ستون عاما وأنت محتلة يا فلسطين
ستون عاماً مضت على نكبة فلسطين وتشريد شعبنا، ستون عاماً مضت على اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني.
ستون عاماً مضت وشعبنا يتعرض لأبشع جريمة في التاريخ الحديث بعد أن اقتلع من أرضه، وانتهكت حقوقه وصودرت إرادته، ومع هذا ظل صامداً وصابراً ومقاوماً لكل المؤامرات والخطط والمشاريع التي تستهدف شطبه من الوجود وتهديد حياته وتصفية حقوقه واغتيال مصيره ومستقبله.
ستون عاماً على النكبة الأولى التي وقعت في الخامس عشر من أيار عام 1948، باحتلال أجزاء من فلسطين، وتشريد قسم كبير من شعبها.. ستون عاماً مرت من النكبات والنكسات والآلام والجراح، لكنها أيضاً ستون عاماً من النضال والكفاح والإصرار على التمسك بالحقوق والاستبسال والتضحية في سبيل الأهداف.
ففلسطين أرض عربيَّة منذ أقدم الأزمنة التاريخية منذ الهجرات السامية التي خرجت من الجزيرة العربيَّة ، و قد سكنها الكنعانيون ، و استقروا بها منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ، ثم توالت هجرات لشعوب متعددة . و دخلها العبرانيون مع يوشع بن نون بعد أن عصوا نبي الله موسى - - ، ثم جاء عهد نبي الله داود - - و اليهود على حالهم في معصية رسل الله .
و بعد وفاة نبي الله سليمان - - دبَّ الخلاف بين اليهود ، و زادوا في عصيانهم ، فسلَّط الله عليهم الدول المجاورة كالآشوريين و الكلدانيين و غيرهم ، فقضوا عليهم ، و شتتوا شملهم .
و بعد زوال اليهود استولى الفرس على فلسطين ، ثم اليونان ، و الرومان الذين طردوا مَنْ بقي من اليهود من فلسطين و شتتوهم ؛ لسوء أعمالهم ، و خبث نواياهم . و لما جاء الفتح الإسلاميِّ لفلسطين العربيَّة زمن الخليفة (( عمر بن الخطاب )) - - استسلمت مدينة القدس ، فأصبحت فلسطين عربيَّة إسلاميَّة منذ ذلك الحين و إلى يومنا هذا .
و لما جاء الصليبيون إلى فلسطين ، و مكثوا فيها فترةً من الزمن حافظ السكان على عروبتهم و إسلامهم رغم ما لقي السكان من عنت من قبل الصليبيين . و لما استعاد المسلمون القدس. سمحوا لليهود أن يعيشوا في فلسطين رعايا مواطنين في ظل السيادة الإسلاميَّة ، و بقي الوضع كذلك في عهد جميع الدول الإسلاميَّة .
و من هنا يتضح لك بطلان أي مزاعم لادعاءات اليهود بأحقيتهم بالاستيطان في فلسطين . و الحقيقة التي لا مراء فيها أن اليهود عاشوا طوال حياتهم بلا وطن ، و أينما حلَّوا تكرههم الشعوب و تنبذهم . إنهم لا يرتبطون بأيِّ مجتمعٍ يعيشون فيه بأيِّ رابط سوى رابط المصلحة المادية ، و المنفعة عن طريق ابتزاز الأموال بواسطة الربا و الميسر ، و الرشوة ، بالإضافة إلى كونهم دعاة فتن ، و أهل دسائس و مؤامرات جُبِلوا عليها ، و ما قام به اليهود في المدينة تجاه الرسول محمد - - في كثيرٍ من المواقف يوضح خبث نواياهم ، و سوء سرائرهم و في كتابهم (( التلمود )) ما يحرِّضهم على إلحاق الضرر و الأذى بكل من ليس يهودياً ، كما أن عندهم من التقاليد و المثل الدنيئة ما يأباه كل إنسان يحترم نفسه و من المُثل : (( الغاية تبرِّر الوسيلة )) .
هذا و لقد وردت آياتٍ في القرآن الكريم تصفهم بأنهم ألدُّ الناس عداوةً للمسلمين في قوله تعالى :
المفضلات