[المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    الصورة الرمزية موري توغو ران

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    399
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]





    الحمد الله الملك العظيم العليّ الكبير ، الغني الحميد اللطيف الخبير ، المنفرد بالعز والبقاء ،والارادة والتدبير ، الحي القيوم الذي ليس كمثله شيء هو السميع البصير. تبارك الملك وهو على كل شيء قدير. أحمده حمد عبد معترف بالعجز والتقصير .وأشكره على ما أعان عليه من قصد ،ويسر من عسير. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مشير ، ولا ظهير له ولا وزير وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله البشير النذير ،السراج المنير ،المبعوث إلى كافة الخلق من غني وفقير ومأمور وأمير .صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة يفوز قائلها من الله بمغفرة وأجر كبير ،وينجو بها في الآخرة من عذاب السعير .حسبنا الله ونعم الوكيل ،فنعم المولى ونعم النصير ، وبعد:
    هذا مختصر نافع بإذن الله في سيرة الإمام الحافظ حجة الأدب ولسان العرب الأصمعي ....
    وقبل أن نبدأ ، سأضع محتوى الموضوع في نقاط رئسية ليسهل على القارئ انتقاء مايريد:


    1-التعريف بالأصمعي وما قيل عنه
    2- قصص وطرائف عن الأصمعي:
    { - الشاعر الأصمعي والأعرابي.
    { - إن كساك الله تصلي.
    { - صوت صفير البلبل.
    { - الأصمعي والبقال.
    { - الأصمعي والعشاق.



    الأصمعي


    هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي ، أبو سعيد الأصمعي 121 هـ - 216 هـ .. راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان .

    نشأ الأصمعيّ في البصرة موئلِ العربية ومحفلِ علمائها في عصره ، فتعلم فيها القراءة والكتابة ، ثم أتقن تجويد القرآن على أبي عمرو بن العلاء أحدِ القُرّاء السبعة ، وهو أستاذه في سائر علوم اللغة والأدب ، وأكثر من لازمه من شيوخه . وممن ثَقِفَ عنهم علومه عيسى بن عمر الثقفي ، والخليل بن أحمد الفراهيدي ، وسمع مِسْعر بن كِدام ، وشعبة بن الحجاج ، وحمّاد بن سلمة ، وحماد بن زيد .

    ومما أسهم في ثقافةالأصمعي روايته عن فحول الشعراء كرؤبة وابن ميادة والحسين بن مطير الأسدي وابن هرمة وابن الدمينة وغيرهم ، وذلك لاعتقاده أن العلم لا يصح إلا بالرواية والأخذ عن أفواه الرجال .

    أحبَّ الأصمعي اللغة حباً ملك عليه شغاف قلبه ، فارتحل إلى أعماق البوادي يشافه أرباب الفصاحة والبيان من الأعراب الأقحاح حتى إنه قلّما يقع المرء على كتاب في التراث يخلو من خبر للأصمعي مع الأعراب .

    ومما أغنى علمه خزانة كتبه الواسعة التي جمع فيها أصول علمه ومروياته . يتبين من هذا أن علم الأصمعي لم يكن علم سماع من الأعراب ورواية فحسب ، بل إنه كان مع ذلك علم درس ودراية ، وقد قيل للأصمعي : كيف حفظت ونسي أصحابك ؟ قال : درست وتركوا .

    استقدمه الرشيد إلى بغداد لِمَا بلغه من علمه وفضله واتساع درايته للغة ، وروايته لأنساب العرب وأيامها ، واتخذه سميره ومؤدِّب نجله الأمين . وكان خفيف الروح ظريف النادرة إلى مزح يحرك الرصين ويضحك الحزين .

    كان الصدق لسان حال الأصمعي لغة ورأياً ومحبة للعربية ، شهد له بذلك الشافعي كما ذكرنا ، وقال إسحاق الموصلي ، وكان عدوه ، والفضل ما شهدت به الأعداء : «لم أرَ الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه » ، وقال أبو داود :«صدوق ، وكان يتقي أن يفسر القرآن » ، وقال المبرِّد : « كان الأصمعي بحراً في اللغة ، ولا يُعرف مثلُه فيها وفي كثرة الرواية » . ولم يكن أولئك الأئمة إلى غلوٍّ في مقالاتهم هذه ، فقد عُرف عنه أنه كان ضابطاً محققاً، يتحرى اللفظ الصحيح ، ويتلمس أسرار اللغة ودقائقها ، ولا يفتي إلا فيما أجمع عليه علماء اللغة ولا يجيز إلا أفصح اللغات ، يسعفه في ذلك حافظة وقادة ، وصبر أهل العلم وجلدُهم ، وعنه أنه قال : « حفظت ستة عشر ألف أرجوزة » .

    ترك الأصمعي تراثاً جمّاً من التصانيف الجياد ، عدّتُها تزيد على الثلاثين . على أن قيمته اللغوية أعلى من قيمته الفنية إذ حفظ لنا تراثاً لغوياً قلما تخلو منه كتب اللغة والأدب . بل ما يزال الأصمعي مضرب المثل في الفصاحة وسعة الرواية حتى يومنا .

    مات في خلافة المأمون في البصرة، وأكثرت الشعراء رثاءه .



