درر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية{متجدد بإذن الله}

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 20 من 81

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية سجين العالمَين

    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    2,110
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Cool درر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية{متجدد بإذن الله}


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا

    أما بعد:

    ومع أول موضوع لي في قسم نور على نور أحببت أن أقدم لكم هذا الموضوع عبارات ودرر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    والله أسأل أن ينفع الناقل{اخوكم} والقاريء وكل مسلم بما سيُخط هنا

    وسيكون الإقتباس في كل يومِ لفائدتين او ثلاث وقد تزود بلا إملال في حال أن كان هناك متابعة بإذن الله
    فإن قصُرت زدت وإن طالت فقد أكتفي بالواحدة.
    ستضاف المشاركات الجديدة في رأس الموضوع وكمشاركة منفصلة أيضاً إن شاء الله ^_^
    الشكر لله عز وجل ثم لأخوتي الذين شجعوني وكتبوا معي........اخي سيل وأختي كايتا وأختي سيكرت88 على تصميم الفواصل فجزاهم الله كل خير ^.^















    [/CENTER]
    {{وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعاً من القرآن كقوله تعالى :{من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجودوا الله تواباً رحيماً{64} فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما{65}} وقوله تعالى:{قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين} وقال تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول، وجعل متابعة الرسول سبباً لمحبة الله عبده. وقد قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
    فما أوحاه الله إليه يهدي الله به من يشاء من عباده،كما أنه صلى الله عليه وسلم بذلك هداه الله ـ تعالى ـ كما قال تعاالى:{قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي} وقال تعالى:{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين{15}يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم{16}}
    فبمحمد عيله الصلاة والسلام تبين الكفر من الإيمان،والربح من الخسران والهدى من الضلال، والنجاة من الوبال، والغي من الرشاد،والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار، والمتقون من الفجار وإيثار سبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين، من سبيل المغضوب عليهم والضالين.
    فالنفوس أحوج إلى معرفة ماجاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب،فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا.وذاك إذا فات حصل العذاب.
    فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ماجاء به وطاعته،إذا هذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم ، والطريق إلى ذلك الرواية والنقل: إذ لايكفي من ذلك مجرد العقل،بل كما أن نور العين لايرى إلا من ظهور نور قدامه،فكذلك كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام، وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجباً على جميع الأنام}}}

    المجموع{1/5}



    {{فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله:كان من أولياء الله المتقين، أهل النعيم المقيم، كما قال تعالى : {ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون{62} الذين آمنوا وكانوا يتقون{63} لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخر لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم{64}}
    وقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام البشرى في الدنيا بنوعين:
    أحدهما: ثناء المثنين عليه.
    الثاني: الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له، فقيل يارسول الله الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه؟ قال:{تلك عاجل بشرى المؤمن}.
    وقال البراء بن عازب: سُئل النبي عليه الصلاة والسلام عن قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فقال:{هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، او ترى له} }}
    المجموع{1/7}



    {{وأهل العلم المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أعظم الناس قياماً بهذه الأصول لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم، ولايصدهم عن سبيل الله العظائم، بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه،ويتكلم في أحب الناس إليه، عملاً بقوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم او الوالدين والأقربين إن يكن غنياً او فقييراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً} وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
    ولهم من التعديل والتجريح،والتضعيف والتصحيح، من السعي المشكور،والعمل المبرور: ماكان من أسباب حفظ الدين،وصيانته عن إحداث المفترين،وهم في ذلك على درجات:منهم المقتصر على مجرد النقل والرواية،ومنهم أهل المعرفة بالحديث والدراية:ومنهم أهل الفقه فيه،والمعرفية بمعانيه}}
    المجموع {1/10}




    {{ ((نضر الله أمرءاً سمع منا حديثاً فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه غير فقيه،ورب حامل فقه إلى من هو ألقه منه،ثلاث لايغل عليهن قلب مسلم:إخلاص العمل لله،ومناصحة ولاة الأمر،ولزوم جماعة المسلمين،فإن دعوتهم تحيط من ورائهم))
    وفي هذا دعاء منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيهاً، ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع افقه من المبلِغ، لما أعطى المبلغون من النضرة، ولهذا قال سفيان بن عيينة: لاتجد أحداً من أهل الحديث إلافي وجهه نضرة، لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام.}}
    المجموع{1/11}



