في عــــــــــيون الليـــــــل

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    1,019
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile في عــــــــــيون الليـــــــل



    رحله قصير ه في ديوان ( في عيون الليل) للشاعر محمود عارف قبل ان نبد أ في التنقل بين المقطوعات الشعريه ونتذوق جمالها الفني علينا أولاً أن نتعرف على شاعر نا من هو؟ وماهي اهم مؤلفاته الادبيه؟



    محمود عارف، أديب وشاعر سعودي رائد من منطقة الحجاز. ولد في جدة عام 1907م. تلقى تعليمه بمدارس الفلاح، وعمل أستاذا فيها. تنقل في عدد من الوظائف الحكومية، حتى عيّن في مجلس الشورى بمكة. عمل رئيساً لتحرير جريدة عكاظ في بداية قيام المؤسسات الصحافية. عضو سابق في النادي الأدبي الثقافي بجدة. حصل على وثيقة الإبداع الأدبي من رابطة الأدب الحديث بالقاهرة.






    ديوان المزامير.
    ديوان الشاطئ والسراة.
    ديوان في عيون الليل .
    ديوان على مشارف الزمن.
    ديوان الروافد .
    ديوان أرج ووهج.
    ديوان أيام العمر.
    ديوان مدينتي جدة.
    ديوان مشاعر على الضفاف.
    ديوان الفردوس الحالم.
    ديوان العبور.

    مجموعة نثرية بعنوان : أصداء قلم .
    مجموعة نثرية بعنوان : ليل ونهار.
    مجموعة نثرية بعنوان : أكثر من فكرة.
    مجموعة نثرية بعنوان : أوراق منسية .
    مجموعة نثرية بعنوان : حصاد الأيام .
    وكتاب عن صديقةالشاعر علي عوض علي (رحمه الله)
    .





    أذا كان للنهار عيون ترصد حركته..ضجره ..أناسه...وأجناسه...دون أن تتوقف..
    فأن لليل عيوناً أخرى تستغرق صمته..وصوته....على ضوء قمره...وعلى أنفاس قناديله ومداويه وهي تتنفس راحته,واستراحته وأيضاً الكثير الكثير من المشاهد الخاصة به المغلفة بحاجب الرؤية التي لا تتيسر إلا لمن سكنه وساكنه..وأنس بسكينته...
    شاعرنا محمود عارف عرف كيف يقرأ ليله من خلال نظرات شاخصة استمدها من نظرته...ومن تجربته..فهل أن لها لونا سوى الليل ووحشته؟ أم أنها إطلالة واعيه منه على ما يحمله الليل الإنساني من معنى؟! هذا ما سوف يستبين لنا من واقع طرحه الشعري






    بدايه بالعيد..
    والعيد فرحه نقرؤها بعيون الصباح وعيون المساء حين تتم..
    لا دخل للظلام و للجهام ولا للظلم فيها..
    ولكن هل هو ذلك العيد الذي نطرب له..
    ونتلهف على قدومه؟أم أنه عيد عمر غارب...أو هارب عند أطراف الشفق؟!

    الكون يرقص والقلوب تهش للعيد السعيد .......والزهر في مرح الربيع يرف عطراً للوجود
    والفاتنات من العذارى في المعاطف والبرود.....يمرحن في دنيا السعادة كالصبي أو الوليد


    هل هذه حالة شاعرنا؟!

    يا ليتني كنت الربيع أرف في روض الشباب...أوليتني كنت خلي فلا حلام ولا عتاب
    ماكنت أحسب أنني أسلو وأحتقر العذاب...لكنني جربت حظي في الشوائب واللباب


    قال لنا قول الفصل وبعيون الماضي الذي لايعود...

    إني نسيت سوانحي وخوالدي في يوم عيد...... ونسيت أفراح الشباب وماتصدم لايعود
    واليوم في ركب المنى بين التحرك والركود.....في زهوة العيد المنير أحن للماضي البعيد

    وكأنما كان يسترجع في داخله مقوله الشاعر..
    ألا ليت الشباب يعود يوماً....فأخبره بما فعل المشيب







    (أمتي في الصحراء) بعيون ملؤها العتب:
    صحا الهوى في فؤاد مهمل جد الشفاف..... كما صحا الفجر من حلم الدجى الغافي
    يا واحة الحب في صحراء قاحلة....أنت العبيق لقلب جد مشتاق

    يابدر أنت لعمري عاشق أبدا ...والليل يعرف ماتبدي من الخافي
    إني أناجيك والأشواق حامله.....إلى رحابك ما أشكو من جافي


    أتجاوز بعضاً من مقطوعاته عن خطر الهوى ..وعن دورة الأيام وذكريات شاطىء الأحلام في حضن البحر ..وعلى ضفاف النيل ..والموقف مع شاعرنا الفقيد أمام رعشات وجدانه:


    نحرت أشواقي الحرى على وتر....مجرح اللحن مفجوع من الضجر
    وضعت من حيرة الوجدان عاطفة ...مجبولة من بقايا العطر في الزهر
    حملتها ذكريات الحب غاليه...مرت مع الليل الصحو والسهر


    السهر قرين للصحو كلاهما حالة واحدة من اليقظه..أحسب أن الصمت أنسب من الصحو لأنه حاله ..والسهر حالة..


