موسوعة القصص الاسلامية

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 3 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 191
  1. #41

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    مكالمة أبكت السديس

    ‏اعتاد التلفزيون السعودي أن يقدم برنامجا دينيا كل أسبوع يستضيف فيه عالماً أو شيخاً ليقوم بالرد على استفسارات المتصلين .. وفي إحدى المرات استضاف البرنامج الشيخ عبد الرحمن السديس وقام جزاه الله كل خير بالرد على الأسئلة إلى أن أتت هذه المكالمة حيث اتصلت أخت فاضلة وطلبت أن تـفسر رؤيا لها، قالت للشيخ أنها كانت في الحرم ورأت شخصاً يطوف حول الكعبة وقد كان عارياً ، وأضافت الأخت بما معناه : أنها تعرف هذا الإنسان بالرغم من أنه لا يقربها من قريب ولا بعيد وكذلك الكل يعرفه فما تفسير هذا الرؤيا ..؟!
    رد الشيخ وقال للمراة بما معناه : بشري هذا الإنسان يا أختي ، فتفسير ما رأيتى هو أن هذا الإنسان خال من الذنوب بإذن الله تعالى والله راضٍ عنه ، هنا قالت له الأخت : ماذا لو قلت لك بأن الذي رأيته في المنام هو أنت !!
    هنا سكت شيخنا الجليل وفاضت عيناه بالدموع، فسبحانك يا رب، اللهم أجعلنا من أهل الجنة ، اللهم آمـــيـن.. آمين يا رب العالمين ..

  2. #42

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    بركة التقوى مع الغافلين

    ‏ذكر أن شابا فيه تقى وفيه غفلة .. طلب العلم عند أحد المشايخ حتى إذا أصاب منه حظا قال الشيخ : لا تكونوا عالة على الناس فإن العالم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها .. وليتقِ الله فيها.
    وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها ؟ فاضطربت المرأة فقالت : أبوك قد ذهب إلى رحمة الله فما بالك وللصنعة التي يشتغل بها ؟ فألحّ عليها وهي تتملص منه حتى اضطرها إلى الكلام أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصا !
    فقال لها : إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كل بصنعة أبيه ويتقي الله فيها ، قالت الأم : ويحكِ وهل في السرقة تقوى ؟ وكان في الولد غفلة وحمق فقال لها : هكذا قال الشيخ.
    وذهب فسأل وتسقط الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص فأعدّ عدّة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ ، فبدأ بدار جاره وهمّ أن يدخلها ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار ومرّ بأخرى ، فقال لنفسه : هذه دار أيتام والله حذّر من أكل مال اليتيم ، وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني وليس فيه حرس ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيده عن حاجته ، فقال : هنا وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل فوجد دارا واسعة وغرفا كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئا كثيرا ، فهمّ بأخذه ثم قال : لا يؤدّ زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولا ، وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيرا جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب وكان ماهرا في الحساب خبيرا بإمساك الدفاتر ، فأحصى الأموال وحسب زكاتها فنحّى مقدار الزكاة جانبا واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات فنظر فإذا هو الفجر فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولا.
    وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة ، فسمع رب البيت فنظر فرأى عجبا : فانوسا مضيئا !! ورأى صندوق أمواله مفتوحا ورجلا يقيم الصلاة فقالت له امرأته : ما هذا ؟ والله لا أدري.
    ونزل إليه فقال : ويلك من أنت ؟ وما هذا ؟
    قال اللص : الصلاة أولا ثم الكلام فتوضأ تقدم فصل بنا فإن الإمامة لصاحب الدار فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره والله أعلم كيف صلى.
    فلما قضيت الصلاة قال له: خبّرني من أنت ؟ وما شأنك ؟ قال: لص.
    قال: وما تصنع بدفاتري ؟ قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنوات وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها ، فكاد الرجل يجن من العجب وقال له : ويلك ما خبّرك ؟ هل أنت مجنون ؟
    فخبّره خبره كله فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه ذهب إلى زوجته فكلمها وكان له بنت ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوّجتك بنتي وجعلتك كاتبا وحاسبا عندي وأسكنتك أنت وأمك في داري ثم جعلتك شريكي ؟ قال : أقبل.
    وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد ،وهذه الحادثة إنما ذكرتها لطرافتها على ما فيها من غرابة إستئناسا بها ..


  3. #43

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الهارب من الجحيم

    ‏يحكى أن ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها .. ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد إلى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً، وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك : أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي : انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الإثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر : هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟
    فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان إذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجددني لفصل القضاء.
    فقال عمر : إياه نريد.
    فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا إليه واحتضنه فقال : يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك . قال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟
    قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟ قال ذنبي يا رسول الله قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) قال ذنبي أعظم قال : بل كلام الله أعظم، ثم أمره بالإنصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال : يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا إليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري ؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب قال رسول الله ما تشتكي ؟ قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي قال الرسول الكريم : ما تشتهي ؟ قال مغفرة ربي فنزل جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : (لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة) فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال : (والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه).


  4. #44

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الصدق في الدعوة

    ‏كنت في مهمة عمل في مدينة ساوباولو في البرازيل، ونزلت بأحد الفنادق قريبا من المركز الإسلامي في المدينة ...

    ذات مرة توجهت إلى مسجد المركز، لأداء صلاة الفجر، وكان الجو باردا ماطرا، وما إن دخلت المسجد حتى غمر بدني، وروحي دفء عميق ، لكن..فاجأني وجود امرأة تجلس في آخر الصفوف، تضع منديلا على رأسها، وملابسها غير محتشمة! استغربت ذلك، ودارت في رأسي التساؤلات، لكني أرجأت البحث عن إجابتها حتى أدرك الصلاة ..
    كنا ثمانية مصلين، وبعد الصلاة قام شخص في الخمسين من عمره، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقال: أنا فلان من نيوزلانده،أعمل محاميا، وقد ولدت هناك لأبوين مسلمين، وبعد أن كبرت تعرفت على الإسلام الحقيقي لا الوراثي، فتلذذت به أيما تلذذ، وحرصت على دعوة المحرومين إليه حتى أبرئ ذمتي أمام الله، وقد وفقت للعمل الدعوي من خلال شبكة الإنترنت، وخاطبت كثيراً من الناس ، وممن خاطبتهم: تلك المرأة التي تجلس هناك في آخر الصفوف، وقد بدأت حديثي معها عبر الشاشة عن العمل، فهي تعمل محامية أيضا، ثم تعمقت أحاديثنا في الأديان والعقائد، فأخذت أبين لها محاسن الإسلام ومزاياه، واستمرت مناقشاتنا عدة أشهر، فاقتنعت أخيرًا بدخول الإسلام عن رغبة وإيمان، لكنها لم تجد من يعينها على ذلك هنا، وبحثت عن مراكز الدعوة الإسلامية، فلم تجد إلا مركزا مغلقا !!
    خشيتُ أن يلين عزمها، فأتيت فوراً من نيوزيلاندة لحضور إسلامها، وتعليمها بعض مبادئ الدين ، وإيصالها ببعض المسلمين الذين يعيشون هنا، ليعين بعضهم بعضا، ولولا ارتباطي بقضايا مهمة في نيوزيلاندا لبقيت عدة أيام، وما أسرعت بالحضور إلا لأنني لا أدري هل أعيش أنا، أو تعيش هي حتى أفرغ وأجد الوقت المناسب.
    ثم ناداها، وقال الآن سوف تنطق بالشهادة أمامكم، فجاءت إلى مقدمة المسجد، ونطقت بالشهادة، فقال الرجل: الآن هدأ بالي، وسأعود إلى نيوزيلاندا، وأتركها أمانة في أعناقكم..
    يا مسلمي ساوباولو، إنها مسؤوليتكم أن تنصروها، و تتعاهدوها، وتعلموها الإسلام، اللهم هل بلغت اللهم فأشهد....
    ما أن انتهى الرجل من كلامه حتى قام أحد المصلين (من المقيمين في ساوباولو) وقال: أنا أتعهد بها مع زوجتي البرازيلية، سرت في جسدي قشعريرة، فلم أنتبه إلا وأدمعي تذرف، وإذ بالذي بجواري يبكي وينتحب، والذي بجواره... وأذ بنا كلنا نذرف الدمع عندها عرفت أنه لا يزال في الناس، من يبذل الغالي والنفيس... من أجل إنقاذ نفس من النار، وأن هناك من يبكي فرحا بذلك، وأن هناك من سيبكي خجلا، إذ لم يبذل شيئا لهذا الدين، بقي أن تعرفوا أن هذا الدعية المسلم قد قطع نصف قطر الكرةالأرضية قبل أن يصل إلى ساوباولو ليصلي معنا صلاة الفجر!
    كتبه د.فهد محمد الخضيري في ملحق المساء الصادر عن مجلة الأسرة