    التعريف بالأصمعي:

    الإمام العلامة الحافظ ، حجة الأدب ،اللغوي النحوي صاحب النوادر والملح، لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا ، بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الأصمعي البصري ، أحد الأعلام . يقال : اسم أبيه عاصم ، ولقبه قريب ولد سنة بضع وعشرين ومائة .
    ولد في حي بني أصمع بالبصرة، وفيها نشأ، ثم قدم بغداد في خلافة هارون الرشيد، وكان الرشيد يسميه "شيطان الشعر" مداعبة له.
    قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي.
    وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً.
    وكان الأصمعي يقول: "أحفظ عشرة آلاف أرجوزة"وفي روايات أخرى ستة عشر ألف أرجوزة.
    ونقل السيوطي في كتابه بغية الوعاة في أخبار اللغويين والنحاة عن الشافعي قوله :"ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي" وعن ابن معين:"ولم يكن ممن يكذب،وكان من أعلم الناس في فنه". وأبي داود: "صدوق؛ وكان يتقي أن يفسر الحديث، كما يتقي أن يفسر القرآن".

    وورد في الموسوعة العربية ما نصه "فقد عُرف عنه أنه كان ضابطاً محققاً، يتحرى اللفظ الصحيح، ويتلمس أسرار اللغة ودقائقها، ولا يفتي إلافيما أجمع عليه علماء اللغة ولا يجيز إلا أفصح اللغات، يسعفه في ذلك حافظة وقادة،وصبر أهل العلم وجلدُهم ". ومن خصومـه أبي عبيدة معمر بـن المثنى ت 211 هـ،وإسحاق الموصلي ت 235 هـ وأضرابِهم والمعاصرة، كما قيل:

    حجابٌ، واختلاف الهوى عدوانٌ *** وشر عداوة الناس عداوة الصناعة

    وهذا يفسر العداوة بين الأصمعي ومعاصره أبي عبيدة، فقد كان الأصمعي اتباعياً يمجّد السلف وآثاره، ويروي هائماً مفتوناً أشعارَ هو أخبارَه، وقد عرف عن أبي عبيدة أنه كان شعوبياً يبغض العرب وصنّف كتاباً في مثالبهم.

    أتقن تجويد القرآن علي يد أبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة،وهو معلمه النحو والأدب وأكثر من لازمه من شيوخه. كما أخذ عن عيسى بن عمر الثقفي والخليل بن أحمد الفراهيدي. وروى عن قرة بن خالد ونافع بن أبي نعيم وحماد بن سلمةوشعبة بن الحجاج ومسعر بن كدام وغيرهم، وروى عنه عبد الرحمن ابن أخيه عبد الله وأبوعبيد القاسم بن سلام وأبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي وغيرهم. روى له أبو داود والترمذي.
    حاله :

    المنقول عن حاله أنه كان ظريفا مفاكها، خفيف الروح مليح الطبع، لا تتمكن من نفسه الغُموم والهُموم ولهذايقال: انه لم يظهر عليه اثر الشيبة إلى أن بلغ ستين سنة، ولم يمت حتى ناهز عمره التسعين.
    وكان في أوائل أمره معسراً شديد الفاقة حتى اتصل بالرشيد وحسن حاله، وكان يرتجل كثيرا من الأخبار المضحكة والأقاصيص المستغربة، وكان حسن العبارة حتى قيل في حقه انه يبيع العبرة في سوق الدرة بعكس أبى عبيدة ،وقدم بغداد في أيام الرشيد مع أبى عبيدة فقيل لأبى نواس ذلك فقال: أما أبو عبيدة فإذا أمكنوه قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.

    وعن كامل المبرد: "أن أصمع بن مظهر كان جد الأصمعي قطعه علي رضي الله عنه في السرقة فكان الأصمعي يبغضه" .

    وحكي انه كان شديد الحفظ يحفظ إثنى عشرة ألف أُرجوزة،وإذا انتقل حمل كتبه في ثمانية عشر صندوقاً، ولما تولى المأمون كان الأصمعي قد عاد إلى البصرة فاستقدمه فعتذر بضعفه وشيخوخته، فكان المأمون يجمع المشكل من المسائل ويسيرها إليه فيجيب عنها.

    وقد ذكره الخطيب في تاريخه وأثنى عليه، وروي عن المبرد انه يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب والأيام والأخبار، وكان الأصمعي بحراً في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي في النحو قلت: وقد جمع الفضل بن الربيع بين الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه، وروى الخطيب أيضاً أنه سأل الرشيد عن بيت الراعي:

    قتلوا ابن عفان الخليفة محرما *** ودعا فلم أرمثله مخذولا

    ما معنى محرما؟ فقال الكسائي: احرم بالحج، فقال الاصمعي: والله ما كان احرم بالحج، ولا أراد الشاعر انه ايضا في شهر حرام فيقال: أحرم إذا دخل فيه.كما يقال أشهر إذا دخل في الشهر، وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائي: ما هو غيرهذا وفيما أراد، فقال الاصمعي: ما أراد عدي ابن زيد بقوله:

    قتلوا كسرى بليل محرما *** فتولى لم يمتع بكفن

    أي احرم كسرى، فقال الرشيد: فما المعنى؟ قال: كل من لم يأت شيئا يوجب عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شئ منه، فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي، ثم قال لا تعرضوا للأصمعي في الشعر ،انتهى .
    توفى بالبصرة سنة 216 أوما يقارب منه، وقد بلغ 88 سنة، قال ابن خلكان قال أبو العينا: كنا في جنازة الأصمعي فحدثني أبو قلابة حبيش بن عبد الرحمن الجرمي الشاعر فأنشدني لنفسه:

    لعن اللها عظما حملوها *** نحو دار البلى على خشبات

    اعظما تبغض النبي وأهل الب‍ـ *** ـيت والطيبين والطيبات

    وقال أيضا: ومكان جد الأصمعي علي بن اصمع سرق بسفوان (وهو موضع بالبصرة) فأتوا به علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: جيئوني بمن يشهد انه أخرجها من الرحل قال: فشهد عليه بذلك عنده فأمر به فقطع من أشاجعه فقيل له :يا أميرالمؤمنين ألا قطعته من هذه؟ فقال: يا سبحان الله كيف يتوكأ وكيف يصلي وكيف يأكل؟ فلما قدم الحجاج بن يوسف الثقفي البصرة أتاه علي بن اصمع فقال: أيها الأمير إن أبويّ عقياني فسمياني عليا فسمني أنت، فقال: ما أحسن ما توسلت به قد وليتك أسمك البار جاه،وأجريت لك في كل يوم دانقين فلوسا، ووالله لئن تعديتهما لاقطعن ما أبقاه على من يدك،انتهى.

    قال المسعودي في مروج الذهب في أخبار سليمان بن عبد الملك بن مروان ماهذا لفظه وكان شبعه أي شبع سليمان في كل يوم من الطعام مائة رطل بالعراقي وكان ربما أتاه الطباخون بالسفافيد التي فيها الدجاج المشوية وعليه الوشي المثقلة فلنهمه وحرصه على الأكل يدخل يده في كمه حتى يقبض على الدجاجة وهى حارة فيفصلها.

    وذكر الأصمعي قال: ذكرت للرشيد لهم سليمان وتناوله الفراريج بكمهمن السفا فيد، فقال: قاتلك الله ما أعلمك بأخبارهم إنه لما عرضت علي جباب بني أمية،فنظرت إلى جباب سليمان وإذا كل جبة منها في كمها أثر دهن فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بالحديث، ثم قال علي بجباب سليمان فأتى بها فنظرنا فإذا تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها جبة، فكان الأصمعي ربما يخرج أحياناً فيها فيقول: هذه جبة سليمان التي كسانيها الرشيد.

    وذكر أن سليمان خرج من الحمام ذات يوم وقد اشتد جوعه فاستعجل الطعام ولم يكن فرغ منه فأمر أن يقدم ما لحق من الشواء فقدم إليه عشرون خروفا،فأكل أجوافها كلها مع أربعين رقاقة، ثم قرب بعد ذلك الطعام فأكل مع ندمائه كأنه لم يأكل شيئا.

    وحكي عن جعفر بن يحيى البرمكي انه ركب ذات يوم وأمر خادما له أن يحمل ألف دينار وقال سأجعل طريقي على الأصمعي فإذا حدثني فرأيتني ضحكت فأجعلها بين يديه، ونزل جعفر على الأصمعي فجعل يحدثه بكل أعجوبة ونادرة تطرب وتضحك فلم يضحك، وخرج من عنده فقيل له رأينا منك عجبا فقد حركك بكل مضحكة فلم تضحك وليس من عادتك أن ترد إلى بيت مالك ما قد خرج عنه فقال: انه قد وصل إليه من أموالنا مائة ألف درهم قبل هذه المرة فرأيت في داره خباء مكسوراً وعليه دراعة خلق ومقعداً وسخا وكل شيء عنده رثا وأنا أرى أن لسان النعمة انطق من لسانه، وان ظهور الصنيعة امدح وأهجى من مدحه وهجائه فعلى أي وجه أعطيه إذا كانت الصنيعة لم تظهر عنده، ولمتنطق النعمة بالشكر عنه.


    وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -.

    ".. وقال محمد بن زكير الأسواني سمعت الشافعي يقول: "ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي " وقال :بن أبي خيثمة عن بن معين الأصمعي "ثقة"وقال أبو معين الرازي سألت بن معين عنه فقال: " لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في وقته "
    وقال الآجري عن أبي داود "صدوق "وقال الحربي "كان أهل البصرة من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب والأصمعي "وقال نصر بنعلي سمعت الأصمعي يقول لعفان اتق الله ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولي قال نصر بن علي كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يتقي يفسر القرآن وقال المبرد كان الأصمعي بحراً في اللغة وكان دون أبي زيد في النحو وقال أبو العيناء سمعت إسحاق الموصلي يقول لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه وقال الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن حبيب عن الأصمعي بلغت ما بلغت من العلم ونلت ما نلت بالملح وقال أبو العيناء توفي البصرة وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال خليفة مات سنة 15 وقال أبو موسى والبخاري مات سنة 16 وقال الكديمي سنة 17 وقال الخطيب بلغني أنه عاش 88 سنة. روى له مسلم في مقدمة كتابه وأبو داود في تفسير أسنان الإبل والترمذي في تفسير أم زرع "ا.هـ

    وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة العلامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس الأنصاري اللغوي ، فقال : " وقال بعض العلماء: كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة" ا.هـ


    قصص و طرائف عن الأصمعي:

    1- الشاعر الأصمعي والأعرابي

    قال الأصمعي لأعرابي: أتقول الشعر؟

    قال الأعرابي: أنا ابن أمه وأبيه،

    فغضب الأصمعي، فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوحة ما قبلهامثل (لَوْ) قال فقلت أكمل

    فقال:
    هات

    فقال الأصمعي: قومٌ عهدناهم *** سقاهم الله من النو

    الأعرابي
    :النو تلأ لأ في دجا ليلة *** حالكة مظلمةٍ لو

    فقال الأصمعي: لو ماذا؟

    فقال الأعرابي:لو سار فيها فارس لانثنى *** علا به الأرض منطو

    قال الأصمعي: منطو ماذا؟

    الأعرابي: منطوِ الكشح هضيم الحشا *** كالباز ينقض منالجو

    قال الأصمعي: الجو ماذا؟

    الأعرابي:جو السماء والريح تعلو به *** فاشتم ريح الأرض فاعلو

    الأصمعي: اعلوا ماذا؟

    الأعرابي:فاعلو لما عيل من صبره *** فصار نحو القومينعو

    الأصمعي: ينعو ماذا؟

    الأعرابي:ينعو رجالاً للقنا شرعت *** كفيت بما لاقوا ويلقوا

    الأصمعي: يلقوا ماذا؟

    الأعرابي:إن كنت لا تفهم ما قلته *** فأنت عندي رجل بو

    الأصمعي: بو ماذا؟

    الأعرابي:البو سلخ قد حشي جلده *** بأظلف قرنين تقم أو

    الأصمعي: أو ماذا؟

    الأعرابي:أو أضرب الرأس بصيوانة *** تقول فيضربتها قو

    قال الأصمعي:فخشيت أن أقول قو ماذا؟ فيأخذ العصا ويضربني.



    2 - إن كساك الله تصلي؟
    قال (الأصمعي) بينما أنا في بعض اسفاري وكان البردشديداً , فالتجأت الى حي من احياء العرب , واذا بجماعة يصلون
    وبقربهم شيخ ملتف بكساء رقيق وهو يرتعد من البرد , فجلست بجانبه و قلت له :انشدنا
    فقال:
    أيـا رب ان البـرد اصـبـح كـالحــا *** وانـت بـحـالـي يـا الهـياعــلـم
    فإن كانت يوماً في جهنم مدخلي *** ففي مثل هذا اليوم طابتجهنم

    فعجبت من فصاحته وقلت له :ايا شيخ , اما تستحي تقطع الصلاة وانت شيخ كبير ؟

    فأنشد :


    أيطمع الرب أن أصلي عاريا *** ويكسو غيري كسوة الحر والبرد
    إذا الله أعطاني قميصا وجـبة *** أصلي له حتى أغيب في القبر
    وان لم يكن إلا سواها عبـاءة *** مخرقة مالي عن البرد من صبر
    فوا لله لاصليت ما عشت عاريا *** عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
    ولاالصبح إلا يوم شمس دفيئة *** و إن غيمت فالويل للظهر والعصر
    و والله لا صليت لله مغربــــــا *** ولا اختها الاخري ولا مطلع الفجر


    قال ((الاصمعي)) : فقلت يا اخا العرب , ان كساك الله تصلي ؟
    قال : اي ورب الكعبة
    قال فعطيته فضل كساء كانمعي ,
    فاخذه ولبسه ثم تيمم والماء بين يديه .
    فقلت له : ياهذا لا يجوز التيمم والماء قريب منك
    فقال :انا اعلم منك بهذا
    ثم توجه يصلي قاعداً
    فقلت له : ياهذا لا يجوز لك أيضا أن تصلي قاعداً وأنت تطيق القيام !
    فقال : بلى , فإني لأجد الاعتذار لربي

    ثم كبر وقال بسم الله الرحمن الرحيم . وجعل يقول في صلاته :


    اليك اعتذاري في صلاتي قاعدا ً *** علي غير طهر موميا نحو قبلتـــــي
    فمالي ببرد الماء يا رب طاقة *** ورجلي فلا تقوي على حمل ركبتــي
    ولكنني استغفرالله شاتيا *** واقضيكها يا رب في وجه صيفتــي
    واذا انا لم افعل فانت محكم *** بما شئت من ضعفي ومن نتف لحيتي



