لن ننساكم

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: لن ننساكم

  1. #21

    الصورة الرمزية أفنانـْ

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    1,125
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post رد: لن ننساكم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أسيد بن الحضير
    - أسلم على يد مصعب بن عمير بعد أن قرأ عليه شيئاً من آيات القرآن، و ذكر له حقيقة الإسلام، فانبسطت أساريره و أشرق وجهه و دخل في الإسلام، فكان إسلامه سبباً في إسلام سعد بن معاذ.

    - كان من ساداتِ الأَوْسِ ، هو و سعد بن معاذ، و كان يلقبه قومه بالكامل لرجاحة عقله و نبالة أصله، و لأنه ملك السيف و القلم.

    - أولع اسيد بن الحضير بالقرآن منذ سمعه من مصعب بن عمير، و اقبل عليه إقبال الظامئ على الماء و جعله شغله الشاغل. فكان لا يُرى إلا مجاهداً غازياً في سبيل الله أو عاكفاً يتلو كتاب الله. و كان رخيم الصوت مبين النطق مشرق الأداء، تطيب له قراءة القرآن إذا سكن الليل و نامت العيون و صفت النفوس. و كان الصحابة الكرام يتحينون أوقات قراءته و يتسابقون إلى سماعه. و قد استعذب أهل السماء تلاوته كما استعذبها أهل الأرض، ففي جوف ليلة من الليالي كان أسيد جالساً في مربده و ابنه يحيى نائم إلى جانبه، و فرسه التي أعدها للجهاد
    مرتبطة غير بعيد عنه.و كان الليل وادعاً ساجياً وأديم السماء رائقاً صافياً، فتاقت نفس أسيد لأن يعطر هذه الأجواء بطيوب القرآن، فانطلق يتلو ( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه >>> يوقنون) فإذا به يسمع فرسه و قد جالت جولة كادت تقطع بسببها رباطها، فسكتَ، فسكنتِ الفرس و قرّت. فعاد يقرأ ( أولئك على هدى >>> المفلحون) فجالتِ الفرس جولة أشد من تلك و اقوى، فسكتَ... فسكنت. و كرر ذلك مراراً فكان إذا قرأ أجفلت الفرس و هاجت،و إذا سكتَ سكنت و قرت. فخاف على ابنه يحيى أن تطأه فمضى عليه ليوقظه، و هنا حانت منه التفافة إلى السماء فرأى غمامة كالمظلة لم تر العين اروع و لا ابهى منها قط، و قد علق بها أمثال المصابيح فملأت الآفاق ضياءً و سناءً، و هي تصعد إلى الأعلى حتى غابت عن ناظريه. فلما أصبح مضى الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قصَّ عليه ما رأى فقال صلى الله عليه و سلم :" تلك الملائكة كانت تستمع لك يا اسيد ... و لو أنك مضيتَ في قراءتك لرآها الناس و لم تستتر منهم".

    - و كما أولع أسيد بكتاب الله فقد أولع برسول الله. و كان كثيراً ما يتمنى أن يمس جسده جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن يكُبَّ عليه لاثماً مقبلاً. و قد أتيح له ذلك ذات مرة.
    ففي ذات يوم كان اسيد يطرف القوم بملحه (طرائفه و نكته) فغمزه رسول الله صلى الله عليه و سلم في خاصرته بيده ( طعنه بها) كأنه يستحسن ما يقول. فقال أسيد: أوجعتني يا رسول الله فقال صلى الله عليه و سلم:" اقتص مني يا أسيد" (بأبي هو و أمي) فقال أسيد : إن عليك قميصاً و لم يكن علي قميص حين غمزتني فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه عن جسده فاحتضنه أسيد و جعل يقبل ما بين إبطه و خاصرته و هو يقول : بأبي أنت و أمي يا رسول الله إنها لبغية كنت أتمناها منذ عرفتك و قد بلغتها الآن.

    جمعنا الله و إياه رضي الله عنه في جنان خلده و بصحبة نبيه صلى الله عليه و سلم.
    في أمان الله

  2. #22

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    صاحب دار الدعوة
    الأرقم بن أبي الأرقم

    إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي -رضي الله عنه-
    وكنيته أبو عبد الله، أحد السابقين إلى الإسلام، قيل إنه سابع من أسلم،
    وقيل بل عاشر من أسلم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا،
    كان النبي ( يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام،
    وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر الأرقم إلى المدينة،
    وفيها آخى رسول الله ( بينه وبين زيد بن سهل -رضي الله عنهما-.

    وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد،
    وأعطاه رسول الله ( دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم -رضي الله عنه- تجهز يومًا،
    وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد، جاء إلى النبي ( يودعه،
    فقال له النبي : (ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟) فقال له الأرقم: يا رسول الله!
    بأبي أنت وأمي، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول :
    (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)
    فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ( ومنفذًا لأوامره. [الحاكم].

    وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته
    في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس -رضي الله عنه-
    بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي عليه
    سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك،
    فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض
    عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟
    ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك،
    حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة (55هـ).


  3. #23

    الصورة الرمزية الحنين القاتل

    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المـشـــاركــات
    57
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    الصحابية سميّة بنتُ خُبّاط
    رضي الله عنها
    الشهيدة الصابرة

    هي صحابية جليلة القدر أكرمها الله وشرح صدرها للإسلام، ثم رفع الله درجاتها حين أكرمها بالشهادة، فكانت أول شهيدة بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم سمية بنت خبّاط أمّ الصحابي الجليل عمّار بن ياسر رضي الله عنهما.
    هذه الأسرة الياسرية العظيمة جمعت العديد من الفضائل كالإيمان والصبر على البلاء والجهاد في سبيل الله، وفاحت هذه الفضائل وعطرت أجواء مكة بالطّيب.

    والكلام عن الصحابية الجليلة سُميّة يُمتع السماع ويؤنس النفوس ، فهي في قائمة الشهداء الذين يكرمهم الله تبارك وتعالى في الآخرة.

    الأسرة الياسرية
    تأتي هذه الأسرة المباركة من أماكن متعددة، ولكنها تجتمع في مكة البلد الأمين الذي أشرق بنور الدعوة المحمدية، ومنها إلى سائر بِقاع الأرض.

    فقد أخرج أحد ابناء عامر بن مالك من اليمن إلى مكة، ولكنه لم يعد وطالت غيبته، فخرج إخوته: ياسر والحارث ومالك أبناء عامر، وقدموا مكة يطلبون أخاهم، غير أنهم لم يقعوا على خبره، واستطاب المقام لأخيهم ياسر في مكة، واستعذب الجوار في جانب البيت العتيق، بينما رجع أخواه الحارث ومالك إلى اليمن.

    أقام ياسر بمكة وحيدًا، غير أن العادات آنذاك ألجأته إلى بني مخزوم لعقد الحِلف فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، وعاش في كنفه، ثم ما لبث أن زوّجه بأمةٍ له سُميّة بنت خُباط، فولدت له عمّارًا، فأعتقه أبو حذيفة. ومن هنا كانت الأسرة الياسرية ولم يزل عمّار وياسر مع أبي حذيفة إلى أن مات. وكان لِعمّار أخوان ءاخران هما: عبد الله وحُريث، وقد قُتل حُريث في الجاهلية.

    وابتدأت رحلة الإيمان مع الأسرة الياسرية، عندما أرسل الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بدعوة أبيه إبراهيم، بدين الإسلام الذي رضيه الله لِعباده من لدن ءادم حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فأسلم عمّار وأبواه، وبذلك ارتفعت ثلاث دعائم متينة للإسلام، وفُتحت في التاريخ صفحة ناصعة ليسجل صبر هذه الأسرة الياسرية العظيمة.

    السابقون الأوّلون

    امتدح الله تبارك وتعالى السابقين إلى الإيمان، وبيّن مكانتهم فقال: {والسابقون السابقون أولئك المقرّبون في جنّات النعيم} (سورة الواقعة ءاية10/12) فما أن أشرقت مكة من جديد بنور الإسلام، حتى سارعت الأسرة الياسرية إلى الإيمان بالله، وتصديق النبي صلى الله عليه وسلم.

