<<بسم الله الرحمن الرحيم>>
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
تحياتي لكم جميعاً إخواني و أخواتي رواد منتدى مسومس.. أخيراً آن اوان تقديم العدد الثاني من @{ ألفا } |عالم لا نعرفه|@ كما يقول العنوان،، إذاً و قبل ان أبدأ السرد ، أريد التنبيه على شيء ما في العدد الاول، هناك موضوع هام لم أطرحه -للأسف- في العدد السابق ، و هو "الملحق" لذا سأطرحه أولاً، و ما إن يتم عرضه في المنتدى سأضع أول مقطع من العدد الثاني في ردي الأول، إذاً دعونا مع ملحق العدد الاول، آمل أنني وُفقتُ فيه ...
الملحقهذا الجزء من القصة مخصص لأجل التساؤلات الغامضة التي وردت بين طيات الأحداث، و لمْ تتسنى ليَ الفرصة كي أوضحها حرصاً على عدم الاستطراد –الذي أجيده منذ نعومة أظفاري- ،لا بأس من عدم قراءة هذا الباب. سيرد بين طيات هذه الصفحات -إن شاء الله- ما يلي :
n تفصيل عن حياة ”سياف“ و شخصيته.
n كيف استحق ”مازن“ رخصة القيادة. (ليس تافهاً!)
الآن دعونا نبدأ..
الجاما : سياف
إنه شاب في السابعة عشرة، ودود بطبعه، ملامحه هادئة لكنها تخبر عن شخصية قيادية لا تُقاد.
و يعد ”سياف“ أباً لأبطال قصتنا، فهو العاقل الوحيد بينهم، خبراته التقنية محدودة، لكنه يعرف كل ما يحتاجه شخص مثله ليواكب العصر. قلنا من قبل أنه تعلم الطهو فيما يسمى بـ ”أكواخ التدريب اليابانية“ و هي أماكن نائية في شمال و جنوب اليابان، تعلم المتحولين ذوي الطاقة كيفية استغلال طاقاتهم و تحريرها في صورة أسلحة أو أساليب مبتكرة. و قد درس ”سياف“ و تعلم القتال في كوخ تدريب ياباني شمالي، و تم ذلك بأن نشط جين التحول خاصته، و تحددت طبيعة طفرته :أنه يمتلك طاقة قابلة للإخضاع و التطويع. و بتنشيط ذلك الجين يظهر باب فجأة أمام ذلك المتحول ليأخذه إلى الكوخ المناسب متخطياً بذلك كل حواجز المكان و الزمان، و ظهور الباب عبارة عن تــأثير طاقة المعلمين في تلك الأكواخ، و هذا يحدث تلقائياً؛ بحيث أن المعلم ذاته لا يستطيع أن يحدد ما إذا كان هناك متحول جديد أم لا، و لا أن يتحكم في ظهور الأبواب .و في الأكواخ الشمالية يتعلم المتدربون بعض الأمور مثل : فهم الطاقة و تحديد نوعها و كيفية تطويعها إلى جانب علمٍ عادي يبرعون فيه فيستطيعون أن يزاولوا حياتهم و يكسبوا رزقهم حتى و لو في مجال بشري –للعوام-.
و الكوخ الذي اُجتُذِبَ إليه ”سياف“ و هو في السادسة من عمره يعد الكوخ الرئيسي بين كل أكواخ شمال اليابان التدريبية، لأن كل المتحولين فيه يمتلكون طاقة خاصة يمكن وضعها في ”سلاحٍ أزلي“، و الأسلحة الأزلية هي معدات قتال عتيقة صنعها ”راسبوتين“ شخصياً قبل عدة قرون ليحفظ انتقامه من الاندثار؛ فابتكر أسلحةً مهيبة و قسَّم رغبته في الانتقام و الاستيلاء على كل ما تقع عيناه عليه على تلك الأسلحة؛فصارت أشياءً مدمرة تخاطب صاحبها بأسلوب التخاطر و تدفعه لإيذاء الناس من حوله بحجة تطهير العالم من المفسدين، و مِن ثمَّ يأتي يوم يحتاج فيه حامل السلاح إلى المساعدة أمام كل هؤلاء الذين رأوا فساده و يسعون لدحر هذا الشر، و طبعاً تتجه أنظارهم إلى الشخص لا السلاح الجامد، و في اللحظة التي يحتاج فيها ذلك الشخص إلى قوة السلاح..يخرس ذلك الشيء و يتوقف تماماً عن التخاطر كأنما قرر تدمير صاحبه لأنه غير ذي منفعة !! باختصار،إنها أسلحة كـيد ميداس يعتقد المرء أنه يسيطر عليها و على نفسه بينما تدفع به نحو التهلكة خطوةً تلو الخطوة.