    أنا الذي في الهوى ضاعت لبانته...وما لبست لباس الذل والخور


    الحب القوي حسن أختاره ..لها حب مع الضعفه ..التوسل أمام إيكه الحب مذله...





    (ستائر النسيان)
    محطة جديدة من محطات الرحلة

    خانته أحلام الطموح ......فراح يعبث با لإطرا
    فرشاته مغموسة .........في الطين من عمق الحفر

    انه يخاطب عروس شعره عاتباً ...ومغاضباً:
    جف الخيال وما حصيلك ...غير مفصول الأثر
    طاعته لياليك الطوال ...على التوافه والسهر

    ويصف حالتها:

    تصحو وترقد لا تبالي ..... بالخمول أوالضجر

    الوجدانيات تكاد تطغى على لوحات شعره..تارة يراها بعين الرضى...وأخرى بعين السخط... وثالثه يراها زئبقه يتمثلها ويفرق في أوصافها إلى درجة الاستغراق المذهل:

    يغار منها البدر في أفقه....ويستحي من حسنها المشرق
    صفراء مثل البتر في لونه.....لولاها لم أطنب ولم أعشق
    قد قيل عنها أنها كوكب ....وباطل ما قيل بالمنطق
    زئبقة في الروض الفواحة .... عبيرها يحلو لمستنشق
    أخشى عليها اللمس من راحتي.... ومتعتي في لمسها الريق


    شاعرنا قال عنها إنها صفراء ! ما أظن البشرة الصفراء تستحق كل هذا الإ طراء’ ربما هو أدرى!

    آه لنار الحب في أضلعي ....تعهدني في حجرها المحرق
    كم يافع ذاق تباريحه....حتى علاه الشيب في المفرق
    وهكذا عشت وفي همتي ...عزيمة القائد الفيلق


    الحب في أقسى توهجه يتحول إلى ما يشبه الحرب... تجيش لمعركته الفيالق.. أحياناً ينتصر .. وأحياناً يمنى بالهزيمة... شاعرنا لم يرفع رايته البيضاء من معركتة إلى أخرى في ساحة النجوى ولكنه بعد فوات الميعاد ....


    فات ميعادك الذي كان يجرى .........بالثواني من عمري المنثور
    فات والعمر ضائع يتلاشى ....بين ظن وبين شك مرير


    الظن والشك سيان ..مفردتان بمعنى واحد..أحسب أن كلمه خوف بدلاً من أظن أفضل ...شعرنا يتحسر على عمره:


    هكذا العمر وهو حلم جميل.....رف من فوق شاطىء مسحور
    أترى تعلمين عاصفه الحب ...قد حطمته قوى مبهور؟!
    أنت شط الهوى وقلبي شراع...حائر الخفق في العباب الكبير
    أنا لو لاك ماسكبت الأغاني...صدحات من الهوى المبرور
    لاأ بالي إذا منعت وصالي....كل هجر يطيب للمهجور !!


    في حاله شاعرنا وحده طاب الهجر له ...الآخرون يعذبهم الهجر فيهاجرون عن مضارب الحب دون الرجوع أو الركوع.....











    قصيده في عيون الليل وهي عنوان الديوان
    نسيت دنياى لكن لست أنساك.... يا حلمه الهمتني الشعر عيناك
    كم كنت أسهر في ليل على أمل.....والسهر بين عيون الليل يرعاك
    عيناك نافذتا دنيا مرفهة....دنياي فيها أعاني غيردنياك
    أغازل البدر أغريه بعاطفتي.... لعله فيك يلقاني ويلقاك
    ياليتني عشت في الأحلام عاطفتي.....أغفو وأصحو على أحلام نجواك


    قصيده تحمل شحنه من الوجد..من التوصيف النابض بالحركه..ودفق المشاعر تستحق بجدارة أن تكون العنوان لديوان....

