[حملة] ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [حملة] ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~





    أطلّ علينا هلال الخير، لتغشى الكون نسائم سكينة، والقلوب إيمان وطمأنينة


    أهلا بروّاد القسم الحبيب.. اللغة العربية،


    هاهي الحملة المُباركة تحل بركابها لديكم، عسى أن نـُفيد ولو بالقليل ..


    فهيا بنا لننهل من نفحات الخير ~





    أخي المسلم أختي المسلمة ..


    ربما لا يكون العنوان مشجعاً للقراءة، فدائماً وفي كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك يبدأ الواعظون وأهل العلم في الحديث عن فضل رمضان والخير الذي فيه، ويدعون إلى الصلاة والصدقة وقراءة القرآن و .... إلخ.

    وهذه المواضيع لا تشد أغلبنا لقراءتها ، فكلنا يعرف فضل رمضان والأجر الذي فيه، وأأغلبنا يعرف ما هي مفسدات الصوم والأشياء التي تنقص من أجر الصائم. ولكن، اسمح لي أن أدعوك لقراءة ما سأكتب ..

    ليتكَ تغصب هذه النفس الأمارة بالسوء وتلزمها لقراءة ما سأكتب حتى النهاية؛ فالذكرى تنفع المؤمنين، وربما يكون في ذلك نوراً لك في قبر ضاقت عليك أركانه بعد موتك، وربما يكون فيه نجاة لك في يوم لا ملجأ من الله إلا إليه !!


    أخي الحبيب .. أختي الكريمة، ماذا أعددت لرمضان ؟


    هل ذهبت إلى السوق واشتريت الأطعمة والمشروبات التي سوف تتمتع بأكلها طوال هذا الشهر؟
    أم أنك اخترت بعناية فائقة المسلسلات والكوميديا التي أعجبتك ونظمت وقتك لمشاهدتها؟ أم أنك مستعد للسهر واللهو في إحدى خيام الأنس والطرب التي تنتشر في بلادنا لإحياء ليالي شهر رمضان؟
    أم أنك اتفقت مع أصدقائك على قضاء الليل في الحديث وتدخين الشيشة ولعب الكوتشينه ؟!؟!؟




    بالله عليكَ أجبني .. ماذا أعددت لرمضان ؟


    هل أنت واحد من هؤلاء الذين يكون رمضانهم في طعام وشراب وسهر ولعب وفساد ونوم في النهار، وعبث طوال الليل؟


    أجبني ولا تخجل ، لا تكذب ، لا تخادع نفسك .. لا تتوهم الصلاح وتكون من أولئك الذين قال الله عنهم : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [سورة الكهف: 103-104]


    إذا كنت منهم فتذكر أخي المسلم أنه سيأتي اليوم الذي ستزال الغشاوة من على عينيك، وينتزع فيه الموت روحك من كل عرق بلا رأفة ولا رحمة، تذكر اللحظة التي يغسلونك فيها، ويكفنونك ويضعونك في حفرة ضيقة، ويهيلون عليك التراب ويذهبون، وتبقى وحيداً ليخرج لك الثعبان الأقرع؛ لأنك كنت تضيع الصلوات، وترى هناك نار جهنم تضطرم ويشتد سعيرها، وهي تنادي ربها أن يقربها منك، ستبكي وتبكي وتبكي وتطلب الرحمة.. ولكن، لن يسمعك أحد؛ فهذا ما اقترفت يداك، وهذا ما زرعت لنفسك، ولتحصد تضييع أغلى ليالي عمرك ..
    إنها ليالي شهر رمضان المبارك التي كنت تقضيها في الفساد والرذيلة واكتساب الآثام !!


    ماذا ستقول لله سبحانه وتعالى عندما يسألك عن رمضان ؟ كيف سترد على قدمك التي تشهد عليك وأنت تمشي للحرام؟ ماذا سترد على لسانك الذي ينطق ويقول أمام رب العالمين أنك كنت تغتاب وتكذب، وتسب وتغني طوال أيام وليالي الشهر الفضيل؟ كيف ستتكلم، وعملك الأسود يكون حاضراً ليفضحك، وتذكر أن يومها لن تجدي الأعذار ولن يفيد الكذب .. آآآه .. كيف سيكون موقفك وشهر رمضان يخرج ليتكلم والقرآن يظهر ويصرخ معه، والصلاة تخرج إلى ربها لينادوا جميعاً، فيقولون لك: ضيعك الله كما ضيعتنا!!؟




    أخي المسلم أختي المسلمة ..
    ماذا أعددت لرمضان ؟

    سؤال يجب أن تجد له إجابة صادقة، ولابد أن تلتزم بها قبل أن يمضي رمضان هذا كما مضى سابقه، وأنت تتخبط في المعاصي والذنوب، وتفوّت الصلوات، وترتكب الكبائر، وتعصي الله سبحانه وتعالى سراً وعلانية !!