    قال الإمام السيوطي رحمه الله في الحديث : أي : ألبسه الله نضرة وحسناً وخلوص




    لون وزينةً وجمالاً , أو أوصله لنضرة الجنة نعيماً ونضارة قال تعالى: *ولقاهم نضرة وسرورا *


    وقال صاحب تحفة الأحوذي رحمه الله تعليقاً على الحديث : لو لم يكن في طلب



    الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة



    وغُنماً , وجلّ في الدارين حظاً و قسماً



    فهذا سامع للعلم حافظ له بلغه ، وربما يكون المبلغ أفقه منه



    قال سليمان بن مهران : بينما ابن مسعود يوما معه نفر من أصحابه إذ مر أعرابي فقال علام اجتمع



    هؤلاء ؟ فقال ابن مسعود : على ميراث محمد يقتسمونه












    {{ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع ، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعنم به والتذ غير منعم له ولاملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده،ويضره ذلك}}.

    المجموع{1/24}
















    {{فكل من أحب شيئاً دون الله ولاه الله يوم القيامة ماتولاه،واصلاه جهنم وسائت مصيراً،فمن أ؛ب شيئاً لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد او فقد، فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم اكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء، وكل من أ؛ب شيئاً دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من نفعته، فصارت المخلوقات وبالاً عليه، إلا ماكان لله وفي الله، فإنه كمال وجمال للعبد، وهذا معنى مايروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((الدنيا ملعونة ملعون مافيها،إلا ذكر الله وما والاه))}}

    المجموع{1/29}


















    {
    {العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارً إلي وخضوعاً له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله.






    وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره،وأحسن إلى من شئت تكن أميره..

    فأعظم مايكون العبد قرداً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه،فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم،كنت أعظم ما يكون عندهم،ومتى احتجت إليهم ـ ولو في شربة ماء ـ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم،وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله،ولايشرك به.

    ولهذا قال حاتم الأصم: لم اسئل:فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيئك لهم مبذولاً،وتكون منشيئهم آيساً.}}

    المجموع{1/39}





    {{والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجوا الله فيهم ولا ترجوهم في الله،وتخافه فيهم ولاتخافهم في الله،وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم،وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم.
    كما جاء في الأثر: ((أرج الله في الناس ولاترج الناس في الله وخف الله في الناس ولاتخف الناس في الله))أي: لاتفعل شيئاً من أنواع العبادات والقرب لأجلهم،ولارجاء مدحهم ولاخوفاً من ذمهم،بل أرج الله ولاتخفهم في الله فيما تأتى وماتذر بل أفعل ماأمرت به وإن كرهوه ،وفي الحديث: ((إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله أو تذمهم على ما لم يؤتك الله))فإن اليقين يتضمن اليقين في القيام بأمر الله وما وعد الله أهل طاعته،و يتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره، فإذا أرضيتهم بسخط الله لم تكن موقناً:لا بوعده ولا برزقه،فإنه إنما يحصل الإنسان على ذلك، إما ميل إلى مافي أيديهم من الدنيا: فيترك القيام فيهم بأمر الله،لما يرجوه منهم. وإما ضعف تصديق بما وعد الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله:نصرك،ورزقك وكفاك مؤنتهم، فإرضاؤهم بسخطه إنما خوفاً منهم ورجاء لهم،وذلك من ضعف اليقين}}
    المجموع{1/51}






    {{وبعض الناس يقول: يارب إني أخافك وأخاف من لايخافك، فهذا كلام ساقط لايجوزر،بل على العبد أن يخاف الله وحده ولايخاف أحداً ، فإن من لايخاف الله أذل من أن يُخاف، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه، وإذا قيل قد يؤذيني قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا اراد الله دفع شره عنك دفعه، فالأمر لله ، وإنما يسلط على العبد بذنوبه، وأنت إذا خفت الله فاتقيته وتوكلت عليه كفاك شر كل شر، ولم يسلطه عليك، فإنه قال:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخوفك منه، فإذا خفت الله وتبت من ذنوبك واستغفرته لم يسلط عليك، كما قال{وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} }}
    المجموع{1/57}




    {{العبادات مبناها على الشرع والإتباع، لا على الهوى والابتداع، فإن الإسلام مبني على أصلين:

    أحدهما:أن نعبد الله وحده لاشريك له.

    والثاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عيله وسلم،لانعبده بالأهواء والبدع، قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون{18}إنهم لن يعنوا عنك من الله شيئاً)وقال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)
    فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسوله عليه الصلاة والسلام، من واجب ومستحب، لانعبده بالأمور المبتدعة، كما ثبت في السنن من حديث العرباض بن سارية قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي مسلم أنه كان يقول في خطبته: (خير الكلام كلام الله،وخير الهدى هدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها،وكل بدعة ضلالة) }}
    المجموع{1/80}



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العابره مشاهدة المشاركة
    جزاك الرحمن كل خير و جزيت بجنة الفردوس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العابره مشاهدة المشاركة


    العمل بالبدع يؤدي إلى إلغاء السنن وقول السلف الذي يشهد به الواقع



    ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة ، والعكس صحيح .. فالعقيدة السلفية السليمة كالأساس والعمل



    كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار ..



    نسأل الله أن يجنبنا البدع و مضلات الهوى والفتن



    [CENTER]


    {{ومن ذلك أمره بطلب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً،ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن اكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة) فقد رغب المسلمين في أن يسألوا الله له الوسيلة،وبين أن من سألها له حلت له شفاعته يوم القيامة،كما أنه من صلى عليه مره صلى الله عليه عشراً، فإن الجزاء من جنس العمل.
    ومن هذا الباب الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه أن عمر بن الخطاب أستاذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له ثم قال: (لاتنسنا يا أخي من دعائك) فطلب النبي صلى الله عليم وسلم من عمر أن يدعو له كطلبه أن يصلي عليه، ويسلم عليه،وأن يسأل الله له الوسليلة والدرجة الرفيعة، وهو كطلبه أن يعمل سائر الصالحات ،فمقصوده نفع المطلوب منه والإحسان إليه، وهو صلى الله عليه وسلم أيضاً ينتفع بتعليمهم الخير وأمره به، وينتفع أيضاٍ بالخير الذي يفعلونه من الأعمال الصالحة ومن دعائهم له.
    ومن هذا الباب قول القائل: إني أكثر الصلاة عليك،فكم أجعل لك من صلاتي؟قال: ( ماشئت) قال:الربع؟ قال: ( ماشئت، وإن زدت فهو خير لك ) قال: النصف؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك) قال أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك)رواه أحمد في مسنده والترمذي وغيرهما.
    وقد بسط الكلام عليه في { جواب المسائل البغدادية} : فإن هذا كان له دعاء دعو به، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشراً، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: (آمين ولك بمثله) فدعاؤه للنبي عليه الصلاة والسلام أولى بذلك.
    ومن قال لغيره من الناس: ادع لي ـ او لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمر بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي عليه الصلاة والسلام مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.
    وأما إن لم يكن مقصدوه إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله، وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع}}
    المجموع{1/192}


    {{فاليهود ـ من حين ـ ( ضربت عليهم الذلة أين ماثقوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس) لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم،وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام،والذلة ضربت عليهم من حين بعث المسيح ـ عليه السلام ـ فكذبوه}}

    المجموع{1/301}




    {{وهذان الأصلان هما تحقيق (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) كما قال تعلى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}


    قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا ابا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة،وذلك تحقيق قوله تعلى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحدا}


    وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً، وأجعله لوجهك خالصاً، ولاتجعل لأحد فيه شيئاً، وقال تعالى: { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله} }}


    المجموع{1/333}





    {{وقد كره مالك وغيره أن يقول الرجل: زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللفظ لم يرد، والأحاديث المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل كذب،وهذا اللفظ صار مشتركاً في عرف المتأخرين يراد به(الزيارةالبدعية) :التي في معنى الشرك،كالذي يزور القبر ليساله أو يسال الله به، اويسأل الله عنده.
    والزيارة الشرعية: هي أن يزوره لله ـ تعالى ـ : للدعاء له، والسلام عليه كما يصلى على جنازته}}
    المجموع{1/355}