    كل المعاني التي تجري على قلمي....وفي فؤادي تعني شرح فحواك
    هواي أنت وأنت العمر أمزجه.....بالحب مكتملا يسمو لعلياك


    ويختتم مقطوعته الرائعه بهذا البيت المعبر:
    أنا الذي حمل الأيام في يده...فاستسلمت وهي كنز من بقاياك

    ومن جنون الحب ...أوحب الجنون تأخذنا الرحلة مع شاعرنا محمود عارف إلى مرحله الضياع:
    يافارس الحب ومغواره...ونغمه الحب ومزماره
    هل ضائع في حبه أم ترى....عناده استوجب إصراره؟
    أم ياترى استشعر في حبه....أعنف ماضيع أوطاره؟
    قد غيرالدرب على أنه.....قد أخطاء الدرب وأثاره
    واستنفد الضائع مشواره.....مرتبك الإحساس منهاره

    أسئله لاتكاد تنتهي دون أجابه:
    هل يكتفي باللوعه وهي التي.....قد سبرت في القلب أغواره؟
    وهل متاع القلب غير الهوى...لشاعر قد شد أوتاره؟



    كل هذا الحنين والأنين والرقص والإبحار في محيط من العشق....وشاعرنا مفتون ببنات شعره دون كلل ولاملل...







    (الفتنه) عنوان جديد نتوقف سوياً لقراءته::


    هذا حبيب كله فتنه ...قد سحر الليل وأقماره
    مجاله أمتعه رافد ...قد أشبع النبع ومواره

    يسترسل في رسم صورة الفتنه الطاغيه ..والمحاذير من الوقوع في شركها....

    هل كنت مثلي أسدا ضارياً.....أم كنت جدياً خاف جزاره؟
    وقيت شر الحب من هوله....وتحمل بلواه ..إعصاره

    وقانا الله شر الفتنة إنها بليه وأذيه!

    يعيدنا الشاعرمحمود عارف إلى الليل ..ومتى فرجنا من هيامه ..وآهات ظلامه؟!

    لو أن هذا الليل شاعر عبقر...لروى حكايات الهوى لمحسر!

    وتبدأ المناداة والمناجاة والتساؤلات المفتوحه


    ياليل يا حضن المشاعر تلتقي ...فيك القلوب على كريم المعشر
    قد كنت أفتن بالجمال رداءه ....في البدر ما أبهاه حلو المنظر
    ماذا يقول البدر مهد شقائنا...ياليل أنت وتلك جرأة معذر
    كم هتفة للطير تحسب لوحة...كم لوحه فيها جمال مصور
    كم نغمة مجروحة فيها لنا...بعض الدواء من الشقاء المنذر
    كم آهه مكبوته فيها الهوى ..نستاق كالورد جد معطر


    واحه شاعرنا هي محطتنا ما قبل الأخيرة:
    رف فيها زهرة الحسن الخلوب كالربيع....ذات قيثار من الفن مشوب بالولوع
    قد عرفناك من الصحراء أختا بدويه......ورفعناك إلى العليا بنتاً عربيه


    إنها واحته.. وراحته.. واستراحته.. أرضه التي نما فيها وترعرع بين أحضانها يمنحها من قلبه وعقله أجمل ما يحمله الولاء والوفاء والانتماء من معنى..

    أنت يا أنت في هذا الوجود كالخير ....منه نستف الأماني والصمود والعبور

    قد عبرنا بك جيلاً بعد جيل للمعالي......وسبقنا الدهر والدهر طويل لا نبالي

    هكذا أنت حياة وكيان للبلد..........ويراع مستفيض ببيان السؤدد






    وعلى مشارف النهاية لشاعرنا الراحل في رحلته الشعرية عبر ديوانه (في عيون الليل) لم أجد أفضل من أن اختتمه بمقطوعته (توبة)

    مرارة الحب تعطيني الرضا أملا.......عايشت أحلامه إذ كنت لي مثلا

    لو كنت يا عاذلي تسقى مرارته.........ما كنت تحسدني إذ كنت منشغلا

    قلبي يحس بأن الحر ممتحن........والحر في الحب لا يرضى الذي حملا


    الشطر الأخير وددت لو أن صيغته جاءت كالتالي: (والحر في الحب لا يرضى له بدلاً)..

    وفي استرجاع منه لبعض ملامح الماضي..

    آه لما فات من أيامنا هدرا.......والحب يومان وصل ثم يوم تلى

    هكذا كانت التجربة يوم لك ويوم عليك في ساحة حرب الحب..

    أضربي الهجر ما استلمت عن مضض....لكنني صابر قد عشت محتملاً

    تاب الذين رأوا في الحرب تجربة......ولم يزل ضاحكاً من كان منعزلاً

    يأسى فؤادي إذا حملت مأثمة......سيان طاب الهوى أو لذ لي غزلا






    هنا.. وقد استبانت ملامح الصورة.. لم يعد مكان لعين النهار في حبه.. وحبه.. اللهم إلا الصخب.. واللهاث وراء خيال الحلم الذي يقترب لحظة ويغيب أخرى طاوياً معه صفحة أسراره.. بين بوح يطرب.. ونوح يغضب.. وعلامات استفهام حائرة ما تلبث أن تتحول إلى ما يشبه الخيال الضارب في متاهات العشق.. رحم الله شاعرنا المتمكن (محمود عارف)




  2. #2

    الصورة الرمزية mabrouk2006

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    280
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: في عــــــــــيون الليـــــــل

    مشكووورة أختي

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...