كان رسول الله يتركهما في حضر ولا سفر ...
كذلك عودوا الأطفال و الإخوة الصغار على المساجد فأنتَ قدوة لإخوانك و أنتِ قدوة لأخواتك فلتكونوا نعم القدوة لهم ...

أخوكم Sharloc Holmez

[أبو رويم]

جزيت خيرا أخى على موضوعك الرائع ونتظر منك المزيد

[hos hassan]

صدقني اخي اعتقد ان هؤلاء لم يقبل منهم رمضان لانه لو قبل منهم لبقى اثره ممتد طويلا طويلا ولا يتلاشى هذا الاثر بهذه السرعة والله اعلم وانا صراحة لا استثني نفسي فانا مقصر جدا وارجو ان يهديني الله ويهديهم
شكرا على الموضوع