صحيح الأحاديث القدسية

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية byakuya lover

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    55
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post صحيح الأحاديث القدسية


    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين,وعلي آله وصحبه أجمعين الي يوم الدين.
    أما بعد:
    في البداية أحب اقول كل عام والأمة الإسلامية بخير وكل سنة وأنتم طيبين بمناسبة حلول شهر رمضان .
    الصراحة أنا واحدة من الناس اللي مش بيعرفوا يكتبوا مقدمات جيدة للموضوعات عشان كدا هادخل في الموضوع علطول .
    عنوان الموضوع بيتكلم عن كتاب للأحاديث القدسية وهو صحيح الأحاديث القدسية من كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
    الكتاب مكوناته كالتالي:
    1- مقدمة وتتضمن:
    أ- تعريف الحديث القدسي.
    ب- كيفية تلقي الرسول صلي الله عليه وسلم للأحاديث القدسية.
    ج- كيفية رواية الأحاديث القدسية.
    د- الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي.
    ه- منهج العمل في الكتاب.
    2- الأحاديث القدسية.


    وإن شاء الله هأنقل لكم الكتاب بكل محتوياته بشكل متجدد خلال شهر رمضان وربنا يعيني علي ذلك وان يكون في هذا الكتاب فائدة للجميع ان شاء الله.
    نبدأ:




    الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ,وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.



    فقد حفلت كتب السنة بمختلف تصنيفاتها علي أحاديث يرويها النبي صلي الله عليه وسلم عن رب العزة تبارك وتعالي وتمتاز هذه الأحاديث في مجملها بالحديث عن عظمة الرب سبحانه وتعالى وسعة ملكه وكثرة عطائه لخلقه وتجاوزه عنهم مما يقرب العبد الي ربه ويفتح ال له باب الرجاء والأمل ,ومن ثم كان هذا الكتاب الذي يحمع بين دفتيه مجموعة من الأحاديث القدسية الصحيحة وهو وإن لم يكن جديد في بابه إلا انه يعد خطوة في طريق تمييز سنة النبي صلي الله عليه وسلم مما شابها من أحاديث ضعيفة وموضوعة.





    الحديث القدسي :هو ما أضيف الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسنده الي ربه عز وجل مثل:"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ",أو "قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم".




    وسبب تسميته "قدسيا"هي تكريم لهذه الأحاديث من حيث إضافتها إلي الله تعالى.



    ولكن أختلف العلماء في لفظ الحديث القدسي هل هو من عند الله عز وجل أم من عند الرسول صلي الله عليه وسلم ؟



    ذهب طائفة من العلماء الي ان الحديث القدسي لفظه من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعناه من عند الله تعالى.


    وذهب جماعة من العلماء الي أن لفظ الحديث القدسي من كلام الله عز وجل وليس للنبي صلي الله عليه وسلم دخل فيه إلا روايته عن الله عز وجل .

    واستدلوا علي ذلك بلآتي:


















    1- الحديث القدسي يضاف إلي الله تعالي فيقال فيه:حديث قدسي وحديث الهي وحديث رباني,ويقال فيه :قال الله تعالى وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.



    2- الأحاديث القدسية اشتملت علي ضمائر المتكلم الخاصة بالله تعالى فتكون من كلام الله تعالة وإن لم تكن الفاظها للإعجاز ولا تعبدنا الله بتلاوتها.








    قال ابن حجر الهتيمي رحمه الله:ولا تنحصر تلك الأحاديث القدسية في كيفية من كيفيات الوحي بل يجوز أن تنزل بأي كيفية من كيفياته كرؤيا النوم والإلقاء في الروع وعلي لسان ملك.







    لرواية الأحاديث القدسية أكثر من صيغة:



    1- أن يقول الراوي :"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه",وهذه عبارة السلف ومن ثم آثرها النووي رحمه الله.



    2- اويقول الراوي :قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ,ومعني الصيغتين واحد.


    3- أو يقول الراوي :سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول"إن الله قال",أو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:"يقول الله تعالي".

    4- أو يقول الصحابي عن النبي صلي الله عليه وسلم يرفعه وهو في حكم قوله عن الله عز وجل.






















