.

مرحبًا جميعًا، تحية طيبة وبعد،
بينما كنتُ أتصفح المقالات العربية على غير العادة، وعندما أقول على غير العادة فهذا لأني منذ زمن لم أتصفح أي شيء بالعربية، واكتفيتُ باتخاذ الإنجليزية مصدرًا رئيسيًا عند البحث، وقعت يدي على هذا المقال، | صاحب المقال الآن سيوبخني قائلًا، اليد لا تقع على شيء، فهي مفعولة بها لا فاعلة |، وأحببت أن أعرضه، وأشياءٌ أخرى، لأرى ما ترون، وأنظر إليه من وجهة نظر ربما تخالف وجهة نظري، ووجهة نظر الكاتب !
المقال بعنوان، | يا قَوم.. تجسَّسوا على اللغة..! |، للكاتب، | أحمد عبدالرحمن العرفج |!


هذا نصُّ المقال:

إنَّ خَلخَلة الفِكر، وتَفكِيك الأنسَاق اللفظيّة؛ يَكشف عَورة المَنطق السَّقيم، والفِكر المَريض، ومَتى وَضع المَرء كَلماته التي يَستخدمها تَحت «المجهر»، بَانت له بكتيريا الخَطأ، وفيروس الخَلل..! خُذ مَثلاً.. كُلُّنَا يَقول: «يَعجز اللسان عَن الشُّكر»، مَع أنَّ اللسان آلة طَويلة لإنتَاج الكَلام، والألفاظ في لِسَان العَرب (على قفا مين يشيل)..! مِثال آخر.. كَم مَرَّة نَسمع فُلان يَقول: «صَدمتني السيّارة»، مَع أنَّ السيّارة آلة جَامدة، لا تُنْتِج فِعلها، بل فِعلها يُنْتَج مِن قِبَل غيرها، ولا ذَنب لها، ومَع ذَلك نُلقي اللوم على السيّارة، ونَجعلها هي الفَاعل، مَع أنَّها هي المَفعول به..! نَفعل كُلّ ذَلك، حتَّى نَتهرَّب مِن تَحمُّل المسؤوليّة، ومُواجَهة مَا كَسَبَت أيدينا..! مِثَال ثَالث.. كُلُّنَا نَسمع المُعلِّق الرِّياضي يَقول: «إنَّ الكُرَة ضَاعت»، مع أنَّ المُهاجم هو مَن أضَاع الكُرَة..! أكثر مِن ذلك.. كُلُّ شعوب الأرض، إذا تأخَّروا عن القِطَار، اعتذروا وقَالوا: «تَأخَّرنا عن القِطَار»، لذلك لم نَتمكَّن مِن السَّفر، على اعتبار أنَّ مَواعيد انطلاق القِطَارات مجدوَلة مُنذ أشهر، أمَّا العَربي -خَاصَّة هُنا في بريطانيا- عِندَما يَفوته القِطَار فيقول: «فاتني القِطَار»، وكأنَّ الخَطأ مِن القِطَار الذي -حَسبي الله عليه- انطلق قَبل مَوعده خَادعًا رُكَّابه..! كُلُّ ذَلك نَقوله حتَّى نَتهرَّب مِن الاعتذار، والاعتراف بالخَطأ، فكُلّ شعوب الأرض بمَن فيها الهنود الحُمر، والبيض والسُّود، يَقولون في مُناسباتهم السَّعيدة: «لا أستطيع أن أصف فَرحتي وسَعادتي بهَذه المُناسبة»، ونَحنُ العَرب الأُمَّة الوَحيدة التي تَقول: «تَعجز الكَلِمَات عَن وَصف المَشاعر»، مَع أنَّ اللغة وَسعت كِتَاب الله «لفظًا وغَايةً»، كَمَا صَرَّح بذلك شَاعرنا الكبير «حافظ إبراهيم»..! كُلُّ أُمَم الأرض عِندما تُخطئ بالتَّعبير تَقول: «آسف.. لقد أسأتُ التَّعبير»، وتَعتذر فَورًا، ونَحنُ العَرب -الجِنْس الخَاص- الذي يَقول: «لقد خَانني التَّعبير»، مَع أنَّ التَّعابير مَطروحة عَلى الطَّريق، كما يَقول شيخهم «الجَاحظ»، ومَا عليك إلَّا أن تَختار مِن الفَاكِهَة ما تَشتهي نَفسك، فكُلّ المَذاقات مُتوافرة، إلَّا مَذاق الخيانة، ومَع ذَلك افترينا عَلى اللغة..! أيضًا، سُكَّان البَسيطة تُلقي السُّؤال وتَقول: «أريد أن أسأل سُؤالاً»، هكذا يَسحبون الأسئلة مِن بطونها ومظانها، ويَعترفون بأنَّهم هُم الفَاعِلُون، ونَحنُ العَرب -المَجموعة البَشريّة الشَّاذة- التي تُلقي السُّؤال، وتَلوذ بالفرار كاللصوص، وتُغيِّر العبارة بقَولهم: «السُّؤال الذي يَطرح نَفسه»، أو إذا كَان اللص فيه وَرَع قَال: «السُّؤال المَطروح»، وهكذا نَطرح السُّؤال ونَذبحه عَلى غَير قِبلة، ونَقول: «السُّؤال طَرح نَفسه»، وعَلى هَذا الخَط قِس الأمثلة، ورَاقب لُغَتَك ولِسَانك، وستَجد الأمر مُخيفًا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟! بَقي سُؤالٌ أطرَحه، ولم يَطرح نَفسه، وأعترف بهذه الجريمة، سُؤال إلى المَاكثين في رِحَاب الفَشل، وأطلب الإجابة عنه، ولكن قَبل التَّفكير في الإجابة، تَأكَّد أنَّ مَن قَال «فَاتني القِطَار»، هو مَن يُلقي اللوم عَلى المُؤامرة وأمريكَا، وأولاد الجِيرَان والشّيطَان، وهو الذي يُسمِّي الهَزيمة نَكسة، والغَزوة حَالة، وكُلُّ ذَلك يُمارس بجريمة تَزوير خَطيرة، تبدأ بتَسمية الأشياء بغير أسمَائِها.. والله -جَلَّ وعَزّ- «عَلَّم آدم الأسمَاء كُلّها»..!.

