...+++... دروس في العقيدة ...+++...

[بوفهد الاتحاد]

في الدرس الماضي عرفنا قسم من أقسام التوحيد وعرفنا معناه وأهميته و الأدلة عليه ، وفي هذا الدرس سنعرف القسم الثاني من قسم التوحيد و هو ( الألوهية )

تعريفه :
إفراد الله بالعبادة .
والعبادة :
لغة : التذلل
اصطلاحا: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه محبة وتعظيما .

مسمياته :
يسمى: الإلاهية، القصدي الطلبي الإرادي ، الألوهية.

تتجلى أهمية توحيد الألوهية على أربعة نقاط:

1- أعظم المهمات وأول الأولويات:
قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))

2- أعظم الحسنات :
كما في حديث البطاقة الطويل وفي البطاقة كلمة التوحيد (( فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فرجحت البطاقة و طاشت السجلات .. ))
أو كما قال _ عليه الصلاة والسلام _

3- الغاية من إنزال الكتب:
قال تعالى (( الر . كتاب أحكمت آياته ثم فصبت من لدن حكيم خبير . أن لا تعبدوا إلا الله ... )) الآيات .

4- مكملة للإيمان ( لم تحضرني هذه النقطة ):
قال تعالى (( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ))

يمكننا تقسيم الأدلة إلى قسمين :
1- السمع .
2- العقل .

أولا : السمع :

قال تعالى (( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ))
وقال (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم .. ))
وقال (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واحتنبوا الطاغوت .. ))
وهذا النوع كثير..

ثانيا: العقل :
ينقسم هذا النوع إلا أربعة أقسام:

1- الربوبية :
والأدلة قد تقدمت في حديثنا عن توحيد الربوبية .

2- الأسماء والصفات :
آية الكرسي و الثلاث الآيات العظام في آخر الحشر .
فهذه الآيات تبين أن المعبود لابد أن يتصف بصفات الكمال وأن يكون منزه عن النقائص ، كما أنك لو أحببت شخصا فالسبب أنه متصف بصفة أعجبتك فكانت سببات في حبك له.

3- ضرب الأمثال :
والمقصود منه : ربط الواقع بالشيء المضروب .

قال تعالى (( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل ...)) الآية
فبينت الآية أن من له معبود واحد يكون في راحة تامة بخلاف من له آلهة كثيرة فيكون متحير مرة هنا ومرة هنا .

4- فقدان الآلهة من دون الله للكمال واتصافها بالنقص:
قال تعالى (( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ... ))
هذه الآية تبين أن عيسى _ عليه السلام _ مع مكانته العالية فإنه ناقص ومحتاج إلى الله عزوجل .

لاشك أن واجب على المكلف هو عبادة الله وحده لاشريك له

كما قال تعالى (( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ))
وقال (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))

وقال ابن تيمية (( اتفق أهل العلم على أن أول واجب على المكلف هو الشهادتان ، واتفقوا على أن من قالها قبل بلوغه لا يلزمه إعادتها بعد البلوغ ))

1- قال أبو الحسن الأشعري ( أن أول واجب على المكلف هو الوجود )
أي أن نعتقد بأن الله موجود .

2- وقال الجويلي ( أن أول واجب على المكلف هو النظر )
أي ننظر في الأدلة ثم نعتقد بوجود الله

3- وقال الباقلاني ( أن أول واجب على المكلف هو القصد في النظر )
أي ننوي النظر في الأدلة فإذا نظرنا ثم نعتقد

4- وقال المعتزلة ( أن أول واجب على المكلف هو الشك )
أي نشك في النظر والعياذ بالله

الرد عليهم :

1- أن اعتقاد وجود الله شيء فطري
2- أن الفطرة تقول بأن الله هو الرب وأنه المستحق للعبادة .
3- أن أقوالهم مخلفة لأقوال علمائهم حيث قال علماؤهم
(( وكل خير باتباع ماسلف ، وكل شر بابتداع ما سلف ))
4- أن أقوالهم تلزم لوازم باطلة حيث يقولون:
(( أن الكافر لا بد أن يعطى مهلة حتى ينظر في الأدلة ،
فإذا مات في هذه المدة فهو من أهل الجنة ))

لا شك أن الحكمة من خلق الخلق هو :
عبادة الله و ترك عبادة ما سواه
قال تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ))

إلى هنا انتهيت من الدرس

إلى اللقاء في الدرس القادم

...يتبع...