    يفترق الحديث القدسي عن القرآن الكريم من وجوه, أهمها:



    1- أن القرآن الكريم نزل به جبريل عليه السلام ,بينما الحديث القدسي قد تكون الواسطة جبريل او يكون بالإلهام أو غير ذلك.




    2- القرآن الكريم لا يتطرق اليه الخطأ,أما الحديث القدسي فقد يرد الوهم إلي أحد رواته فيرويه علي خطأ.



    3- القرآن الكريم يتلي في الصلاة , ولا يجوز ذلك في الحديث القدسي.


    4- ثواب قراءة القرآن وتلاوته ثابت ,والحديث القدسي ليس له نفس الفضل.

    5- القرآن مقسم الي سور وايات واحزاب واجزاء والحديث القدسي ليس كذلك.
    6- جاحد القرآن يكفر بخلاف من جحد حديثا قدسيا (لظنه أنه ضعيف مثلا).
    7- تجوز رواية الحديث القدسي بالمعني ولاتجوز قراءة القران بالمعني.



























    1- جمع الأحاديث التي تناولت الأحاديث القدسية الصحيحة وتبويب موضوعاتها لتسهل علي القارئ الاستفادة منها.





    2- ضبط النص ومقابلته مع معاني الكلمات ,وإضافة شروح وتعليقات لكبار العلماء ,وفي نهاية الحديث ذكرنا طرفا من فوائده.




    3- عزو الايات القرآنية الي مواضعها في المصحف بذكر اسم السورة ورقم الآية.



    4- عزو الأحاديث الي مصادرها من كتب السنة فالأحاديث التي في الصحيحين العزو اليهما يكفي للدلالة علي صحة الحديث وما كان خارج الصحيحين قمنا بعزوه الي مصادره واستعنا بتحقيقات العلامة الالباني رحمه الله تعالى في الحكم علي الاحاديث التي وجدنا له احكاما عليها.


    وختاما:

    فهذا جهد المقل ,فما كان من توفيق فهو من الله وحده ,وما كان من زلل أو خطأ فهو من عند انفسنا ومن الشيطان ,فنسال الله سبحانه وتعالي أن يغفر لنا ,ويتجاوز عن زلاتنا,أنه ولي ذلك والقادر عليه ...ونساله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم....
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ,وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.














































    عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال" أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان-يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال:ألست بربكم؟ قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ".













    الميثاق:العهد.



    ذرأها:أي خلقها.


    فنثرهم:فرقهم ونشرهم.

    كالذر:النمل الصغير.
    قبلا:عيانا ليس دونه حجاب


























    استخرج الله ذرية آدم من صلبه وأخذ عليهم العهد بالإقراربربوبيته وأقروا ,فمن خالف ذلك فيما بعد ؛ أي :بعد روجهم من ظهر آدم فقد كفر ومصيره إلي النار؛ لأن الله بين له في عالم الذر أنه ربه ثم في عالم الحس أرسل الرسل وأنزل الكتب وأعطاه علي ذلك الآيات البينات.




    قال السعدي:"وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم" الأعراف172؛أي:قررهم بإثبات ربوبيته بما أودعه في فطرهم من الإقرار بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم قالوا"بلي"قد أقررنا بذلك ,فإن الله تعالى فطر عباده علي الدين الحنيف القيم فكل أحد فهو مفطور علي ذلك ولكن الفطرة قد تغير وتبدل بما يطرأ علي العقول من العقائد الفاسدة ولهذا"قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين"الأعراف172.










    1- دليل علي أن آدم أول البشرو وأن كل ذرية خلقها الله من صلبه ,وهذا رد علي الحهلة الذين قالوا :أن آدم ليس أول البشر.


    2- بيان لعدل الله سبحانه ؛حيث أنه أخذ عليهم الميثاق حتي يكون حجة عليهم.


    3- إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى.


    4- وجوب الإيمان برؤية الله سبحانه وتعالى لعباده ,حيث كلمهم قبلا, وهذا دليل علي جواز رؤية الله.