    في تلك الأثناء، كانت سمية بنت خبّاط أم بسيطة الشأن، مغمورة، تقوم على خدمة سيدها أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، بل لم يكن لها من ذكر في مكة كلها، فقد كانت امرأة كبيرة طاعنة في السن، غير أنها كانت راجحة العقل.
    أسلمت سمية وصدّقت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت في مقدمة المؤمنات، فكانت كما قال عنها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (إنها من كبار الصحابيّات) .فقد تحدّث المشركون في إظهار إيمانها، وكان رقمها في سجل الإيمان –السابع- كما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة حيث قال: "كانت سابع سبعة في الإسلام، وكانت ممن يعذّب في الله عزّوجل أشدّ العذاب".


    سابعة سبعة

    من أخبار الصحابية الجليلة المهمة إيمانها المبكّر، فقد كانت رضي الله عنها من الأوائل الذين دخل الإيمان قلوبهم مما جعلها رائدة الصابرات الصامدات في وجه العذاب.

    فقد روى ابن عبد البر في "الاستيعاب" وابن ألثير في "أسد الغابة" والبيهقي في "دلائل النبوة" عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمّار، وأمّه سُميّة، وصهيب، وبلال، والمقداد، (وبعضهم أضاف خباب).

    فأمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد وصفّدوهم في الشمس الحارقة.

    وكان بلال يتلقى معهم أشد العذاب، وهان على قومه، فأعطوه الوِلدان يطوفون به في شِعاب مكة وهو يقول صابرًا محتسبًا: أحدٌ ... أحد.

    الصابرة المحتسبة
    قلمّا يذكر تاريخ نساء المسلمين امرأة صبرت كسُمية أم عمّار رضي الله عنها، فقد كان الصبر شعارًا لها رغم كبر سنها، وضعف جسمها. فقد تحملت عذاب القلوب القاسية قسوة الحجارة، بل إنّ من الحجارة ما يتفجّر منه الماء، ولكن الحقد والغيظ اشتدّ بمشركي قريش فلم يقدروا إلا على الضعفاء الذين قالوا ءامنّا بالله، وممّا شجّع المشركين على عذاب المستضعفين أنّ هؤلاء ليس لهم قبائل تمنعهم أو تحميهم، فتفنّنوا في وسائل تعذيبهم، فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية نقلا عن ابن اسحق قال: كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار ابن ياسر وبابيه وأمه إذا حميت الظهيرة، يعذّبونهم برمضاء مكة، فيمرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسبم فيقول: "صبرًا ءال ياسر موعدكم الجنّة".

    وروى البيهقي رحمه الله بسنده عن سيدنا جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بِعمّار وأهله وهم يُعذّبون فقال: "أبشروا ءال عمّار وءال ياسر فإن موعدكم الجنة". فأما أمه فيقتلونها إذ تابى إلا الإسلام رضي الله عنها وأرضاها.

    الأسرة المتحدِّية
    لا يستطيع الإنسان إلا أن يقف وقفة إعجاب أمام هذه الأسرة الياسرية العظيمة، هذه الأسرة الكريمة التي يُسّرت لليُسرى، فمزّقت السِياط أجسامها، إلا أن إيمانها الوثيق بالله بات كالجبل الراسي لا ثؤثر فيه الأمواج ولا الرياح العاتية، فأثارت مشركي مكة وأخرجت حلماءها عن طَورهم، فبُهتوا من صبر هذه الأسرة التي لم يرُدها عن عقيدتها الحقّة تعب ولا نَصَب ولا رمضاء ولا عطش. كل هذا ليردّوا هذه الأسرة عن دينها، ولكن الأسرة الياسرية كانت تزداد صلابة وإيمانًا وتسليمًا خصوصًا بعدما اطمأنت إلى دعاء نبي الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأسرة كلها بالمغفرة.

    فقد أخرج الإمام أحمد في المسند وابن سعد في الطبقات والهيثمي في مجمع الزوائد عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناسًا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمّار بن ياسر، فقال عثمان: أما إني سأحدثكم حديثًا عن عمّار، أقبلتُ أنا والنبي صلى الله عليه وسلم البطحاء حتى أتينا على عمّار وأمه وأبيه وهم يُعذّبون، فقال ياسر للنبي صلى الله عليه وسلم: الدهر هكذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت".