    3 – صوت صفير البلبل
    يحكى أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كان حريصا جدا على أموال الدولة وكان من عادة الخلفاء أن يعطوا الهدايا للشعراء ويغدقوا عليهم بالأموال ، فلجأ أبو جعفر إلى حيلة حتى لا يعطى للشعراء الأموال ، فأصدر بياناً بأن من يأتي بقصيدة من بنات أفكاره اخذ وزن ما كتب عليها ذهباً ، فتسارع الشعراء إلى قصر الخليفة ليسردوا شعرهم ولكن المفاجأة الكبرى انه عندما كان يدخل الشاعر ليقول قصيدته وينتهي منها ، يقول له الخليفة هذه القصيدة ليست من بنات أفكارك لقد سمعتها من قبل ويعيدها عليه فيندهش الشاعر ثم ينادى الخليفة على احد غلمانه فيقول له هل تعرف قصيدة كذا وكذا فيقول نعم فيعيدها عليهم الغلام ثم ينادى الخليفة لجارية عنده هل تعرفين قصيدة كذا وكذا فتقول نعم وتسردها عليهم فيقف الشاعر ويكاد أن يطير عقله من هذا فلقد سهر طوال الليل يؤلف هذه القصيدة ثم يأتي الصباح يجد ثلاثة يحفظونها !
    فما هي الحيلة التي كان يفعلها الخليفة ؟
    كان أبوجعفر المنصور يحفظ الكلام من مرة واحدة وكان عنده غلام يحفظ الكلام من مرتين وجارية تحفظ الكلام من ثلاث فإذا قال الشاعر قصيدته حفظها الخليفة فعاده عليه ويكون الغلام خلف ستار يسمع القصيدة مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيحفظها وهكذا كانت الجارية تقف خلف ستار تسمع القصيدة من الشاعر ثم الخليفة ثم الغلام فتحفظها .

    فأجتمع الشعراء في منتداهم مغمومين لما يحدث ولا يدرون كيف إن القصائد الذين يسهرون ليألفوها تأتى في الصباح يحفظها الخليفة والغلام والجارية ، فمر عليهم الشاعر وعالم اللغة الأصمعي فرأى حالهم فقال لهم :ما بكم!؟
    فقصوا عليه قصتهم فقال: إن هناك في الأمر لحيلة ، فعزم على أن يفعل شيئا فذهب إلى بيته ثم جاء في الصباح إلى قصر الخليفة وهو يرتدى ملابس الأعراب "البدو" فستأذن ليدخل على الخليفة فدخل ،
    قال للخليفة : لقد سمعت انك تعطى على الشعر وزن ما كتبت عليه ذهباً.
    قال له الخليفة : هات ماعندك .
    فسرد عليه الأصمعي القصيدة التالية:


    صَوتُ صفيرِالبُـلبُـــلِ هَيَّجَ قلبي الثَّمِلِ
    المــاءُ والزّهرُ معــــاً مَعْ زَهرِلَحْظِ المُوقَلِ
    وأنتَ يـــــــا سيِّدَلي وسيِّدي ومَوْلَى لِي
    فَكَــــمْفَكَـــمْ تَيَمُّني غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي
    قَطَّفتَهُ مِنْ وَجْنَةٍ مِنْ لَثْمِوَرْدِ الخَجَلِ
    فقـــــالَ لا لا لا لا لا فَقَدْ غَدا مُهَرْوِلِ
    والخُوذُمـــالَت طَّرَبَنْ مِنْ فِعْلِ هذا الرَجُلِ
    فَـوَلْوَلــــــَتْ وَوَلـــْوَلَتْ وَلي وَلي ياوَيْلَلي
    فَقُلـــتُ لا تُـــــــوَلْوِلي وبَيِّني اللُؤْلُؤَ لي
    قالتْ لَــــــهُ حينَ كذا انهَضْ وجِدْ بالنُّقَلي
    وَفِتْيَةٍسَقَــــــــــوْنَني قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي
    شَمَمْتُهـــــــــا بِأَنَفي أَزْكى مِنَ القَرَنْفُلِ
    في وَسْطِ بُسْتانٍ حُلي بالزَّهْرِ والسُرُورُلي
    والعُودُ دَنْدَنْ دَنَــا لي والطَّبْلُ طَبْطَبْ طَبَ لي
    طَبْ طَبِطَبْ طَبْ طَبِطَبْ طَبْ طَبِطَبْ طَبْطَبَ لي
    والسَّقْفُ سَق ْسَقْ سَقَ لي والرَّقْصُ قَدْ طابَ لي
    شَوى شَوى وشاهِشُ على وَرَقْ سِفَرجَلي
    وغَرَدَ القِمْرِ يَصيحُ مَلَلٍ في مَلَلِ
    وَلَوْ تَراني راكِباً على حِمارٍأهْزَلِ
    يَمْشي على ثلاثَةٍ كَمَشْيَةِ العَرَنجِلِ
    والناسْ تَرْجِمْ جَمَليفي السُوقْ بالقُلْقُلَلِ
    والكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ خَلْفي وَمِنْحُوَيْلَلي
    لكِنْ مَشَيتُ هارِباً مِن خَشْيَةِ العَقَنْقِلي
    إلى لِقاءِمَلِكٍ مُعَظَّمٍ مُبَجَّلٍ
    يَأْمُرُني بِخَلْعَةٍ حَمراءْ كالدَّمْدَمَلي
    أَجُرُّ فيها ماشِياً مُبَغْدِداً للذِّيَلِ
    أنا الأديبُ الألْمَعي مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوصِلِ
    نَظِمْتُ قِطْعاً زُخْرِفَت ْيَعْجزُ عَنْها الأدْمُلِ
    أَقُولُ في مَطْلَعِها صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ


    فحاول الخليفة ان يعيدها فلم يستطيع فنادى على الغلام: هل تعرف هذه القصيدة
    فقال: لا يا أمير المؤمنين
    فنادى على الجارية هل تعرفين هذه القصيدة
    فقالت: لا والله يا امير المؤمنين
    فقال الخليفة :هات ما كتبتها عليه نعطيك وزنه ذهبا
    فقال الأصمعى: ورثت عمود رخام من ابى نقشتها عليها وهو فى الخارج لا يحمله الا عشرة من الرجال
    فانهار الخليفة وجئ بالعمود فوزن كل ما في الخزنة من مال المسلمين ..وعندما أرادالخروج ..
    ناداه الخليفة وقال له :اكشف عن نفسك يا هذا؟!
    فكشف عن نفسه فعرف الخليفة أنه الأصمعي

    وقال له :ارجع ما أخذت من مال
    قال الأصمعي: بشرط أن تعطي لهؤلاء الشعراء الضعفاء المساكين
    ما تشجعهم به

    فاتفق معه أن
    يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم.