    عن عياض بن حِمَارٍ المُجاشِعيً رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ذات مرة في خطبته:" ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا,كل مال نحلتٌهٌ عبداً حلال ,وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ,وأَمَرَتهٌم أن يٌشركٌوا بي ما لم أٌنزل به سلطانأً,وإن الله نَظَرَ إلي أهلِ الأرض فمَقَتَهم عَرَبَهٌم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب,وقال:إنما بعثتك لأَبتَلِيَكَ وأَبتَلِيَ بِكَ,وأَنزلتٌ عليك كتابًا لا يغسلهٌ الماء وتقرؤه نائماً ويقظانَ,وإن الله أمرني أن أحرق قريشًا,فقلت :رب إذا يثلغٌوا رأسي فيدعٌوهٌ خٌبزَة ً,قَاَلَ:استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نٌغزِكَ,وأَنفِق فسننفقَ عليك وابعث جيشًا نبعث خمسةً مثلهٌ, وقاتل بمن أطَاعَكَ من عَصَاكَ ,قال:وأَهل الجَنة ثلاثةٌ :ذو سلطان مقسط متصدق موفق , ورجل رحيم رقيق القلب لكل ي قربى,ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال.قال:وأهل النار خمسةٌ: الضعيف الذي لا زَبرَ له والذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا, والخائن الذيي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه, ورجل لا يٌصبح ولا يٌمسي إلا وهو يٌخادعٌكَ عن أهلِكَ ومَالِكَ".وذكر البخل أو الكذب" والشنظير الفحاش ".


    المقت: أشد الغضب.
    يثلغ:يكسر.
    نغزك: نعينك.
    مقسط:عادل.
    الشنظير: السئ الخٌلق


    1- أن النبي مأمور بتعليم ما جهلته الأمة.
    2- الردعلي من يقول من الصوفية :إن عنجنا علم ليس في الشرع.وهذا غلط وزندقة؛ لان النبي صلي الله عليه وسلم علم أصحابه ما جهلوا .فهم أصحاب علم فمن أتي بعلم غير علمهم فهو مبتدع ضال.
    3- أن الأصل في الفطرة الإنسانية:الإيمان والإسلام, وليس كما ذهب بعض علماء النفس والفلاسفة :بأن النفس جبلت علي الشر فهذا غلط محض يخالف الكتاب والسنة.
    4- ذم الشرك,وأنه من عمل الشياطين وأوامرهم.
    5- أن من صفة الله سبحانه البغض والكراهية لكن ليست ككراهيتنا ولا كبغضنا إنما يليق به سبحانه وتعالى , والدليل عليه في الحديث: أنه مقت أهل الأرض أي: بغضهم.
    6- بيان شرف العلم , لان الله لما مقت أهل الأرض عربهم وعجمهم لم يمقت أهل الكتاب العالمين به سبحانه.
    7- بيان لسنة من سنن الله الكونية, سنة الابتلاء,فإن الله ابتلي الصالحين بالكافرين وبالعكس"لِيَمِيزَ الله الخَبِيثَ مِنَ الطََيِبِ ويَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهٌ عَلَيَ بَعضِِ فَيَركٌمَهٌ جَمِيعا فَيَجعَلَهٌ فِي جَهَنَمَ"الأنفال 37.
    8- بيان لحفظ الله لكتابه ؛لأنه قال:"لا يغسله الماء" يعني:- والله أعلم -أنه ليس للكتب من سبقك يكون حفظه عن طريق الورق والمداد؛إنما يكون حفظه في الصدور . وهذا أبلغ في الحفظ؛لأن الكتب ربما تأتي الماء فتمحو ما فيها من كلام الله,وهذا ما حدث لليهود والنصارى.
    9- الحث علي الإنفاق في سبيل الله.
    10- أن الله سبحانه وتعالي يعين الكجاهدين في سبيله,و أن الأمر ليس بالقوة والعداد والعدد إنما بالإيمان, وأخذ الأسباب, والإعداد فقط, وأن الله يعينهم بعد ذلك.
    11- فضل السلطان المقسط,و المقسط, والمتصدق,والرجل الرحيم رقيق القلب,والمسلم العفيف,وأن هؤلاء من أهل الجنة.
    12- ذم للبخل و الكذب والخائن والخداع والفحاش وهؤلاء من أهل النار.