  5. #45

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    عندما تموت الرحمة في قلب الأب

    ‏الأب كلمة خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة بالمعنى ، فالأب رمز العائلة هو راعيها وسيدها وهو عمود البيت ، الأب هذا الرجل العظيم فلا يعرف قدره وقيمته إلا من فقده ، وهو الحضن الدافيء والملجأ الآمن ، ولكن ماذا لو كان هذا الحضن بارد برودة الثلج ، وهذا الملجأ أمنه كأمن اليهود ، ماذا لو كان هذا الرمز مشتت شمل عائلته ، وماذا لو كان هو معذبهم وسبب ألمهم هذه قصة مؤلمة أرويها لكم حدثت هنا في المملكة وأبطال هذه القصة أعرفهم جيدا.
    تبدأ الحكاية بخطبة شاب لابنة عمه وطبعا فرح العم بهذا النسب كثيرا لأن عندنا اعتقادا أن مافيه أحد يصون البنت ويرعاها مثل ولد عمها وطبعا تم الزواج وسط سعادة الأهل. ولكن بعد فترة أحست الفتاة بأن هذا الزوج لم يكن هو الزوج الذي طالما تمنته ، بل كان رجل تافه ومريض ولا يتحمل المسؤلية.
    حاولت الفتاه تقويم ابن عمها ولكنها لم تستطيع وحاولت الصبر عليه حتى لاتغضب أهلها وعاشت معه ، ولكن وبعد أن كثر الأبناء وأصبح لديها أربعة أولاد ولدان وبنتان زادت المشاكل كثيرا ، أصبح يغضب لأتفه الأسباب أصبحت الحياة معه لا تطاق ، وخافت الفتاة على أولادها من هذا الجو المليء بالمشاكل فطلبت الطلاق ، وبعد إصرار منها ومن أهلها وافق الزوج على الطلاق مكرها وتم الطلاق ، ولكن لم تنتهي معاناة هذه الفتاة بل بدأت عندما قام زوجها بأخذ أولادها ضاربا بعرض الحائط كل توسلاتها له ورجاء عمه وأولاد عمه بتركهم عند أمهم ولكن رفض وأصر على تعذيبها بأخذهم منها.
    وبعد انتهاء العدة خطبها شاب آخر وافق والدها وأهلها وتم الزواج وعندما علم الزوج السابق بموعد الزواج قام بإرسال ابنتها الصغرى ذات الأربع سنوات إليها ليس رحمة ولاشفقة بل حسد وغيرة ، وعادت إليها أولى فلذات أكبادها أما الآخرون فبقوا عنده ولكي يزيد في تعذيبها تزوج بأخرى وجعل أولاده خدما لها.
    كانت هذه الزوجة الثانية مثال حي لزوجة الأب القاسية ، كانت تعامل الأولاد بمنتهى الوحشية ، فتجعلهم كالخدم يقومون بتنظيف البيت ومن يعصي تقوم بضربه لدرجة أنها كانت تضربهم بخرطوم الماء أو سلك التليفون وعند الساعة العاشرة مساء تقوم بادخال الفتاة التي مازالت طفلة في الثامنة من عمرها إلى غرفتها وتضع لها حوض مليء بالماء وتقفل عليها الباب بالمفتاح وكذلك تفعل بأخويها نادر (12 سنه) ومحمد(10 سنوات ) ، فتقفل الباب حتى اليوم التالي ، ولكم أن تتخيلوا أطفال صغار يحبسون طوال الليل بعد أن كانوا ينامون هانيئين في أحضان أمهم ويعيشون دائما في رعب وخوف من أن يخطئون أو يقصرون.
    كل هذا يحدث تحت نظر والدهم وعلمه ورضاه ومساعدته أيضا وعاش هؤلاء الأطفال في جحيم وأصبح والدهم هو عدوهم الأول وسبب تعاستهم ، ولكن بعد فترة أراد الله لهم أن يرتاحوا من ذلك العذاب حتى وإن كان هناك بعض الخسائر ففي ذات يوم وكان يوم خميس قامت زوجة الأب وكعادتها بإقفال الأبواب على الأولاد ولكن عند الساعة الثانيه عشرة لم يستطيع محمد ذو العشرة أعوام تحمل الألم فقد كان يريد الذهاب إلى الحمام (أكرمكم الله) ولم يستطيع منع نفسه حتى يأتي الصباح فقام بطرق الباب وبعد حوالي الربع ساعه جاءت زوجة الأب غاضبة وفتحت الباب وهي تصرخ : (وجع انشاء الله وش عندك أزعجتنا) محمد : أبي الحمام يا خالة .
    زوجة الأب : حمام بس وأزعجتنا لك ساعة عشان حمام وهذا وشوله أنا حاطته (أشارت إلى حوض الماء) ثم قامت بركل محمد ركلة قوية على بطنه ثم بصقت عليه وأقفلت الباب وعادت إلى زوجها أما محمد فضل طوال ساعة كاملة ممسك ببطنه ويصرخ ويبكي من شدة الألم وأخوه نادر يحاول تهدئته ، وبعد فترة هدأ محمد واستسلم للنوم فحضنه أخوه نادر وناما بسلام ، وعند الساعة الثانية والنصف ليلا استيقظ نادر على صوت أخيه محمد وهو يناديه : نادر نادر بطني ما عاد أقوى بطني بأموت ، سمى عليه نادر وحاول تهدئته مرة أخرى ولكن هيهات ، ثم فجأة سكت محمد ثم نظر إلى أخيه نادر وابتسم ابتسامة رائعة وقال له : نادر أنا أحبك وأحب خواتي وأمي بس أبوي ما أحبه ، ثم حضن أخاه وشخصت عيناه ، نعم مات محمد وكاد نادر أن يجن بعد أن تأكد أن أخاه مات بين يديه ، فماذا تتوقعون من هذا الصبي ذو الأثنى عشر ربيعا ، لقد قام بفعل لا يفعله بعض الرجال ، فقد أغمض عيني أخيه ثم قام وأخذ الماء الذي تضعه لهم تلك البومة وغسل أخاه !! نعم غسله كما علمهم الأستاذ ثم قام بلفه بغطاء السرير ظنا منه أن هذه هي طريقة التكفين الصحيحة ثم وجهه للقبلة وصلى عليه صلاة الميت كما تعلمها.
    بعد أن انتهى توجه إلى الباب وضل يطرقه من الساعة الثالثة فجرا إلى ظهر اليوم التالي ، استيقظت زوجة ابيه على صوت طرقه للباب فأيقظت والدهم وهي تقول : عيالك ما خلوني أنام طول الليل ، أزعجوني يطقون الباب ، قم سكتهم وإلا والله لأذبحهم ، قام الوالد غاضبا واتجه إلى غرفة أولاده وفتح الباب بغضب وقال : هاه وش تبون ؟؟ نظر إليه نادر وقد ذهب لون وجهه وقال : يبه مات محمد. الأب : وشو ؟؟ نادر : مات محمد ، توجه الأب مسرعا إلى ولده وقلبه ولمسه فإذا هو بارد كالثلج ، حمله وذهب به إلى أقرب مستشفى وهناك أخبره الطبيب أن ابنه قد مات قبل تسع ساعات بسبب انفجار المثانة عندها كاد الأب أن يجن ولكم أن تتخيلوا حال أمه عندما عرفت بموته وهي بعيدة عنه. عندها أمر العم ابن أخيه إن لم يعد بقية الأولاد إلى أمهم فسيبلغ أنه هو وزوجته سبب موت محمد ولخوفه الشديد هو وزوجته سلمهم (نادر وأخته) ولكن بعد أن كانوا محطمين ، مارأيكم بهذا الأب الذي ليس لديه ذرة عطف لاهو ولا زوجته المتوحشة؟؟؟
    والله يا إخواني هذي قصة حقيقة حصلت لأحد أقاربي ووالله إني شفت أثر الضرب على ظهر نادر وأخته وتكلمو معي وقصوإلي قصتهم وهم شبه مجانين .. ومااقول إلا الله يسامح أبوهم وزوجته ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

