أهلاً سمارت ننتظر مشاركتك ..
--------------------------------------
ارتفع صوت أذان صلاة المغرب, الأب خرج لوحده كما اعتاد مذ ساءت حالة مازن , صعدت الأم للطابق الثاني ووسن بقيت في الصالة وضعت سجادتها وأخذت تصلي ما إن سلمت حتى نهضت وكأنها ترقب شيئاً , إنه الممرض فهد سيحضر بعد قليل , وقفت وسن عند جهاز الاستقبال الذي بجانبه حوض الأسماك التي كان يحبها مازن فكرت وسن وهي تطعمها :
- لما مازن أخذ إحداكن وقذفها على الأرض فجأة هل هو مجنون فعلاً ..هزت رأسها بعنف وهذه الحادثة حصلت بعد ستة أشهر من حادثة السقوط .
زفرت بأسى :
- يا لتهوري .
كانت تفكر في تحميلها أخاها المسؤولية عندما همت بالذهاب إلى السوق, هرولت إلى رف بقرب التلفاز لتتناول جوالها :
-السلام عليكم
-وعليكم السلام وسن !
-المعذرة هند, ظرف مباغت .
- لا بأس لا بأس ذهبت ووالدتي لما تأخرت .
ظهرت نبرة الفرح في صوت هند وهي تجيب :
- أوه جيد .
-هل كان ...
بتر سؤال هند صوت جهاز الاستقبال , اعتذرت وسن منها بسرعة وجرت إلى الباب :
-أهلاً د. فهد .
ظهر أثر ابتسامة صفراء على وجهه الذي اضطرت وسن لترجع رقبتها إلى الوراء حتى تراه , لقد كان الممرض فهد طويلاً نحيلاً تظهر على سحنته هدوء الواعي رد مصافحاً إياها :
- سعيد بتقديم الخدمة , أخت مازن !
-وسن وسن وسن عمر .
-حسنا وسن والدك ومازن بالداخل ؟
- أبي لم يعد من الصلاة لكن دكتور ...
-تفضلي ماذا لديك ؟
بدى من ناحية المسجد هيئة والدها لمحته وسن فأخذت تشير إليه وكانت تموه لأمر قصته على الدكتور التفت الدكتور حيث لوحت , ثم التفت ينظر إليها ويتساءل في نفسه :
- من أين لفتاة بعمرها هذه المعلومات ؟
رحب عمر بفهد وصعد وإياه إلى الطابق الثاني , كان مازن ممدداً على سريره وينظر في السقف الأبيض اللون كما عادته :
-كيف حالك مازن ؟
انتبه مازن :
- أه بأتم الصحة .
-الحمد لله .
شخص بصر مازن في الممرض فهد لبرهة رفع رأسه بشكل ملحوظ عن وسادته ثم أعاده مقتضباً تسأل في نفسه :
- هل خيالي واسع لما رأيت عليه لطرفة آثار جراح كوسن .
أدار رأسه إلى الجانب الآخر :
-حـ .. أه .
هتف الممرض و حاجبيه قد ارتفعا
-ماذا ؟
فكر مازن :
-أين الآثار على وسن ؟
استجوبه الممرض :
-تحدث يا مازن لا أحد غريب .
أجاب بابتسامة كشحوب وجهه :
- لا أنا أتساءل ما تشخيصكم لحالتي ؟
لمعت عينا فهد بشكل واضح لعق شفتيه وأجاب :
- لا ترهق عقلك بالتفكير مازن حسناً وتغلب على نفسك .
قوس أبو مازن فمه وهو يرقب ويسمع كل ما يجري بدقة, أخذ فهد يشرح طريقة تهدئة مازن إن باغته الأمر وأخرج من صندوق الصيدلية الصغير بخاخ مهدء وإبرة مع محلولها الشفاف .
-هذه هي الأدوية التي تقدم أو بالأصح يقدمها لك الدكتور نصيف في كل مرة لذا يمكنكم كما ترى اقتصار الجهد وإجاراؤها في المنزل .
خرج الثلاثة من الغرفة ( وسن ووالدها والممرض ) في حين بقي مازن على سريره :
-حسناً هل تنصح بطبيب أفضل من نصيف ؟
رد فهد على أبي مازن :
- الحقيقة الدكتور نصيف طبيب حاذق في عمله .
وشدد على جملة في عمله وأردف :
-لن تجد طبيبا في الدول العربية كلها بمهارته .