    هل ستلتزم بصلاتك وتحافظ عليها مع الجماعة ؟
    هل ستمشي في ظلام الليل لتصلي صلاة الفجر في المسجد ؟


    هل ستكسب حسنة في كل خطوة تخطوها قدمك إلى المسجد، أم أنك ستفضل البقاء على السرير نائماً أو أمام شاشات التلفزيون متسمراً، تشاهد الكاسيات العاريات وتضحك على نفسك، لتبكي في يوم تفارق فيه الأهل والخلان وتكون من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة !!


    هل ستقرأ القرآن كاملاً طوال أيام الشهر ؟
    ربما تقرأ في أول يومين أو ثلاثة وبعدها لا يبقى عندك وقت للقراءة .. أليس هذا ما يحدث ؟!؟
    في كل سنة تقول أنك ستقرأ وستحافظ على التلاوة وستقرأ في كل يوم جزءاً لتختم القرآن في آخر الشهر وبعدها تقرأ الأيام الأولى فقط ليغطي القرآن الغبار حتى السنة القادمة ..


    أليس هذا صحيحاً ؟!؟!
    هل تريد أن تكون ممن هجروا القرآن واستبدلوه بالأغاني الماجنة، والأفلام الساقطة، والمجلات الخليعة التي تدخل كل بيت ؟!؟!؟


    هل ستتصدق على الفقراء والمساكين الذين يطرقون أبواب بيتك؟ أم أنك ستتطردهم لأنهم مجموعة من الدجالين الذين يحتالون على أصحاب الأيدي الكريمة أمثالنا ؟!؟ هل ستصغي إلى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وغيرك من ضعاف النفوس، الذين يبخلون بالدرهم في سبيل الله بينما يضيعون مئات وآلاف الدراهم في الحرام ؟!؟


    أخي العزيز .. استيقظ .. أنت في دنيا فانية، زائلة، حقيرة .. نعم سوف تموت غداً ولن ينفعك علاج الطبيب ولن يفيدك بكاء الحبيب .. استيقظ يا صاحبي فلن تأخذ معك أموالاً جمعتها ولن تنفعك بيوت عمرتها .. ستأخذ معك الحنط والكفن وستنتهي إلى دنيا جديدة تصطك عليك فيها جدران قبرك، وتجد ما عملته في دنياك حاضراً ينتظرك .. القرآن الذي هجرته، والصلاة التي ضيعتها، والفقيرة التي بخلت عليها، ورمضان الذي فسقت فيه و ..... كل شيء، ستجد كل شيء محضراً، وستشهد عليك جوارحك ولا يظلم ربك أحدا !!


    رمضان أقبل فاغتنمه وأنت لا تدري فربما لا تعيش حتى رمضان القادم، بل ربما لا تكمل معنا رمضان هذا .. من يدري؟ فربما تموت وأنت تقرأ كلامي هذا .. اغتنم رمضان وسابق فيه إلى الطاعة، وعُد إلى الله سبحانه وتعالى وستجده فرحاً سعيداً بعودتك إليه ولا تكن ممن يعرضون على جهنم فيحرقون فيها .. وكلما نضجت جلودهم أبدلوهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب حيث قال سبحانه وتعالى :


    { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } [سورة الكهف: 57]، وقال تعالى: { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها ، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ، بئس الشراب وساءت مرتفقا } [سورة الكهف: 29]