  6. #46

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    لأنها قالت : لا إله إلا الله



    بينما كان الدكتور يحكي هذه القصة إذا بالصراخ يهز أركان القاعة .. والبكاء .. فالتفتوا فاذا هي إحدى الطالبات .. عليها لبس مشين .. قد بكت حتى سقطت الارض .. فاجتمعت عليها الطالبات فأخرجوها .. خارج القاعة حتى هدأت .. وسكنت ثم عادوها .. والشيخ مازال مسترسلا يذكر مال هذه المراة المؤمنة من نعيم .. فلقد احتسبت أولادها الخمسة لكي لا ترجع عن دين الله .. ثم مزق الزيت المغلي لحمها .. وهي راضية بذلك .. فإذا بالصراخ يتعالى والبكاء مسموع .. واذا هي نفس الطالبة .. بكت حتى سقطت على الارض ..فاجتمعت عليها الطالبات فاخرجوها .. خارج القاعة حتى هدأت .. وسكنت ثم أعادوها .. والشيخ يتحدث عن نعيم الجنة ومايقابله من عذاب النار .. فصرخت هذه الفتاة مرة أخرى ثم سقطت صامته .. لا تحرك شفه .. اجتمعت عليها زميلاتها من الطالبات .. وهم ينادونها : فلانه..
    فلانه............ لم تجيب بكلمة .. وكأنها في ساعة إحتضار..
    فلانه ..

    شخصت ببصرها الى السماء..أيقنوا أنها ساعة الاحتضار..
    أخذوا يلقنونها الشهادة ...



    * قولي : لا إله الا الله..
    * اشهدي أن لا إله الا الله..
    * اشهدي أن لا إله الا الله..
    لا مجيب ...
    زاد شخوص بصرها ..

    اشهدي أن لا إله الا الله..
    اشهدي أن لا إله إلا الله..



    * نظرت اليهم وقالت :
    أشهد
    أشهد
    أُشهدكم أنني أرى ..
    أُشهدكم انني أرى مقعدي من النار !!
    أُشهدكم انني أرى مقعدي من النار !؟!؟
    أُشهدكم انني أرى مقعدي من النار ؟!؟!؟!؟
    وماتت ..
    فلا حول ولا قوة إلا بالله !!

    عجباً لأمثال هذه الفتاة من المتبرجات ، البعيدات عن أوامر الله ، الزانيات ، العاصيات .. ممن يسمعن الموعظة فلا يعقلنها وممن يقرأن القصص ولا يستفدن منها .. لا إله إلا الله
    ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها * ونسي ما قدمت يداه )




    كـنا ثـلاثـة من الأصدقـاء 00
    ذرفت دموعنا على هذه القصة الرائعة ...
    فما أروع تلك اللحظات التي يتوب فيها الإنسان ويعود إلى جادة الصواب 0....

    *********************


    غفر الله لك ولنا وتقبل منا ومنك الطاعات
    جزاك الله خيراً .. وجعلها في ميزان حسناتك...........
    فأنت بحق تستحق الشكر عليها..


    ..وعذرني لي عودة

  7. #47

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    بارك الله فيك اخى سامر واشكرك من اعماق قلبى على حرصك دائم والله لا اعرف ما اقول وفقك الله ويحقق كل ما تتمنى فى الدنيا والجنة فى الاخرة انت اخ اعتز به على مدى الزمان
    استودعك الله

  8. #48

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    ماشاء الله عليكما إخوتى salyt وسامر قصصكما رائعة جدا وبها فوائد جمة
    أسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتكما وأن يوفقكما إلى ما يحبه ويرضاه
    وأن يدخلكما الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
    وأن يسقيكما من يد نبيه شربة هنيئة مريئة لاتظمآ بعدها أبدا
    ودمتا فى حفظ الله ورعايته

  9. #49

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    مكالمة أبكت السديس




    ربنا اجعلنا ممن لا زنوب لهم
    اللهم اعصمنا من الذنوب
    وباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب

    بركة التقوى مع الغافلين





    القصة بالفعل غريبة ومؤثرة
    تقوى الله تفيد على كل الأحوال
    وهذا الشاب الطيب والمطيع بشكل عجيب فاز بفضل تقواه بما لم يفز به ربما أعقل الرجال
    رحم الله الشيخ الطنطاوي
    وجزاه عنا خير الجزاء

    الهارب من الجحيم

    أولئك الرعيل الأول
    أهل الجنة الأبرار
    كم من ذنوب نقترفها ، ولا نأبه بها ، ولا نطلب الغفران من الغفور الرحيم
    اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، ونقنا من الخطايا كما ينقى الثوب من الدنس
    اللهم رحماك بنا
    إنك سميع مجيب الدعاء
    لا إله إلا الله

    الصدق في الدعوة

    قال عز من قائل:
    ((أن الدين عند الله الاسلام
    ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه))
    والاسلام ينتشر في الارض كل الارض
    بعزعزيز او ذل ذليل فلا يبقى بيت الا وفيه مسلم
    أو كما قال
    صلى الله عليه وسلم
    **
    وفي الاونة الاخيرة وعلى الاخص الخمس سنوات الاخيرة
    اصبحت قصص اعتناق الاسلام من غير المسلمين كثيرة
    بحمد من الله وفضل منه .. وله الحمد والشكر كله
    **

    الاب ورحمته

    قصة مؤلمة احزنتني حقا اذ لم يكن الاب مثال للرحمةوالحنين

    كان الاب وزجته سببا في وفاة الولد تعذيب بطريقة بشعة

    وصل الظلم الى هذه الدرجة

    ان لله وان اليه راجعون وحسبي الله ونعم الوكيل

    ******
    لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه الى الندمِ
    تنام عيناك والمظلوم منتبها يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
    *********