و قد استطاع أحد المعلمين حبس على تلك الأسلحة باستخدام طاقته في حجرات معزولة منفصلة، و في أحد الأيام أتاه متحول استطاع السيطرة على سلاح : الرمح، و هو أكثر الأسلحة الأزلية شراً ،و ذلك بسبب هدوئه –المتحول- و طبيعته الرزينة الرصينة التي كانت لا تتأثر بإلحاح الرمح و لا بقدرته على إقناع الناس بضرورة القتل لتعميم السلام، بل و صار الرمح أهدأ و أقل إلحاحاً و رغبةً في القتل و الانتقام يوماً بعد يوم..و من هنا قصر ذلك المعلم –الذي حبس الأسلحة- طاقة فتح الأبواب على الذين يتمتعون بصفات ذلك المتحول الذي كبح بطش سلاح أزلي. و لأن هؤلاء الناس قلائل، فمتدربو هذا الكوخ يعدون على أصابع اليد الواحدة في كل جيل. و ”سياف“ صار واحداً منهم و قد تمكن من كبح سلاح : السيف. و هو ليس سيفاً عادياً، لكننا سنتحدث عنه في ملحق آخر -بإذن الله-.
بين أسطر القصة، نبهنا إلى أن "سياف" إنما هو لقب لا اسم أصلي. و الاسم الحقيقي مذكور مرة واحدة فحسب في سجلات ألفا السرية و لا يعرفه سوى السيد/ رءوف مدير ألفا العرب، و الرئيس الألفي -الذي يعد مديراً لكل المدراء و لكن هذا ليس وقته- ،و "سياف" نفسه قد بدأ ينسى اسمه الحقيقي. سيأتي ذكر ماضي "سياف" الأكحل الدامي في عدد قادم -إن شاء الله-، لكن الملف العام الذي يسمح لقليل جداً من طلاب ألفا بقراءته كما يسمح بذلك لمعلميه -دوناً عمّن سواهم- يضم الملخص التالي:
" عندما عاد "سياف" من كوخ التدريب بعد أربع سنوات أمضاها في تطويع طاقته و كبح سلاحه، كان قد صار في العاشرة، و في منزله بدولة (....) العربية ، وجد منزل العائلة الذي كان يضم أسرة والده كلها -من الجد و حتى الأحفاد- غارقاً في الدماء القاتمة و جثث عائلته ملقاة على بقايا المقاعد و الطاولات، بينما وليد عمته -الذي كتبوا إليه أنه جاء إلى الدنيا منذ شهرين- منكل بجسده الصغير و هو يطفو فوق بركة من السائل الأحمر، فتراجع ابن العاشرة في خوف و شعر بشيء ما تحت قدمه اليمنى فإذا به جسد والده الحبيب مخضب بدماء متجلطة و فيه رصاصات في كل صوب !! كم صرخ! كم بكى الطفل الفتيّ و هو يرى أن كل أحبائه قتلى متناثرين في صالة المنزل أكثر من الأثاث.. خرج إلى الشاعر و دموعه المالحة تغمر وجهه ،دخل كل البيوت المجاورة، بيتاً بعد بيت،و جثث بعد جثث..
و من خلفه جاءه صوت طفلة في السابعة شاحبة الوجه بارزة الضلوع تحتضن دميتها المشوهة بين ذراعيها الضعيفين قائلة: - لقد جاء رجال كثيرون معهم أشياء مؤذية و كانوا يترنحون يمنة و يسرة، رآهم بابا فطلب مني أن أختبئ لكنه لم يختبئ مثلي، راحوا يدورون حول المنزل و فجأة سمعتُ صراخ أمي و أُختَيّ ثم بووم! و بعدها الكثير من الصراخ و الصراخ و البووم !! لكن هؤلاء الرجال كانوا يضحكون بشكل غريب، و يدخلون كل منزل ثم يخرجون بأحجار صفراء لامعة كعقد أمي ، و عندما خرجتُ من مخبأي لم أجد أحداً مستيقظاً ،جميعهم نائمون، و عصير الطماطم يغطي الأرض..هل تستطيع إيقاظ أبي؟ لقد طلب مني ألّا أوقظه أبداً و أن تكون أمي وحدها مَن يوقظه عند نومه، لكنها هي أيضاً لا تريد أن تستيقظ.. سألها و قد التمعت في عينيه نظرات قاسية - مذعورة لكنها قاسية : - متى جاء هؤلاء الرجال؟ - مساء أمس و رحلوا قبل ..(و هي تعد على أصابعها).4 ساعات.هل هم أصدقاؤك؟ - لا...
