عم منصور واخر ايام السحور

اقبل الصباح متعجلا.....ويدخل العم منصور بيته شاردا؛تسأله زوجته مابك؟........فيروى حزينا متلعثما:تناولت السحور فى مطعم عصفور........ثم ذهبت الى الحسين ورأيت الشيخ حسنين.........يصعد الى المنبر ويقول بصوت حلو كالسكر:.........لا اوحش الله منك ياشهر الصيام .........لااوحش الله منك ياشهر القيام..........لا اوحش الله منك ياشهر العزائم .........لا اوحش الله منك ياشهر الولائم!....... لا واحش الله منك ياشهر الخير ........لا اوحش الله منك ياشهر البر.........فشعرت بالخشوع يرفرف بين الضلوع.........وفاضت من عينى الدموع. ........وبعد صلاه الفجر وماتيسر من دعاء وذكر عدت الى منزلى فى شارع الفكر.........وبينما انا فى السكه.......... وجدت شيخا يجلس على دكه ...........لحيته كالبن الحليب........ويشع منه العطر والطيب........وينادينى باسما.......فسألته هل انت انس ام جان؟...........فقال انا شهر رمضان ........وقد حان الرحيل ولم يبق الاقليل..........فجئت اودع الخلائق ............واذكرهم بأن الدوام للخالق..........وان الحياه لحظات محدودات.........وانفاس معدودات.........لحظات وانفاس فانيه.........والناس تتناسى ان الاخره هى الباقيه.........جئت اوصى البشر الا ينتهى ايمانهم بأنتهائى..........لا اقل ولا اكثر فهذا طلبى ورجائى........قلت: والله يارمضان........لقد مررت فى ثوان.........فكنت حديث منابرنا........وزينه منائرنا.........وانرت بنورك الفوانيس..........وحبست بفضلك ألاباليس........وهذا انت ترحل فى يوم خميس..........قال:لا تحزن سأعود بعد عام لأرى احوال البشرولأسعد كل تعيس.وهنا قام رمضان والقى على السلام وقال باسما:موعدنا بعد عام.