  10. #50

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الصبر على البلاء اختبار من الله سبحانه وتعالى
    صبرت على زوجتي فأصلحها الله
    زوجني والدي من ابنة صديقه· تلك الفتاة الهادئة الوديعة التي طالما تمنيت أن أرتبط بها رغم أني لم أرها إلا مرات قليلة عند زياراتهم لنا في بيتنا الكبير· كانت صغيرة السن يوم خطبتها ولمست فيها حياء جميلا وأدبا رفيعا لم أره في فتاة من قبل· وبعد عدة شهور تم الزواج..
    عشت معها عدة أيام في نعيم مقيم· وفي اليوم الخامس تقريبا وبعد أن انتهى الطعام الذي كان مخزنا لدينا· فاجأتني بصوتها الهادئ أنها لا تعرف أي شيء عن الـطبخ· فابتسمت وقلت لها: أعلمك· فاختفت ابتسامتها وقالت:لا· قلت: كيف لا ؟ فكشرت وقالـت بحدة: لن أتعلم· حاولت إقناعها بهدوء بأهمية هذا الأمر ففاجأتني بصرخة مدوية كادت تصم مسامعي· أصابني ذهول شديد وأنا أراها تصرخ بدون توقف· أخذت أتوسل إليها أن تهدأ دون جدوى· ولم تتوقف إلا بعد أن هددتها بالاتصال بأبي· فعادت إلى هدوئها ورقتها..
    " لم يكن من الصعب أن أكتشف أنها كانت تدعي الرقة والوداعة· وأن صوتها هذا الذي كان سببا في إعجابي بها كان يخفي من خلفه نفيرا أعلى من نفير أي قطار "ديـزل" على وجه الأرض· لقد أصبح كلامها كله لي أوامر عصبية متشنجة· ولم تعد تهـدأ إلا إذا هددتها بالاتصال بأبي· فتعتذر بشدة وتؤكد أنها لن تعود إلى هذه الأفعال· سألت والدتها عن أمرها هذا· فقالت وهي تكاد تبكي:إن ابنتها قد أصيبت بصدمة عصبية في طفولتها أفقدتها الاتزان وجعلتها تثور لأقل سبب· لم أقتنع · وسألتها لماذا لا تهـدأ ولا ترتدع إلا أمام أبي· فأخبرتني أنها منذ طفولتها كان كثـيرا مايــعطف عليـها ويـأتي لها بالحلوى واللعب · ومن أيامها وهي تحبه وتحترمه أكثر من أي إنسان آخر. يا إلهي ..إن والدي كان يعلم بحالتها ولم يخبرني· لماذا فعل أبي ذلك معي ؟؟؟"
    قبل أن أفاتح أبي أني سأطلقها فورا قدر الله أن استمع في المذياع إلى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه "إذا أحب الله قوما ابتلاهم· فمن رضي وصبر فله الرضا ومن سخط فله السخط" نزل الحديث على قلبي كالماء البارد في يوم شديد الحرارة· فعدلت تماما عن فكرة الطلاق وفكرت أن هذه هي فـرصتي الذهبية كي أنول رضا الله جل وعلا بعد أن أذنبت في حياتي كثيرا· وقررت أن أصبر على هذه الزوجة عسى أن يصلحها الله لي مع مرور الوقت..
    تحملت الصراخ الدائم في المنزل· وكنت أضع القطن في أذني فكانت تزيد من صراخها في عناد عجيب· هذا إلى جانب الضوضاء التي لا تهدأ في الشارع الذي نسكن فيه حيث يوجد أكثر من أربعة محلات لإصلاح هياكل السيارات· ولأن عملي يتطلب هدوءا في المنزل· فقد كدت أفقد عقلي أمام هذا السيل الصاخب من الضوضاء· ولكن كان دائما يمدني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الذي كتبته أمامي على الحائط بخط جميل ـ بشحنة جديدة من الهدوء والصبر· وكان ذلك يزيد من ثورة زوجتي· وهكذا استمرت أحوالنا شهورا طويلة كاد أن يصيبني فيها صدمة عصبية أشد من تلك التي أصـابتها· أصبح الصداع يلازمني في أي وقت · وأصبحت أضطرب وأتوتر جـدا لأي صوت عال ونصحني إمـام المسجد المجـاور لبيتي ألا أدع دعاء جاء في القرآن الكريم وهو "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمـاما" حتى رزقنا الله بطفلنا الأول وكان من نعمة الله علينا في منتهى الهدوء لا يكاد يصدر منه صوت… !!! بكاؤه حالم كأنه غناء ·وكأن الله عـوضني به عن صبري خيرا· وفرحت به زوجتي جدا ورق قلبها وقل صراخها· وأيقنت أن همّي سيكشفه الله بعد أن رزقنا بهذا الابن الجميل". والآن وبعد طفلنا الثاني تأكدت من تخلص زوجتي تماما من أي أثر لصدمتها القديمة· بل ومنّ الله علينا فانتقلنا من سكننا القديم إلى منطقة هادئة جميلة لا نسمع فيها ما كنا نسمعه .."سلام قولا من رب رحيم " ..لقد ازداد يقيني أن الصبر على البلاء هو أجمل ما يفعله المسلم في هذه الحياة· وأنه السبيل الوحيد للوصول إلى شاطئ النجـاة!!

  11. #51

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    نابش القبــور

    عن عبد الملك بن مروان أن شابا جاء إليه باكياً حزيناً فقال : يا أمير المؤمنين إني ارتكبت ذنباً عظيماً .. فهل لي من توبة؟
    قال: وما ذنبك؟
    قال: ذنبي عظيم ..
    قال: وما هو ؟ تب الى الله - تعالى - فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات
    قال: ياأمير المؤمنين كنت أنبش القبور، وكنت أرى فيها أمورا عجيبة ..
    قال: وما رأيت؟
    قال: ياأمير المؤمنين نبشت ليلة قبراً فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول في القبر: ألا تسأل عن الميت لماذا حول وجهه عن القبلة؟ فقلت لماذا حول؟ قال: لأنه كان مستخفا بالصلاة ، هذا جزاء مثله..
    ثم نبشت قبراً آخر فرأيت صاحبه قد حول خنزيراً وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه ، فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول لي :ألا تسأل عن عمله لماذا يعذب؟ قلت : لماذا قال : كان يشرب الخمر في الدنيا ومات على غير توبة..
    والثالث ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فوجدت صاحبه قد شد بأوتار من نار وأخرج لسانه من قفاه، فخفت ورجعت وأردت الخروج فنوديت : ألا تسأل عن حاله لماذا ابتلي؟ فقلت : لماذا؟ فقال كان لا يتحرز من البول ، وكان ينقل الحديث بين الناس ، فهذا جزاء مثله..
    والرابع ياأمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد اشتعل ناراً فقال : كان تاركا للصلاة..
    والخامس ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فرأيته قد وسع على الميت مد البصر وفيه نور ساطع والميت نائم على سرير وقد أشرق وجهه وعليه ثياب حسنه فأخذني منه هيبة ، وأردت الخروج فقيل لي : هلا تسأل عن حاله لماذا أكرم بهذه الكرامة؟ فقلت : لماذا أكرم؟ فقيل لي : لأنه كان شابا طائعا نشأ في طاعة الله-عز وجل-وعبادته..

    فقال عبد الملك عند ذلك : إن في هذه لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين.. فالواجب على المبتلى بهذه المعايب المبادرة الى التوبة والطاعة ، جعلنا الله وإياكم من الطائعيين وجنبنا أعمال الفاسقين إنه جواد كريم ..

  12. #52

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    جميل هذا النبش في الصدور لنفضح انكساراتها ..
    نص مأساوي يفضح الصداقات المهترئة بكل أطيافها وألوانها ..
    نص عرى دواخل بعضنا المقيتة ، والتي تغرز الخناجر في اللحم الحي ، لتنثره رمادً بعد الموت

  13. #53

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    بارك الله فيك اخى سامر واشكرك من اعماق قلبى على حرصك دائم والله لا اعرف ما اقول وفقك الله ويحقق كل ما تتمنى فى الدنيا والجنة فى الاخرة انت اخ اعتز به على مدى الزمان
    استودعك الله


    بارك الله فيك

    ولك بالمثل

    ماشاء الله عليكما إخوتى salyt وسامر قصصكما رائعة جدا وبها فوائد جمة
    أسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتكما وأن يوفقكما إلى ما يحبه ويرضاه
    وأن يدخلكما الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
    وأن يسقيكما من يد نبيه شربة هنيئة مريئة لاتظمآ بعدها أبدا
    ودمتا فى حفظ الله ورعايته
    العفو اخي

    ما سوينا شئ

    الله يبارك فيك وعقبال ما انشوف قصة ثانية منك

    **************************

    استودعكم الله





  14. #54

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الصبر على البلاء اختبار من الله سبحانه وتعالى
    صبرت على زوجتي فأصلحها الله
    والله مثال جميل للصبر والله اصبح الناس اليوم لا يتحملون شىء يريدون كل شىء فى شىء واحد ولا يتحملون العيوب البسيطة اللهم ارزق الجميع الصبر وتابث

  15. #55

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    لقد اعجبنى جدا نابش القبور الله يحمينا جميع ويحسن خاتمتنا ويجعل اروحنا مثل الطيف تحملها الملائكة ورائحة المسك تتصاعد منها فارحين بنقلها الى الله اللهم اجعل اروحنا طائعة عابدة شاكرة
    بارك الله فيك اخى سامر وفقك الله وحماك دائما

  16. #56

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو رويم مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله عليكما إخوتى salyt وسامر قصصكما رائعة جدا وبها فوائد جمة

    أسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتكما وأن يوفقكما إلى ما يحبه ويرضاه
    وأن يدخلكما الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
    وأن يسقيكما من يد نبيه شربة هنيئة مريئة لاتظمآ بعدها أبدا

    ودمتا فى حفظ الله ورعايته
    بارك الله فيك اخى ابورويم اسال الله ان يوفقك وينور طريقك بلايمان وطاعة الرحمن وننتظر منك قصة
    جميل مثل السابقة لا تحرمنا من ابدعك يا اخى الكريم
    استودعك الله

  17. #57

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    هؤلاء ماتوا أمام عيني

    ‏ذهبت لصلاة العصر يوم الخميس 13/9/1422 بجامع الراجحي في حي الربوة ، وبعد الصلاة قام أحد المصلين وألقى كلمة ذكر فيها أحوال بعض المحتضرين والموتى في المستشفيات ، التفت إلى بعض المصلين وسألتهم من هذا فقالوا هذا الدكتور خالد الجبير استشاري أمراض القلب في المستشفى العسكري بالرياض ذكر لنا قصصا كثيرة لبعض من حضرتهم الوفاة في المستشفى وذكر لنا هذه القصص ..

