هل أتاكم نبأ الحصالة؟؟!!
الحمد لله العلي الأعلى خلق فسوى وقدر فهدى وربك يخلق ما يشاء ويختار ، وصلى الله وسلم على الهادي البشير والسراج المنير خير متبوع ، وبعـد :
الحصالة صندوق صغير أو قل: علبة يجمع الصغير فيها درهما إلى درهم فعند امتلائها يغدو هذا الصندوق وتلك العلبة في عين الصغير الدنيا كلها .
إنها ليست علبة مثل علب الدنيا إنها الحصالة .
الحصالة في عيني الصغير كل أمنياته .
الحصالة في عيني الصغير مجموع أحلامه .
لقد ظل يجمع فيها طوال فترة لا بأس بها كلما أودع فيها القليل كانت كلمات الأهل حافزا ً له على الجمع أكثر وأكثر .
لكم ترددت تلك العبارة : القليل بالقليل يكثر .
نعم ضع أيها الصغير ثم ضع ، فإذا كثر المال فأبشر .. أبشر لقد آن أوان فتح الحصالة وعندها ستفتح لك الدنيا فأحضر ثم أحضر أغلى أمانيك لنشتريها لك من هذا المال الوفير .
وماذا عسى أن تكون أمنية تلك النفس الصغيرة الرقيقة ؟
لعبة تمناها أو لعبة تمناها ، فهل هناك فرق بين الأمنيتين ؟ !
نفس تعودت البراءة منذ صغرها
.
اللعب ثم اللعب ثم اللعب ، وهكذا .
اسمح لي أخي/ أختي :
اسمح لي بهذه النقلة السريعة إلى الحصالة التي أريد أن أحدثك عنها الآن .
إنها حصالة صبي من صبيان المسلمين جمع كما يجمعون وتمنى كما يتمنون ، وآن أوان فتح حصالته ، فأقبل الوالد .. هيا يا فلان نفتح الحصالة لكي نشتري لك اللعبة التي وعدتك بها ، فأقبل الولد يحتضن الحصالة ويصرخ لا .. لا .. لا .
هذا المال جمعته لإخواني على أرض فلسطين .
الله أكبر
أي طفل هذا ويا ترى أي تربية تلقاها حتى صنعت منه نوعا مختلفا ؟ .
ثم إنه لدرس للأمة كلها في البذل .
صبي يضحي بكل أمانيه وبأغلى أحلامه فبالله علينا كيف بأصحاب الملايين ! ! .
أخي إن أنت لم تملك درهما واحدا الآن ، فهل تعجز أن تجعل لك حصالة كحصالة هذا الصبي ، ولكن أين همة كهمة الصبي .
لا شك أنك تعي أكثر منه وتفقه قوله تعالى :
" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " .
فهو درهم كحبة تبذرها في الأرض فانظر إليها لقد نمت فأخرجت سبع سنابل ويال جمال السنبلة الواحدة وما أكثر ما تحمل إن بها مائة حبة ، فاضرب السبع في المائة لتجمع سبعمائة من حبة واحدة ، ولكن هناك مضاعفة أكثر والله يضاعف لمن يشاء ، فلعل عقلي وعقلك لا يحتمل ذلك لذا جاء الخطاب القرآني :
" من ذا الذي يقرض الله قرضا ً حسنا ً فيضاعفه له "
فهي اضعاف أكثر من السبعمائة ولكن أكثر بماذا ؟ فالجواب أكثر بكثير.
ثم افترض أنا بخلنا فلم ننفق فهل ترانا نخلد لهذا المال ؟
فإن أيقنا بالرحيل ، فلا إذا ليس هذا مالنا بل هو مال الورثة من بعدنا .
أما مالنا فما قدمنا من أجل الله .
جاء في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه ، قال : فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر .
واسمح لي أن أسأل بكل صراحة :هل الصدقة تنقص المال ؟
والجواب قطعا لا ، ولكن لماذا ؟ لأن الله تكفل بتعويض المنفق على نفقته ، فقال جل في علاه : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه " .
، وكلمةفي هذه الآية عجيبة جدا فأي شيء تنفقه يعوضك ربي عنه ، فأنفق درهما تجد عوضه ، وانفق مليون تجد عوضه ، وهو خير الرازقين .
ولذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه :
المفضلات