    وكان ياسر زوج سمية استُشهد في الثلثة الأولى من شهداء المؤمنين، تحت وطأة العذاب بأيدي المشركين، وذكر أحمد بن زيني دحلان في السيرة النبوية أن بطلة الشهداء سمية أُعطيت لأبي جهل الفاسق، أعطاها له عمّه أبو حذيفة بن المغيرة وكانت عجوزًا كبيرة، ولكنها تحمّلت ما لا يتحمّله الأشدّاء، وأخذ أبو جهل أخزاه الله يفرغ حقده في تعذيبها رجاء أن تُفتن في دينها، ولكن أنّى له ذلك فقد ركنت سمية إلى الصمت ولم تُجبه بحرف واحد، وكان يقول لها: ما ءامنت بمحمد إلا لأنك عشقتيه لجماله. ولما يئس ابو جهل من ثباتها وصبرها بعد أن حطّمت صلفه وكبرياءه وفطرت قلبه لرفضها ذِكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء ولو بكلمة واحدة قام الكلب المسعور وطعنها بحربة في قُبُلها فماتت شهيدة، واستعلت بعقيدتها على أبي جهل لعنه الله ومن معه، ورضيت بذلك، وكان استشهادها رضي الله عنها في السنة السادسة وقيل السابعة من البعثة.

    روى ابن كثير في البداية والنهاية عن مجاهد رحمه الله قال: أول شهيد كان في الإسلام أم عمّار سمية، طعنها أبو جهل بحربة في قُبُلِها.

    فقد ذكر الفيروز ءابادي صاحب القاموس أن سُمية تعني الجبل، وهذا من الموافقات إذ ثبتت سمية في وجه المشركين ثبات الجبل على ظهر الفلاة. ولم تمضِ بضعة أعوام حتى قُتل عدو الله أبو جهل بأيدي المسلمين في بدر. وزفّ النبي صلى الله عليه وسلم بِشارة مقتله لعمّار بن سثمية رضي الله عنها فقال له: "قتل الله قاتل أمّك".

    ابن سميّة
    سُمية، هذا الجبل العظيم الثابت، اسم لهذه الصحابية العظيمة التي بقيت ذكراها حية عاطرة بعد أن أكرمها الله بالشهادة ففازت برضوانه، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول لابنها عمّار "ابن سمية" ولا يخفى ما في هذه التسمية المباركة من تكريم لهذه المرأة الصابرة المحتسبة، وكثيرًا ما تردد هذا الاسم على لسان النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.

    روى الذهبي في تاريخ الإسلام، وسِيَر أعلام النبلاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحقّ.

    وفي موضع ءاخر يرِد اسم سمية على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه عن عبد الله بن مسعود حيث قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما خُيّر ابن سمية بين أمرين إلا اختار أيسرهما".
    وروى الإمام مسلم في الفِتن والإمام أحمد في المسند وابن سعد في الطبقات عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب عمّارًا بقوله: "يا ابن سُميّة" وذلك عند بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة فقال: "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية" ومعنى (ويح عمار) أشفق على عمّار.

    وروى ابن عبد البرّ في الاستيعاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لسُمية وأسرتها دعاءًا مباركًا عندما جاءه عمار يشكو ما تلاقيه أمه، وما يلاقي هو ووالده من شدّة عذاب المشركين لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صبرًا أبا اليقظان –كنية عمّار- اللهم لا تُعذّب أحدًا من ءال ياسر بالنار".

    رضي الله عن سُميّة أم عمار، أول شهيدة بعد البعثة المحمديّة، وأمّ أول من بنى مسجدًا يصلى فيه (كما ذكر ابن الجوزي في المجتبى) والسلام على هذه الأسرة الياسرية المباركة.
    وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

  4. #24

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    شكرا لكم على المعلومات القيمة والمفيدة


    واتمنى تفاعلا اكثر من بقية الاعضاء

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ


    °¤§( إسلام حنظلة )§¤°



    كان حنظلة رضي الله عنه من سادات المسلمين وفضلائهم ، أسلم

    مع قومه الأنصار لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، و كان

    من المصدقين ويعد في الطبقة الثانية للصحابة .

    وكان حنظله رضي الله عنه يعاني الألم والعذاب من موقف أبيه

    المعادي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان شريكه في تلك

    المعاناة مؤمنا تقيا صادقا هو عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول

    رضي الله عنه ابن راس النفاق الذي لقي منه رسول الله صلى الله عليه

    وسلم الأمرين وكان حنظلة وعبدالله رضي الله عنهما يزدادان في كل

    يوم قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ، بينما يزداد أبواهما

    له كرها وحقدا .