    القصة الأولى
    قال : كنت مناوبا في أحد الأيام وتم إستدعائي إلى الإسعاف ، فإذا بشاب في 16 أو 17 من عمره يصارع الموت ، الذين أتوا به يقولون أنه كان يقرأ القرآن في المسجد ينتظر إقامة صلاة الفجر فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ونهض ليقف في الصف فإذا به يخر مغشيا عليه فأتينا به إلى هنا ، تم الكشف عليه فإذا به مصاب بجلطة كبيرة في القلب لو أصيب بها جمل لخر صريعا ، كنا نحاول إسعافه ، حالته خطيرة جدا، أوقفت طبيب الإسعاف عنده وذهبت لأحضر بعض الأشياء ، عدت بعد دقائق فرأيت الشاب ممسكا بيد طبيب الإسعاف والطبيب واضعا أذنه عند فم الشاب والشاب يهمس في أذن الطبيب ، لحظات وأطلق الشاب يد الطبيب ثم أخذ يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأخذ يكررها حتى فارقت روحه الحياة ، أخذ طبيب الإسعاف بالبكاء تعجبنا من بكائه ، إنها ليست أول مرة ترى فيها متوفيا أو محتضرا فلم يجيب وعندما هدأ سألناه ماذا كان يقول لك الشاب وما الذي يبكيك ؟
    قال لما رآك يا دكتور خالد تأمر وتنهى وتذهب وتجيء عرف أنك الدكتور المسؤول عن حالته فناداني وقال لي قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فوالله إني ميت ميت ، والله إني لأرى الحور العين وأرى مكاني في الجنة الآن ثم أطلق يدي !!

    القصة الثانية
    جيء به إلى الإسعاف ، رجل في الخمسين من العمرفي حالة إحتضار، ابنه معه كان ولده يلقنه الشهادة والأب لا يجيب ، نحاول إسعافه
    الولد : يبه يبه قل لا إله إلا الله ..
    الأب : (لا يجيب)
    الولد : يبه يبه يبه قل لا إله الا الله .. يبه ، قل لا اله الا الله..
    الأب : (لا يجيب)
    بدأ الإبن يضطرب ويتغير وهو يقول : يبه يبه يبه قل لا اله الا الله !!
    بعد محاولات أجابه أبوه فقال له : يا ولدي أنا أعرف الكلمة التي تقولها ودي أقولها بس ما أقدر أحس أنها أثقل من الجبال على لساني !!
    بعدها قام الولد يبكي وهو يقول لوالده : يبه قل لا اله الا الله..
    الأب : ما أقدر .. ما أقدر .. ما أقدر .. ثم خرجت روحه !!



    القصة الأخيرة
    كنت مناوبا ، تم استدعائي لأحد الأقسام ، المريض فلان في حالة سيئة ، ذهبت لأراه ..
    النبض ضعيف ،قمنا بالتدليك وتنشيط القلب طلبت من الممرضه تغيير المغذي
    المريض : ما في داعي يادكتور أنا ميت !!
    الدكتور خالد: لا أنت بخير وستعيش بإذن الله ..
    المريض : يا دكتور لا تتعب نفسك أنا ميت ميت !!
    الدكتور: لا أنت بخير ،النبض ضعيف جدا ونحاول إسعافه
    المريض : يا دكتور لا تسوون شيء أنا ميت ميت !
    الدكتور : لا أنت تتوهم أنت بخير وستعيش بإذن الله ..
    المريض : يا دكتور أنا ميت أنا أشوف شيء أنت ما تشوفه ..
    المريض ينظر للسقف ويقول لا تتعبون أنفسكم أنا ميت ميت أنا أشوف شيء أنتم ما تشوفونه!
    الدكتور : لا تتوهم أنت بخير..
    وبعد دقائق قليله ..
    المريض : لا تتعبون أنفسكم أنا أشوف اللي ما تشوفونه .. يادكتور ، أنا ميت يا دكتور أنا أشوف ملائكة العذاب !!
    وبعد لحظات مات !!

  18. #58

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    اذهب واقرأ من جديد

    ‏يروى : أن الامام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ... ثم بعدها يصلى الفجر فأراد الامام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ...

    فقال : نعم يا إمام
    قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه على .. أى كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغنى غدا..
    فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الامام فأجاب : لم أقرأ سوى عشرة أجزاء !!
    قال له الامام : اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فذهب ثم جاء الى الامام فى اليوم التالى وقال : يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كاملا !!
    فقال له الامام : اذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل ..
    دهش التلميذ ... ثم ذهب وفي اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد..
    سأله الامام : كيف فعلت يا ولدى ؟ أجاب التلميذ باكيا : يا إمام ... والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!

  19. #59

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    الآية التي أبكت الرسول عليه السلام

    ‏قال الله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"

    روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت : كان كل أمره عجباً ، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي ،فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده ، ثم قال : يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله : والله إني لأحب قربك وأحب هواك - أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه - !!
    قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض ، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله : مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟
    فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ....) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها !!

    هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً ، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا..
    اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.

    إن هذه الآيات هي الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران وهذه الآية هي أول آية فيها.


  20. #60

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: موسوعة القصص الاسلامية

    عندما يتجسد الحرمان في أبشع صوره

    قصة حقيقية واقعية ممزوجة بالحزن والدموع ، لفتاة تعذبت بسياط الألم والدموع والخيانة والظلم ، قصة فتاة معاقة - بشلل نصفي - سمعتها بنفسي قبل ما يزيد عن ثلاث سنين ولكني لم أطق كتابتها وقد استعصت الحروف والكلمات عن صياغة مأساتها ، ولكن ... الآن وبعد ما خف كثير من حرارة الدموع أكتبها لنعلم كم قلوبنا قاسية)!!