    [CENTER]
    لما سئُل عن:
    عن النهوض والقيام الذي يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر،هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل،أو يتأذى باطناً،وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت،وأيضاً المصادفات في المحافل وغيرها،وتحريك الرقام إلى وجهة الأرض والانخفاض،هل يجوز ذلك أم يحرم؟ فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعاً ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لايجوز ذلك في حق الاشراف والعلماء، وفيمن يرى مطئمناً بذلك دائماً هل يأثم على ذلك أم لا؟ وإذا قال: سجدت لله هل يصحذلك أم لا؟
    فأجاب
    {{ الحمد لله رب العالمين لم تكن عادة السلف على عهد النبي عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين: أن يعتادوا القيام كلما يرونه ـ عليه السلام ـ كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك:لم يكن شخص أحب إليهم من النبي عليه الصلاة والسلام،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبة تلقياً له، كما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قام لعكرمة،وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ: ((قومو إلى سيدكم)) وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه.
    والذي ينبغي للناس: أن يعتادوا أتباع السلف على ماكانو عليه على عهد رسوال الله صلى الله عيلهم وسلم، فإنهم خير القرون،وخير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،فلا يعدل أحد عن هدى خير الورى،وهدي خيرالقرون إلى ماهو دونه،وينبغي للمطاع أن لايقر ذلك مع اصحابه، بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا في اللقاء المعتاد.
    وأما القيام فلمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسن.
    وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو تُرك لاعتقد ان ذلك لترك حقه او قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له،لأن ذلك أصلح لذات البين،وإزالة التباغض والشحناء،وأما عن عرف عادة القوم الموافقة للسنة:فليس في ترك ذلك إيذاء له، وليس هذا القيام المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليبتوأ مقعده من النار)) فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد،ليس هو أن يقوموا لمجيئة إذا جاء، ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه في القيام،بخلاف القائم للقاعد.
    وقد ثبت في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعداً في مرضه صلوا قياماً أمرهم بالقعود، وقال: ( لاتعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضاً)) وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهوقاعد،لئلا يشتبه بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود.
    وجماع ذلك كله الذي يصلح اتباع السلف وأخلافهم، والاجتهاد عليه بحسب الإمكان، فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان في ترك معاملته بما اعتاد الناس من الاحترام مفسدة راجحة: فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما}}
    المجموع{1/374}




    {{ فالمتقربون إلى الله بالفرائض: هم الأبرار المقتصدون أصحاب اليمين، والمتقربون إليه بالنوافل، التي يحبها بعد الفرائض: هم السابقون المقربون ، وإنما تكون النوافل بعد الفرائض}}
    المجموع{2/225}




    {{مع أنه في عمري إلى ساعتي هذه، لم أدع أحداً قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي،ولاأذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها.وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ماقلته فأنا أقر بذلك،وما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم،بألفاض من نقل إجماعهم من عامة الطوائف}}
    المجموع{3/229}



    {{من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال،ويمتازون عنهم بما ليس عندهم، فإن المنازع لهم لابد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقاً أخرى، مثل المعقول،والقياس،والرأي، والكلام والنظر،والاستدلال،والحاجة،والمجادلة،والمكاشفة، والمخاطبة ،والوجد،والذوق،ونحو ذلك، وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها:فهم أكمل الناس عقلاً،وأعدلهم قياساً،واصوبهم راياً، وأسدهم كلاماً وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً وأقومهم جدلاً،وأتمهم فراسة،وأصدقهم إلهاماً وأحدهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاُ ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً، وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم،ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل}}
    المجموع{4/9}




    {{ وأجمع المسلمون على : أن السجود لغير الله محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة،وكان يصلي إلى عنزة،ولايقال لــعنزة، وإلى عمود وشجرة ولايقال لعمود ولا لشجرة،والساجد للشي يخضع له بقلبه،ويخشع له بفؤاده،وأما الساجد إليه فإنما يولى وجهه وبدنه إليه ظاهراً، كما يولى وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه، كما قال : (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره)
    المجموع{4/359}




    لما سئل عن خديجة وعائشة: أميّ المؤمنين رضي الله عنهم أيهما أفضل؟
    فكان جوابه:
    {{بأن سبق خديجة،وتأثيرها في أول الإسلام،ونصرهاوقيامها في الدين لم تشركها في عائشة،ولاغيرها من أمهات المؤمنين.
    وتأثير عائشة في آخر الإسلام،وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة،وإدراكها من العلم مالم تشركها فيه خديجة،ولاغيرها مما تميزت به عن غيرها}}