    عن أبي هٌرَيرَةَ رضي الله عنه قال:قال النَبِيٌ صلي الله عليه وسلم:" يقٌولٌ الله:شََتَمَنِي ابن آدَمَ ,وما يَنبَغِي لهٌ أن يَشتِمَنِي,وكَذَبَنِي ومَاَ يَنبَغي لهٌ ,أما شَتمٌهٌ فَقَولٌهٌ :إِنَ لي ولداً.وأما تكذِيبٌهٌ فَقَولٌهٌ :ليس يٌعِيدٌنِي كما بَدَأَنِي ".

    الشتم:السب ,وهو وصف بما يقتضي النقص.
    يعيدني:الإعادة :بدء الشئ وإرجاعه ثانياً.

    أخبرنا عزوجل أن ابن آدم يشتمه,وينتقصه,بقول لا يليق به,وما ينبغي له أن يشتمه وينتقصه, لانه خالقه, وربه, وموجده من العدم بقوله:"كن",وتولي خلقه في الرحم من مَني الي نطفه, الي علقة, الي مضغة,ثم ينفخ فيه الروح الي أن يخرج من بطن أمه,ثم يضع في قلب والديه الرأفة , والرحمة, والحنان, فيقبلان علي تربيته , والمحافظة عليه الي أن يفطم, وبعد ذلك ينتقل من طور الي طور, ومن حال الي حال, وكل ذلك يراعيه, ويكلؤه, ويقدر له رزقاً ,وسعادة, ويسهل له الطرق, ويضمن له العيش, ويكلفه بأمور سهلة يطيقها كل إنسان, حتي إذا ما واظب عليها, وأتي بها تامة مرضية كان له ثوابها, وأجزي علي عملها, ورفعت منزلته في الدنيا, ويوم القيامة يدخله الجنة, وينعم عليه بمل لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر علي قلب بشر, ومع هذا فإن ابن آدم ينسي هذا كله, ويقابل مولاه بالشتم , والسب, والتكذيب بقوله: لله ولد, وبقوله: ليس يعيدني كما بدأني أول مرة, والمراد بابن آدم : بعض بني آدم , وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان , والدهرية , ومن ادعى أن لله ولدا ً من العرب أيضاً, ومن اليهود , والنصارى.

    قال قتادة: إن مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله, وقالت اليهود:عزير ابن الله,وقالت النصارى:المسيح ابن الله,فكذبهم الله سبحانه, وبين أنه منزه عن ذلك, وأنه الواحد الأحد الصمد, لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوًا أحد, وأنه جل ذكره يعيده كما خلقه وبدأه اول مرة, وليس الخلق ابتداء بأهون عليه من الإعادة , بل النظر للعادة الجارية المعلومة للعباد أن الإعادة أسهل وأهون من البداءة , وإيجاد الشئ ابتداءً, وعليه: فلا يحق ولا يصح أن يستبعد بعض بني آدم ذلك, بل يستقر به, ويستملحه, ويقر به بدون دليل؛ لأن البداءة هي البعيدة عن العقل, والمستغربة, وهذا بالنسبة للمخلوق؛وأما بالنسبة للخالق: فليست إحدى الحالتين بأسهل وأهون عليه من الأخرى, بل يقول للشئ : كن, فيكون, فسورة الإخلاص أعظم سورة تنزه الله عزوجل , وتثبت عقائد التوحيد, وتهدم عقائد الشرك بجميع أنواعه, لذلك أفردها بعض الأئمة بتأليف خاص بها, كشيخ الإسلام تقي الدين ابم تيمية, فيخبرنا الله تعالى أنه الواحد؛ أي:وحدة حقيقية غير قابلة للتعدد والكثرة في ذاته, ولا في ربوبيته, ولا في ألوهيته, ولا في ملكه, فهو غير مركب من أصلين, كما زعمت الثانوية, ولا من ثلاثة أصول ,او أقانيم,كما يزعم المثلثون من قدماء وثنيي الهند وغيرهم, وتبعهم علي ذلك النصارى علي خلاف أصل دين موسى, وعيسى, ومن قبلهما من النبيين عليهم الصلاة والتسليم, وأنه الصمد القادر علي قضاء كل ما يحتاج اليه عباده من الحاجات. وكفايتهم جميع ما يعجزون عنه من المهمات بما يسخره لهم من الأسباب, وما يهديهم من سننه فيها .