    في حيّ من أحياء الرياض القديمة ، وفي بيت متواضع بسيط ، رنين الهاتف ، أطفال يتراكضون نحوه ، وبعد مداولة سماعة الهاتف بأيدي الأطفال ، تلتقط السماعة (فاتن) وهي الأخت الكبرى .
    فاتن : نعم مين ؟
    تركي (أب الأسرة) : كيفك يا بنتي فاتن ، أبشرك أمك جابت بنت حلوووة مرة !
    فاتن (تصرخ فرحة) : صدق يبه ، وأمي وش أخبارها ، عسى صحتها طيبة ؟
    الأب : أبشرك يا بنتي أمك طيبة وما عليها خلاف .. لبسي أخوانك وأخواتك ، وخلي أخوك (ناصر) يبجبكم بالوانيت "الداتسون " للمستشفى تشوفون أمكم .
    ........................
    وبعد أيام قليلة تخرج الأم (نورة) من المستشفى ، وبيدها طفلتها الصغيرة التي ُسميت (أمل) تيمنا بهذا الأسم الرائع ، الذي يشرق في النفس معاني التفاؤل والبهجة ...
    البيت الصغير يعيش أيام سعيدة ، البيوت تنام ، وهذا البيت تظل أنواره مضاءة ، والأطفال محدقين بأمهم وأختهم الرضيعة ، وكل واحد منهم يدللها ويدلعها ، ويلعب معهما ، ويحاول إضحاكها ..
    وتمر بضعة شهور وبعد عدة مراجعات للمستشفى ، ُيسْر أحد الأطباء للأب (تركي) بأنه هناك احتمال كبير أن ابنتهم الرضيعة مصابة بشلل ولكنه يتمنى أن يكون احتمالا ضعيفا ؛ يحزن الأب ولكن نفسه تحادثه بأنه مجرد احتمال وربك لطيف رحيم..
    وتمضي بضع سنوات ... فيتأكد الأب والأم من أن الطفلة ذات الأربع سنوات فعلا مصابة بشلل ، وأنه كتب عليها أنها ستبقى هكذا طوال حياتها ، التي يلوح في الأفق أنها ستكتبها بحروف من الدموع والسهر والوحدة !
    ............................
    وتمضي السنوات ... وتنتقل العائلة من الحيّ القديم إلى حيّ جديد ، وتنجب الأم (نورة) أخوات بعد (أمل) ، وكبرت (فاتن) وأصبحت فتاة رائعة ذات طلعة بهية ، وكبر (ناصر) وكبر بقية الإخوة والأخوات ، حتى (أمل) الفتاة المعاقة صاحبة الكرسي المتحرك كبرت ، وصارت فتاة مملوحة ، ونسي الأهل مع الاعتياد مأساتها ، بل هي نفسها نسيت مأساتها وسارت في دروب الحياة ، دون أن تفكر في المستقبل ، لأنها بصراحة لا تريد أن تفكر به أصلا ، بل تريد أن تتجاهله قدر ما تستطيع ، وماذا يا ترى ستخبئ لها الأقدار أيضا ؟!
    الأب الرحيم (تركي) والأم الرحيمة (نورة) لم يغمض لهما جفن ، إلا وهما يفكران في مستقبل هذه البنت المسكينة !
    فمن سيقبلها زوجة ؟
    من من الشباب سيرضى أو يتنازل أن تكون شريكة حياته فتاة معاقة بكرسي متحركة ؟
    آه ... كم أرّق هذا الهم الأب الرحيم والأم الرؤوم ؟
    كم أفزعهما من لذة النوم ، وكم جعلهما يحملان هماً عظيما في كل لحظة ، مسكينة أنت يا أمل ، اسمك (أمل) ولكن والدك ووالدتك في قلق شديد على مستقبلك ، وهما يستفهمان في حيرة : هل لهذه البنت المسكينة مستقبل لأن تكون أماً وربة منزل ، مثلها مثل بقية مثيلاتها من الفتيات ؟
    من سيعطف عليها ؟ من سيرحمها لوجه الله ؟
    ولكن الأب حينما يرى ابنته (أمل) فإنه يخفي دموعه ، ويستبدلها بابتسامة حانية ثم يضم هذه المراهقة الضعيفة إلى صدره ، هذا الصدر الذي يضطرم بنار الألم والشفقة لهذا المخلوق الضعيف ، وهذا الطائر الجريح .
    .............................
    فاتن الأخت الكبيرة لأمل تتزوج ، وتسافر مع زوجها للخارج لإكمال دراساته العليا ، والأخت الأصغر يتقدم لها شاب رائع مثقف ، فتتم الخطبة وسط فرح وبهجة ، وأمل بقيت قابعة في كرسيها المتحركة ، ولكنها فرحة لفرحة أخواتها..
    الضغوط تزداد على الأب والأم يوما بعد يوم ، وهم يرون الأخوات الأصغر من أمل تخطب الأخرى تلو الأخرى ، وأمل الفتاة المعاقة لا يلتفت إليها أحد !
    أمل تتجاهل كل ما يحيط بها وتتظاهر بالتجلد والصبر وعدم المبالاة ، وتضع أمامها هدفا واحدا فقط ، مستقبلها الدراسي ، ومواصلة دراستها الجامعية بتفوق ، دون أن تتعب نفسيتها بالتفكير بالأمل المشرق الذي قد يطل عليها ، أو قد لا يطل عليها إطلاقا !
    وهكذا تمضي أمل بعزيمة وتصميم وقوة ، تثب نحو مستقبل رسمته جيدا ، كلمة واحدة فقط كانت ترددها أمل لصديقاتها في مكالماتها الهاتفية ، وأمام والديها : (مستقبلي في دراستي) وكأن تلك الكلمات عزاء وتسلية لنفسها المعذبة ..
    وبعد الجد والاجتهاد والصبر والتحمل تتخرج أمل من الجامعة بتقدير متفوق ، وسط فرحة أبويها بهذا الانجاز الرائع ، وتتخرج زميلات أمل معها ، وسط احتفالات النجاح والتفوق ، ولكن سرعان ما ذبلت هذه الفرحة ، بتفرق الصديقات بعد الاجتماع الممتع في الجامعة ، فهذه إحدى الصديقات تتزوج وتذهب مع زوجها ، وهذه تسافر لبلدها ، وتلك تختفي وكأنها لم توجد أصلا ، وتعود أمل المسكينة وحيدة مرة أخرى ، ليس في البيت سوى الأب الرحيم والأم الرحيمة والفتاة أمل المعاقة ذات الكرسي المتحرك !
    .............................
    يهمس الأب في أذن الأم ...
    الأب : يا أم ناصر إلى متى تبقى أمل هكذا ؟ أمعقولة تبقى معنا إلى الأبد !
    الأم : صدقت ... ثم لو قدر الله وحصلنا شيء من سيكون لأمل ؟
    (وترتسم دمعات دافئة على خد الأب والأم في صمت رهيب ، ودون أن ينظر أحدهما للآخر... وفي لحظة يحاول الأب فيها استدرار الأمل والتفاؤل فيقول : يا أم ناصر .. ربك رحيم ، وما راح يفرط في أمل ، أمل بنت ديّنة وحبوبة ومؤدبة وألف واحد يتمناها لو ما هي معاقة ، ثم الإعاقة ما هي مشكلة كبيرة !
    الأم : صدقت والله ... أيش في بنيتي ، والله إنها تهبل ، ويا سعد من ياخذها ، أمه داعية له .
    الأب : وبالنسبة لإعاقتها فأنا أتكفل بخادمة تهتم بها وترعها ، ولا نريد الزوج يدفع أي مصروف على تلك الخادمة ..
    الأم : وأنا بعد أزورهم كل يوم واطمئن على بنيتي ، وأقوم بكل ما تحتاجه ، وما على الزوج إلا يدخل البيت ويشوف قدامه عروس تهبل زي القمر ..
    (وهنا يضحك الأب والأم .. في محاولة لازاحة الحزن واليأس بأي طريقة عن ابنتهم المتبقية المسكينة المعاقة أمل) .
    ويوفق الله الفتاة الطيبة أمل بوظيفة محترمة ذات دخل جيد (مدرسة) في مدارس للتربية الخاصة للمعاقات ، ويلوح في الأفق أمل جديد يبشر بالخير ، ويبعث بالتفاؤل والفرحة للفتاة ولأبيها ولأمها وهما من تكدر فكره فلا ما تمر لحظة إلا وهمّ أمل يتراءى لهما كل حين وفي كل زاوية .
    ...................................
    وتمر السنة .. والثلاث ، والخمس ، وأمل مجتهدة في وظيفتها ، مدخرة لراتبها ، والأب والأم في هم شديد ، فالسنوات تمضي ، وابنتهما بدون زواج ، وتخشى الأم أن يفوتها قطار الزواج ، ومن سيفكر بعانس معاقة ؟!!
    واشتد اليأس بالأب والأم ، والفتاة أمل تتعذب من الداخل ، وهي ترى زميلاتها في المدرسة وصديقاتها قد أصبحن أمهات ، وأولادهن في المدرسة ، وأخذت تقرّع نفسها بكاية بأسئلة سليطة :
    - لماذا أنا هكذا محرومة ومعاقة ؟
    - لماذا أنا بالذات ؟
    - لماذا احرم من الأطفال ؟
    - ماذا عملت يا ربي ؟
    وفي لحظات اليأس السوداء ، يدخل الإيمان كملجأ للنفس من الانهيار ، فتكفكف أمل دموعها قائلة :
    استغفر الله العظيم ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... يا رب لك الحكمة والتدبير في كل شيء ، وأعلم أنك أرحم الراحمين ، وألطف من ملك ، وأوسع من أعطى ، بيدك الخير ، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض إن كان حل عليّ سخطك ... ربي أغفرلي وارحمني ، فإني لم أعد احتمل أكثر من ذلك .
    ...................................
    وفي يوم من الأيام .. يخرج الأب إلى المسجد لصلاة العصر ، وتفكيره دائما في مستقبل ابنته المعاقة (أمل) وهو يسأل نفسه : هل من بصيص أمل ؟
    وبعد صلاة العصر ، يلزم الأب ركنا من أركان المسجد ، ويأخذ مصفحا ، فيفتحه ويقرأ من الآيات ما كتب الله له أن يقرأ ، وبينما هو يقرأ إذا أقبل عليه جاره (أبو حمدان) مسلماً عليه ، ثم جلس بجواره..
    أبو حمدان : يالله إنك تحييّ هذا الوجه الطيب .
    الأب : الله يحييك ويبقيك .
    أبو حمدان : وش أخباركم وأخبار الأهل ؟
    الأب : طيبين الله يسلمك .
    أبو حمدان : يا أبو ناصر .. فيه موضوع ودي أكلمك فيه .
    الأب : تفضل !
    أبو حمدان : أنت تعرف (أبو مطلق) ؟
    الأب : لا ؟!!
    أبو حمدان : جارنا القديم إلي ساكن شرقي المسجد ، بيتهم تراه بيج على بني فاتح ، وهو إلي كان يجمعنا في الحيّ أيام الأعياد..
    الأب : إيه إيه .. تذكرته ، وش فيه ؟!
    أبو حمدان : ولده مطلق عمره خمس وثلاثين سنة وده يعرس .
    الأب : الله يهنيه ويوفقه !
    أبو حمدان : والله يا بو ناصر أبوه مكلمني عليك ، على أساس أفاتحك في خطبة بنتك ..
    الأب (وينزل الخبر عليه نزول الصاعقة) : بنتي أنا !!!!!!!!! ؟
    أبو حمدان : إيه بنتك أنت وش فيها ؟!
    الأب : أنت أنت أنت ... تدري تدري يا بو حمدان أن بنتي معاقة .
    أبو حمدان : إيه أدري وأبو مطلق وولده يدرون .
    الأب (وهو مذهول) : يدرون إنها معاقة ويخطبونها ؟
    أبو حمدان : إيه .. وراك يا ابن الحلال منت مصدق ، بس إن كان في بنتك عذروب (أي عيب) فترى في الولد مطلق عذيريب صغير ، ما يسلم منه الشباب هاليام يا بو ناصر .
    الأب (‍‍‍!!!) : يدخن الولد ؟
    أبو حمدان : هاهاها ... لا يا بن الحلال ، التدخين مو شيء هالايام ، وأنت الصادق الولد فيه عذيريب إنه يتعاطى بعض الأمور المحقى (أي السيئة) ولكنه ناوي يتركها إذا تزوج .
    الأب ( وهو غاضب ) : أفااااااااااا ... أفااااااااااااااا ... يا بو حمدان ، ما هقيتها منك ، تخطب لبنتي واحد يتعاطي مخدرات ؟!
    أبو حمدان : وسع صدرك يا ابن الحلال ، الهداية بيد الله ، ثم لا تنسى إنه لو تزوج بهديه الله وبيترك هالأمور الشينة ، وبنتك ستبقى طول عمرها معاقة ... وعلى العموم يا بو ناصر ، لا تستعجل فكر واستخر ، وبعدين رد عليّ .
    ...............................................
    الأب والأم ، في حيرة ، هل يفرطون بهذا الزوج المدمن ، أم يرفضونه وتظل إبنتهم كما هي معاقة وعانسة !
    الأب : وش رايك يا أم ناصر ، تراني والله احترت ؟!
    الأم : والله يا بو ناصر إني زيك محتارة ماني دارية إيش اسوي حسبي الله ونعم الوكيل .
    الأب : يا أم ناصر ... موهو وقت بكاء ، فكري معي ، واستخيري ، والله يكتب الي فيه خير وصلاح لبنتنا حبيبتنا الغالية..
    الأم : يا بو ناصر... هذا أمر لازم نفاتح فيه بنيتي أمل ، وهي الآن كبيرة وعاقلة ومدرسة ، ولازم يكون الرفض أو القبول منها هي ومحض حريتها ..
    الأب : أكيد يا أم ناصر .
    (الأب والأم يفاتحون أمل بحقيقة الموضوع ، فتصدم أمل بعريس المستقبل الذي بدل أن يأتيها في زيّ أبيض كالخيال والسحاب ، وهو راكب فرسا أبيضا ، يحملها نحو جزيرة الأحلام ، وإذا بعريس المستقبل مدمن مخدرات ، ياللشماتة والسخرية !!) .