    المجموع{4/393}




    {{وليس الكذب في هذا ((المشهد)) وحده، بل المشاهد المضافة إلى الأنبياء وغيرهم كذب، مثل القبر الذي قال له: ((قبر نوح)) قريب من بعلبك في سفح جبل لبنان،ومثل القبر الذي في قبلي مسجد جامع دمشق، الذي يقال له: ((قبر هود))فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان، ومثل القبر الذي شرقي دمشق الذي يقال له: قبر ((أبي بن كعب)) فإن أبياَ لم يقدم دمشق اتفاق العلماء.
    وكذلك مايذكر في دمشق من قبور((أزواج النبي) عليه الصلاة والسلام،وإنما توفين بالمدينة النبوية.
    وكذلك مايذكر في مصر من قبر((علي بن الحسين)) أو ((جعفر الصادق))او نحو ذلك،هو كذب بإتفاق أهل العلم،فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة،وقد قال عبدالعزيز الكناني: الحديث المعروف ليس في قبور الأنبياء ماثبت، إلا قبر ((نبينا)) قال غيره: وقبر ((الخليل)) ايضاً.
    وسبب اضطراب أهل العلم، بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تتخذ القبور مساجد،فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه))

    المجموع{4/516)





    {{وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه: كيف يكلمهم يوم القيامة كلهم في ساعة واحدة؟ قال: كما يرزقهم كلهم في ساعة واحدة}}
    المجموع{5/133}




    {{وهذا كقوله تعالى : (لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه). فأخبر أنك لاتجد مؤمناً يؤاد المحادين لله ورسوله فإن نفس الإيمان ينافي موادته كما ينفي أحد الضدين الآخر،فإذا وجد الإيمان انتفى ضده،وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه،كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس في الإيمان الواجب.}}
    المجموع{7/17}




    {{ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والمعنى أنه لايخشاه إلا عالم،فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم، كما قال في الآية الأخرى : (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماُ يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون...........) ، والخشية أبداً متضمنة للرجاء،ولولا ذلك لكانت قنوطاً،كما أن الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان آمناً، فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.}}

    المجموع{7/21}



    {{ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب)
    قال أبو العالية: سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي: كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، وكذلك قال سائر المفسرين: قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته، وقال الحسن وقتادة وعطا والسدي وغيرهم : إنما سموا جهالاً لمعاصيهم، لا أنهم غير مميزين، وقال الزجاج: ليس معنى الآية أنهم يجهلون أنه سوء، لأن المسلم لو أتى مايجهله كان كم لم يواقع سوءاً، وإنما يحتمل أمرين:
    أحدهما: إنهم عملوه وهم يجهلون المكروه فيه.
    والثاني: أنهم اقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبته مكروهة، وآثروا العاجل على الآجل، فسموا جهالاً لإيثارهم القليل على الراحة الكثيرة، والعافية الدائمة، فقد جعل الزجاج {{ الجهل }} إما عدم العلم بعاقبة الفعل، وأما فساد الإرادة، وقد يقال: هما متلازمان، وهذا مبسوط في الكلام مع الجهمية.
    والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله، وإنما يكون جاهلاً لنقص خوفه من الله، إذ لو تم خوفه من الله لم يعص، ومنه قول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه، وتصور المحبوب يوجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا،ولم يطلب هذا، دل على أنه لم يتصوره تصوراً تاماً، ولكن قد يتصور الخبر عنه،وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر عنه، وكذلك إذا لم يكن المتصور محبوباً له ولا مكروهاً، فإن الإنسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره، ولايورثه ذلك هرباً ولا طلباً، وكذلك إذا اخبر بما هو محبوب له ومكروه، ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه، لكن قلبه مشغول بأمور أخرى وعن تصور ما أخبر به فهذا لايتحرك للهرب ولا للطلب}}

    المجموع {7/22}




    {{وفسرت (الشفاعة الحسنة)) بشفاعة الإنسان للإنسان ليجتلب له نفعاً، أو يخلصه من بلاء، كما قال الحسن ومجاهد،وقتادة وابن زيد، فالشفاعة الحسنة إعانة على خير يحبه الله ورسوله،من نفع من يستحق النفع ودفع الضر عمن يستحق دفع الضرر عنه. و(الشفاعة السيئة))إعانته على مايكرهه الله ورسوله، كالشفاعة التي فيها ظلم الإنسان، او منع الإحسان للذي يستحقه.
    وفسرت الشفاعة الحسنة بالدعاء للمؤمنين،والسيئة بالدعاء عليهم، وفسرت الشفاعة الحسنة بالإصلاح بين إثنين، وكل هذا صحيح،فالشافع زوج المشفوع له إذ المشفوع عنده من الخلق إما أن يعينه على بر وتقوى، وأما أن يعينه على أثم وعدوان، كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا اتاه طالب حاجة قال لأصحابه: ((اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ماشاء)).