قالها و غادر تاركاً الطفلة وحدها تتداعب دميتها بعد أن ألقى إليها بحقيبته التي حمل فيها طعاماً و ماءً ، ألقى نظرة أخيرة على جثث عائلته ثم ذهب بعيداً، و منذ ذلك اليوم انتشر خبر وجود سفاح متوحش يقتل الجنود السكارى و يفرغ في أجسادهم طلقات أسلحتهم ، و القتل يتم دائماً بآلةٍ حادة كالسيف أو السكين ..
حتى جاء اليوم الذي ذهب فيه الرئيس الألفي بنفسه ليحقق في الأمر بعد أن وصل عدد القتلى إلى الخمسين ،و هو متأكد أن السفاح متحول نظراً لنجاحه في أفعاله الشنيعة باستخدام سلاح أبيض بدائي..حتى وجده..وجده و هو يقتل ثلاثة جنود بسيفه دفعة واحدة ثم يمسح الدماء عن نصل السيف بعباءة حمراء -فيها بعض الفراغات بيضاء اللون- يرتديها على ظهره كالفرسان القدامى -و يا له من فارس لطيف- ..اقترب منه في هدوء فالتفتَ إليه الفتى بوجه خاوٍ لا ملامح فيه، لا حزن و لا غضب و لا فرح و لا انتشاء..فقط وجه خاوٍ.لكنه رأى السيف يتلوى كأنما يضحك و فجأة انتصب السيف لما رأى الرجل القادم -الرئيس الالفي- يشهر رمحاً من الأسلحة الأزلية ، و بصوت هادئ -رغم الموقف - هتف:
- أيها الفتى مَن تكون؟
لا إجابة فقط نظرة خاوية و فم لا تنفرج شفتاه على جسد طفل بائس أشعث مغبر.. لكن الرجل صاح بصوت عال:
- أيها السيف الأزلي..أقسم بالله لئن لم تترك الفتى لأحبسنَّـك كما فعل معلمي قبلاً.أتفهم؟
توقف الفتى لحظة و بدأت بعض ملامح الحياة تغزو وجهه، بينما انسلّ السيف من يده ليدخل غمده المعلق في حزام الفتى من جهة الظهر، راح الصبي يغمض عينيه و يفتحهما مرة تلو مرة و هو ينقل بصره بين الرجل -الرئيس الألفي- و الجثث الثلاث. لم يبال بالجثث و إنما اتجه إلى الرئيس الالفي في هدوء لكن بخطا سريعة ثم توقف على بعد خطوتين و سأله :
- هل أنتَ هنا كي تقتلني؟
- لا..أنا هنا كي أسألك عما تفعله؟
- أخلص الأرض من الفاسدين.
- و من هم الفاسدين من وجهة نظرك؟؟
- إنهم (و التفتَ إلى الجثث) هؤلاء الجنود السكارى الذين يسرقون بيوت الناس و يقتلونهم و ينكلون بالأطفال.إن الفاسدين هم الذين قتلوا أهل بيتي و جيراني و أصدقائي بسبب الخمر المقيتة.
- و ما الفرق بينك و بينهم؟! صحيح أنك لستَ ثملاً لكن عقلك تحت سيطرة هذا المؤذي (قالها و هو يدير وجهه نحو الغمد ) .
- لستُ تحت سيطرته. سَلْـه.
قالها و استل السيف في وضع عمودي أمام الرجل الذي راح يحدق بتمعن في السلاح و فجأة اتسعت عيناه في ذهول و هتف :
- السيف كان مرغماً على القتل !! لقد رفض السيف أن يقتل بعد أن كبحتَهُ أثناء تدريبك يا فتى..أنتَ أجبرتَ سلاح "راسبوتين" الأزلي على أن يقتل!!
أومأ الفتى برأسه إيجاباً و هو بعيد السلاح إلى غمده خلف ظهره في هدوء و ما إن رفع عينيه إلى الرئيس حتى هوت كف على وجهه الصغير ألقته عدة امتار إلى الوراء. و بصوت غاضب لكن مشفق قال الرئيس الألفي :
- أي طفلٍ أنت؟ أي حياة قاسية عشتها؟؟ أي سبب دفعك إلى أن تقتل ما يزيد عن الخمسين رجلاً في عدة أيام ؟
انهار الصبي و هو يتحسس خده المصفوع فاغرورقت الدموع في عينيه و صاح باكياً :
- لقد قتلوا ابي و امي و اعمامي و إخوتي و زوجات أعمامي و عماتي و أزواجهن و نكلوا بأبنائهم الرضع..أي إنسان يرى الموت و يظل إنساناً ؟!