    لتحميل فلاش للقصيدة:

    [ اضـ ـغـ ـط هـ ـنـ ـاا P r e s s h e r e ]

    أو

    لتحميل المقطع الصوتي بجودة mp3 :

    [ اضـ ـغـ ـط هـ ـنـ ـاا P r e s s h e r e]

    <<< سارقة الحركة من CrEaTiVe


    4 – قصة غريبة
    حكى الأصمعي قال : خرجت في طلب الأعاجيب من الأحاديث ، فلاحت لي بلدة بيضاء كأنها الغمامة، فدخلتها فإذا هي خراب وليس فيها ديار ولا أنيس ، فبينما أنا أدور في نواحيها إذ سمعت كلاماً فطارقلبي، فأنصتّ ، فإذا به كلام موحش ، فسللت سيفي ودخلت ذلك المكان، فإذا أنا برجل جالس، وبين يديه صنم وفي يده ****
    وهو يبكي ويقول:

    أما ومسيـح الله لوكنـت عاشقـاً *** لمت كما ماتت ، وقد ضمني لحدي
    وكم أتسلـى بالحديـث وبالمنـى *** وبالعبرات السائـلات على خـدي
    وإني وإن لم يأتني الموت سرعـةً *** لأمسي على جهد وأضحي على جهد

    فقال الأصمعي : فلما سمعت ذلك منه هجمت عليه،فلم يشعر بي إلا أن قلت له السلام عليك

    فرفع رأسه وقال: وعليك السلام، من أين أنت ومن جاء بك إلى هذا المكان ؟

    فقلت: الله جاء بي

    فقال: صدقت وهو الذي أفردني في هذا المكان

    فقلت له: ما بالك تشير إلى هذا الصنم الذي بين يديك

    فقال لي: إن حديثي عجيب وأمري غريب

    فقلت له: حدثني به ولا تخف منه شيئاً

    فقال لي: اعلم أننا كنا قوماً من بني تميم وكنا على دين المسيح وكان دعاؤنا مستجاباً، وكانت هذه الصنمة ابنة عمي وكنت أنا وإياها . فلما كبرت حجبها عمي عني ، فكنت أحبها سراً
    فبينما أنا ذات ليلة وأنا عندها إذ سمعت عمي يدق الباب ،فأدخلتني سرداباً وقامت هي ففتحت الباب ودخل عمي فقال لها: أين عبد المسيح؟
    فقالت: إني لم أره
    فقال لها: إني سمعت كلامه عندك
    فقالت: لم تسمع شيئاً وإنما خيل لك
    فقال لها: والله إن لم تصدقيني ، وإلا دعوت عليك إن كنت كاذبة فيمسخك الله حجراً
    فقالت له: إذا كنت كاذبةً
    فرفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم يا رب الأولين والآخرين إن كنت تعلم أن ابنتي هذه كاذبة في قولها فامسخها حجراً ، فمسخها الله حجراً ، ولي أربعون سنة في هذا المكان ، وأنا أتقوت من نبت الأرض وأشرب من هذه الأنهار وأتسلى بالنظر إلى هذه الصنمة إلى أن يحكم الله بالموت

    ثم بكى وأنشد يقول:
    وحق الذي أبكى وأضحك والذي *** أمات وأحياوالذي خلق الخلقـا
    لئن قلت إن الحب قد يقتل الفتى *** وإن الفتى بعد التفرقلا يبقـى
    لقد قلت حقاً واسأل العبرة التـي *** تسيل وسيل الدمع مني لا يرقـا

    فقال الأصمعي: ثم قام ذلك الشاب وتوارى عني بجدار من تلك الجدر ، ونزع المسوح التي كانت عليه ولم يبق عليه إلا ما يواري سوأته فتأملته ، فإذا عيناه تدور في أم رأسه
    فقلت في نفسي: هذا أراد أن يطلعني على نحول جسده ثم أقبل علي ، وهو عريان
    وقال لي : يا فتى إنني قائل ثلاث أبيات ، وكان مني ما كان ، فإذا أنا مت فكفني أنا وإياها في هذه الجبة وادفنا في هذا الجون وضمنا بالتراب واكتب على قبرنا هذه الأبيات
    من لم يكن يحسب أن الهوى *** يقتل ، فلينظر إلى مضجعي
    لميبق لي حـولٌ ولا قـوةٌ *** إلا خيال الشمس في موضعي
    أشكو إلى الرحمن جهدالـبلا *** إشارة بالطـرف والإصبـع

