وجوب محبة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة(ويتولون أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه فى الآخرة خصوصا خديجة رضى الله عنها أم أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق رضى الله عنها ، التى قال فيها النبى صلى الله عليه وسلم : "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". العقيدة الواسطية (ص198 ، 201 ) بشرح الشيخ الفوزان .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .أما بعد : ها نحن ذا فى هذه النشرة نتكلم عن منزلة أهل البيت عندنا – معشر أهل السنة – ولأن بعض الناس يتهموننا بعدم محبتنا لهم ، بل وببغضنا لآل بيته صلى الله عليه وسلم ، وقد كذب علينا من قال ذلك ، وها هى كتب أهل السنة من القديم طافحة بالنصوص فى فضائلهم ومناقبهم ومآثرهم ، والناقلون لذلك هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن اتبعهم إلى يومنا هذا ولله الحمد والمنة ، نور الله قلوبنا بمحبتهم ، ونفعنا بتوقيرهم ، وإجلالهم ومودتهم ، وأدخلنا الجنة وجمعنا بهم إنه جواد كريم ، وقد وردت النصوص فى فضلهم ومكانتهم نذكر منها ماتيسر بإذن الله .
من الكتاب :
قوله تعالى : (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن)، إلى قوله (وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من ءايات الله والحكمة).
قال الإمام الذهبي رحمه الله : (فهذه آيات شريفة فى زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم ،وذكر الإسناد عن ابن عباس أنه قال : نزلت فى نساء النبى صلى الله عليه وسلم خاصة ) سير النبلاء 2072.
من السنة النبوية:
حديث : " والذى نفسى بيده لا يبغضن أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ". الصحيحة /8842
وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الحسن بن على :" اللهم إنى أحبه ،فأحبه ،وأحب من يحبه". متفق عليه
وعن أبى بكر رضى الله عنه قال : رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما يثبان على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ، فيمسكهما بيده حتى إذا استقر على الأرض تركهما ، فلما صلى أجلسهما فى حجرة ، ثم مسح رؤوسهما ثم قال :"ان ابني هذين ريحانتاي من الدنيا :. ثم أقبل على الناس فقال :"ان ابني هذا سيد , وأرجو أن يصلح الله عز وجل به بين فئتين عظيمتين من المسلمين :. ينظر تخريجه في الشريعة /2071 ، وأصله في البخاري .
وعن الحسن بن على رضى الله عنهما قال : (لو نظرتم ما بين جابرس على جاليق ) يعنى المشرق والمغرب (ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي ، أرى أن تجتمعوا على معاوية ،وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ).الشريعة /9171
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لفاطمة ابنته رضي الله عنها :" يافاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أوسيدة نساء هذه الأمة.متفق عليه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله ذات غداة ، وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن على ، فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة رضى الله عنها فأدخلها،ثم جاء على رضى الله عنه فأدخله ، ثم قال صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
رواه مسلم .
(وقال العلامة الألباني) هذه الآية وقعت فى سورة الأحزاب بين آيات أخرى ، يدل موقعها على أن المراد بها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فوقوع آية التطهير بين هذه الآيات الصريحة في أن الخطاب موجه إلى نسائه صلى الله عليه وسلم لأكبر دليل على أن أهل البيت هم أزواجه ، وأن الخطاب في قوله تعالى : (ويطهركم) إنما هو إلى نسائه أيضا .
ولكن ذلك لا يمنع ان يدخل فيها على وفاطمة وولدهما رضى الله عنهم بحكم كونهم فعلا من أهل بيته صلى الله عليه وسلم ،وهو مادل عليه هذا الحديث الصحيح ،فكان صلى الله عليه وسلم يعلمنا به أن معنى الآية أوسع مما دل عليه السياق ) التعليق على مختصر مسلم / ص433
الوصية بأهل البيت :
وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة والمدينة ،فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : "أما بعد ، ألا أيها الناس ،فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب " وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما :كتاب الله ، فيه الهدى والنور ،فخذوا كتاب الله واستمسكوا به ".
فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال "وأهل بيتي ،أذكركم الله فى أهل بيتي ثلاثا " فقال له حصين : ومن أهل بيته يازيد أليس نساؤه من أهل بيته ؟
قال نساؤه من أهل بيته ،ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال :آل على ، وآل عقيل ، وآل جعفر ،وآل عباس قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟قال :نعم .متفق عليه .
وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :"يا أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتى أهل بيتى".
قول الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774هـ
قال رحمه الله فى تفسيره (ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ،والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ،فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ،كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلى اهل ذريته رضى الله عنهم أجمعين )6/991 .
أقوال السلف فى وجوب محبة اهل البيت :
قول خليفة رسول الله أبى بكر الصديق رضى الله عنه /توفى سنة13هـ
فعن أبى بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : (والذى نفسى بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي ) متفق عليه .
وقوله أيضا : (ارقبوا محمدا فى أهل بيته ) رواه البخارى أى احفظوا محمدا فى أهل بيته صلى الله عليه وسلم
وعن عقبة بن الحارث قال: إني لمع أبى بكر الصديق رضى الله عنه حتى مر الحسن رضي الله عنه ،فوضعه على عنقه ،ثم قال )بأبى شبه النبي لا شبه على ،وعلى معه ،فجعل يضحك) .رواه البخارى
قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه /توفى سنة 23هـ .
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال للعباس رضى الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب ،يعنى والده ،لو أسلم ،لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب )صحيح رواه ابن سعد فى الطبقات 4/22 .
وقوله: ) اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنيك فتسقنا ، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا).
وعن البراء بن عازب قال : ( أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم نودى فينا : الصلاة جامعة ،فكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ،فأخذ بيد على رضى الله عنه ثم قال : "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟"
قالوا :بلى ، قال: "ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟"
قالوا :بلى، قال: "فإن هذا مولى من كنت مولاه ،اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه"
فلقيه عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد ذلك فقال: (هنيئا لك يا ابن أبى طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن )حسن لغيره /
رواه احمد وابن ماجه والآجرى
قول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما :
فعن ابن أبى نعم قال :كنت جالسا عند ابن عمر، إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله عن دم البعوض؟
فقال : (انظروا إلى هذا ، يسألنى عن دم البعوض ، وهم قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"هما ريحانتاي من الدنيا) رواه البخاري (وهما الحسن والحسين)
وعن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" رواه الآجرى ) 2861
قول زيد بن ثابت رضى الله عنه / توفى سنة 42هـ
فعن الشعبى قال :(صلى زيد بن ثابت رضى الله عنه على جنازة ، ثم قرب له بغلته ليركبها ،فجاء ابن عباس رضى الله عنهما فأخذ بركابه ،فقال زيد : خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا نفعل بالعلماء ،فقبل زيد يد ابن عباس وقال : (هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا ) ( الطبقات لابن سعد 3/63 )
قول معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه / توفى سنة 60هـ
(أورد الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية ) 2/41 (أن الحسن بن على دخل على معاوية فى مجلسه ، فقال له معاوية : مرحبا وأهلا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر له بثلاثمائة ألف)
وأورده ابن كثير أيضا فى البداية (8/931 )
(أن الحسن والحسين رضى الله عنهما وفدا على معاوية رضى الله عنه ، فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلى ، فقال الحسين ولم تعط أحد أفضل منا)
قول ابن عباس رضى الله عنهما / توفى سنة 68هـ
قال رزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضى الله عنهما فأتى زين العابدين على بن الحسين ، فقال له ابن عباس : مرحبا بالحبيب ابن الحبيب
أخرجه أحمد فى الفضائل (2/777)
قول شريك بن عبد الله القاضى التابعي :
عن شريك بن عبد الله وهو من أتباع التابعين قال: لو جاءني أبو بكر وعمر وعلى وسألنى كل حاجته لقد مت حاجه على لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر أفضل من على عن الله ، ولكن قرابة على من النبى صلى الله عليه وسلم توجب تقديم حاجته على حاجة غيره .