واستدرك :
-حتى في الخارج ستجد من يساويه أو يتغلب عليه بشيء ضئيل جداً .
-نريد هذا الضئيل .
-أصدقك يا أبا مازن هذه الحالات معروفة وتشخيصها يحتمل الصحة في الغالب وأكثر لكن أمر ابنك , هل جربتم القراءة ؟
-تقصد أنه ممسوسا نعم لطالما قرأت عليه أمه القرآن وأنا إن وجدت وقتا كما أنه نفسه يقرأ ويستمع للقرآن كالبقية ولا يضطرب أبداً .
همهم فهد وهو يضم شفتيه :
-أممم.
ودع عمر فهد تساءل فهد في نفسه وهو يسير بسيارته ناحية منظقة سكناه :
- أمره غريب فعلاً ! ليس جنا بالتأكيد ولا أي نوع من أنواع الصرع ثم لحظة ..لِما قال مازن ما تشخيصكم ؟ بالتأكيد نعم هو يدري عن ما يجري له إذن هو في كامل وعيه إن حصل له الأمر إذن ما هذا الذي ينتابه فجأة كالصرع والهلوسة والجنون وأتجتمع هذه كلها لتشكل مرضا جديدا لا لا حتى إن اجتمعت هذا سيجعل تذكره لما يجري له أمر مستحيل أكثر من ذي قبل إذن ما هذا ؟
وفي الناحية الأخرى تساءل عمر وهو يحك جبينه :
- لما يسميه فهد ( الأمر ) لما لا يسميه كما تسميه سلوى أو كما الدكتور نصيف شخصيا لا أسميه بما يسمياه به من باب التفاؤل فهل فهد يملك تبريرا يقلب الموازين ؟
أما وسن فكانت تكتب في مذكراتها التي صاحبتها منذ إحى عشر شهرا لحصول الحادثة أخذت تكتب :
- تأكيد جديد لما سبق إنه لا يعاني من أي نوبة من نوبات الصرع كما أنه ليس مصابا لا بزهايمر ولا خرف ولا أي اضطراب في الجهاز العصبي إنه يتذكر
تفاصيل ما يحدث له ..
ووضعت خطين تحت ( تفاصيل ) اطبقت على قلمها بين شفتيها وفكرت :
- هل هو يمثل إذن ..
لم تتمالك نفسها فأخذت تبكي وتنفي تخمينها الغبي كما وصفته :
-لا أبدا لقد فصل من المدرسة جراء هذا الأمر كما أنه ما عاد يبرح غرفته وزاد المنزل كآبة بكل حادثة بعد السقوط مازن الذي لطالما أحب المزاح وإشاعة روح المرح حتى الآن يتغلب على نفسه توقفت فجأة تذكرت كلمات الممرض :
- لا ترهق عقلك بالتفكير مازن حسناً وتغلب على نفسك ..يا إلهي تغلب هل هو مغلوب على أمره كيف من يقهره على هذا ما معنى تغلب إذن أم أنها عبارة عابرة من ممرض هادئ مثله لا شخص بطيء الكلام مثل الممرض فهد على الأغلب أنه يقيس كلامه قبل التفوه به إذن الأمر فيه شراكة مازن طرف فيها لكن من الطرف الآخر ..
جعلت ترجع للصفحات الماضية من مذكرتها بسرعة لعلها تقع على أمر ما , وقعت عيناها على عبارات لا تدل على شيء :
-إنه بشكل مفاجئ أدخل يده إلى حوض الأسماك وقذف بالسمكة المحببة إليه إنها عاتبته واعتذر .
كانت وسن تستخدم الضمائر ولا تصرح بالأسماء فتكتفي بإنه وإنها وكأنها لا تريد التصديق بواقع الأمر .
هتفت وسن وهي تشير إلى واعتذر :
-الاعتذار هو أحد أدلة وعيه .
تصفحت صفحات أخر وكان منها :
-لقد نهض اليوم 1 /1 / 1430 هـ وهو مبتسم ما إن رآني حتى قال كلمة كبنوجو أو بنجو أو بوغجور الأمر ليس في الكلمة الأمر في أنني اتدت أن يقول صباح الخير أو مرحبا لكن هذه المرة تلفظ بهذا الذي لم أفهمه ثم وضع كفه على فمه بعصبيه وهرول إلى العلية !!
استمرت وسن في تصفح المذكرات والتفكير , في حين نهض مازن من سريره وتحرك قاصدا حاسوبه اعتدل على كرسيه ثم ....
أكملوا
المفضلات