    °¤§( زفاف الى الجنة )§¤°



    روي أن حنظلة رضي الله عنه قد خطب لنفسه جميلة بنت عبدال

    له بن أُبي بن سلول ، واستأذن حنظلة رضي الله عنه النبي صلى الله

    عليه وسلم في أن يدخل بها فأذن له ، فكانت ليلة غزوة أحد أسعد ليالي

    حنظله رضي الله عنه واكثرها فرحا وسرورا ، إنها ليلة زفافه على

    جميله بنت عبدالله بن أبى بن سلول وشقيقة صاحبه عبدالله رضي الله

    عنهما ..

    وبعد زُفت اليه وأفضى حنظلة رضي الله عنه إلى عروسه في أول

    ليلة ، سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالمسلمين

    أن يخرجوا إلى أحد فترك حنظله عروسه ونسي فرحته الصغرى طمعا

    في الفرحة الكبرى ، إنها مجاهدة الكفار للفوز بإحدى الحسنيين النصر

    أو الشهادة ، فشغله الصوت عن كل شيء ، وأعجلته الاستجابة السريعة

    حتى عن الاغتسال ، والتحق حنظلة برسول الله صلى الله عليه وسلم

    وهو يسوي الصفوف ، فلما انكشف المشركون ، كان حنظله رضي الله

    عنه يثب على ارض المعركة ويتفحص الوجوه كالنمر الجائع يريد أن

    يجد فريسه سمينة دسمه يسكت بها جوعه ، ولاحت له عن كثب تلكم

    الفريسة التي يتمناها ، ولقد كانت أبا سفيان زعيم قريش ، فضرب عرقوب

    فرسه فقطعه ، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح :

    يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب

    وفيما كان حنظله رضي الله عنه يهم بان ينقض عليه ويرديه قتيلا ،

    كان ابن شعوب وهو شداد بن الأسود يراقبه فحمل على حنظله ،

    وضربه بسيفه فقضى عليه والحقفه بقافه الشهداء البررة .







    °¤§( غسيل الملائكة )§¤°



    مضت المعركة حتى نهايتها ، ثم تحدث رسول الله صلى الله علية وسلم

    عن حنظلة رضي الله عنه الشهيد ، فقال لأصحابه :

    ( ما شأن حنظلة ؟ إن صاحبكم لتغسله الملائكة)
    ،
    الراوي: عبدالله بن الزبير


    فاسألوا أهله ما شأنه ؟ "

    فسُئلت زوجته عن ذلك ، فقالت:

    ( سمع صيحة الحرب وهو جنب ، فخرج مسرعا ولم يتأخر للاغتسال )

    فلما بلغ كلامها مسمع النبي صلى الله علية وسلم قال :

    " لذلك غسلته الملائكة ، لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة ،

    بماء المزن ، بين السماء والأرض "

    وفي روايه :

    " لذلك غسلته الملائكة ، وكفى بهذا شرفا ومنزلةً عند الله "
    الراوي: خزيمة بن ثابت


    روى الحاكم في المستدرك أن حنظلة بن أبي عامر رضي

    الله عنه تزوج فدخل بأهله الليلة التي كانت صبيحتها يوم أحد ،

    فلما صلى الصبح لزمته "جميلة " فعاد فكان معها ، فأجنب منها

    ثم أنه لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ومنذ ذلك اليوم وحنظلة رضي الله عنه يلقب ب :

    " غسيل الملائكة "


    رضي الله عنه هكذا علت همته

    فلعت منزلته

    فلتعلو هممنا

    كي تعلو منازلنا...