قول أبى جعفر احمد بن محمد الطحاوى / توفى سنة 321هـ .
قال رحمه الله فى عقيدته الشهيرة : ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط فى حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من احد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير، وقال أيضا )ومن أحسن القول فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذريته المقدسين من كل رجس ،فقد برئ من النفاق )
انظر العقيدة الطحاوية شرح ابن أبى العز (ص 467 ، 174)
قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة :
(لما آذاه أبو جعفر المنصور وضربه ،قيل له /ألا تدعو عليه فقال : والله إني لاستحيى أن آتى يوم القيامة فيعذب به هذا الرجل من قرابة النبى صلى الله عليه وسلم بسببى ،لقرابته من النبى صلى الله عليه وسلم)
قال الإمام الشافعي :
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلين أنى رافضي
قول الإمام أبى بكر محمد بن الحسين الآجرى / توفى سنة 360هـ
(واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو هاشم ، على بن أبى طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ،والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ،والعباس وولده وذريته رضى الله عنهم ،هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ،والصبر عليهم، والدعاء لهم ).الشريعة/384
وقال محمد بن الحسين الاجرى رحمه الله :
والخلفاء الراشدون فهم : أبو بكر وعمر وعثمان و على رضى الله عنهم ، فمن كان لهم محبا راضيا بخلافتهم ، متبعا لهم ، فهو متبع لكتاب الله عز وجل ، ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبين ،وتولاهم وتخلف بأخلاقهم ، وتأدب بأدبهم ،فهو على المحجة الواضحة ، والطريق المستقيم والأمر الرشيد ويرجى له النجاة .
فإن قال قائل : فما نقول فيمن يزعم أنه محب لأبى بكر وعمر وعثمان ، متخلف عن محبة على بن أبى طالب ، رضى الله عنهم ، وعن محبة الحسن والحسين رضى الله عنهما ، غير راض بخلافه على بن أبى طالب ، كرم الله وجهه، هل تنفعه محبة أبى بكر وعمر وعثمان ، رضى الله عنهم ؟
قيل له : معاذ الله ، هذه صفه منافق ، ليست بصفه مؤمن ، قال النبى صلى الله عليه وسلم لعلى ابن أبى طالب ،رضى الله عنه " لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " رواه مسلم
وشهد النبى صلى الله عليه وسلم لعلى رضى الله عنه بالخلافة وشهد له بالجنة ،وبأنه شهيد ، وأن عليا رضى الله عنه ، محب لله عز وجل ولرسوله ، وأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم محبان لعلى رضى الله عنه من الفضائل التي تقدم ذكرنا لها . وما أخبرني النبى صلى الله عليه وسلم من محبته للحسن والحسين ، رضى الله عنهما ، مما تقدم ذكرنا له . فمن لم يحب هؤلاء ويتولهم فعليه لعنة الله فى الدنيا والآخرة ، وقد برئ منه أبو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم . وكذا من زعم أنه يتولى على ابن أبى طالب ، رضى الله عنه / ويحب أهل بيته ، ويزعم أنه لا يرضى بخلافه أبى بكر وعمر ولا عثمان ، ولا يحبهم ويبرأ منهم ، ويطعن عليهم ، فنشهد بالله يقينا أن على بن أبى طالب والحسن والحسين ،رضى الله عنهم ،برآ منه ولا تنفعه محبتهم حتى يحب أبا بكر وعمر وعثمان ، رضى الله عنهم ، كما قال على ابن أبى طالب رضى الله عنه فيما وصفهم به ، وذكر فضلهم ، وتبرأ ممن لن يحبهم .