    إذا كنت لا تعرف فأعدد له الطاعات والخيرات، وأبوابها أوسع مما تتصور، وخذ شهر رمضان بكرم طاعتك، ولا تقابله بسوء معصيتك .. إقرأ القرآن واجعله نوراً يضيء قبرك بعد الموت، وشاهداً يشهد لك يوم تلقى الله .. أخي المسلم داوم على صلاة الجماعة، وتعرف على الصحبة الطيبة فهي التي ستثبتك على الطريق الصحيح .. طريق الجنة التي تبحث عنها. إبتعد عن فاحش القول وأذية الناس، وأحسن معاملة والديك وجارك وإخوتك، ولا ترهق خادمك، وانصح أهلك وأصحابك وادعهم إلى طريق الرشاد، اشتري المصاحف وأهدها للناس؛ فتشاركهم أجر قراءة القرآن، تصدق على الفقراء والمساكين ولا تبخل بدرهم في سبيل الله، ضع الدراهم في صناديق الجمعيات الخيرية واحتسب الأجر عند الله، صلِ ركعتين في منتصف الليل؛ عسى أن يغفر لك الحي الذي لا ينام، عامل الناس معاملة حسنة وفي هذا محبتهم وصدقة لله سبحانه وتعالى .. صِل رحمك الذين قطعتهم، وسامح من أخطأ في حقك، واستغفر لذنبك ولسائر المسلمين .. أعف لسانك عن الكذب، وعينك عن الحرام، وأذنك عن سماع الأغاني، وقلبك عن الحسد والضغينة، ويدك عن الخطيئة، وقدمك من السير إلى أماكن اللهو والفساد ..






    أخي المسلم .. أختي المسلمة .... أبواب الخير واسعة، وأبواب الشر واسعة أيضاً.. فأيهما تختار يا ذا العقل الرشيد؟ جنة عرضها كعرض السموات والأرض، أم نار حانقة غاضبة تقول: هل من مزيد ؟!؟!؟





    وأخيراً أعود وأقول لك من جديد .. ماذا أعددت لرمضان ؟





    وفى الختام اتوجه بالشكر لكل من شارك في هذه الحملة الدعوية لهذا الشهر المبارك

    - بليميرو al_jOoOry- hanea - monsoon - From Earth جهاد النفس - - نااامى سوان - جويندا -Mr_Jaki



    Mw_NARUTO - Jeanne d,Arc - zan*maya - .K.T. - yelda - ضحكة الدنيا - الحوت


    Ash - qoot-syria -ZoRo- yelda - zan*maya - tamaki suou - Mr-Jaki - yuzuyu-chan - قلب ج ـامح ~- أبو رويم - shekoforever


    Jeanne d,Arc- الزئبق الأبيض - black fox - - lolleta - saber - Azuma - the assassin - "coffee - I LOVE JORDAN -mohbaboo
    بقية الموضوعات هنـــا
    وهنــــــــا
    هذه هدية بسيطة للإعضاء إمساكية شهر رمضان
    إضغط على الصورة لتحصل عليها








    التعديل الأخير تم بواسطة معتزة بديني ; 10-8-2010 الساعة 06:35 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية Jeanne d'Arc

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    692
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~



    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:



    دمعة في رمضان على النساء اللاتي يخرجن إلى صلاة التروايح متزينات متبخرات متعطرات متبهرجات, لابسات أجمل ثيابهن, والنبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «
    لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات»
    [رواه أبو داود وقال الألباني حسن صحيح]،

    وقال صلى الله عليه وسلم: «
    أيما امرأة أصابت بخورا ، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» [رواه مسلم].

    واعرفِ الشر لا للشر لكن لتوقِّيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع


    التعديل الأخير تم بواسطة Jeanne d'Arc ; 10-8-2010 الساعة 12:35 PM

  3. #3

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~






    عبد البارئ بن عوض الثبيتي


    الحمد لله الذي جعل رمضان سيِّد الأيام والشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، أحمده سبحانه وأشكره وهو العزيز الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأشهد أن سيِّدنا ونبينا محمّداً عبده ورسوله، بعثه الله بالهدى والنور، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم النشور.


    أما بعد:


    فإن الأيام تمرّ مرّ السحاب، وتمضي السِّنون سراعاً، ونحن في غمرة الحياة ساهون، وقلَّ من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا، قال تعالى:


    { وهو الذي جعل اللَّيل والنَّهار خلفةً لِّمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شُكُوراً } [الفرقان:62].








    المسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة، قد جعل الله تعالى له مواسم خير، وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يسدُّ به الخلل ويقوِّم المعوجّ في حياته، ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون } [البقرة:183].


    في رمضان تخف وطأة الشهوات على النفس المؤمنة وترفع أكف الضراعة بالليل والنهار.


    فواحد يسأل العفو عن زلته، وآخر يسأل التوفيق لطاعته، وثالث يستعيذ به من عقوبته، ورابع يرجو منه جميل مثوبته، وخامس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفّقهم، وغيرهم محروم.





    من فضائل شهر رمضان


    إن شهر رمضان شهر قوة وعطاء، فيه غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، وكان يصوم هو والمسلمون، وفيه كانت غزوة بدر الكبرى، وفي تلك الغزوات انتصرت راية الإسلام وانتكست راية الوثنية والأصنام، وفيه وقع كثير من معارك المسلمين وحملات جهادهم وتضحياتهم.