  5. #25

    الصورة الرمزية نارتو ساما

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    778
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    مشاء الله موضوع جميل

  6. #26

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وأبو عبد الله أصح وهو ثوبان بن بجدد من أهل السراة والسراة موضع بين مكة واليمن وقيل إنه من **** وقيل إنه حكمي من حكم بن سعد العشيرة أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وقال له: " إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم وإن شئت أن تكون منا أهل البيت " فثبت على ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزل معه سفرا وحضرا إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى الشام فنزل الرملة ثم انتقل إلى حمص فابتنى بها دارا...
    قال ابن سعد في الطبقات:
    وكان ثوبان رجلا من أهل اليمن ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأعتقه وله نسب في اليمن.
    مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم عن ثوبان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "أصلح هذا اللحم" قال فأصلحته فلم يزل يأكل منه حتى بلغ المدينة
    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
    كان ثوبان رضي الله عنه من أكثر الناس تأثرا بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه رضي الله عنه حظِي بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم فكان قريبًا منه، وعظيم النفع بصحبته...
    الرسول يعلمه التعفف:
    روى أبو داود بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يتكفل لي أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة؟" فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدًا شيئاً.
    أهم ملامح شخصيته استغناؤه عن الناس:
    كان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه، حتى ينزل فيتناوله.
    حرصه على تعليم الغير حتى في مرضه:
    لما بعث الأمير أن يزوره وكان مريضاً ولما أراد الأمير الخروج أخذ ثوبان بردائه وقال له أجلس حتى أحدثك"
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً".
    بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
    روى مسلم بسنده عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.
    وروى مسلم أيضًا بسنده أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت ألا تقول يا رسول الله فقال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أينفعك شيء إن حدثتك قال أسمع بأذني فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه فقال سل فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد النون قال فما غذاؤهم على إثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين فيها تسمى سلسبيلا قال صدقت قال وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به.
    وعنه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام قال الوليد فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال تقول أستغفر الله أستغفر الله.
    وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: "بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".
    أثره في الآخرين:
    قال ابن عبد البر:
    كان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى ما وعى وروى عنه جماعة من التابعين منهم جبير بن نفير الحضرمي وأبو إدريس الخولاني وأبو سلام الحبشي وأبو أسماء الرحبي ومعدان بن أبي طلحة وراشد بن سعد وعبد الله بن أبي الجعد وغيرهم...
    وكان رضي الله عنه وأرضاه ممن شهدوا فتح مصر.
    وفاته:
    خرج إلى الشام ونزل الرملة ثم انتقل إلى حمص وتوفى بها سنة أربع وخمسين.

  7. #27

    الصورة الرمزية بيشووووو

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    73
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء
    و لي عودة ان شاء الله تعالى


  8. #28

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    انا اسف جداً على التأخير.

    اتمنى التفاعل مع الموضوع

    وشكرا...

    عبادة بن الصامت:
    إنه الصحابي الجليل أبو الوليد عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، أحد أفراد وفد الأنصار الذين جاءوا إلى مكة ليبايعوا رسول الله ( بيعة العقبة الأولى، وكان أحد الاثني عشر نقيبًا الذين اتخذهم الرسول ) نقباء على أهليهم وعشائرهم.
    وواحد من أولئك الذين قال فيهم رسول الله (: (لو أن الأنصار سلكوا واديًا أو شعبًا، لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار) [البخاري].
    وقد شهد بدرًا وأحدًا والخندق والغزوات كلها مع رسول الله (، ولم يتخلف عن مشهد، وهو أحد الذين ساهموا في جمع القرآن زمن النبي) .
    وقد كان ولاؤه لله ورسوله عظيمًا، حيث يُروى أن قومه كانوا مرتبطين بعهد مع يهود بني قينقاع بالمدينة قبل مجيء النبي ( إليها، ولما هاجر الرسول ( وأصحابه واستقروا بها، وتجمعت قبائل اليهود عقب غزوة بدر، وافتعلت إحدى قبائلهم وهم بنو قينقاع أسبابًا للفتنة والصدام مع المسلمين، فلما رأى عبادة موقفهم هذا نبذ إليهم عهدهم قائلا: إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.
    فنزل القرآن مؤيدًا موقفه هذا قائلاً: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} إلى أن قال: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [المائدة: 51-56].
    لقد سمع عبادة بن الصامت رسول الله ( يومًا وهو يتحدث عن مسئولية الأمراء والولاة، والمصير الذي ينتظر من يفرط منهم في حق من حقوق المسلمين، قائلاً: (والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه) [مسلم]، فأقسم عبادة بالله ألا يكون أميرًا على اثنين.
    ولما فتح المسلمون الشام أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عبادة ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى أهلها؛ ليعلموهم القرآن ويفقهوهم في الدين، فأقام عبادة بحمص، ثم انتقل منها إلى فلسطين؛ حيث تولى القضاء بها، فكان بذلك أول من تولى قضاء فلسطين.
    وفي سنة (34 هـ) توفي عبادة بالرَّمْلَة من أرض الشام -وقيل ببيت المقدس-،
    فرضي الله عنه وأرضاه.