لاح العطف و الشفقة على وجه الرئيس فتقدم من الصبي و عاونه على النهوض ثم ضمه إليه في حنو أبوي و قال:
- من اليوم لن أدع عينيك تريان الموت ..ستعيش في ألفا ككل الفتية في عمرك و لن تقتل مجدداً هيا انزع عباءتك الحمراء عن ظهرك. هيا..
- ليست حمراء ،إنها عباءة أبي البيضاء و لكنها تلونت بدماء الجنود .
و بلمح البصر انتزع الرئيسُ العباءةَ و ألقاها بكل قوته بعيداً و بحب لم يعتده أحد على الرئيس الألفي راح يضم الفتى إلى صدره أكثر و أكثر بينما الدموع تنهمر من عيني الطفل الصغيرتين.."
و بعد هذا بفترة، سلَّم الرئيسُ الفتى إلى السيد/ رءوف، و ألزمه أن يعامله باعتباره ابناً له و أن يربيه بنفسه، و لم يُكذِّب مدير ألفا العرب خبراً.
و يوماً بعد يوم ،عام بعد عام، اشتدّ عود الصبي و اشتهر بلقب "سياف" بعد أن حظر عليه المدير أن يخبر أحدا باسمه الذي يخبر بوضوح عن بلده الأصلي ممـــــا قد يجعل أصدقاء أولئك الجنود ينتقمون منه أو على الاقل من أهل وطنه لأجل أصدقائهم. و قد التزم "سيــــاف" بهذا و قد صــــار أفضل خريجي ألفا بعد أن درس مختلف لغات العالم -وقد بدأ دراسته لها في الـــــكوخ اليابــاني الشمالي و لا زال يدرس رغم تخرجه- و قد هزم الجاما السابق فاحتل موقعه ، أما الجاما السابق فكان مصيبة حلَّت على ألفا العرب و فضحها في مختلف الفروع -و هـــــو يدعى "عصام"- لن نتحدث عنه هنا، لكن يكفي أن نقول أن "سياف" تقدم إلى بطولة ألفا السنوية و صــــار ثاني أفضل مقاتل ألفي في العالم. أمَّا الأول فلا أرى سبباً لأكتب عنه هنا ..
كيف حصل مازن...؟
تعد ألفا مدرسة داخلية و تنظيماً اجتماعياً عالمياً يعده و ينتمي إليه و يحتمي به كل المتحولين الأخيار في هذا العالم. و أنا أقصد بـ“الأخيار“ هؤلاء الذين لا يستغلون تحولهم في سرقة المتحولين الآخرين أو العوام ،و لا في ارتكاب أية جريمة بلا مبرر حقيقي. و لأن ”مازن“ صار أحد هؤلاء ”الأخيار“ فدرس مادة علمية في صفوف ألفا – هي الرياضيات- و تعلم القتال معتمداً على طبيعة تحوله، بل و صار من أفضل المقاتلين التابعين لفرع ألفا العرب، فقد حصل على عدة امتيازات منها حقه في قيادة سيارته برخصة سليمة قانونياً ، و ببعض التعاون و الوساطة من السيد/ رءوف ،دخل ”مازن“ اختبار القيادة العام الماضي رغم أن عمره لا يسمح له بذلك، و لكنه ملأ الاستمارة و الأوراق الرسمية على أنه في الـ18 من عمره بعد زيادة ثلاثة أعوام فحسب على شهادة ميلاده –عن طريق ألفا طبعاً- و لم تساور الشكوك أحداً لأن طوله و بنيانه الجسدي يجعله يبدو في هذه السن بالفعل. بالمناسبة، يحق لكل متحول تابع لألفا أن يدرس مادة أو علماً يؤهله ليكون ذا منفعة في بنيان ألفا إن لمْ يُجِدِ القتال أو لمْ يرُقْ له. فـ ”سياف“ يجيد عدة لغات حية، و ”درادران“ خبير في الجغرافيا خاصة منطقة جنوب افريقيا ، و ”مازن“ بارع في الحساب و لديه قدرة على الملاحظة و الاستنتاج. ”شيماء“ عالمة تقنيات و تجيد شيئاً آخر نعرفه لاحقاً. ”هانز“ ميكانيكي بارع في إصلاح السيارات. ”سميث“ طبيب تحت التمرين. ”ميرا“ تجيد الأشغال اليدوية و تحبها. و ”رشا“ لديها حس عالٍ بالشعر و الموسيقى و الجمال .
إلى لقاء آخر في عدد آخر.
و السلام عليكم و رحمة [COLOR="rgb(112, 128, 144)"]الله[/COLOR] و بركاته.
==============إذاً هنا ينتهي الملحق، لاحظوا انه بطول القصة ذاتها !! عذراً على عدم تنظيمه، لكن سأحاول تحسين الوضع مع ردي التالي..
المفضلات