    وفي رمضان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكثر ما يكونون قوة وحيوية ومثابرة على العبادة ومضاعفة لها.


    لذا فإن شهر رمضان شهر العمل وشهر الصبر والعطاء، وليس شهر الضعف والكسل والنوم، وخمول بعض الصائمين ولجوئهم إلى النوم في نهاره، الإقلال من العمل يخالف الحكمة من الصوم، ولا يتفق مع الغاية منه.


    كان المسمون الأوائل يعيشون رمضان بقلوبهم ومشاعرهم فإذا كان يوم صوم أحدهم فإنه يقضي نهاره صابراً على الشدائد متسلحاً بمراقبة الله تعالى وخشيته، بعيداً عن كل ما يلوّث يومه، ويشوّه صومه، ولا يتلفّظ بسوء، ولا يقول إلا خيراً، وإلا صمت.


    أما ليله فكان يقضيه في صلاة وتلاوة للقرآن وذكر الله تبارك وتعالى تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم.


    ثمار الصوم ونتائجه مدد من الفضائل لا يحصيها العدّ ولا تقع في حساب الكسول اللاهي الذي يضيع شهره في الاستغراق في النوم نهاراً وزرع الأسواق ليلاً، وقتل الوقت لهواً.





    الصيام جُنَّة من النار: كما روى أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


    « إنَّما الصِّيام جُنَّة، يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار » .


    • الصوم جُنَّة من الشهوات: فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوّج، فإنَّه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء » [أخرجه البخاري ومسلم].


    الصوم سبيل إلى الجنة: فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: « عليك بالصيام، فإنه لا مثل له » .


    • وفي الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون: فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ في الجنَّة باباً يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد »[أخرجه البخاري ومسلم].


    الصيام يشفع لصاحبه: فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله علبه وسلم قال: « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ ربّ منعته الطعام والشَّهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان » .


    • الصوم كفَّارة ومغفرة للذنوب: فإن الحسنات تُكفّر السيئات، فقد قال صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم].


    الصيام سبب للسعادة في الدارين: فقد قال صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: « وللصائم فرحتان، فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [رواه البخاري ومسلم].





    استغلال الفرص في رمضان


    هل يكون شهر رمضان في هذا العام موسماً للعودة إلى الله وفرصة للمحاسبة وطرح التقصير في جنب الله؟ هل يكون فرصة للمسرفين على أنفسهم ليعودوا إلى الله تعالى بقلوب واعية وحياة إسلامية صادقة؟


    وفرصة للدعاة إلى الله ليعيدوا النظر بمهمتهم ويدركوا أنهم يحملون أشرف دعوة، ويعملون لأنبل غاية، فيتخلصون من همّ النفس والطواف حول الذات فما عند الله خير وأبقى.


    وفرصة لكل مسلم لينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً، ينصر المظلوم برد ظلامته، وينصر الظالم بالأخذ على يديه فتسود المفاهمة الصف المسلم.


    وفرصة للأغنياء والمترفين لمراجعة الحساب والإحساس بحاجة الفقراء، وشكر النعمة بوضعها حيث أراد المنعم، فيساهموا في إنقاذ الجائعين في الأمة الإسلامية، فإيمانهم معرض للخطر إذا لم يُطعَم جائعهم ويُكْس عاريهم ويُغث ملهوفهم.


    وفرصة لكل مسلم ليدرك أن التساهل يؤدي إلى الكبائر، فيُقلع عن الغيبة والنميمة وسوء الظن والاحتقار والازدراء.


    وفرصة لأن نرسم لأنفسنا منهجاً نتدرب من خلاله على المعاني الإسلامية، لنملك اليد المسلمة، الرجل المسلمة، العين المسلمة، الأذن المسلمة، اللسان المسلم، بحيث تتحرك الجوارح جميعها كما أراد لها ربها وخالقها: « وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها » [رواه البخاري].


    كل ذلك يمكن أن يتحقق في مدرسة الصيام التي تربي على الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقة، تلك التي تكسر غوائل الهوى، وترد هواجس الشر.


    أيُّ إرادة قوية، بل أيُّ نظام أدق من أن ترى المؤمن في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدة من الزمن، ثم يتناوله في وقت معين، ثم يمسك زمام نفسه من أن تذلَّ لشهوة أو تسترق لنزوة أو ينحرف في تيار الهوى الضال.


    بل إنه يقول لسلطان الهوى والشهوة: لا، وما أروعها من إجابة إذا كانت في مرضاة الله.