    قال الشيخ محمد رشيد رضا: فلو كان مبتدعة عبادة القبور وأسري الخرافات بفقهون معني هذه الكلمة, ويؤمنون بها إيمانًا إذعانيًا صحيحًا يملك قلوبهم لما صمد أحد منهم إلي قبر أحد من الصالحين, ولا إلي رجل حي من المعتقدين, ولا إلي دجال يدعي استخدام الجان, وتسخير الشياطين؛ ليقضي له ما عجز عنه من منافعه ومصالحه, أو من دفع الأذى عن نفسه, وأهله,وولده؛ فإن هؤلاء الأحياء الدجالين كالموتى من الصالحين عاجزون كلهم عما يظنه الجاهلون فيهم من التصرف في عالم الغيب والشهادة, وقد تغترون ببعض ما يجهلون حقيقته من الشعوذة , وحيل, او مصادفات يوجد امثالها عند أمثالهم من جميع أهل الملل, ولكن هذا الغرور لا سلطان له علي الموحدين المؤمنين بوحدانية الله تعالى.
    وقوله: في رواية أخرى:" لم ألد ولم أولد"أي: لم يصدر عنه ولد, ولم يصدر هو عزوجل من شئ؛ لاستحالة نسبة العدم إليه سابقًا ولاحقًا. والوالدية والمولودية متلزمان؛ إذ المعهود أن ما يلد يولد,وما لا فلا. والاعتراف بهذا هو الاعتراف بذاك؛لانه ليس بخلوق له مزاج وجنس نشأ عن غيره, ونشأ غيره عنه, قتكون الربوبية, والألوهية أسرة, وعشيرة كسائر الأحياء الحادثة التي يتوقف وجود بعضها علي بعض, بل هو أحد لا شئ قبله ولده, ولا شئ مثله ولد منه, فيحل محله, بل هو أزلي,سرمدي, منزه عن مشابهة كل ما في العالم من الأحناس المتسلسلة من الأفراد البسيطة والمركبة . والله غني عن الوالدية والمولودية, وهما نقص في حقه, ويستلزمان الحاجة ,وينافيان الربوبية, والالوهية.

    فإن قيل: لم قدم ذكر نف الولد مع أن الوالد مقدم ؟ وجوابه: قدم للأهتمام لأجل ما كان يقوله الكفار من المشركين : إن الملائكة بنات الله. واليهود: عزير ابن الله.والنصارى: المسيح ابن الله, ولم يدع أحد: أن له والدًا,فلهذا السبب بدأ بالأهم , فقال:"لم ألد ولم أولد".وقوله:" لم يكن له كفوًا أحد" الإخلاص4" أي :لم يكافئني أحد , ولم يماثلني,ويشاكلني من صاحبة وغيرها, والكف:النظير المكافئ .والله أعلم.

    1- التقرير لتوحيد الله تعالي وذم الشرك.
    2- وجوب الإيمان والتصديق بالبعث والإعادة بعد الممات لمحاسبة الخلق.



    عن زيدِ بن خالدٍ رضي الله عنه أنه قال: صلى لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الصٌبح بالحٌديٍبيَةِ علي إِثرِ سماءٍ كانت من الليلة, فلما انصرف النبي صلي الله عليه وسلم أَقبَلَ علي الناس فَقَالَ: "هل تدرٌون مَاذاَ قَالَ ربٌكٌم؟". قالٌوا: الله ورسٌولٌهٌ أَعلَمٌ. قَالَ:"أَصبَحَ مِن عِبَادِي مٌؤمنٌ بِي وكَافِر,فَأمَا مَن قَالَ:مٌطِرنَا بفَضلِ الله ورحمته,فَذَلِكَ مٌؤمِن بِي كَافِرٌ بِالكَوكَبِ, وأَمَا مَن قَالَ: مطرنا بِنَوءِ كَذَا وكَذَا. فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مٌؤمِنٌ بِالكَوكَبِ ".

    إثر سماء: المطر.
    النوء: منزلة من منازل القمر ,كانت العرب تنسب المطر إليها.