جريدة المدينة، هنا ~



ما أثار انتباهي أيضًا، كانت تلكَ التعليقات التي عُقّبَ بها على مقال الكاتب، وسأنقل لكم بعضًا منها:


ماعندك غير كلمة ياقوم ؟ تراك رجيتنا فيها شكل قاموسك اللغوي ماهو بلحين وكمان تحدثان عن اللغة .لاحول

خلاص حطيتك بلقائمة السوداء عندي . وابشرك مافيها غيرك

اللسان آلة طَويلة لإنتَاج الكَلام، والألفاظ «صَدمتني السيّارة»، مَع أنَّ السيّارة آلة جَامدة، لا تُنْتِج فِعلها، اشرحانا يا استاذ اللغة كيف صار اللسان آلة؟ وإلا كل شىء بلغتك آلة «إنَّ الكُرَة ضَاعت»، مع أنَّ المُهاجم هو مَن أضَاع الكُرَة وين وديت تأتير الرياح ؟ اقول راجع نفسك . خذ حبتين بندول وكاسة شاهي وروق وبعدين حدثنا عن اللغة.

استاذ احمد يعانى المواطنيين وخاصه ذوى الدخل المحدود من هموم كثيره منها ارتفاع فواتير الخدمات مثل الكهربا والمويه والهاتف وخلافه وطلبات العيال وفساتين البنات والايجار وغيرها نرجو ا اطلاله على ما يعانى المواطن وحلول عاجله لهذه الهموم وغيرها من موت العائل واقساط السياره لعلها تكتب فى حسناتك فا انا المواطن يعانى فى صمت وخاصه ذوى الدخل المحدود


ونقطة !






إذن، هذا هو المقال بين أيديكم، وكذا بعضٌ من التعليقات !

ما رأيكم؟! هل ستأخذون جانب التأييد أم المعارضة، ولم؟!
وما رأيكم بهكذا تعليقات؟! هل هي تمثل شرائح المجتمع عامة؟! أم أنها مقصورة على أحد دون سواه؟!
فكرتُ بأن أطرح بعض أسئلة لأدير دفّة النقاش، لكنني أظنُ أننا أفقه من أن ننتظر أسئلة حتى نعرض وجهة نظرنا!
سأنتظر ما تجود به أقلامكم !





ملاحظة: كل الشكر للغالية هنّو، لهكذا لطيف فواصل باسمي، بُوركتِ ~





.