    لا يرفث ولا يصخب ولا يفسق، ولو جرح جاهل مشاعره واستثار كوامنه لجم نوازع الشر بقوله: « إني امرؤ صائم





    إن كثيراً من الناس أسرى لما تعوَّدوه، وكلما حاولوا ترك العوائد راجعوا، ذلك لأن للعادات سلطاناً على النفوس وهيمنة على القلوب، كم منَّا من تملكه عاداته في طعامه وشرابه ونومه ويقظته، فلا يستطيع الفكاك منها، والصوم علاج نافع لكثر من هذه العادات فيُتخلَّص به من أعبائها وأثقالها، وبه يستطيع المسلم- إذا عزم وصمَّم- أن يترك ما شان من العادات ويتخلى عنه دون أن يصيبه أذى أو يلحقه ضرر، ثم ينتقل إلى محاربة عادات لها مضارها ومآثمها كالليالي الساهرة، والحفلات المستهترة، والعلاقات الخبيثة، وكالإدمان على الدخان والشيشة والقات، ونحوه من المفتِّرات والمخدرات أو الشهوات، من كلّ ما هو نتيجة لضعف الإرادة والاستسلام المخزي الذي لا يليق بالرجولة ولا يتفق مع الخلال الشريفة.


    إذا أردتم أن تصوموا حقاً فصوموا فيه عن الأحقاد والمآثم والشرور، كُفُّوا ألسنتكم فيه عن اللغو، وغضُّوا فيه أبصاركم عن الحرام، فمِنَ الصائمين من ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ذلك الذي يترك الطعام ويأكل بالغيبة لحوم إخوانه، ويكفّ عن الشراب، ولكنه لا يكفّ عن الكذب والغش والعدوان على الناس.





    وصية للصائمين


    كونوا أوسع صدوراً، وأندى ألسنة، وأبعد عن المخاصمة والشرّ، إذا رأيتم زلّة فاحتملوها، وإن وجدتم إساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادءكم أحد بالخصام فلا تردّوا بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم.


    بركات هذا الشهر


    من بركة هذا الشهر عِظم فضل الأعمال الصالحة فيه، ومنها:


    • قيام الليل: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغّب في قيام رمضان فيقول: « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم].


    الصدقة: فقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل » [رواه البخاري ومسلم]، فيستحب الجود والصدقات، ولا سيما الإكثار منها في شهر رمضان المبارك.


    يستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم: وكان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يكثرون من تلاوة القرآن في الصلاة وغيرها.


    • الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد للعبادة تقرباً إلى الله عزّ وجلّ، و « كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله » [رواه البخاري ومسلم].


    • العمرة في رمضان تعدل حجة: كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.


    • يستحب للصائم السحور: كما أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « السَّحور أكْلُهُ بركة، فلا تَدَعُوهُ ولو يَجْرَعَ أحَدُكُم جُرعة من ماء، فإنَّ الله عزّ وجلّ وملائكته يُصلون على المُتسحِّرين » .


    • ويستحب تعجيل الفطر والدعاء عند الإفطار: فقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصَّائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم... » .





    اللهم تقبل من الصائمين صيامهم، ومن المتصدقين صدقاتهم، ومن القائمين قيامهم، ومن الداعين دعاءهم، واغفر لنا ما قدّمنا وما أخرنا، وأخرجنا من هذا الشهر مغفور لنا.


    وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    التعديل الأخير تم بواسطة أبو رويم ; 9-8-2010 الساعة 12:45 AM

  4. #4

    الصورة الرمزية طَيْفْ

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    3,603
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~

    حياكم الله رواد قسم اللغة الكـــــــــرام
    مـــــــــــــــع

    ملاحظة : لمشاهدة الفلاش اضغط/ي على الصورة.



    الفلاش الأول : وأقبل رمضان








    الفلاش الثاني : الخاشعون







    الفلاش الثالث : رمضان فرصة للتغيير








    الفلاش الرابع : يا قادماً بالتقى









    الفلاش الخامس : إني صائم








    الفلاش السادس : رمضان فرصة للتائبين









    التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفْ ; 8-8-2010 الساعة 03:59 PM

  5. #5

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~ الحملة الدعوية لشهر رمضان المبارك ~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    لقد تم الإنتهاء من وضع جميع الموضوعات للحملة
    فمن أراد منكم الرد على احدى الموضوعات فليتفضل
    ومن أراد نشر الموضوعات بإى مكان فله ذلك ، وجزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...