    الأم : هاه .. يا بنيتي وش قلتي ، ترى العرس مو غصب .
    أمل (صامتة) : !
    الأب : اسمعي يا بنتي ترى أنتي في عيونا ، ولا تحسبي أنّا ملينا منك وأنا أبوك ، بالعكس أنت نور البيت وسراجه ، الله لا يخليك منه ، ولكن ما فيه بنت إلا ومستقبلها في الزواج.
    أمل : مستقبلها يبه في مدمن مخدرات !!!
    الأب (يتقطع قلبه) : خلاص خلاص ... نبطل فكرة الزواج من هذا الرجال .
    الأم : وراك يا بو ناصر ... خل بنيتي تفكر ولا تستعجل ، وهي ما تدري وين الله كاتب لها الخير فيه.
    ....................
    أمل ... تفكر وتفكر ، وتتأمل ، وتقيس الأمر ، وتفكر بنظرة الناس لها دون زواج ، وتتساءل :
    - هل سأظل هكذا عانسة ؟
    - من سيقبل بي بعد هذا الشاب ؟
    - من يدري لعله يهتدي على يديك ، ويكون أفضل من الكثير ؟
    - أنا صبرت وصبرت ، واجتهدت ، فلماذا لا أصبر هذه المرة لعل الفرج الأخير بعدها ؟
    وهكذا أخذت أمل تقلب تفكيرها ، وتتفحص أوراقها ، فوجدت أنه لا خيار أمامها ، والناس والدنيا لا ترحم.
    فقررت الموافقة على هذا الشاب العاطل المدمن ، وفعلا تم الزفاف ، على شاب تحوم حول عينيه بقع سوداء من الشراب ، ورائحة الدخان تحيط به من كل صوب ، لا صلاة ، ولا أخلاق.
    ولكن أمل ، رمت بورقتها الأخيرة في وجه الطوفان ، وهي واثقة بالله أنه لن يضيعها .
    أخذت أمل تصرف على نفسها وزوجها من مالها الخالص ، والزوج عاطل باطل ، أحيانا يضربها ويعيرها بألفاظ لا تطاق (يا مشلولة - يا معاقة - يا قبيحة) ليحصل على حفنة من المال كي يشري بها أبرة مخدرة ، أو زجاجة خمر قذرة .
    وأمل صابرة محتسبة لوجه الله ، فهذا هو قرارها الأخير ، ولن تتراجع عنه مهما كان ، وزوجها بالصبر والإيمان سيفتح الله على قلبه ، ولا أحد يعلم متى تأت الهداية من عند الله.
    وتجلس أمل تبكي وتتضرع عند أقدام زوجها ، وتقبل يديه ، وهي تبكي ، وتقول له أرق الكلمات ، وأعذب العبارات ، تترجاه أن يصلح نفسه ، من أجل زوجته التي تحبه ، ومن أجل أولاد المستقبل ، ولأجل عش الزوجية السعيد.
    .....................................
    أمل تصلي ، تسجد ، تبكي ، تدعو الله ، أن يصلح زوجها ، ويمن عليه بالهداية ، أمل كلها أمل بالله وثقة بأنه لن يضيعها .
    وفي يوم ... يدخل زوجها (مطلق) والشماغ على كتفه ، وقد ارتسمت على وجهه تجاعيد الانحراف والضياع ، دخل وأغلق باب الغرفة على نفسه !
    طرقت أمل الباب بكرسيها المتحرك ، ثم دخلت إلى الغرفة ، وأخذت يد زوجها تقبلها ، وتقول :
    فديتك يا عمري ، إيش فيك ؟
    الزوج (يجهش بالبكاء) !
    أمل (تبكي لبكاء زوجها وتقبل يديه وتحتضنها) !!
    الزوج (وهو يبكي) : يا أمل والله بهذلتك معايّ ، ما تستاهلين واحد حقير مثلي .
    أمل (في إشفاق على زوجها) : ليش تقول كذا يا عمري ، والله أنا أحبك وضحيت بكل شيء من أجلك .
    الزوج (يزداد بكاءً) : أنت يا أمل تعذبينني بهذا اللغة التي أن لا استحقها أنا نذل أنا ساقط !!
    أمل : لالا ... لا تقول عن نفسك كذا يا حبيبي ، أنت إنسان رائع ، وفيك خصال كثيرة حلوة ، بس تحتاج إن تعالج نفسك من المصيبة التي تعصف بحياتنا .
    الزوج : أنا مليت من الحياة ، ودي أموت ، أنا لا استحق الحياة .
    أمل (تبكي وهي تشفق على زوجها) : لالا ... بعيد الشر عنك يا حياتي ، أموت أنا ولا أنت ، أنا من لي غيرك في هذه الدنيا ؟!
    الزوج : الله لا يخليني منك .. أنا ما عرفت قيمتك يا أغلى إنسانة في عمري .
    أمل (وهي تقبل يد زوجها) : يا حبيبي ... ليش ما نبدأ سوى ، أنا ما راح أقصر عليك بأي شيء أملكه كل شيء لي فداك يا عمري ، وأنت لازم تروح للمستشفى تعالج السموم التي أدمن عليها جسمك ، ثم لا تنسى طاعة الله ، الصلاة ، التوبة ، الدعاء ، البكاء ، والله لن يضيعك يا عمري ، الله رحيم ولطيف بعباده.
    .....................................
    ويقتنع أخيرا مطلق (زوج أمل) بكلامها الحنون ، ويقرر الذهاب لمستشفى الأمل ، وبيده زوجته أمل ، تشجعه ، وتدعو له في صلاتها ، ورويدا رويدا ، وحالة مطلق تتحسن ، فتقوم الزوجة (أمل) بشراء سيارة لزوجها ، كي يستقل عن رفاق السوء .
    وتتابع بنفسها علاجه ، وتسهر على راحته ، ولم تبخل يوما من الأيام عليه بشيء ، حتى لو باعت شيئا من ذهبها له ، وتمر الأيام والليالي ، وأمل الزوجة أمل يتسع ويكاد يشرق ، زوجها يستعيد عافيته ، وجه الأسود الكالح ، بدأ يشرق وتعلوه النضارة ، نشاطه ، نفسيته بدأت تتحسن .
    وفي ذلك اليوم الباسم يقررالطيب أن مطلق شوفي بشكل كامل ، وأن جسده تخلص بنسبة 100% من السموم التي خلفتها المخدرات ، وأنه يستطيع الآن أن يبدأ طريقه من جديد ، فهو في هذه اللحظة مولود جديد ، شاب آخر مختلف عن ذلك الشاب المدمن.
    والزوجة المخلصة على كرسيها ، تنظر زوجها ، ليبشرها بذلك الخبر ، الذي هو أسعد خبر سمعته في حياتها . أمل تتأمل في وجه زوجها بكل حب وثقة وافتخار ، وتنظر له ، وهي تنتظر أن يكون أبا لأطفالها في المستقبل ، ترعاهم هي تحت ظل جناحه وعطف .
    ....................................
    أمل تتصل على والدها كي يتوسط لزوجها في وظيفة في العمل الذي يديره ، كي يعتمد زوجها على نفسه ، ثم لم يبق مع أمل مما ادخرته شيئا ، ولا بد أن يفكرا جديا بتوفير وسائل العيش الشريف لأطفال المستقبل .
    مطلق (زوجها) يدخل البيت وهو مهموم يفكر في أمر ما !!
    أمل : ما بك يا عمري ، لقد ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل.
    مطلق (صامت) !
    أمل : أبشرك كلمت والدي يدبر لك وظيفة ، والله تستاهل يا حياتي.
    مطلق (شارد الذهن) !
    أمل : إيش فيك يا عمري سارح وما ترد عليّ !؟
    مطلق : والله فيه أمر مهم متردد أقوله لك !!!
    أمل (وسط خوف عارم) : لالا ... لا تقول إنك رجعت للمخدارت !!؟
    مطلق (يبتسم ابتسامة صفراء) : لالا .... أعوذ بالله .
    أمل : طيب إيش فيك يا عمري ... خوفتني !
    مطلق (يتصبب عرقا) : والله يا أمل أخاف أجرحك شويّ !
    أمل (الخوف يتملكها) : تكلم ارجووووك يا مطلق.
    مطلق (يصمم على الكلام) : والله يا أمل ، أنت عارفة أنت فتاة طيبة ، ولكنك معاقة ، وتعرفين إنك الآن لست بطموح شاب مثلي المستقبل ينتظره ، صحيح تزوجتك لما كنت مدمن ، وأهلي زوجوني يريدون أن أعقل ، وما لقيت من تقبلني لأني كنت داشر وصايع ، ولكني الأن كل البنات يتمونوني ، ويا أمل مال الواحد إلا بنت عمه ، وأنا بصراحة ما عاد أفكر أنك طموحي أو الطموح أن تكوني زوجة المستقبل ، وأنت ما قصرتي صحيح الاعتراف بالحق واجب ، أنت ما قصرتي معاي ، وصدقيني الله راح يرزقك بواحد أحسن مني ، وبالنسبة للفلوس الي دفعتيها عليّ راح ارجعها لك بالتقسيط متى ما توفرت فرصة ، أنا أعرف أن كلامي راح يزعلك شويّ ، لكن زي ما أنت عارفة أنت معاقة وما ترضين شاب مثلي يبقى مع معاقة.

