..بسم الله الرحمن الرحيم..
إنها مرتي الأولى التي أدخل إلى هذا القسم..
فأحببت أن أشارككم و أعلمكم أين هي سعادتكم ..
إنها السعادة الحاضرة الغائبة عن العقول..
والسعادة الحقة هي أن تكون مع الله وفي الله ومن أجل الله..
مع الله في جميع أمورك فتتبرأ من حولك وقوتك ..
وفي الله من ناحية تعاملك مع البشر أومع من حولك..
ومن أجل الله في ترك مانهاك عنة..
وهناك الكثير من الناس يبحثون عن السعادة ولكنهم لم يجدوها لأنهم لم يعلموا الطريق الحقيقي للوصول إلى تلك السعادة
والطريق الحقيقي للوصول لها هو بأن تفهم كلام الله ورسوله
وهناك كتاب يسر لنا الوصول لهذه السعادة ومن طريقها الحقيقي عن طريق أدلة الكتاب والسنة
ألا وهو كتاب التوحيد..
وسنبدأ معناً تدارس هذا الكتاب لعل الله ينير به قلوبنا ويسعدننا في دنيانا وأخرتنا ..
وسأنزل لكم بين الحين والأخر
جزء من هذا الكتاب ..
وهو عبارة عن عدد من الأدلة نذكرها ونذكر خلاصة هذا الدليل أوربطة بكتاب التوحيد..
نبدأ على بركة الله..
********
الدين ينقسم إلى قسمين
1- اعتقادات
2- عمليات
الأعتقادات هي الإيمان
وأركانة ستة
1- الإيمان بالله
2- ملائكتة
3- وكتبة
4- ورسله
5- واليوم الأخر
6- وبالقدر خيره وشرة
العمليات هي الإسلام
وأركانة خمسة
1- الشهادتان
2- إقام الصلاة
3- إتاء الزكاة
4- صوم رمضان
5- حج البيت
التوحيد لغتاً : مصدرها وحد أي أفرد
التوحيد أصطلاحاً : هو إفراد الله بما يستحة من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات
تعريف الربوبية: إفراد الله بأفعالة
مثل: الخلق التدبير
تعريف الأولوهية: إفراد الله بالعبادة
مثل: الدعاء والصلاة
تعريف الأسماء والصفات : إفراد الله بكمال اسمائة وصفاتة الثابتة
في القرآن والسنة من غير تحريف
ولاتعطيل
ولاتكيف
ولاتمثيل
معنى التحريف: حرف الصفة عن معناها إلى معنى آخر مع عدم الموجب له والداعي إليه
معنى التعطيل: نفي الصفات كلها أو بعضها عن الله تعالى
معنى التكيف: الإخبار عن حال الشيء وكيفيتة وصفات الله لايعلم كيفيتها إلا هو سبحانه
معنى تمثيل: إثبان مثل للشيء كأن يقال: إن صفات الله تعالى مثل صفات المخلوقين
وهذه الأقسام الثلاثة متلازمة
كل نوع فيها لاينفك عن الآخر فمن أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر لم يكن موحداً
********
(( كتاب التوحيد ))
قال تعالى " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " ( الذاريات 56)
أي : وما خلقتهم إلا ليقروا بالعبودية طوعاً وكرها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله : والعبادة : اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال
الظاهرة والباطنة.
قال: والعبادة أيضاً : طاعة الله تعالى بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل
إذاً الله لم يخلقنا عبثا بل خلقنا لعبادته..
والعبادة تنقسم إلى قسمين
1- عبادات ظاهرة
مثل : الأستغفار التسبيح
2- عبادات باطنة
مثل: الرجاء الخوف المحبة
وعبادة الله ليست بأهوائنا وبما نحب بل بما يحبة الله ويرضاه
إذاً كل قول ظاهري يحبه الله ويرضاه فهو عبادة
وكل عمل ظاهري يحبه الله ويرضاه فهو عبادة
وكل قول باطني يحبه الله ويرضاه فهو عبادة
وكل عم باطني يحبه الله ويرضاه فهو عبادة
********
روى أبو داوود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لايزال المجتهد يرى الآخر على ذنب فيقول : أقصر فوجده يوماً على ذنب فقال له : أقصر فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيباً؟ فقال : والله لايغفر الله لك أو :لايدخلك الله الجنة
فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالماً أوكنت على مافي يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار"
قال أبو هريرة رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
قال الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ : "إن هذا الرجل كان يتعبد لله وفي نفسه إعجاب بعمله وإدلال بما عمل على الله كأنه يمن على الله بعمله وحينئذ يفتقد ركناً من أركان العبادة لأن العبادة مبنية على الذل والخضوع".
إذاً الذي أدخل العبد النار رغم اجتهاده في العبادة هو إعجابه بعمله وإدلاله بما عمل على الله
والأمر الذي أخل العبد به في تعبده
هو عدم التذلل والخضوع لله..
الخلاصة: خلق الله الخلق للعبادة وأسكنهم في الأرض وأدر لهم الأرزاق ليستعينوا بها على ذلك.
إنتهينا من شرح هذه الآية والحمد لله ..
وسوف نشرح آية أخرى من كتاب التوحيد ..
الموضوع متجدد..
المفضلات