    الأصمعي: هذا وأنا أنظر إليه وأسمع شعره وأتعجب منه ومن أمر الصنمة
    وإذا به وقع على الأرض مستلقياً على قفاه وشهق شهقةً فارقت روحه جسده

    فقال الأصمعي: فكفنتهما ودفنتهما في ذلك الجون، وكتبت على قبرهما تلك الأبيات، وتركتهما وانصرفت وأنا متعجب غاية العجب



    5 – الأصمعي و البقال
    عن الأصمعي قال: ‏ ‏ كنت بالبصرة أطلب العلم، وأنا فقير. وكان على باب زقاقنا بقّال، إذا خرجتُ باكرا يقول لي إلى أين؟ فأقول إلى فلان المحدّث. وإذا عدت مساء يقول لي: من أين؟ فأقول من عند فلان الإخباريّ أو اللغويّ. ‏ ‏
    فيقول البقال: يا هذا، اقبل وصيّتي، أنت شاب فلا تضيّع نفسك في هذا الهراء، واطلب عملا يعود عليك نفعه وأعطني جميع ما عندك من الكتب فأحرقها. فوا لله لو طلبت مني بجميع كتبك جزرة، ما أعطيتُك! ‏
    ‏ فلما ضاق صدري بمداومته هذا الكلام، صرت أخرج من بيتي ليلا وأدخله ليلا، وحالي، في خلال ذلك، تزداد ضيقا، حتى اضطررت إلى بيع ثياب لي، وبقيت لا أهتدي إلى نفقة يومي، وطال شعري، وأخلق ثوبي، واتّسخ بدني.

    ‏ فأنا كذلك، متحيّرا في أمري، إذ جاءني خادم للأمير محمد بن سليمان الهاشمي
    فقال لي: ‏ ‏ أجب الأمير.
    ‏ فقلت: ما يصنع الأمير برجل بلغ به الفقر إلى ما ترى؟ ‏
    ‏ فلما رأى سوء حالي وقبح منظري، رجع فأخبر محمد بن سليمان بخبري، ثم عاد إليّ ومعه تخوت ثياب، ودرج فيه بخور، وكيس فيه ألف دينار، وقال: ‏ قد أمرني الأمير أن أُدخلك الحمام، وأُلبِسك من هذه الثياب وأدع باقيها عندك، وأطعِمك من هذا الطعام، وأبخّرك، لترجع إليك نفسك، ثم أحملك إليه. ‏ ‏
    فسررت سرورا شديدا، ودعوتُ له، وعملتُ ما قال، ومضيت معه حتى دخلت على محمد بن سليمان. فلما سلّمتُ عليه، قرّبني ورفعني ثم قال:‏ يا عبد الملك، قد سمعت عنك، واخترتك لتأديب ابن أمير المؤمنين، فتجهّز للخروج إلى بغداد. ‏ ‏
    فشكرته ودعوت له، وقلت: ‏ ‏ سمعا وطاعة. سآخذ شيئا من كتبي وأتوجّه إليه غدا.
    وعدت إلى داري فأخذت ما احتجت إليه من الكتب، وجعلتُ باقيها في حجرة سددتُ بابها، وأقعدت في الدار عجوزا من أهلنا تحفظها. ‏ ‏ فلما وصلت إلى بغداد دخلت على أمير المؤمنين هارون الرشيد.
    ‏ ‏
    قال:
    أنت عبد الملك الأصمعي؟ ‏

    قلت:
    نعم، أنا عبد أمير المؤمنين الأصمعي. ‏

    قال:
    أعلم أن ولد الرجل مهجة قلبه. وها أنا أسلم إليك ابني محمدا بأمانة الله. فلا تعلمه ما يُفسد عليه دينه، فلعله أن يكون للمسلمين إماما. ‏

    قلت:
    السمع والطاعة. ‏
    فأخرجه إليّ، وحُوِّلْتُ معه إلى دار قد أُخليت لتأديبه، وأجرى عليّ في كل شهر عشرة آلاف درهم. فأقمت معه حتى قرأ القرآن، وتفقّه في الدين، وروي الشعر واللغة، وعلم أيام الناس وأخبارهم.
    ‏ ‏ واستعرضه الرشيد فأُعجب به وقال: ‏ ‏ أريد أن يصلي بالناس في يوم الجمعة، فاختر له خطبة فحفِّظْه إياها. ‏ ‏ فحفّظتُه عشراً، وخرج فصلى بالناس وأنا معه، فأعجب الرشيد به وأتتني الجوائز والصلات من كل ناحية، فجمعت مالا عظيما اشتريت به عقارا وضياعا وبنيت لنفسي دارا بالبصرة. ‏ ‏ فلما عمرت الدار وكثرت الضياع، استأذنتُ الرشيد في الانحدار إلى البصرة، فأذن لي. فلما جئتها أقبل عليّ أهلها للتحية وقد فَشَتْ فيهم أخبار نعمتي. وتأمّلت من جاءني، فإذا بينهما البقال وعليه عمامة وسخة، وجبّة قصيرة. فلما رآني صاح: ‏ ‏ عبد الملك! ‏ ‏ فضحكت من حماقته ومخاطبته إيّاي بما كان يخاطبني به الرشيد ثم قلت له: ‏ ‏ يا هذا! قد والله جاءتني كتبي بما هو خير من الجَزَرَة!