    المجموع{7/64}




    {{ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن، ويقال : إنها أول سورة: نزلت بالمدينة، افتتحها الله بأربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين وبضع عشرة آية في صفة المنافقين، فإنه من حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم صار الناس (ثلاثة اصناف)): أما مؤمن، وأما كافر مظهر الكفر، وأما منافق، بخلاف ماكانوا وهو بمكة، فإنه لم يكن هناك منافق، ولهذا قال أحمد بن حنبل وغيره: لم يكن من المهاجرين منافق، وإنما كان النفاق في قبائل الأنصار، فإن مكة كانت للكفار مستولين عليها، فلا يؤمن ويهاجر إلا من هو مؤمن ليس هناك داع إلى النفاق، والمدينة آمن بها أهل الشوكة، فصار المؤمنين بها عز ومنعة بالأنصار، فمن لم يظهر الإيمان آذوه، فاحتاج المنافقون إلى إظهار الإيمان، مع أن قلوبهم لم تؤمن، والله تعالى افتتح البقرة ووسط البقرة وختم البقرة بالإيمان بجميع ماجاءت به الأنبياء، فقال في أولها ماتقدم وقال في أوسطها{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ()فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاق}
    وقال في آخرها{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

    المجموع{7/200}




    {{فالمقلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقاً به وديناً له، لكن يعرض لها ما يفسدها، ومعرفة الحق تقتضي محبته، ومعرفة الباطل تقتضي بغضه، لما في الفطرة من حب الحق وبغض للباطل، لكن قد يعرض لها مايفسدها إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق ، وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه، ولهذا أمرنا الله أن نقول في الصلاة : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { اليهود مغضبو عليهم والنصارى ضالوان}، لأن اليهود يعرفون الحق كما يعرفون أبنائهم ، ولايتبعونه لما فيهم من الكبر والحسد الذي يوجب بغض الحق ومعاداته، والنصارى لهم عبادة،وفي قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها، لكن بلا علم، فهم ضلال}}

    المجموع{7/528}




    {{ومايصيب الإنسان إن كان يسره فهو نعمة بينة، وإن كان يسوءه فهو نعمة، لأنه يكفر خطاياه ويثاب عليه الصبر، ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة لايعلمها العبد { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم} وكلتا النعمتين تحتاج مع الشكر إلى الصبر، اما الضراء فظاهر، وأما نعمة السراء فتحتاج إلى الصبر على الطاعة فيها، كما قال بعض السلف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر، فلهذا كان أكثر من يدخل الجنة المساكين لكن لما كان في السراء اللذة ، وفي الضراء الألم اشتهر ذكر الشكر في السراء والصبر في الضراء ، قال تعالى : {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور{9}ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور {10} إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات}
    وأيضاً صاحب السراء احوج إلى الشكر ، وصاحب الضراء أحوج إلى الصبر ، فإن صبر هذا وشكر هذا واجب، وأما صبر السراء فقد يكون مستحباً، وصاحب الضراء قد يكون الشكر في حقه مستحباً، واجتماع الشكر والصبر يكون مع تألم النفس وتلذذها، وهذا حال يعسر على كثير وبسطه له موضع آخر }}

    المجموع{8/209}




    {{ فالإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه كان هو الظالم لنفسه، فإذا تاب واستغفر جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لايحتسب ، والذنوب مثل أكل السم ، فهو إذا أكل السم مرض أو مات فهو الذي يمرض ويتألم ويتعذب ويموت ، والله خالق ذلك كله وإنما مرض بسبب اكله ، وهو الذي ظلم نفسه بأكل السم فإن شرب الترياق النافع عافاه الله ، فالذنوب كأكل السم ، والتريق النافع كالتوبة النافعة، والعبد فقير إلى الله تعالى في حكل حال ، فهو بفضله ورحمته يلهمه التوبة فإذا تاب تاب عليه فإذا سأله العبد ودعاه استجاب دعاءه ، كما قال : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريبُ أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}
    المجموع{8/240}




