هذا يا سادة عندما يكون الملل سيد الموقف !

[أفنانـْ]

أعلم أن معظمكم يعيش في المدن ، هذه الأعمدة من الطين و الحجر التي أراها أبشع زنزانة اخترعها الانسان .
الريف بالنسبة لي هو الملاذ الأخير من كل هذه الضوضاء، لتتمتع العين بروائع الخلاق البديع في هذه الطبيعة المحيطة بنا بدل الجدران.
و الحمد لله أن عندي قرية ( غير بيتي في المدينة) و قد قضيت الاسبوع الفائت هناك كآخر أسبوع في شهر رمضان المبارك ،
أعاده الله علينا باليمن و البركات ، و عندما حضر الليل...

وجدت نفسي على طريق مجهولة، أهتدي بنور القمر و النجوم في السماء، لا أدري أين أنا؟ و ماذا أفعل؟
و كيف وصلت الى هنا؟ فسلكت طريقي متوكلة على الله... خطوة تلو خطوة، و صوت وقع الأقدام وحيد في هذا الكون،
لا اسمع سوى أصوات عواء محتضرة من مكان بعيد قريب، و الجنادب التي تعزف سيمفونية ما نزال ترددها منذ الأزل ،
ان صوتها حقاً يبعث القشعريرة و الملل في النفس، حيناً يرتفع الصوت و حيناً ينخفض، و قد أصادف صوتاً شاذاً من بين كل الاصوات المتناغمة،
لا بد أنه جندب قد ملّ هذه الأغنية مثلي و يحاول أن يعبر عن اعتراضه، لربما هذه طريقته ليعبر عما يشعر به، أو قد يكون متألماً ...
حسناً كفى، سأنسى أمره ، لا بد أني بدأت أفقد عقلي ، وما دخلي أنا بالجنادب أصلاً ؟!

تابعت مسيري، لم يكن هناك حتى رائحة ضوء .. الا هذا الدورق الفضي المتألق الذي تتدلى ألسنته على التلال القريبة ...هناك!
هناك على تلك التلة يوجد أضواء، لا بد أنها مصابيه المنازل. آآآآآه، كم شعرت بالراحة حين رأيتها... ربما، لكن كان يساورني شعور غريب،
غموض و الغاز لا أستطيع فهمها. تأملت هذه الأضواء فترة طويلة و أنا أمشي نحو المجهول ، و فجأة ظهرت مصابيح كثيرة على جانبيّ الطريق .
و أخيراً أستطيع الخلاص مما أنا فيه من وحشة الليل الدامس ... هذا ما ظننته الا أني أحسست بالوحدة،
تبدو هذه الاضواء كأنها تقول لي :" ايمان... أنت وحدك هنا يا ايمان" .
انها ترمي بضوئها المصطنع على الأرض لترِيَني بأني وحيدة في هذا المكان. لا أحد غيري يسلك هذا السبيل ،
لا أدري الى اي الأقدار تقودني هذه الطريق التي تبدو لانهائية. وقفة صامتة... حاول اليأس أن ينفذ بمخالبه ... لكن لا ! ...هناك على رأس التلة ضوء يتحرك،
و هو يقترب نحوي أكثر فأكثر ، لا بد أنها سيارة ،
تساءلت :" هل أوقفه و أطلب المساعدة ؟ لربما يكون مجرماً أو سكيراً؟ في اي ورطة قد أقع؟ أتوقف؟ اسأل؟ أبتعد؟ أركض؟
انه يتوجه نحوي ...! ما خطبه ألن يتوقف ؟ ألا يراني؟ ماذا يفعل هذا الطائش؟ وقفت جامدة في مكاني أرى هذه السيارة
تحاول دهسي ، اقتربت السيارة و اقتربت و اقتربت ، يا الهي ...

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ طع طج طح بففففففف

هذا يا سادة عندما يكون الملل سيد الموقف ، بسبب الضجر الذي كنت أحسه خلال المدة التي قضيتها في القرية
مع أني أعشق القرية بس ما كان في أحد غير جدي و ستي و طبعاً... الختايرة ما في عندهم أكشن كل يوم مثل التاني.
شكراً لصبركم و تحملكم بياختي
أرجو التقييم

أختكم *أفنان* -flowers0" class="inlineimg" />

[Sinichi Princess]

جميـل !

