بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
رَغِمَ أَنْفُ
.
.
ثمَّ رَغِمَ أَنْفُ
.
.
ثمَّ رَغِمَ أَنْفُ
.
.
من أدركَ والديهِ عِنْدَ الكِبَرْ أحدهما أو كِلاهُمَا ولم يُدْخِلاهُ الجنَّة .
آآه من آهاتٍ مكتومة ، آآه من صرخاتٍ مَوجوعة ، آآه من دَعواتٍ مُستجابَة ، تباً لكلِّ من لم يُدْخِلهُ والداه الجنَّة .
أتريد فضلهما :
ألا يكفي أن الله ثنى بهما بعد اسمه العظيم . ألا تكفي الوالدين بعد الله .
ألا يكفي أن الله ثنى بهما بعد فرض عبادته . ألا تكفي وبالوالدين إحسانا بعد لا تعبدوا إلا إياه .
ألا يكفي أنهما والداك ... ألا يكفي أنهما أبواك ...
يقول : حتى إن آذياني ... حتى إن أسائا إلي ... حتى إن منعاني ... حتى إن لم يجيباني ...
أف لك أتريد جوابا ... دعك من كل هذا ... بل حتى إن أشركا بالله و أصبحا قائمين عليك ليل نهار لتشرك به لا يتركانك لحظة ... فصاحبهما في الدنيا معروفا و قل لهما قولا ميسورا ...
أتريد عقوقهما :
حسبك أن الله ثنى بعد الشرك بالعقوق .
حسبك أن ثاني أكبر الكبائر بعد الشرك به العقوق .
حسبك من كل هذا قول الحبيب المصفى ففيهما جاهد .
حسبك أيضا قوله فارجع إليهما و التزمهما .
حسبك أنه قال أتبتغي الأجر في غيرهما .
فما العقوق ؟ وما هو في كبير :
ما العقوق إلا كلمة جارحة ... ما العقوق إلا ردا أعجف ... ما العقوق إلا نظرة حادة ... ما العقوق إلا عبوس وجه ... ما العقوق إلا تأخير لطلب ... ما العقوق إلا مجادلة أو مقاطعة لحديث ...
بل أزيدك ... قيل أن من العقوق أن لا يدعو الشخص لوالديه في صلاته ...
أتتكبر؟ ... أتتجبر؟ ... أتنتقم؟ ... أم أتجازي؟ ...
تبت يداك ... بل تبا لكل عملك بعد عقوقك ... وويل لك ... من غضب الجبار المنتقم ...
ويحك
.
.
ويحك
.
.
ويحك
ألم يربياك ؟! ... ألم يشقيا فيك ؟! ... ألم ينفقا عليك ؟! ... ألم يعطفا عليك ؟! ... ألم يرحمـــــــاك ؟! ...
وحتى إن لم يفعلا ... يظلان أبواك ...
ألم يجبه بأنها كانت تفعل كل ذلك وتتمنى بقائك ... و أنت تفعله الآن وتتمنى زوالها ...
تكفيك طلقة من طلقات أمك ... تكفيك قطرة عرق من جبين أبيك ... بل تكفيك و تزيد ...
هل هذا بأدب ؟! ...
هل تريد أدلــــــة ؟! ...
هل تحتاج إلى أمثلة ؟! ...
أف لك فلتكتف بما في نفسك ولتشتغل بعيوب نفسك عن عيوب الناس ...
ماذا أصنع إذا :
اعتذر لهمــــــــــا ...
اطلب العفو و الصفح ...
اطلب منهما السمـــــــاح ...
قبل يديهمـــــــــــــــــــــــــــا ...
أطعهمــــــــــــا ولا تعصهمـــــــــا ...
قد سبق قضاء ربك لهما أو لأحدهما :
رحمة الله عليهما أو على من توفي منهما ... ولك مني العزاء ...
استغفر لهما ... ادعُ لهما ... زرهُما في قبرهما ... بِرْ من كان يحبهما ... صِلْ أهلك الذين لا يصلون إلا بهما ... خالتك ، عمتك ، عمك ، خالك ، جدك ، جدتك ...
ولا أملك إلا أن أقول لك ... ارض بما قدَّر الله لك ... فكما ترى ... قُدِّرَ لكْ ولم يقدَّرْ عليك ... فالله أحكم الاحكمين ...
و الله أعلم بما في أنفسكم ...
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ... وصلى الله و سلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المفضلات