    {{وأما (الحزن) فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وأن تعلق بأمر الدين ، كقوله تعالى : {ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} وقوله: { ولاتحزن عليهم ولاتكُ في ضيق مما يمكرون} وقوله: {لاتحزن إن الله معنا} وقوله : { ولايحزنك قولهم} وقوله: {كيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم} وأمثال ذلك كثيرة.
    وذلك لأنه لايجلب منفعة ولايدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لايأمر الله به، نعم لايأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن على المصائب، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: {إن الله لايؤاخذ عى دمع العين ولا على حزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا او يرحم وأشار بيده إلى لسانه}
    وقال عليه الصلاة والسلام: {وتدمع العين ويحزن القلب ولانقول إلا مايرضي الرب} ومنه قول تعالى: { وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}
    وقد يقترن بالحزن مايثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محموداً من تلك الجهة لامن جهة الحزن: كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً فهذا يثاب على مافي قلبه من حب الخير، وبغض الشر وتوابع ذلك ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهى عنه ، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن.
    وأما إن افضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به كان مذموماً عليه من تلك الجهة، وإن كان محموداً من جهة أخرى}}

    المجموع{10:16}




    {{ الرضاء والتوكل يكتنفان المقدور، التوكل قبل وقوعه ، والرضا بعد وقوعه، فمن توكل على الله قبل الفعل ، ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بـــــالعبودية}}
    المجموع{10/37}
    الباء من عندي ليستقيم المعنى وأظن حذفها خطأ مطبعي.








    {{وجعل الأمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين بقول: { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فإن الدين كله علم بالحق وعمل به، والعمل به لابد فيه من الصبر، بل وطلب علمه يحتاج إلى الصبر، كما قال معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ: عليكم بالعلم فإن طلبه لله عبادة ومعرفته خشية والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، ومذاكرته تسبيح، به يُعرف الله ويعبد ، وبه يمجد الله ويوحد، يرفع الله بالعلم أقواماً يجعلهم للناس قادة وأئمة يهتدون بهم، وينتهون إلى رأيهم}}
    المجموع{10/39}



    {{فالعلم النافع هو أصل الهدى ، والعمل بالحق هو الرشاد، وضد الأول الضلال ، والضد الثاني الغي ، فالضلال العمل بغير علم، والغي اتباع الهوى، قال تعالى {والنجم إذا هوى {1} ماضل صاحبكم وما غوى {2}} فلا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر ولهذا قال علي رضي الله عنه : ألا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا انقطع الرأس بان الجسد ثم رفع صوته فقال: ألا لا إيمان لمن لاصبر له}}

    المجموع{10/40}





    {{ والذنوب تنقص الإيمان فإذا تاب العبد احبه الله، وقد ترتفع درجته بالتوبة، قال بعض السلف: كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة ، فمن قضي له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير: إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار ، وإن العبد ليعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منه. وقد ثبت في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: { الأعمال بالخواتيم } والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:
    * أن يتوب فيتوب الله عليه، فإن التائب من الذنب كمن لاذنب له،
    أو
    *يستغفر فيُغفر له
    أو
    *يعمل حسنات تمحوه فإن الحسنات يذهبن السيئات
    أو
    *يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً
    أو
    *يهدون له من ثواب أعمالهم ماينفعه الله به
    أو
    *يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
    أو
    *يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه
    أو
    * يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه
    أو
    * يبتليه في عرضات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه
    أو
    * يرحمه أرحم الراحمين.

    فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن إلا نفسه، كما قال تعالى فيما يروى عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام{يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه}

    المجموع{10/45}





    {{ والعمل له أثر في القلب من نفع وضرر وصلاح قبل أثره في الخارج ، فصلاحها عدل لها وفسادها ظلم لها ، قال تعالى: {من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها} وقال تعالى : { إن أسحنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلا} قال بعض السلف : أن الحسنة لنوراً في القلب ، وقوة في البدن وضياء في الوجه ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة لظلمة في القلب وسواداً في الوجه ووهناً في البدن ، ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق}}