    ....
    ....
    ...
    ...
    ...
    ...
    ..
    * * *
    إلى هنا ما أعرفه شخصيا عن ما حصل للأخت أمل ، طبعا أصيبت بصدمة نفسية عنيفة ، كادت أن تزهق فيها نفسها ، ولم تتصور أن في الدنيا من أولها لأخرها شخص قبيح وحقير ونذل مثل هذا الشاب الساقط عديم الرحمة والإنسانية.
    طبعا رجعت لبيتها عند والديها ، وهي كلها يأس ونفسيتها محطمة بشكل كامل ، ولا أعرف بالتحديد ماذا حصل لها هذه السنة ، هل هي حية أم ميتة ، هل .... هل .... !
    ولكني أريد منها أن تقرأ مني هذه الكلمات إن وصلتها قصتي هذه أو كلماتي هذه :
    أختي الغالية الإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...
    أعلم أني مهما أوتيت من قوة بيان ، أو عاطفة ، فلن أجسد قصة حرمانك كما هي ، ومهما برعت في الكتابة فلن أصور مأساة دموعك في كلمات ...
    إني أيتها الإنسانة ... أحاول أن أحس ببعض ما تحسين به ، أحاول أن تجاري دموعي دموعك ، فمنذ اليوم الأول لسماعي حكايتك ، وأنا أعيشها ، كلما خلوت بنفسي ، لأراك في كل مرآة ، في كل زاوية ، أراك وأنت تجلسين على عرش الوقار كرسيك المتحرك .
    يالك من عظيمة !
    يا لك من رائعة !
    مه .. من يطق ما تطيقين يا امرأة ؟!
    أيتها السيدة ، أيتها الإنسانة ، جرحك عظيم ، ودموعك لن أجففها بحفنة كلمات ، ولكني أهدي إليك هذا الحديث الشريف ، لعله يضمد جراحك ، أو لعله يوقف نزف كبرايائك ، أو لعله يكفكف دموعك أيتها البقايا من الأمل ... يا أمل.


صفحة 3 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...