    قال ابن عثيمين رحمه الله:عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلي الله عليه وسلم في الحديبية , والحديبية غزوة مشهورة معروفة,وذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج الي مكة معتمرًا ومعه إبل الهدي فلما وصل إلي الحديبية وهي أرض بين الحل والحرم منعته قريش أن يدخل مكة وجرى بينهم وبين النبي صلي الله عليه وسلم ما هو معروف من المصالحة لكن في إحدي الليالي صلي بهم النبي صلي الله عليه وسلم صلاة الصبح علي إثر مطر فلما انصرف من صلاته أقبل عليهم وقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟قالوا الله ورسوله أعلم وإنما ألقى عليهم هذ السؤال من أجل أن ينتبهوا ؛لأن إلقاء الأسئلة يةجب الانتباه قالوا :الله ورسوله أعلم,وهكذا كل إنسان يجب عيه اذا سئل عما لا يعلم يقول : الله ورسوله أعلم في الامور الشرعية,أما الامور الكونية القدرية ,فهذا لا يقول :ورسوله اعلم؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم لا يعلم الغيب كما مثلاً لو قال قائل:أتظن المطر ينزل غدا تقول: الله أعلم,ولا تقل: الله ورسوله أعلم؛لأن الرسول صلي الله عليه وسلم لا يعلم مثل هذه الأمور,لكن لو قال لك: هل هذا حرام ام حلال؟تقول :الله ورسوله أعلم؛لأن النبي صلي الله عليه وسلم عنده علم الشريعة,المهم أنهم قالوا: الله ورسوله أعلم ,وهذا من الأدب,قال: إن الله عزوجل قال:أصبح من عبادي مؤمن بي وكافؤ بي فأما من قال:مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال:مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب,والباء هنا للسببية, يعني: معناه أنك إذا أضفت المطر الي النوء فقلت هذا النجم نجم بركة وخير يأتي بالمطر فهذا حرام عليك كفر بالله عز وجل وإضافة الشئ الي سببه من نسيان المسبب وهو الله عز وجل,وأما إذا قلت مطرنا بفضل الله ورحمته في هذا النوء, فلا بأس؛لأن هذا اعتراف منك بأن المطر بفضل الله ولكنه صار في هذا النوء.كثير من العامة عندنا يقولون : مطرنا بالفصل مطرنا كذا وكذا.
    وليسوا يقصدون بهذا السببية وإنما بقصدون الظرفية؛أي:أن المطر صار في هذا الوقت وهذا لا بأس به وأما إذا جعل الباء للسببية فهذا الذي كفر بالله وإيمان بالكواكب ثم إن أعتقد أن الكوكب هو الذي يأتي بالمطر فهذا كفر أكبر مخرج عن الملة وإن أعتقد أن الكوكب سبب وأن الخالق هو الله عز وجل فهذا كفربنعمة الله وليس كفر مخرجًا عن الملة وفي هذا الحديث نعرف أنه ينبغي للإنسان إذا جاء المطر أن يقول:مطرنا بفضل الله ورحمته والله الموفق.


    1- ان النبي صلي الله عليه وسلم ألقي سؤال عما أراد التكلم عنه ,فقال:"أتدرون" وهذه وسيلة من وسائل التعليم الناجح ,لأنه يثير انتباهم.
    2- ينبغي للإنسان أن يقول عن الشئ الذي لا يعلمه : الله أعلم.
    3- أن من أعتقد أن الكواكب هي التي تمطر بذاته فقد كفر بالله العظيم ويستتاب.
    4- أن من أعتقد أن الكواكب هي السبب بالمطر فهذا كفرنعمة كفر أصغر لا يخرج من الملة.
    5- ينبغي للإنسان إذا أمطرت الماء أن يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته.
    6- جواز تعليم الناس بعد صلاة الصبح علي ما تقتضيه المصلحة.


    عن الضحاك بن قيس الفهري رضي الله عنه قَالَ:قاََلَ رَسَولٌ اللهِ صلي الله عليه وسلم: " إن اللهَ عز وجل يقولٌ: أنا خيرٌ شريكٍ,فمن أشركَ معي شريكًا فهوٌ لشريكِي, يا أيٌها الناس: أَخلصوا أعمالَكٌم للهِ عز وجل,فإنَ اللهَ عز وجل لا يقبلٌ إلا ما أخلصَ لهٌ, ولا تقولوا:هذا للهِ وللرحمِ؛فإنها للرحمِ ليسَ للهِ عز وجل منها شئ, ولا تقولوا: هذهِ للهِ ولوجوهِكٌم؛ فإنهَا لوجوهِكم ليسَ للهِ مِنهَا شئٌ ".