فرضى الله عنه ، وعن ذريته الطيبة ، هذا طريق العقلاء من المسلمين ، ونعوذ بالله ممن يقذف أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعن على أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ، لقد افترى على أهل البيت وقذفهم بما قد صانهم الله عز وجل عنه .
وهل عرفت أكثر فضائل أبى بكر وعمر وعثمان ، إلا مما رواه على ابن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين؟.
قول الإمام الحسن بن على البربهارى / توفى سنة 39 هـ
قال فى شرح السنة (ص 96 /97 ):واعرف لبنى هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب،وجميع الأفخاذ،فاعرف قدرهم وحقوقهم فى الإسلام ،وموالى القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقهم فى الإسلام،واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ،وال الرسول فلا تنساهم،واعرف ضلهم وكرامتهم.
قول الموافق ابن قدامه المقدسي – توفى سنة 620 هـ
قال فى لمعة الاعتقاد ( ومن السنة الترضى عن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله فى كتابه ، زوج النبى صلى الله عليه وسلم فى الدنيا والآخرة،فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم ).
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية – توفى سنة 728 هـ
قال : (ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم،حيث قال يوم خدير خم : "أذكركم الله فى أهل بيتى " وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بنى هاشم ، فقال :"والذى نفسى بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتى ، وقال : إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بنى إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بنى هاشم ، واصطفاني من بنى هاشم ".
وقال ابن تميمة رحمه الله فى بيان عقيدة السلف فى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم :
وقال فى موضع يبين عقيدته : (وأهل السنة يحترمون الكل ويعظمونهن حق العظمة ، وهو الحق البحت ، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضى الله عنها ، ويذكرونهم جميعا بالخير والدعاء والثناء ، ومن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهرات ، وعترته الطاهرات ، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه) الدين الخالص (3/862)
أقوال العلامة صديق حسن خان / توفى سنة 1307هـ .
قال رحمه الله : (وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم – يعنى أهل البيت – كلهم أجمعين .. لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد ، ولا يقصرون فى معرفة حق الصحابة الأمجاد ، قائمون بالعدل والإنصاف ، حائدون عن الجور والإعتساف ، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة ) الدين الخالص (3/72).
تحريم سبهم أو بغضهم :وقد قال الإمام الآجرى رحمه الله: على من قتل الحسين بن على رضى الله عنهما ، لعنة الله ولعنة اللاعنين وعلى من أعان على قتله ، وعلى من سب على بن أبى طالب ، وسب الحسن والحسين ، أو آذى فاطمة فى ولدها ، أو آذى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعليه لعنة الله وغضبه ، لا أقام الله الكريم له وزنا ، ولا نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم (الشريعة 3/723)فهل بقى لأحد على أهل السنة والسلفيين من سبيل ، فهذه عقائدهم منذ قديم الزمان ، وإلى آخر الزمان ، فهم على هذه العقيدة من محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدخل من أبغضه أو أبغض قرابته ، أو صحابته النيران ، ولعنة الله على من لعن أو سب أحدا منهم ، وجعلنا الله نحن وجميع المسلمين من أهل الجنة بحبنا لنبينا ولقرابته وأهل بيته ، وأصحابه الكرام رضى الله عنهم أجمعين (الشريعة ص 352 – 353).
قال العلامة الألوسى :
(إن أهل السنة بأجمعهم يروون فى كتبهم فضائل أهل البيت ومآثرهم ، كيف لا ؟ وهم يرون فرضية حب أهل البيت ، ويروون فى ذلك عدة أحاديث ) .
(صب العذاب على من سب الأصحاب) .
قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى / توفى 1376هـ
قال رحمه الله فى التنبيهات اللطيفة (ص94) : فمحبة أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم من وجوه منها : إسلامهم وفضلهم وسوابقهم
ومنها : لما يتميزون به من قرب النبى صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه
ومنها : لما حث عليه ورغب فيه .
قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين / توفى سنة 1421هـ
قال رحمه الله : ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبدا (فى شرح العقيدة الواسطية 2/372)
المفضلات