بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وأحسن وأتم صلاة وتسليم على النبي الأمي المعلَّم المعلِّم وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد ..
فإن لربِّنا - عز وجل - سننًا وقوانين تسير بها هذه الحياة .. ولا تكاد تزيغ عنها إلا بإذن واضعها - سبحانه وتعالى - .. ومن أطلعه الله - تبارك وتعالى - عليها فسار على طريقتها أفلح ونجح بإذن الله .. ومن أراد أن يسير على غير ماوضعه ربنا - سبحانه - لم يكن ليلقى التسديد والفلاح حتى يؤوب إليها مرغمًا أو مريدًا !!! ..
ومن هذه السنن : هذا الذي أذكره بعون الله - سبحانه - وتوفيقه ..
*************************
بسم الله الرحمن الرحيم
( 2 )
لا بركة في العمل .. مع الطمع في النتيجة .. !!!
أولاً : البركة هي كثرة الخير .. وإذا قلنا عن شيء ما أنه مبارك .. فنحن نعني أن خيره كثير مقابل ما يماثله أو يشابهه من الأعمال ..
فنقول : كتاب رياض الصالحين مبارك .. لوجوده في أكثر البيوت ولشهرته .. والبيت الحرام مبارك .. لأنه معمور دائمًا وأبدًا – بإذن الله – تعالى - ..
ثانيًا :ولكن .. كيف نحصل على هذه البركة ؟؟؟ .. وكيف نجعل أعمالنا - بإذن الله - تعالى - بارزة النفع ؟؟؟ ..
حسنًا .. إذا كنت تريد البركة في عملك .. فلا تطمع في النتيجة .. أو بعبارة أخرى .. فقط اعمل !!! .. وما عليك بما يتلو العمل من نتائج .. ولكن .. قد يأتي قائل ويقول : إذًا .. أنت تطلب مني أن أعمل أي شيء مهما كانت نتيجته ؟؟؟ .. فيكون الجواب : لا .. ولكن أنت تعلم نتيجة افتراضية لكل عمل تقوم به .. وما من عمل إلا وعُمِل لأجل نتيجته .. ولكن المقصود أن لا نركز كثيرًا على النتائج .. ونكون طماعين فيها .. فننشغل .. ويضعف الإنتاج وتمحق البركة ..
فقد قال رسول الله – صلى الله – تعالى – عليه وآله وسلم - : " لا بركة مع الطمع " – أو نحوًا من ذلك - ..
وإذا سألتني عن دليل تستدل وتطمئن به .. أقول لك :
سيدنا نبي الله موسى – عليه الصلاة والسلام – ذهب إلى النار ليأتي بشهاب قبس أو يجد على النار هدى .. فأتى بالنبوة !!! .. وسيدنا محمد بن عبد الله – صلوات ربي وسلامه عليه – كان يتحنث في غار حراء حتى يعتزل منكرات قومه .. فأُنزل عليه القرآن !!! ..
وإذا أردت قصة من مستوى أدنى .. فهاك هذه القصة :
كان هناك ابن مسافر لغرض ما .. فكان أبوه حريصًا عليه .. فراح يشفي غليل حرصه ويكتب رسالةً فيها نصائح لابنه .. وراح يكتب ويكتب .. إلى أن وصلت النصائح إلى عدد مهول .. فالنتيجة أن الابن عمل من هذه الرسالة كتابًا .. فصار هذا الكتاب من أعلى الكتب مبيعًا !!! ..
إذًا .. فخلاصة القول : إذا أردت عملاً ناجحًا متميزًا مباركًا - بإذن الله - سبحانه - .. فاعمل العمل الذي يؤدي لذلك .. وتوكل على الله واسأله من فضله .. ثم لا تأبه بنتيجة ولا غيرها .. ولا تكن طماعًا .. فـ " الطمع يقل ما جُمع " – أو كما قالوا - !!! ..
*************************
هذا .. وصلى الله على من بعثه للعالمين رحمة مسداة وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين - إلى يوم الدين ( ) ..
*************************
فـــلنتـــــــــدبـــــــــــــر .. !!!
المفضلات