    أخلصوا: أخلص الشئ ؛ أي: أصفاه ونقاه مما يشوبه, والمراد به هنا:ترك الرياء.
    للرحم: الرحم : القرابة.
    لوجوهكم: أي لكم,فعبر بالجزء وأراد الكل.

    يخبرنا الله تبارك وتعالي:أنه لا يقبل عمل عامل منا من ذكر أو أنثى إذا كان عمله مشوبا بشرك, ولم يكن خالصا لله تعالي من جميع أنواع الشرك, كالكبر,والسمعة,وغير ذلك؛ فإن العمل تارة يكون لغير الله,كمن يعمل رياءً محضًا,بحيث لا يراد به سوى مرئيات المخلوقين؛ لغرض دنيوي,كحال المنافقين في صلاتهم.قال الله تعالى في وصفهم: {وإذا قاموا إلي الصلوة قاموا كسالى يرآءون الناس} النساء:142}, وقال الله تعالى:{فويل للمصلين} الماعون:4}, وكذلك وصف الله تبارك الكفار بالرياء المحض في قوله: {ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديرهم بطرا ورئاء الناس} الانفال:47}, وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام, وقد يصدر في الصدقة الواجبة , والحج,وغيرهما من الأعمال الظاهرة؛ التي يتعدي نفعها, فإن الإخلاص فيها عزيز, وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط, وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
    وتارة يكون العمل لله,ويشاركه الرياء, فإن شاركه من أصله؛ فالنصوص الصحيحة تدل علي بطلانه أيضًا, وحبوطه.
    طريق معالجة القلب من الرياء:
    عرفت أن الرياء محبط للأعمال, وسبب للمقت عند الكبير المتعال, وأنه من كبائر المهلكات , وما هذا وصفه فجدير بالتشمير عن ساق الجد في إزالته, وفي علاجه مقامان:
    أحدهما: قطع عروقه وأصوله, وهي حب لذة المحمدة, والفرار من ألم الذم, والطمع في أيدي الناس, فهذه الثلاثة هي التي تحرك المرائي إلي الرياء, وعلاجه: أن يعلم مضرة الرياء زما يفوته من صلاح قلبه, وما يحرم عليه في الحال من التوفيق, وفي الآخرة من منزلة عند الله تعالى, وما يتعرض له من العقاب والمقت الشديد والخزي الظاهر, فمهما تفكر العبد في هذا الخزي وقابل ما يحصل له من العباد والتزين لهم في الدنيا بما يفوته في الآخرة وبما يحبط عليه من ثواب الأعمال فإنه يسهل عليه الرغبة عنه, كمن يعلم أن العسل لذيذ ولكنه إذا بان له ان فيه سٌمًا أعرض عنه.
    المقام الثاني: دفع العارض منه أثناء العبادة وذلك لابد أيضًا من تعلمه,فإن من جاهد نفسه بقطع مغارس الرياء وقطع الطمع واستحقار مدح المخلوقين وذمهم فقد لا يتركه الشيطان في أثناء العبادة, بل يعارضه بخطرات الرياء , فإذا خطر له معرفة اطلاع الخلق دفع ذاك بأن قال لنفسه: مالك وللخلق علموا او لم يعلموا والله عالم بحالك فأي فائدة في علم غيره,فإذا هاجت الرغبة إلي لذة الحمد : ذكر ما رسخ في قلبه من آفة الرياء وتعرضه للمقت الإلهي والخسران الاخروي.

    1- الحث علي الإخلاص لله تعالي والتحذير من الرياء وأنه الشرك الأصغر.
    2- بيان أن الشرك شركان شرك أكبر وأصغر, والأصغر كالرياء.
    3- لا يقبل الله من العمل إلا ما كان له خالصًأ.







    التعديل الأخير تم بواسطة byakuya lover ; 24-8-2010 الساعة 02:01 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية Aoko nakamori

    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المـشـــاركــات
    196
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: صحيح الأحاديث القدسية

    أهلين ^ ^
    يعطيك العافيهـــــــــــ^ ^
    في انتظار جديدك ......

    تحياتي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...