    المجموع{10/98}




    {{والمقصود هنا (مرض القلب) فإنه أصل محبة النفس لما يضرها كالمريض البدن الذي يشتهي مايضره ، وإذا لم يطعم ذلك تألم وإن أطعم ذلك قوى به المرض وزاد.
    كذلك العاشق يضره اتصاله بالمعشوق مشاهدة وملامسة وسماعاً بل ويضره التفكير فيه والتخيل له وهو يشتهي ذلك ، فإن منع من مشتهاه تألم وتعذب ، وإن أعطي مشتهاه قوي مرضه ، وكان سبباً لزيادة الألم}}

    المجموع{10/130}






    {والجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله لأن العشق هو المحبة المفرطة الزائدة على الحد الذي ينبغي ، والله تعالى ـ محبته لا نهاية لها فليست تنتهي إلى حد لاتنبغي مجاوزته.
    قال هؤلاء: والعشق مذموم مطلقاً لايمدح لا في محبة الخلق ولا المخلوق لأن المحبة المفرطة الزائدة على الحد المحمود وأيضاً فإن لفظ {العشق} إنما يستعمل في العرف في محبة الإنسان لأمراة أو صبي ، لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه ، ومحبة الأنبياء والصالحين وهو مقرون كثيراً بالفعل المحرم إما بمحبة إمراة أجنبية أو صبي ، يقترن به النظر المحرم ، واللمس المحرم ، وغير ذلك من الأفعال المحرمة.}

    المجموع{10/131}







    {والعبادة هي أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه : من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة}

    المجموع{10/149}







    { والله تعالى ذكر في القرآن{ الهجر الجميل } و { الصفح الجميل } و { الصبر الجميل }.
    وقد قيل: إن { الهجر الجميل } هو هجر بلا أذى ، و { الصفح الجميل } صفح بلا معاتبة ، و { الصبر الجميل } صبر بغير شكوى إلى المخلوق ، ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل في مرضه أن طاوساً كان يكره أنين المريض ويقول: إنه شكوى فما أنّ أحمد حتى مات}

    المجموع{10/183}







    { وجماع الخلق الحسن مع الناس : أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه ، والزيارة له وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال ، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض ، وبعض هذا واجب وبعضه مستحب }


    المجموع{10/658}







    {ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية{أي قوله تعالى{ويطعمون الطعام على حبه مسكنياً ويتيماً وأسيراً {8} إنما نطعمك لوجه الله النريد منكم جزاءً ولا شكوراً{9} }} فإن في الحديث الذي في سنن أبي داود: { من اسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعو له ، حتى تعلمو أنكم قد كافأتموه} ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول: اسمع مادعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ، ويبقى أجرنا على الله.
    وقال بعض السلف : إذا أعطيت المسكين ، فقال: بارك الله عليك فقل: بارك الله عليك ، اراد أنه إذا اثاببك بالدعاء فادع له بمثل ذلك الدعاء ، حتى لاتكون اعتضت منه شيئاً ، هذا والعطاء لم يطلب منهم.
    وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام{ ما نفعني مال كمال أبي بكر} انفقه يبغي به وجه الله ، كما أخبر الله عنه لايطلب الجزاء من مخلوق لانبي ولا غيره ، لا بدعاء ولا شفاعة}
    المجموع{11/111}







    { إن الفتنة نوعان : فتنة الشبهات ، و فتنة الشهوات
    أما فتنة الشبهات فتأتي من قلة العلم ومن اتباع الهوى ، ولقد حذر الله جل وعلا من اتباع الهوى، لأن اتباع الهوى يضل عن سبيل الله
    و أما فتنة الشهوات فسببها كثرة المعاصي وفسق الأعمال وسيطرة الدنيا على القلوب ولذا فلقد قال سلفنا الصالح : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا قد أعمته دنياه }

    - كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ج 2 ، ص. 165 - 166
    {إضافة من الأخت نينا جزاها الله كل خير}




    { كل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدَّ وأسدَّ عقلاً ، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال ، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين ؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه}
    المجلد الرابع
    {إضافة من الأخت رحمه جزاها الله كل خير}




    {القلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقاً به وديناً له لكن يعرض لها ما يفسدهاومعرفة الحق تقتضي محبته ومعرفة الباطل تقتضي بغضه لما في الفطرة من حب الحق وبغضالباطل لكن قد يعرض لها ما يفسدها إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه".

    المجلد السابع
    {إضافة من الأخت رحمه جزاها الله كل خير}
    التعديل الأخير تم بواسطة سجين العالمَين ; 7-7-2010 الساعة 02:52 PM سبب آخر: إضافة 43+44+45

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...