بصراحة التعبير ممتاز ، حتى اني قعدت اتخيل وعشت الموقف وياج ^^"
طريقة كتابتكِ للقصة ممتعة وتشد للقراءة ، احسنتِ

عن نفسي احب التنويع بين ذاك وذاك ،
كل شخص منا لما يمل الروتين اليومي ، ويتعب من التكرار يحب يروح لمكان هادئ يستمتع بيه حتى لو كان وحده ، المهم هو التغيير

سلمت يمناكِ عزيزتي أفنان

[أفنانـْ]

تكرم عينك حبيبتي أفرحتني بردكِ ، معك حق والله و أنا أضجر من نفسي أحياناً لأني كل يوم بشوفها ^^"
دمت في حفظ الرحمن
أختكِ ღ أفنان ღ

[bteye]

سبحآن الله ..فعــلآ !!!

الروتيـــن ..

قآتل محتـــرف !!!



مآشآء الله ..تعبيــر رآآآآئـــع ونسج للقصــة .قوي وملفـــت تبآرك الله ..

[عبدالرحمن الذيب]

رائع الموضوع وفعلا يذكرني بنفسي

مع انه ما عندي بلد ريفي جميل اروح له بس مره رحت عند بعض اقاربي في بلد ممكن نقول عنها ريفيه وفيها بحر والبحر بحد ذاته يعتبر متعه حتى باني اشوفه في الغروب من غير سباحه

المهم يوم جا الليل ورجعت البيت وطبعا مافيه انترنت والبلد صغير وهادي وما فيه بشر

حسيت بالملل والطفش بكل معانيه

بس برايي انه بحكم كوننا عشنا معظم حياتنا بالمدينه واعتدنا على وجود الانترنت هذا اللي يخلينا نحس بالملل في الريف

بس حلو التنويع بين المدينه والريف

وشكرا عالطرح الاكثر من رائع

[أفنانـْ]

bteye :شكراً لك حبيبتي على مرورك الطيب.

عبد الرحمن الذيب: الحمد لله اذاً لست وحدي من يحس بهذا ، و بصراحة معك حق ، حرمان النت هو اكثر ما يزعج في الامر. شكراً لمرورك.

[قُطْرُب]

أشكرك أفنان على هذه الكلمات التي أضاءت المنتدى ..

في الحقيقة لقد عشت ليلة العيد وأيَّامه الثلاثة الأول في قريتي الريفية التي لم أرها منذ زمن ...
ولن أستطيع أن أصف تلك الأيام والليالي حتى أنني رأيت أن العودة للمدينة كابوساً لا مفر منه ...
عشت فيها أيَّاماً لا تُنسى ... حيث الهواء العليل والتأمل والتفكر في بديع خلق الله والجلوس مع جدي وجدتي - أطال الله عمرهما على طاعته - وزيارة عمي - شفاه الله وعافاه - والتنقل بين أغصان الذرة ومنابت الأشجار والضباب الذي لا أرى معه كفي وبين تلك السويعات يرتفع صوت المؤذن ليحمل الروح والقلب إلى مكان عليٍّ لا صخب فيه ولا جدل حتى تستشعر قدسية الخالق فتردد الأعضاء والجوارح تبعاً لسيدها _ ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك _ ، ومن أزهار الطبيعة إلى جولة في رحاب عقول العلماء حيث اصطحبت معي ثلاثة كتب بدأت قراءتها منذ ركوب الطائرة وهي :
* مع الله - للدكتور سلمان العودة .
* محن الشعراء والأدباء - ليحيى الجبوري .
* اللغة العربية في عصر العولمة - للدكتور أحمد الضبيب .
ولم أشعر بساعة أو بدقيقة ملل بل إنني كنت أغبط أهل تلك الديار التي نأت بهم عن حياة المدنية المنغلقة والمادية فهناك التزاور والتواصل والحب والصلة .

فليبارك الله في قريتي وليزده من فضله - عذراً على الإطالة - .

[أفنانـْ]

ما شاء الله أبدعتَ الوصف ، لقد شجعتني لزيارتها، ذكرتني بقريتي وقت الغروب حين لا حس و لا خبر ، و يؤذن المؤذن و الوان الغروب تتخللها الجبال و التلال ... منظر رائع سبحان الله . شكراً لمرورك العطر

[أفنانـْ]

هههه اضحكتيني اختي لما ذكرتي قصة الزواحف >>> ياااااع ^^" أكرههم كره العمى و خاصة تلك التي تتسلق الجدران نسميها بُلساح او سحلية بالفصحة .... وايضاَ الحشرات و البرغش (البعوض) اكلني اكل بالليل.
شكراً لمرورك الفَكِه .
في امان الله

[STAX]

موضوع حلو تسلمو

[أفنانـْ]

شكراً لمرورك
في أمان الله