  9. #29

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    أنس بن مالك

    أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسول الكريم
    وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه (أم سليم) الى رسول الله وعمره يوم ذاك عشر سنين، وقالت: (يا رسول الله، هذا أنس غلامك
    يخدمك فادع الله له)...

    فقبله الرسول بين عينيه ودعا له: (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة)... فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة الكثيرين كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين، ومات وهو ينتظر الجنة...
    خدمة الرسول


    يقول أنس -رضي الله عنه-: أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك)...

    فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربةً، ولا سبّني سبَّة، ولا انتهرني، ولا عبسَ في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: (يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً)...

    فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً ...
    الطيب


    دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده (من القيلولة) فعرق، فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها، فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، فقال: (يا أم سُلَيْم، ما هذا الذي تصنعين ؟)...

    قالت: (هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -)...

    وقد قال أنس: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...

    الغزو


    خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم إلى
    بدر وهو غلام يخدمه، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس: (كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)...

    قال: (سبع وعشرون غزوة، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام)... فقال: (كم غزا أنس بن مالك؟)... قال: (ثمان غزوات)...
    الحديث عن الرسول


    كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ: أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ: (أنت سمعته من رسول الله؟)...

    فغضب غضباً شديداً وقال: (والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً، ولا نتّهِمُ بعضنا)...

    قال أبو غالب: (لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك)...

    الرمي



    كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته...
    البحرين
    لمّا استخلف أبو بكر الصديق بعث الى أنس بن مالك ليوجهه الى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر: (إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى شاب)... فقال له عمر: (ابعثه فإنه لبيبٌ كاتبٌ)...


    عِلْمه


    لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي: (ذهب اليوم نصف العِلْم)... فقيل له: (وكيف ذاك يا أبا المُغيرة؟)...

    قال: (كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له: تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه)... يعني أنس بن مالك...

    قال أنس بن مالك لبنيه: (يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب)...


    فضله


    دخل ثابت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي الله عنه- فقال: (رأتْ عيْناك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!)... فقال: (نعم)...

    فقبّلهما ثم قال: (فمشت رجلاك في حوائج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!)... فقال: (نعم)...

    فقبّلهما ثم قال: (فصببتَ الماء بيديك؟!)... قال: (نعم)... فقبّلهما ثم قال له أنس: (يا ثابت، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوضوئه فقال لي: (يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك، وأفشِ السلام تكثر حسناتك، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين)... وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى)...


    الصلاة


    لقد قدم أنس بن مالك دمشق في عهد معاوية، والوليد بن عبد الملك حين استخلف سنة ست وثمانين، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده.

    فوجده يبكي فقال له: (ما يبكيك ؟)... فقال: (ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت)... بسبب تأخيرها من الولاة عن أول وقتها...

    الأرض



    قال ثابت: (كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال: (يا أبا حمزة عطشت أرضنا)... فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية، فصلى ركعتين ثم دَعا، فرأيت السحاب يلتئم، ثم أمطرت حتى ملأت كلّ شيءٍ، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: (انظر أين بلغت السماء)... فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا)...


    وفاته


    توفي -رضي الله عنه- في البصرة، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة، وكان ذلك على الأرجح سنة (93 ه) وقد تجاوز المئة...

    ودُفِنَ على فرسخين من البصرة، قال ثابت البُناني: (قال لي أنس بن مالك: هذه شعرةٌ من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضعها تحت لساني)... قال: (فوضعتها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه)...

    كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه، وقال أنس بن سيرين: (شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقِّنُوني لا إله إلا الله، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ)...

  10. #30

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    أحيو هذا الموضوع ..لنكون موسوعة في الشخصيات الإسلامية ...

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...