    6 – الأصمعي و العشاق
    جاء عن الأصمعي انه ذكر في إحدى قصصه مع العشاق

    فقال:
    بينما كنت أسير في بادية الحجاز.. إذ مررت بحجر كتب عليه هذا البيت

    يامعشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

    فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت

    يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضع

    ثم عاد في اليوم التالي إلى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبه هذا البيت

    وكيف يداري والهوى قاتل الفتى *** وفي كـــــــلّ يوم قلبه يتقطع

    فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت

    إذ لم يجد صبراً لكتمان سره فليس له شيء سوى الموت ينفع

    قال الأصمعي:

    فعدت في اليوم الثالث إلى الصخرة فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك،وقدفارق الحياة وقد كتب في رقعة من الجلد هذين البيتين

    سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا *** سلامي إلى من كان للوصل يمنع
    هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهـم *** وللعاشق المسكين ما يتجــرع




    وقد بلغت مؤلفاته - رحمه الله - ( 61 ) مؤلفاً وأغلبها لم يعرف مكانها فهي ما بين المفقودة أو مجهولة المكان ، وقد عدٌها وذكر أساميها وصوابها ، محقق كتاب "ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " للأصمعي - رحمه الله
    مات في خلافة المأمون في البصرة وتوفي قرابة سنة 216هـ ،

    وقيل في رثائه الكثير ومن ذلك
    ما قاله أبو العاليةالشامي:

    لا دَرَّ دَرُّ نباتِ الأرضِ إذ فُجِعَت *** بالأصمعيِّ لقد أبقت لناأسفا



    المراجع:

    • اقتباسات من ُكتب سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ.
    • كتاب المستطرف في كل فنٍ مستظرف لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي.
    • وعدة اقتباسات من كتب ومجلات أخرى .

    والحمد الله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله أتمنى من الله العلي القدير أن تكونو قد استفدتم من ماقدمناه لكم .. وفقكم الله لمايحبه ويرضاه





    التعديل الأخير تم بواسطة موري توغو ران ; 7-4-2010 الساعة 08:47 PM سبب آخر: بعض الأخطاء الإملائية والتنسيقية =(

  2. الأعضاء الذين يشكرون موري توغو ران على هذا الموضوع:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    1
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    مشاء الله
    معلومات قيمة جدا وتنسيق اروع

    اتمنى لك التوفيق وشكرا جزيلا على الموضوع
    في امان الله

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    1
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]







    و لا يسعني إلا اقتباس بعض الأبيات من بعض الشعراء



    عـلـمٌ تـجـود بــه لغـيـر ثـنــاءِتاللهِ تـلــك سـجـيــة الـكـرمــاءِ


    لـو لـم نسلْـكَ لماضننـتَ ببذلـ هِومتى تضن الشمس بالأضواءِ


    علـمٌ بـهِ أسقـيـت كــل قريـحـةٍكالغيث مندفقاً على الصحـراءِ


    تدعـو لـك الألبـاب إذ أحييتهـابالخيـركـل صبـيـحـةٍ ومـســاءِ


    ذا الجودُ أنسى كل شهمٍ بعدكمْماكـان يبذلـهُ الكـريـمُ الطـائـي


    ـــــــــــــــــــ
    - فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبينُ ... إِذا ما تأملهً الناظرُ
    - لبينتهُ لكَ حتى تراهُ ... فتعلمَ أني امرؤٌ شاكرُ
    - ولكنه ساكنٌ في الضميرِ ... يحركهُ الكلمُ السائرُ

    ـــــــــــــــــــ

    - الشكرُ أفضلُ ماحاولتَ ملتمساً ... به الزيادةَ عنداللّه والناسِ

    ـــــــــــــــــــ

    - شكرتُ جميلَ صنعِكُم بدمعي ... ودمعُ العينِ مقياسُ الشعورِ
    - لأولِ مرةٍ قد ذاقَ جفني ... على ما ذاقه دمعَ السرورِ

    ـــــــــــــــــــ
    و
    شكــــــــــــــــــــــــــــــــــراً

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    12
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    موضوع رائع جدا

    ومعلومات رائع
    لم اكن اعرفها

    مشكور اختي علي المعلومات

  6. #5

    الصورة الرمزية MR-LUFFY

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    1,320
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    ما شاء الله تبارك الله

    موضوع رااااااااااااااااااائع و مليء بالمعلومات القيمة

    جزاكم الله كل خير

    ألف شكر لكم على هذه المعلومات الثرية

    تحياتي لكم

  7. #6

    الصورة الرمزية smart-girl

    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المـشـــاركــات
    2,435
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    اختيار رائع
    يعجبني شعره ومواقف الطريفة [ وكأن هذه المواقف لاتحصل إلا معه ^^ ]

    بالتوفيق

  8. #7

    الصورة الرمزية Mss.lonLy

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    658
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    كل الشكر لمن أبدعت و اتقنت
    فما كان اقل من هذا فهو أقللت

    -yes0" class="inlineimg" />تستحقين

  9. #8

    الصورة الرمزية MGT-Fansubs

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    11
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [المسابقة الادبية الكبرى .. (الأصمعي)]

    اشكرك اختي فلا يسعني الان ان اشكرك علي هذا الموضوع

    بالتوفيق للجميع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...