:: تابع الفوائد من سورة يوسفـ ::

:: حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد وعكسه من قادح التوحيد ، يعقوب كم سنه الآن بعيد عن ولده اكثر من عشرين سنه تقريبا ومع ذلك قال عسى الله أن يأتينى بهم جميعا ما قال عسى أن يأتينى بالولد هذا الصغير الآن هو يعرف أنه حي لكن أسير في مصر عند الملك .. لكن هو يقول على هذا وعلى الأول وما عنده يقين أن يوسف مات إلى الآن وما يدرى أين يوسف لكن لازال ظنه بالله قويا (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) . :: أن البكاء لا ينافى الصبر (وَقَالَ يَا أسفي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ) فمن البكاء والدمع انقلب سواد عينيه بياضا من كثره البكاء ، ما هو الفرق بين البكاء والنياحه ؟ وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكى عليه ؟ نعم يجوز والدمعه التي نزلت من النبي صلي الله عليه وسلم كانت رحمه وشفقة على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي ، والنياحه ليست بكاء إنما هي صراخ ، زعيق ، اعتراض على القضاء والقدر ، البكاء ممكن يكون رحمه شفقة ، وغلبة نفس ، أما النياحه تسخط على القضاء والقدر وفيها شق الجيوب يمكن أن تشق الفستان أو الجيوب ممكن تحلق شعرها ممكن تلطم خديها أو يلطم وجهه هذه نياحه ( ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود) والنائحة عقوبتها شديدة يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب أي ثوب من نحاس مذاب ودرع من جرب ..إ لا أن تتوب إلي الله لأن النياحه من الكبائر . :: أن الإنسان المسلم يشكو إلي الله ولا يشكو أمره إلي الناس والشكوى للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم . :: تحريم اليأس من رحمه الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمه الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم ولا يجوز . :: أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى فكان أخوه يوسف الذين كادوا له جاءوا إليه اليوم متسولين شحاذين يقولون مسنا وأهلنا الضر تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين ، أذلهم الله له هؤلاء الذين ظلموه أتي بهم الله أذلاء صاغرين يقولون تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين . :: الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر . :: أن المسلم يراعى مشاعر إخوانه فيوسف قال ( لا تثريب عليكم اليوم ) . :: العفو عند المقدرة . :: الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة ( يغفر الله لكم ) فإذا واحد ظلمك قلت يغفر الله لك ، نعم فلك أجر عظيم . :: استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المُبَشر ( فلما أن جاء البشير) هذا أول واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير ، واستحباب البشارة واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة . :: طلب الاستغفار من الأب عند عقوقه ، فإنهم عقوا أباهم ، فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه أو أمه ؟ أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق لأن هؤلاء قالوا ( يا أبانا استغفر لنا ) . :: اعترافهم بالخطأ بقولهم (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) . :: التماس أوقات الإجابة في الدعاء لأن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره قال بعض المفسرين أخر الدعاء إلى السحر يعني سوف استغفر ، ولم يُعجِل بالدعاء لعظيم جريمتهم وأراد أن يخلص لله الدعاء ويتحرى ساعة الإجابة شفقة على أولاده لعل الله أن يتجاوز عنهم . :: إكرام الأبوين وبرهما . :: أن تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة ، أي أن الإنسان يرى رؤيا اليوم يتحقق تأويلها بعد عشرين سنه .. ثلاثين سنه وأنه لا يشترط أن يرى الواحد الرؤيا اليوم .. غدا يقع تأويلها؟ لا ، يمكن أن يكون هناك فارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا علي الواقع وبين الرؤيا نفسها . :: الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها وإيذاءها فإن يوسف قال (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) ما قال بعد ما ظلمني أخوتي ما قال بعد ما القوني في الجب .. يعنى وضع اللوم على الشيطان بدلا من أن يضعه على أخوته وهذا من مكارم الأخلاق ومما يليق بالأنبياء .. هذه أخلاق الأنبياء . :: الاعتراف لله بالنعم في جميع الأحوال التي يتقلب فيها الإنسان . (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) أي منه من الله على أن جمع شمل العائلة مره أخرى وإخراجي من الجب نعمه .. وإخراجي من السجن نعمه .. ولم شمل العائلة نعمه . :: أن الله لطيف وأنه يلطف بعباده وكم لطف بيوسف فلم يجعله يموت في الجب ولا يجعله يبقى في السجن ولم يبقى فقيرا ولم يبقى مظلوما و إنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين :: قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا ، فسبحان من جمع هذه الأسرة بعد هذه الفترة الطويلة . :: أن الإنسان المسلم إذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الإسلام وبقى أن يهتم جدا بالخاتمة وهى الوفاة على الإسلام .
:: الصبر الغريب من يوسف عليه السلام عن استدعاء أبيه وإخوانه بمجرد توليه المنصب ومع ذلك لم يستدعيه ولم يذهب إليه فهذا من الصبر والهدوء وبعد النظر والتخطيط الطويل المدى لهدف بعيد وعدم تغليب العاطفة فالعاطفة مهمة والعقل أهم ، والعقل قوي والشرع أقوى . - هذه الفائدة من الشيخ ناصر العمر حفظه الله -

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك