لن ننساكم

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30

الموضوع: لن ننساكم

  1. #1

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي لن ننساكم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
    .
    .
    .
    بصراحة جميعنا يحتاج الى تذكيره بأجداده أو بسلفه الصالح

    ولذا قررت ان ابحث في الانترنت عن فكرة جديدة وقد اعجبتني هذه

    وهي ان كل واحد\يرد على الموضوع يكتب شخصية (اسلامية)

    فنحن وبصراحة مقصرون في حقهم

    كيفية الكتابة:

    تكون بذكر مقولات عنه تاريخه (مولده_وفاته)...
    .
    .
    .
    .
    .
    بانتظار ابداعاتكم.

    والسلام عليكم.

  2. #2

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    وانا بدوري سوف اضيف شخصية تاريخية واسلامية لن ينساه البشر قاطبة

    انسان جميل ورائع في كل شيء

    انسان عادل وصادق وامين ومتواضع وكريم وتجمعت فيه كل الصفات الحميدة





    انه سيدنا وحبيبنا محمد
    ( صلى الله عليه وسلم ) .

    لن ازيد على ما كتبته شيء بل سوف اضع بين ايديكم بعض عظماء التاريخ وما قالوه عن النبي محمد
    ( صلى الله عليه وسلم )


    برناردشو:

    إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

    إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.




    مونتجومري:

    إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد.

    بوسورث سميث:

    لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.



    جيبون أوكلي:

    ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.

    لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.



    الدكتور زويمر:

    إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.


    إدوار مونته:

    عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.







    بإنتــظاركم


  3. #3

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    الخنساء
    .
    .
    .
    هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السُلمية المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو ،
    0كانت شاعرة رثاء في عصر الجاهلية كانت تسكن في اقليم نجد.
    لقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها.
    تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي،
    ثم من مرداس بن أبي عامر السلمي.
    عاشت أيضاً في عصر الإسلام، وأسلمت بعد ذلك.
    تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح.
    وهذه قصيدتها في رثاء اخيها صخر :
    أعينى جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى
    ألا تبكيان الجرئ الجميل ألا تبكيان الفتى السيدا
    طويل النجاد رفيع العماد ساد عشيرته أمردا
    إذا القوم مدوابأيديهم إلى المجد مد إليه يدا
    فنال الذى فوق أيديهم من المجد ثم مضى مصعدا
    ترى الحمد يهوى إلى بيته يرى أفضل الكسب أن يحمدا


    وتوفيت الخنساء مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.


    بإنتظاركم...

  4. #4

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    أبو بكر الصديق- رضي الله عنه-

    إنه أول الخلفاء الذين أمرنا رسول الله بالاقتداء بهم والاهتداء بهديهم.

    لما توفي النبي صلى الله عليه و سلم ارتجت العرب واختلف المسلمون ولا سيما الأنصار والمهاجرون في الخلافة فتدارك الأمر أبو بكر بحكمته وسرعة

    بديهته وتمت له البيعة بالإجماع .

    وقد برهن رضي الله عنه أنه أكفأ رجل وأنه رجل الساعة وقتئذ لأن العرب عندما سمعوا بوفاة رسول الله ارتد كثير منهم واستفحل أمر المرتدين في جزيرة العرب وظهر المتنبئون وجمعوا جيوشهم وثاروا على المسلمين .

    وقد كان رضي الله عنه مع ذلك لطيفا وديعا متواضعا زاهدا في الدنيا متقشفا عادلا غير طامع في ملك أو غنى, بل كان كل همه نشر الإسلام وتوطيد أركانه واتباع سنة رسول الله .

    هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي . يلتقي مع رسول الله في مرة بن كعب . أبو بكر الصديق بن أبي قحافة . واسم أبي قحافة عثمان . وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة عم أبي قحافة

    أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده وصحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال العلماء : لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله إلا آل أبي بكر الصديق وهم : عبد الله بن الزبير أمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة . فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون . وأيضا أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم

    ولقب عتيقا لعتقه من النار وقيل لحسن وجهه .

    سبب تسميته بالصديق أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم ولازم الصدق فلم تقع منه هنات ولا كذبة في حال من الأحوال . وعن عائشة أنها قالت :
    ( لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به . فقال أبو بكر : إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة وروحة فلذلك سمي أبا بكر الصديق )
    وقال أبو محجن الثقفي :
    وسميت صديقا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر
    سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا في العريش المشهر


    ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريبا وكان رضي الله عنه صديقا لرسول الله قبل البعث وهو أصغر منه سنا بثلاث سنوات . فلما جاء الإسلام سبق إليه وأسلم من الصحابة بدعائه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأسلم أبواه وولداه وولد ولده من الصحابة فجاء بالخمسة الذين أسلموا بدعائه إلى رسول الله فأسلموا وصلوا
    وقد ذهب جماعة إلى أنه أول من أسلم قال الشعبي : سألت ابن عباس من أول من أسلم ؟ قال : أبو بكر أما سمعت حسان يقول :
    إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
    خير البرية أتقاها وأعدلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا
    والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس قدما صدق الرسلا
    وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر . وكان تاجرا ذو ثروة طائلة حسن المجالسة عالما بتعبير الرؤيا وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان .


    - كان أبو بكر رجلا أبيض خفيف العارضين لا يتمسك إزاره

    (1) معروق الوجهة ناتئ الجبهة عاري الأشاجع
    ( 2 ) أقنى ( 3 ) غائر العينين حمش الساقين ( 4 ) ممحوص الفخذين ( 5 ) يخضب بالحناء والكتم
    زوجاته وأولاده
    - تزوج أبو بكر في الجاهلية ( قتيلة بنت سعد ) فولدت له عبد الله وأسماء . أما عبد الله فإنه شهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه و سلم وبقي إلى خلافة أبيه ومات في خلافته وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر . وولد لعبد الله اسماعيل فمات ولا عقب له . وأما أسماء فهي ذات النطاقين و هي التي قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة في الجراب التي صنعت لرسول الله وأبي بكر عند قيامها بالهجرة وبذلك سميت ( ذات النطاقين ) وهي أسن من عائشة . وكانت أسماء أشجع نساء الإسلام وأثبتهن جأشا وأعظمهن تربية للولد على الشهامة وعزة النفس تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ثم طلقها فكانت مع ابنها عبد الله بن الزبير حتى قتل بمكة وعاشت مائة سنة حتى عميت وماتت
    وتزوج أبو بكر أيضا في الجاهلية ( أم رومان ) فولدت له عبد الرحمن وعائشة زوجة رسول الله توفيت في حياة رسول الله في سنة ست من الهجرة فنزل رسول الله قبرها واستغفر لها وكانت حية وقت حديث الإفك وحديث الإفك في سنة ست فن شعبان فعبد الرحمن شقيق عائشة شهد بدرا وأحدا مع الكفار ودعا إلى البراز فقام إليه أبو بكر ليبارزه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( متعنا بنفسك ) وكان شجاعا راميا أسلم في هدنة الحديبية وحسن إسلامه شهد اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل وهو من أكابرهم وهو الذي قتل محكم اليمامة بن الطفيل الذي كان من **** بني حنيفة المشهورين رماه بسهم في نحره فقتله . وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر وكان فيه دعابة . توفي فجأة بمكان اسمه حبش على نحو عشرة أميال من مكة وحمل إلى مكة ودفن فيها وكان موته سنة 53 هجرية
    وتزوج أبو بكر في الإسلام ( أسماء بنت عميس ) وكانت قبله عند جعفر بن أبي طالب . فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    وتزوج أيضا في الإسلام ( حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي ) فولدت له جارية سمتها عائشة أم كلثوم . تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا وعائشة ثم قتل عنها فتزوجها عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبي ربيعة المخزومي
    خطبة ابى بكر الصديق بعد البيعة
    - بدأ أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
    ( إن الله بعث محمدا رسولا إلى خلقه وشهيدا على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه وهم يعبدون من دونه آلهة شتى ويزعمون أنها لهم عنده شافعة ولهم نافعة وإنما هي من حجر منحوت وخشب منجور . ثم قرأ : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } يونس 18 { وقالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } الزمر 3 . فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به والمواساة له والصبر معه على شدة أذى قومهم لهم وتكذيبهم إياهم وكل الناس لهم مخالف . زار عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لهم ( 1 ) وإجماع قومهم عليهم فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالله والرسول وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من عبده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم أنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أبو بكر ) رضي الله عنه . وقالت الشيعة وكثير من المعتزلة هو ( علي ) وهؤلاء جوزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل . وحجتهم أن قيام علي بالجهاد كان أكثر من قيام أبي بكر فوجب أن يكون علي أفضل منه لقوله تعالى : { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا-عظيما -وأجاب أهل السنة عنه بأن الجهاد على قسمين : جهاد بالدعوة إلى الدين وجهاد بالسيف . ومعلوم أن أبا بكر رضي الله عنه جاهد في الدين في أول الإسلام بدعوة الناس إلى الإسلام . وبدعوته أسلم عثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين . وعلي رضي الله عنه إنما جاهد بالسيف عند قوة الإسلام فكان الأول أولى وحجة القائلين بفضل أبي بكر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه و سلم : ( ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر
    تجهيز رسول الله ودفنه
    - بعد أن بويع أبو بكر جهز رسول الله ودفن ليلة الأربعاء وقد غسل في قميصه وغسله العباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله وحضرهم أوس بن خولى الأنصاري من بئر يقال لها الغرس لسعد بن خثيمة بقباء وكان العباس وابناه يقلبونه وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي يغسله وعليه قميصه وهو يقول ( بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ) . وكفن في ثلاثة أثواب يمانية ( 1 ) بيض من كرسف ( قطن ) ليس في كفنه قميص ولا عمامة ولا عروة
    وبعد أن غسل رسول الله وكفن وضع على سرير وأدخل عليه المسلمون أفواجا يقومون ويصلون عليه ثم يخرجون ويدخل آخرون ولم يؤمهم في الصلاة عليه إمام حتى إذا فرغت الرجال دخلت النساء ثم دخل الصبيان
    وكان أول من دخل أبو بكر وعمر . فقالا : ( السلام عليك أيها النبي . . ورحمة الله وبركاته ) ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار قدر ما يسع البيت فسلموا كما سلم أبو بكر وعمر وصفوا صفوفا لا يؤمهم عليه أحد فقال أبو بكر وعمر وهما في الصف الأول حيال رسول الله :
    ( اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل عليه ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه وتمت كلماته فآمن به وحده لا شريك له . فاجعلنا يا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه واجمع بيننا وبينه حتى يعرفنا ونعرفه فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما . لا نبتغي بالإيمان بديلا ولا نشتري به ثمنا أبدا )
    فيقول الناس آمين آمين ثم يخرجون ويدخل غيرهم . ولما فرغوا نادى عمر حلوا الجنازة وأهلها
    ولما اختلفوا في موضع دفنه قال أبو بكر : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ما مات نبي قط إلا يدفن حيث تقبض روحه ) قال علي : وأنا أيضا سمعته فرفع فراشه ودفن . ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله كان بالمدينة رجلان أبو عبيدة بن الجراح يضرح لأهل مكة وكان أبو طلحة الأنصاري هو الذي يلحد لأهل المدينة . فجاء أبو طلحة وألحد لرسول الله وجعل في قبره قطيفة حمراء كان يلبسها فبسطت تحته وكانت الأرض ندية ورش قبره صلى الله عليه و سلم بلال بتربة بدا من قبل رأسه وجعل عليه من حصباء العرصة ( 2 ) حمرا وبيضا ورفع قبره عن الأرض قدر شبر ونزل قبره علي والفضل وقثم ابنا العباس وشقران وأوس بن خولى الأنصاري

    وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه 22 جمادى الآخرة سنة 13ه ( 23 آب أغسطس سنة 634 م)
    - توفي أبو بكر رضي الله عنه لثمان بقين من جمادى الآخرة ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء وهو ابن ثلاث وستين سنة وكان قد سمه اليهود في أرز وقيل في حريرة وهي الحساء فأكل هو والحارث بن كلدة وقال لأبي بكر أكلنا طعاما مسموما سم سنة فماتا بعده بسنة وقيل إنه اغتسل وكان يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الصلاة فأمر عمر أن يصلي بالناس ( 1 )
    ولما مرض قال له الناس ألا ندعو الطبيب ؟ فقال : أتاني وقال لي أنا فاعل ما أريد فعلموا مراده وسكتوا عنه ثم مات
    وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن ( 2 ) وأن يكفن في ثوبيه ويشتري معهما ثوب ثالث . وقال : الحي أحوج إلى الجديد من الميت إنما هو للمهلة والصديد . غسلت أبا بكر زوجته أسماء ثم خرجت فسألت من حضرها من المهاجرين فقالت إني صائمة وهذا يوم شديد البرد فهل علي غسل ؟ قالوا لا ( 3 )
    وقد روي أنه اغتسل في يوم بارد فحم فمن ذلك يتبين أن الجو كان باردا في هذه الأيام فإنه حم بسبب استحمامه في يوم بارد . كذلك غسل في يوم بارد لذلك نرجح سبب وفاته كان تأثره بالبرد لا بسبب السم الذي قيل إن اليهود دسوه له في الحساء لأن حادثة السم المزعومة كانت قبل وفاته بسنة . ودفن ليلة وفاته وصلى عليه عمر بن الخطاب وكبر عليه أربعا في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بين القبر والمنبر ودخل قبره ابنه عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة وجعل رأسه عند كتفي النبي صلى الله عليه و سلم وألصقوا لحده بلحد النبي صلى الله عليه و سلم وجعل قبره مثل قبره مسطحا وناحت عليه عائشة والنساء فنهاهن عن البكاء عمر فأبين فقال لهشام بن الوليد ادخل فأخرج علي ابنة أبي قحافة . فأخرج إليه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر فعلاها بالدرة ( السوط ) ضربات فتفرق النوح حين سمعن ذلك . وكان آخر ما تكلم به ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) وكانت عائشة رضي الله-عنها-تمرضه


    رضي الله عنه واسكنه فسيح جناته ....

    اتمنى التفاعل مع الموضوع بوضع اي شخصية اسلامية

    في شتى مجالات الحياة(طب,رياضيات,دين,عسكريين)

    سلام عليكم...

  5. #5

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    حُكمه13 هـ - 23 هـ الموافق 634م - 644م
    ميلادهبعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة 40 ق هـ الموافق 584م في مكة المكرمة
    إسلامهفي العام السادس من البعثة، أى 7 ق هـ.
    وفاتهفجر يوم الخميس 26 ذو الحجة الموافق 7 نوفمبر 644م في المدينة المنورة
    دفنهفي حجرة عائشة بجانب قبر الرسول وأبو بكرسبقه
    أبو بكر
    خلفهعثمان بن عفان

    الفاروق عمر بن الخطاب


    من هو:

    الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولدبعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبلالهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدةوالقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذكانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـهقريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أوبينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابيالعظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحبالفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0

    اسلامه

    أسلم في السنة السادسة من البعثة النبويةالمشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بنزيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه معالإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى قال دلوني على محمد )
    وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح :يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإني سمعته بالأمس يقول اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بنهشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره وأين أجد الرسول الآن يا خباب؟) وأجاب خباب عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )
    ومضىعمر الى دار الأرقم فخرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذبمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك منالخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّالدين بعمر بن الخطاب )
    فقال عمر أشهد أنّك رسول الله )
    وباسلامه ظهرالاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )
    وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماهالرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل

    لسان الحق

    هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماءالصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقولعلي بن أبي طالب :( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه )كما قال عبد الله بن عمر مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزلالقرآن بوفاق قول عمر )
    ‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قالرسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏ لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) ‏
    ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلملقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ،فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما- ‏‏مننبي ولا محدث ‏)

    قوة الحق

    كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بنالخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنكيا رسول الله )
    فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏ عجبت من هؤلاء اللاتي كنعندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )
    فقال ‏‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسولالله ) ثم قال عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى اللهعليه وسلم-) ‏
    فقلن نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-) ‏
    فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏ إيه يا ‏ابن الخطاب ‏،‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )
    ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجتهفليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه


    عمر في الأحاديث النبوية

    رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديدمن الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانـه جعل الحقعلى لسان عمر وقلبه )
    ( الحق بعدي مع عمـر حيث كان )
    ( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
    ( ما فيالسماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاءامرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال
    ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟
    قالوا : لعمر بن الخطاب ،فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر بأبي وأمي يا رسول اللهأعليك أغار !)
    وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيْنا أنا نائم إذ أتيتبقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بنالخطاب )
    قالوا فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال العلم )
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطابوعليه قميص يجرّه )
    قالوا فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال الدين )


    خلافة عمر

    رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قويةقادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلكعدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان اللهمعلمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلكالمشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم
    أوصى أبو بكر الصديقبخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهموأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلاأترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ،واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون سمعناوأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ )


    انجازاته

    استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير منالانجازات المهمةلهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال كان اسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الىالبيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا) فهو أول منجمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرةفي شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهوواضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرضالأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجةحجها
    وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بنعبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقىالحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ،فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليوسلم-
    وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة

    الفتوحات الإسلامية

    لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسيةحتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابورونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموكوالجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاةالعرب حتى قال بعضهم كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )

    هَيْـبَتِـه و تواضعه

    وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركواالجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكنجبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكانيسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة


    استشهاده

    كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيلالله ويدعو ربه لينال شرفها اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلدرسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي (غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاثليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذيطعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الىجوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرةالنبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة

  6. #6

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    واخيييييييراً اتى الرد الاول شكرا لك يالاخ ولمشاركتك المفيدة ويا ليت الاعضاء الباقين يعطونا اللي عندهم

    نعود مع شخصيتنا
    .
    .
    .
    .
    عثمان بن عفان
    ذي النورين

    "...ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة"
    حديث شريف
    هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، يجتمع نسبه مع رسول الله-صلى الله
    عليه وسلم- في عبد مناف ، ولد في السنـة السادسة بعد عام الفيـل ، نشأ في بيت
    كريم ذي مال وجاه ، وشب على حسن السيرة والعفة والحياء فكان محبوبا في قومه
    أثيـرا لديهم000

    إسلامه
    كان -رضي الله عنه- من السابقين الى الاسلام اذ أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق وتحمل في سبيل ذلك أذى كثيرا وظل ثابتا على عقيدته ، فقد أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال ( أترغب عن ملّـة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّكَ أبداً حتى تدَعَ ما أنت عليه من هذا الديـن )000فقال عثمان ( والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه )000فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه000
    فكان عثمان بن عفان ممن صلى الى القبلتين ، و هاجر الهجرتين : الأولى الى الحبشة والثانية الى المدينة المنورة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة000واختصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي000

    حياءه
    قالت السيدة عائشة : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك )000فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف000قالت : فقلت ( يا رسول الله ، لم أرك فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !)000فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )000وقد قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة )000

    ذو النورين
    تزوج عثمان -رضي الله عنه- من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما توفيـت تزوج أختها أم كلثوم ولذلك سمي (ذي النورين) ، وعندما ماتت أم كلثوم تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته وقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوَّجتُكَها يا عثمان )000

    مناقبه
    رويَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عدّة في ذِكْر مناقب عثمان منها000(إن عثمان لأول من هاجر الى الله بأهله بعد لوط)000( إن الله عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان )000( من يُبغضُ عثمان أبغضه الله )000
    دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحْسِني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خُلُقاً )000

    أوائل
    كان -رضي الله عنه- أوّل من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأول من شيَّد المسجد ، وأول من خطَّ المفصَّل ، وأول من ختم القرآن في ركعة000

    بئر رومة
    أنفق الكثير من ماله الوفير لخدمة الاسلام والمسلمين ومن ذلك شرائه لبئر رومة ، فقد كانت هذه البئر لرجل يهودي في المدينة وكان يبيع ماءها ، فلما هاجر المسلمون الى المدينة تمنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو يجد من بين أصحابه من يشتريها ليفيض ماؤها على المسلمين بغير ثمن وله الجنة ، فسارع عثمان -رضي الله عنه- الى اليهودي فاشتراها منه ووهبها للمسلمين000

    يوم الحديبية
    بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان الى قريش يوم الحديبية ، فقد بعثه الى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته ، فخرج عثمان الى مكة فلقيه أبَان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم ( إن شئت أن تطوف بالبيت فطف )000فقال ( ما كنت لأفعـل حتى يطوف به رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- )000واحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس الى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وفيها ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان )000فقال الناس ( هنيئاً لعثمان )000

    جيش العسرة
    ولما حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز جيش غزوة تبوك الذي سمي بجيش العسرة ، سارع عثمان -رضي الله عنه- بتقديـم تسعمائة وأربعين بعيرا وستين فرسا أتم بها الألف فدعا له قائلا ( غفـر اللـه لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائـن الى يوم القيامة )000كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )000

    الخلافة
    لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته000 فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة (علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف )000 في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين000

    انجازاته
    استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال000نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار000توسيع المسجد الحرام000وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية000

    الفتوحات
    فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن0000وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين000

    الفتنة
    في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام000

    استشهاده
    وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع000وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا000

    رضي الله عن عثمان واسكنه فسيح جناته


  7. #7

    الصورة الرمزية مجنونه روكاوا

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    245
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    بصراحه الله ينصرنكم ويوفقكم والله نفسي اضيف بس في الوقت الحالي ما اقدر بس حبيت اضيف ردي لانكم تستاهلو الشكر الكثير
    والله يرزقكم يارب

  8. #8

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    علي بن أبي طالب
    كرم الله وجهه

    من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن"
    " أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله
    حديث شريف
    هو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين
    وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة
    المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-000
    ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة000

    الرسول يضمه إليه
    كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )000فقال العباس نعم )000فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه )000فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما )000فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي معه مستخفياً من أبيه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا000

    منزلته من الرسول
    لمّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي أنت أخي )000 وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )000
    وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )000
    دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )000وذلك عندما نزلت الآية الكريمة000
    قال تعالى إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000

    كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )000

    ليلة الهجرة
    في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )000فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )000ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم000وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء000

    أبو تراب
    دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة -رضي الله عنهما-‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏أين ابن عمك )000قالت في المسجد )000فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا ‏‏أبا تراب )000‏مرتين000

    يوم خيبر
    في غزوة خيبـر قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه )000فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه000 ‏

    خلافته
    لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى 000
    ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم 000

    معركة الجمل
    خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0

    مواجهة معاوية
    قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا 000 فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري ) 000
    وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر 000 وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0

    الخوارج
    أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب 000 وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000

    استشهاده
    لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران ، وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )000وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر )000 واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين000

  9. #9

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    عائشة رضى الله عنها


    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركااته


    هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان
    الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية
    ، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات
    تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) متفق عليه . وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه ) متفق عليه .

    ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت : ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ) رواه البخاري . وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح .




    كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه

    . وكان يداعبها ، فعنها قالت : ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد

    - عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده. فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه.

    - عن ذكوان… أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، ودخل عليَّ عبدالرحمن (ابن أبي بكر) وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فتناولته فاشتد عليه، فقلت: أُلِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليَّنته فَأمرَّه. (وفي رواية ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ) . ( وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة). وبين يدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبض ومالت يده.

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختر أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – من بين نسائه ليقضي عندها تلك السويعات التي بقيت له في الدنيا لحمقها وقلة عقلها ، بل اختارها صلى الله عليه وسلم لفقهها ، وعلمها ، وحبه لها ، رضوان الله عليها.وهذا الفضل العظيم الذي خص الله - سبحانه وتعالى - به أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جعل الإمام البخاري يخرّج بعض أحاديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته في باب فضل عائشة – رضي الله عنها – وكذلك فعل الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا من فقههما ودقة فهمهما ، رحمهما الله.



    : : : :

  10. #10

    الصورة الرمزية نجمة الإسلام

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المـشـــاركــات
    1,302
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    جزاك الله خيرا أخي موضوع رائع و مميز جدا

    ملاحظة: يرجى تكبير الخط قليلاً

  11. #11

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    عفوا بس لو كبرنا الخط يبغالنا ردين او اكثر في الشخصية الواحدة

    اتمنى ان تشرفينا بشخصية فالموضوع للجميع

    شكرا...

  12. #12

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    السيدة خديجة بنت خويلد(قبل الاسلام)

    1- نسبها ونشأتها رضي الله عنها :

    ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها لأبوين قرشيين , فأبوها خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب , وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم " وهو جندب " بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي , وبذلك فهي تلتقي بالرسول _صلى الله عليه وسلم_ بالجد الرابع لها قصي بن كلاب الجد الخامس له , وتلتقي به في الجد الثامن لها من ناحية أمها لؤي بن غالب .
    وكان أبويها من أعرق بيوت قريش نسباً , وأعلاهم حسباً , فقد نبتت في بيت واسع الثراء , ملتزم بالأخلاق الفاضلة , ومعروف بالتدين , والبعد عن الانغماس في الملاهي , التي كانت بعض بيوتات قريش غارقة فيها .
    ولم تذكر المصادر كثيراً عن طفولة السيدة خديجة غير أنها درجت في سنوات طفولتها الأولى في بيت كبير , فيه الغنى والنعيم , وكل وسائل العيش الرغيد , معروف بإطعام الطعام , ومساعدة الفقير والمحتاج .
    وفي ظل هذه العائلة الكريمة عاشت السيدة خديجة رضي الله عنها حياة أبناء العوائل الشريفة الكبيرة منعمة مترفة , مع ما لأبيها من مكانة في قريش كونه أحد زعمائها ورجالها البارزين , ومما لا يقبل الشك أن قوة شخصيتها ومكانتها جاءت نتيجة لتأثير هذه العائلة فيها , فضلاً عن مميزاتها الذاتية .
    وكان تأثير هذه الأسرة كبيراً على شخصيتها رضي الله عنها حيث كانت نشأتها الأولى في أسرتها مميزة جداً فقد أطلق عليها لقب " الطاهرة " قبل أن تتزوج بالرسولصلى الله عليه وسلم_ . ويتضح من هذا اللقب أنها نالت مكانة كبيرة في مجتمع مكة حتى استحقته فلقبت به دون باقي نساء قريش .
    وليس من المستبعد أن يكون هذا اللقب قد أطلق عليها نتيجة لظروف أسرتها , حيث قتل اثنان من أخوتها في حرب الفجار , وربما قتل أبوها أيضاً فيها أو بعدها بقليل .
    كذلك فإن أخاها عدياً ربما توفي في فترة مبكرة , لذلك لم يبقى لها سوى أخوها نوفل بن خويلد مما جعلها تتحمل مسؤولية نفسها , لأن علاقتها به كانت بعيدة وهذا ما نراه بوضوح في عدائه للإسلام وعدم مساعدته لأخته في المقاطعة التي فرضت على بني هاشم , وعدم ورود أي رواية تدل على علاقته بها مما اضطرها إلى أن تعتمد على نفسها في إدارة شؤونها , وإدارة أموالها التي ربما ورثتها عن عائلتها وأزواجها , ويتضح ذلك في مباشرتها للعمل التجاري الأمر الذي يؤكد استقلاليتها بنفسها وعدم وجود أشخاص يقومون به نيابة عنها .
    وقد اكتسبت السيدة خديجة رضي الله عنها لقب الطاهرة عن جدارة واستحقاق , فلقد تزوجت في الجاهلية مرتين قبل اقترانها بسيد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم_ , ومات زوجها الثاني وهي في مقتبل العمر والشباب , وكانت ترفل في ثوب العز والرفاهية , وسادت وساد قومها , وكثر مالها , ونزلت إلى مجال العمل والتجارة , وكثر الطلاب والراغبون فيها وكان لها مما احترفته مالا يمنعها أن تتصل بالرجال , وأن تقحم نفسها معهم في أمور التجارة ولكن ذلك لم يحصل , فلم تضع عينها على سيد من سادة قريش , ولم تشترك معهم في أمور تتصل بالتجارة , ولم تتخذ من التجارة ذريعة للاتصال بهم , ولتقوية الروابط بينها وبين الرجال من مكة أو غير مكة , لكنها رضي الله عنها اتخذت لها طريقاً جاداً بعيداً عن طريق الأهواء والرغبات , فلقد كانت تجارتها كثيرة ومتنوعة , ولم تتصل بتجار قومها , وكانوا كلهم تجاراً , ولم تشترك معهم في اجتماع خاص أو عام , ولم تسر في ركابهم , وإنما كان يقوم بأمور التجارة عبيدها , وعلى رأسهم مولاها المخلص ميسرة .
    وكانت بيوت مكة كثيرا ما يقام فيها ليالي مرح ولهو وغناء , وكان القائمون عليها إما إخوة أو أولاد عمومة أو خؤولة , وكان بيت عبد العزى بن عبد المطلب المعروف في الإسلام بأبي لهب معروفاً بهذه الأمور ,
    وكان قريباً من بيت خديجة رضي الله عنها , وكانت تمر أحياناً , وفيه من اللهو والسهر , وكان اللائي يحضرنه نساء الحي مشاركة لأم جميل زوجة أبي لهب , فلم يأتِ أبداً في بال السيدة خديجة رضي الله عنها العفيفة الطاهرة أن تلهو مع قريناتها من القرشيات .
    ولقد عرف عنها ذلك نساء مكة , والمقربات إليها فكن يذهبن بأنفسهن إليها في بيتها ولها في نفوسهن منزلة عظيمة فينلن من كرمها وفضلها الشيء الكثير , فإذا ما خرجت إلى البيت العتيق لتطوف به , خرجن معها , وقد أحطن بها , فلا تلغو واحدة منهن في قولها , ولا تتكلم إلا بالجد من الكلام , ولا يحببن أن يسمعن من أحد لفظة نابية , قد تجرح سمع السيدة خديجة رضي الله عنها , ولقد ثارت النسوة وغضبن حينما طلع عليهن يهودي وهن عند البيت العتيق وناداهن قائلاً : " يا نساء قريش , سيظهر نبي في هذا الزمن , فمن أرادت أن تكون له فراشاً فلتفعل " , ثار النسوة اللاتي يحطن بالسيدة خديجة رضي الله عنها , وقذفنه بالحجارة فعلن ذلك من أجل السيدة خديجة .
    وقد لقبت رضي الله عنها أيضا بسيدة نساء قريش , ولا تٌلقب بهذا اللقب إلا من حازت صفة الكمال – ولله المثل الأعلى - وأجمع الناس على ما امتازت به خلْقَاً و خٌلٌقاً , ولم تحد قيد أنملة عن الصفات التي أجمع عليها المجتمع , وصار ظاهرها كباطنها , فليس فيها خليقة تخفيها عن الناس , وليس لها مأرب خاص , فلم تستبعدها التجارة , ولم يستهوها المال فيتحكم في خصالها الحميدة , ويجعلها أحياناً تخضع لتحقيق رغبة , أو لتجني ثمرة , وإنما هي التي تٌخضِعٌ كل هذا لعاطفة سامية , ذلك لأن نفسها كانت مشغولة عن الناس , وعن التحدث في أمورهم , بالبحث والسؤال عما وراء هذه الحياة , كانت تسأل عن الرسل الذين أرسلوا , وعن الرسول الذي سيرسله الله لهداية الناس , وعن وجود الإله العظيم , المستحق للعبادة دون سواه عز وجل , والذي ينبغي السجود والخضوع له , يساعدها في هذا التفكير نفسها الصافية , وذكاؤها المتوقد , فقد روي أنها رضي الله عنها كانت دائمة الحديث مع ابن عمها ورقة بن نوفل عن الرسول الذي سيرسله الله لهداية الخلق , وهل قرب زمنه ؟ وهل ستراه ؟ لقد أبعدها كل هذا عن اللغو والفضول من سير الناس , وارتفع بها إلى مقام محمود .
    وكان لمكة البيئة التي نشأت فيها السيدة خديجة رضي الله عنها تأثير كبير في نشأتها , حيث يجتمع في مكة التجارة من الشمال إلى الجنوب , وهي مرسى لقوافل التجارة هذه , فيجتمع الناس من رجال ونساء مع احتفاظ المرأة المكية بكبريائها وعزتها وكرامتها , واحترام كل الواردين إلى مكة لشخصيتها كل ذلك ساعد على توسيع مدارك السيدة خديجة رضي الله عنها , وقوى فهمها للأمور , وزاد علمها ومعرفتها , فأصبحت في مجتمعها محترمة الرأي , معززة الجانب , فأدلت بدلوها في الحياة العامة , وكان في مقدمتها حرفة الناس في ذلك الوقت وهي التجارة .
    فلا عجب أن نرى السيدة خديجة رضي الله عنها مثلاً أعلى لهذه البيئة في كل ما عملت , وكل ما أقدمت عليه , وكانت سيرتها الحسنة مثلاً يضرب به .
    ولقد أجمع المؤرخون على القول بأن السيدة خديجة رضي الله عنها ورثت عن أبويها جمال الخلْق والخٌلق , وساعدت البيئة على إبراز شخصيتها التي تجبر كل من رآها على الاحترام , والإكبار , والتقدير .
    ولقد قابلت السيدة خديجة رضي الله عنها صدمات الحياة في أولى خطواتها على درجات الحياة , إذ قد مات زوجها الأول ولم تتعد السابعة عشرة , ثم فقدت زوجها الثاني حين جاوزت العشرين بقليل , وقد كان لها من الأولاد فتقبلت ذلك كله بقلب كبير , وصبر أكيد , وجلد لا يعرف اليأس , وهذا ما هو معروف عن أهل البيئة الصحراوية .
    لقد انصرفت رضي الله عنها لتربية أولادها , والإشراف على تأديبهم وتعليمهم , ورأت أنها استفادت من تجاربها , وأنها في إمكانها تنمية الأموال الكثيرة التي بين يديها , فأدلت بدلوها في التجارة حرفة قومها .
    ولقد أثرت الحياة الروحية التي عرفت بها مكة المكرمة تأثيراً عظيماً في حياة السيدة خديجة رضي الله عنها , ففي مكة البيت العتيق , وهو المتجه الروحي للناس , فإليه يحجون , ومن بعيد البلاد يسافرون إلى هذه البقعة الطاهرة ,
    فلقد اتجهت إلى هذا البيت العتيق بعقلها وقلبها وكل عواطفها , فهو مقدس عندها , وله رب واحد تتجه إليه بالدعاء والشكر لأنه مصدر الخير , وهو الذي يعطي ويمنع , وما كانت تفعله فمن أجله سبحانه وتعالى .
    ولقد استمالها ما عليه جماعة الحنفاء من البحث في الديانة الصحيحة السابقة لذلك فقد داومت على الاستماع إلى ابن عمها ورقة بن نوفل , فكان له دور كبير في حياتها الروحية التي وجهتها وجهة خاصة , وكان لها أكبر الأثر في حياتها التي استقبلتها , وظهر أثرها فيما أقبلت عليه من حياة فكلل عملها بالنجاح الباهر , وكان للبيئة التأثير العظيم .

    * * *

    2- زواجها من أبو هالة التميمي :
    ذكرت الروايات أنها تزوجت رجلين قبل النبي _صلى الله عليه وسلم_ , زوجها الأول من قبيلة تميم العربية والآخر مخزومي قرشي , لكن الروايات اختلفت اختلافاً كبيراً في اسميهما , وأيهما تزوجها أولاً , وعدد أولادها منهم , وأسمائهم .
    فقال ابن شهاب :
    تزوجت خديجة رضي الله عنها قبل النبي_صلى الله عليه وسلم_ رجلين , الأول " عتيق بن عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم " فولدت له " حارثة " ثم خلف عليها بعده " أبو هالة التميمي " وهو " بني أسيد بن عمير " فولدت له رجلاً .
    وقال ابن " إسحاق " :
    تزوجت وهي بكر " عتيق بن عائذ ثم هلك عنها فتزوجها " أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة أحد بني عمر بن تميم حليف بني عبد الدار , فولدت له رجلا وامرأة , ثم هلك عنها فتزوجها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ .
    وأبو هالة التميمي هذا زوج السيدة خديجة رضي الله عنها ينتسب إلى قبيلة تميم العربية , وذكر هشام بن محمد الكلبي نسبه بالشكل الآتي " أبو هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم " .
    جاء إلى مكة في ظروف غير معروفة , وحالف بها بني عبد الدار , لكن ابن قتيبة ذكر أنه حالف بني نوفل بن عبد مناف , وهذا قول مفرد لا تؤيده الروايات .
    وذكرت الروايات أنه كان ذا شرف في قومه , وحتى بعد أن نزل في مكة , ووردت رواية عن الزبير بن بكار أنه كان يقال في الجاهلية : " والله لأنت أعز من آل النباش وأشار بيده إلى دور حول المسجد فقال كانت هذه رباعهم "



    وقد توفي بمكة قبل الإسلام . ولكن لم نحصل على شيء يخص أبا هالة سوى هذه المعلومات , فلم تبين لنا الروايات أين كان منزله قبل مجيئه إلى مكة , وماهي الظروف التي أجبرته على ذلك , ومتى تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها , ومن زوجه منها , ولماذا تزوج في بني أسد بن عبد العزى ولم يتزوج في حلفائه بني عبد الدار , وكم بقي مع السيدة خديجة رضي الله عنها ؟
    وإذا تطرقنا في الحديث عن أبنائه من السيدة خديجة رضي الله عنها فنجد اغلب الروايات تذكر هالة وهند .
    - وبالنسبة لهالة بن أبي هالة :
    ذكر بعض الرواة أن السيدة خديجة رضي الله عنها أنجبت لأبي هالة ولداً اسمه هالة , وهذا الابن لم يرد اسمه , إلا عند هشام بن محمد الكلبي والزبير بن بكار , أما عامة الرواة كقتادة بن دعامة والزهري وابن إسحاق والواقدي وأبي عبيدة ومصعب الزبيري لم يذكروا لها سوى هذا .
    بينما أوردت مصادر أخرى عن هشام الكلبي والزبير روايات تقول إنها لم تلد له سوى هند .
    - أما عن هند بن أبي هالة :
    ورد ذكر هند بن أبي هالة أكثر من هالة بن أبي هالة , حيث وجدنا له أخباراً في المصادر المختلفة , ففي رواية أنه تربى في حجر الرسول_صلى الله عليه وسلم_, وذكرت أحد المصادر المتأخرة رواية عن أبي عبيدة في الهجرة للمدينة ذكر فيها أن عمار بن ياسر , وأبا رافع مولى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ , وهند بن أبي هالة جلسوا يتحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب _رضي الله عنه فتذاكروا حماية أبي طالب للرسول _صلى الله عليه وسلم_ , وأمره لعلي _رضي الله عنه _بالمبيت على فراشه , ثم بعد ذلك قالوا : " استتبع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أبا بكر بن أبي قحافة_رضي الله عنه_, وهند بن أبي هالة , وأمرهما أن ينتظراه بمكان عينه لهما في طريقه إلى الغار , ولبث رسول الله_صلى الله عليه وسلم_يوصي علياً


    ثم خرج رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ولحق بصاحبيه فساروا معاً حتى وصلوا إلى الغار , فرجع هند إلى مكة لما أمره النبي _صلى الله عليه وسلم_ ودخل الرسول وأبو بكر إلى الغار " .
    وذكر ابن الكلبي أنه شارك في معركة بدر , ومعركة أحد , ونزل في قبر حمزة بن عبد المطلب _رضي الله عنه_ , وأورد ابن حبيب رواية تشير إلى أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ بعثه لتحطيم أحد الأصنام الذي كانت تعبده قبائل ضبة وتميم وعدي وعكل وثور , واسمه شمس , وكانت سدنته بني أوس بن مخاشن من قبيلة تميم , فكسره هند بن أبي هالة وصفوان بن الحلا حل بن أوس بن مخاشن .
    أما وفاته فقد اختلف فيها فلم يذكر ابن الكلبي شيئاً عنها , وقال أن ابنه هند بن هند بن أبي هالة قتل مع مصعب بن الزبير في حربه مع المختار سنة سبع وستين , وذكر أبو عبيدة والزبير بن بكار أنه مات في البصرة بالطاعون الجارف , " وذلك أنه مر بالبصرة مجتازاً فمات بها ولم يقم سوق البصرة يومئذ وقالوا : مات أخو فاطمة بنت رسول الله " وفي ذلك اليوم مات ناس كثيرين فشغل الناس بجنائزهم عن جنازة هند ولم يحملها أحد فصاحت نادبته : " وا هنداه وا ربيب رسول الله " فلم تبقى جنازة إلا تركت واحتملت جنازته على أطراف الأصابع إعظاماً لربيب بن رسول الله " .
    بينما وردت عن الزبير بن بكار رواية تخالف ما تقدم مفادها أن ابنه هو الذي مات بالطاعون وليس هو .
    في حين ذكرت مصادر أخرى عنه أنه قال إن هند قتل في الجمل , وكان مع الإمام علي_ رضي اله عنه_ وأن ابنه قتل مع مصعب بن الزبير في حربه مع المختار .
    وذكر ابن الكلبي والزبير بن بكار أنه بعد وفاة هند بن أبي هالة انقرض عقبهم ولم يبق منهم أحد , ونقلت بعض المصادر عنه قوله : " أنا أكرم الناس بأربعة أبي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_, وأمي خديجة , وأختي فاطمة , وأخي القاسم " .
    وروي عنه حديثاً طويلاً في وصف رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ .


    وهذه الروايات هي جملة ما وجد في المصادر من أخبار هند بن أبي هالة .
    وفي آخر الحديث عن أبو هالة التميمي زوج السيدة خديجة رضي الله عنها نذكر أنه ترك لها ثروة كبيرة , وتجارة رائجة , فقامت خديجة رضي الله عنها بإدارة أموالها وتوجيهه بما أوتيت من خبرة ومعرفة ونشاط , وقد صرفت كل من تقدم لخطبتها , عازفة عن الزواج , إذ مرت بتجربتين مريرتين , واستطاعت أن تؤسس في مكة بيتاً مالياً تجارياً ضخماً , أصبح من بعد علماً عليها , تٌعرف به , وراحت قوافلها تمضي مصعدة نحو " الشام " أو هابطة شطر " اليمن " .


    * * *

    3- تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها :
    إن الطابع المميز لسيرة خديجة رضي الله عنها قبل تعرفها بالرسول _صلى الله عليه وسلم_ هو عملها بالتجارة , حتى كانت هذه الميزة الموضوع الرئيس الذي نقلته لنا الروايات في حياتها السابقة للرسول _صلى الله عليه وسلم_ , لذلك فإن دراسة حياة السيدة خديجة رضي الله عنها تتطلب منا أن نبحث هذا الجانب من حياتها , لأنه يرتبط بتاريخ حياة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ والمسلمين , لما وفره مالها من خدمات كبيرة للإسلام .
    ولم يكن نشاط السيدة خديجة رضي الله عنها التجاري بعيداً عن الطابع العام للحياة الاقتصادية في مكة , حيث تمثل التجارة العمود الفقري لها , والتي ابتدأت منذ فترة طويلة متزامنة مع جمع قصي قريشاً وإسكانها في مكة قرب الكعبة , واضعاً لهم كياناً سياسياً , فحافظ أولاده من بعده على هذا الكيان فزادوا في خدمة الكعبة والوافدين عليها , وأولوهم عناية كبيرة مما رفع من نجم قريش عند بقية قبائل الجزيرة العربية .
    والخطوة المهمة في الحياة الاقتصادية لمكة , هو ما قام به هاشم بن عبد مناف , وأخوانه من عقد المعاهدات التجارية التي تسمى الإيلاف , فاستطاعوا أن يؤمنوا تجارة قريش من أخطار الطريق من خلال هذه المعاهدات فتطورت تجارتها من تجارة داخلية إلى تجارة خارجية .
    فأصبح لقريش صلات مع العراق والشام واليمن والحبشة على السواء , وأخذت رحلات الإيلاف تتوالى في كل سنة فكونت جماعات من التجار تتقاسم ما يعود عليها من الربح , فكان الإيلاف خيراً ونماءً لكل القرشيين , حتى بلغت تجارة قريش الذروة , فعمل القرشيون كتجار أو وسطاء أو كناقلين للتجارة فازداد ثرائها , وتبع هذا النشاط استقرار في مجتمع مكة , وحمل إليه أنواعاً متعددة من الثقافات التي كانت تفد مع التجار الأجانب , فنشأ تبعاً لذلك مجتمع متحضر يختلف اختلافاً كلياً عن مجتمعات الجزيرة العربية , وتبعاً لذلك تطورت مكانة المرأة في هذا المجتمع فاشتركت النساء في كثير من نشاطاته , وأهم هذه النشاطات هي التجارة التي لم تبق حكراً على الرجال , لأن القوافل مشتركة يقودها وكلاء , وبإمكان أي شخص أن يشترك بها .


    وكانت المرأة أحياناً تتبارى مع الرجال في التجارة , ولكن لم نجد من سبقت في هذه الحلبة وتبارت مع السيدة خديجة من النساء بل لقد سبقت الرجال , وكانت فريدة عصرها في هذا المضمار .
    لقد اتجهت السيدة خديجة رضي الله عنها إلى التجارة بعد أن فقدت زوجها الثاني , وكانت سلوتها في الحياة , وكانت مباركة فبارك الله لها في مالها وتجارتها حتى كثر المال , وذاع الصيت , وصار التجار في بلاد الشام وبلاد فارس والروم ينتظرون تجارة السيدة خديجة , لما تمتاز به من جودة الصنف واختيار النوع , وشمولها على المطلوب , فزادت ونمت وكثرت حتى قيل : إن عيرها التي تحمل البضائع كانت تعادل *** قريش في حجمها , ونفاسة ما اشتملت عليه من بضائع .
    وكانت تدير تجارتها وهي في برجها العاجي , تصدر أوامرها إلى خدمها ومواليها فيوصلونها إلى من اختارتهم لتجارتها , وإذا اقتضى الأمر مناقشتهم , وكان لابد من ذلك فهي السيدة التي يؤخذ برأيها الناضج , وخبرتها الطويلة , التي زادها قوة ذكاؤها النادر , وما عرفته من أحوال الناس , مما كانت تطلع عليه من أقرب الناس إليها وألصقهم بها من أمثال ابن أخيها حكيم بن حزام بن خويلد .
    وكانت رضي الله عنها مستقلة بتجارتها وأموالها , ولم يكن لأحد من عائلتها سلطان عليها , ولا على من تختارهم وكلهم من ذوي الأمانة في حلهم وترحالهم , فهي حرة في تصرفاتها , تمليها عليها نفسها الأبية الكريمة , وقلبها الكبير الذي يتفتح للفقير والمحتاج والمسكين , وآمالها العريضة الصافية التي تستمدها من روحها الطيبة .
    ومع ذيوع صيتها رضي الله عنها , وتحدث الناس بسيرتها العطرة في داخل الجزيرة وخارجها , لم يحدث أن ذهبت بتجارتها إلى الأسواق في الداخل أو الخارج , وإنما كانت تؤجر أناساً يكونون وكلاء عنها في التجارة على أجر معلوم , تعطيهم إياه على مقدار ما يبذلون من جهد في الرحلة , ولا شأن لهؤلاء الوكلاء بمقدار كسب التجارة وإنما لهم أجر معلوم يأخذونه كسدت التجارة أو ربحت , وأجرهم مقدر بالأمن أو العمل أو بهما معاً .
    أو تختار رضي الله عنها أناساً يتجرون في المال بعقد بينها وبينهم على أن يكون الربح بينها وبينهم مقسوماً بحصص شائعة كالربع أو الثمن أو السدس أو نحو ذلك ,
    وملكيتها قائمة , وإذا خسرت التجارة تكون الخسارة عليها وحدها , لأن المال باق على ملكيتها , ويسمى هذا العقد المضاربة أو القرض .
    ويقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله : " ولا شك أن الطريقتين كانتا تحتاجان إلى أمانة كاملة , فكانت السيدة خديجة رضي الله عنها تتحرى في أولئك العاملين لها الأمانة , لأنهم في عملهم ينوبون عنها لا تلقاهم إلا في ذهابهم ومجيئهم , وكانت مع ذلك ترسل من قبلها من يكون معهم كميسرة مولاها " .
    وكانت رضي الله عنها تتمتع بشهرة عظيمة في البلاد التي تصل إليها تجارتها وذلك في الشام والعراق وفارس وبلاد الروم , لعراقة بيتها في الشرف من ناحية , ولاستيلائها من ناحية أخرى على تجارة العطور والديباج والحرير في الهند واليمن وبلاد فارس , وكانت قوافلها التي تصل إلى الآلاف من الجمال تنقل التجارة إلى أسواق هذه البلاد وغيرها , فيقبل الأغنياء عليها , بل لقد كان للسيدة خديجة رضي الله عنها عمال من الروم والغساسنة والفرس في دمشق والحيرة , وفي عاصمة كسرى .
    كانت التجارة رابحة دائماً , وكان المال كثيراً , والصيت يعم الآفاق , وقد ملكت الدنيا , ولكن كل هذا كان يمر على قلب خديجة الصافي , والنفس الشفافة , والضمير الحي , مرور العابر , فلم يؤثر فيها المال , ولم يصنع بالقلب والنفس والأيدي إلا ما يرضي رب السماوات والأرض , ولم يستول عليها بريقه ورنينه , ولم يتحكم فيها كثرته وجماله .



    هذه هي خديجة الطاهرة قبل الاسلام وسيأتي ذكرها بعد الاسلام في رد آخر




  13. #13

    الصورة الرمزية مرشيد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المـشـــاركــات
    99
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    بارك الله فيك اخي ووفقك للخير
    جزاك الله خيرا

  14. #14

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    إسلامها كانت خديجة رضي الله عنها قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح ونور الإيمان والاستعداد لتقبل الحق، فحين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء (اقرأباسم ربك الذي خلق) رجع ترجف بوادره وضلوعه حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
    وهنا قال لخديجة: "أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي"، وأخبرها الخبر، فردت عليه خديجة بما يطيب من خاطره ويهدأ من روعه فقالت:
    "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
    ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي.
    فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك.
    قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.
    فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا ذكر حرفا.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو مخرجي هم؟".
    قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا.

    ثم أرادت رضي الله عنها أن تتيقن وتتثبت مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرغم أنها تعلم أنه حق، وقالت له: كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا.. إلا أنها أرادت اليقين كما قال إبراهيم لربه عز وجل: (بلى ولكن ليطمئن قلبي)، قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
    يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قد جاءني، فقالت: أتراه الآن؟ قال: نعم، قالت: اجلس على شقي الأيسر، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فاجلس على شقي الأيمن، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقالت: هل تراه؟ قال: نعم، قال: فتحسرت وألقت خمارها فقالت: هل تراه؟ قال: لا، قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، اثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق.
    وعن ابن إسحاق أيضا قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رضي الله عنها.

    وعن أول إسلامها يحكي يحيى بن عفيف عن عفيف فيقول: جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب فلما ارتفعت الشمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل القبلة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفها، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجد معه.
    فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال لي: أتدري من هذا الشاب؟ فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هذا بن أخي، وقال: تدري من هذا الغلام؟ فقلت: لا، قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، هذا بن أخي، هل تدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا، قال: هذه خديجة ابنة خويلد زوجة بن أخي، هذا حدثني أن ربك رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
    خديجة..العفيفة الطاهرة.. كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة رضي الله عنها الشخصية صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حراما ولا حلالا.. في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.. في بيئة جاهلية ويكفي ما تحويه هذه الصفة وما تعبر عنه...
    وفي ذات هذه البيئة ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لقب صلى الله عليه وسلم أيضا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين" ولو كان لهذه الألقاب سمع أو انتشار في هذا المجتمع آنذاك لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.

    خديجة.. الحكيمة العاقلة..وتلك هي السمة الثانية أو الملمح الآخر الذي تميز به شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي اله عنها وصفتها بـ "الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.
    ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة وذلك حينما فكرت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ حيث أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسا عليه بعد أن رجع من الشام، ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.
    وكونها رضي الله عنها من أوسط قريش نسبا، وأكثرهم مالا، وكان كل قومها حريصا على الزواج منها، وكان منهم من قد طلبها وبذل لها الأموال.. ثم هي ترفض كل ذلك، وليس هذا فقط بل ترغب في الزواج وممن؟ من محمد، ذلك الفقير.. المسكين.. اليتيم.. المعدم!! وهذا في حد ذاته عين الحكمة.
    فلم تكن خديجة رضي الله عنها مراهقة حتى يقال أنها شغفت به، بل كانت آنذاك في الأربعين من عمرها، وهو مبلغ العقل والحكمة في الرجال والنساء، ولم تكن خديجة رضي الله عنها تعرفه منذ زمن بعيد حتى يقال أنها ألفته أو كانت تعرفه عن قرب، فإن بعثة تجارة الشام الوحيدة وحكاية ميسرة عنه هي التي عرفتها به.
    ثم هي وبعد الزواج نرى منها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قل أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، لماذا ياخديجة؟ وكيف استنتجتي ذلك..؟ فكان الجواب:إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضعيف، وتعين على نوائب الحق.. إذ إن من وفقه الله لمثل ذلك وتخلق بمثل هذه الأخلاق - في رأيها - فلن يخزيه الله أبدًا ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر، وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيالها من عاقلة، ويالها من حكيمة!!
    فضائلها رضي الله عنها خير نساء الجنة:
    </B>لا شك أن امرأة بمثل هذه الصفات لا بد وأن يكون لها من الأفضال الكثير والكثير، والذي يعد في بعض الأحيان كنوع من رد الاعتبار لشخصها رضي الله عنها، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة، فيروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1388).
    وفي رواية اخرى مفصلة: عن بن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة، قال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).
    بل وجاء أيضا أنها رضي الله عنها من أفضل نساء العالمين، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج 15، ص 464).

    ومن فوق سبع سموات.. يقرؤها ربها السلام:ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبع سماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". (صحيح البخاري، ج3 ، ص 1389).
    ويعلنها الرسول صراحة لزوجاته من بعدها.. إني قد رزقت حبها:
    فكان حقا لهذه الطاهرة هذا الفضل وتلك المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمو على كل العلاقات، وتظل غرة في جبين التاريخ عامة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصة؛ إذ لم يتنكَّر صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها وفاء لها وردا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".
    فلم يفعل مثل آلاف الأزواج اليوم من محاباة أو مجاملة الزوجة الثانية بذم الزوجة الأولى، فما بالنا وإن كانت الأولى في عداد الموتى؟؟!! ولنترك الحديث للزوجة الثانية عائشة رضي الله عنها إذ تقول: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها". (صحيح مسلم، ج 4، ص 1888).

    ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه صلى الله لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها؛ إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها، وتروي أيضا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: "إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1389).

    وقد وصل من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه تعاهد بالبر لأصدقائها بعد وفاتها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 467).
    وأيضا تروي عائشة في ذلك فتقول:
    جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: "إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان". (المستدرك على الصحيحين، ج1، ص 62).
    فما أروع هذه الزيجة!! وما أروع هذين الزوجين!! وكأن الله خلقهما لتأتم بهما الدنيا كلها، ويأتم بهما كل زوجة وزوج يريدان إصلاحا وفلاحا، فهذا هو آدم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي حواء في شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذه هي الزيجة الربانية.. كما أرادها الله وكما طبقها رسول الله..
    خديجة.. نصير رسول الله.. وهذه السمة من أهم السمات التي تُميز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرا أو مؤازرا أو معينا.. في أولى لحظات الرسالة..
    فآمنت حين كفر الناس.. وصدقت حين كذّب الناس.. وواسته بالأنس والمال حين نفر عنه الناس.. تلك هي امرأة الشدائد؛ فكانت تمثل أعلى القيم الأخلاقية والإيمانية تجاه زوجها صلى الله عليه وسلم فقدمت كل ما تملك..
    لقد عاشت معه صلى الله عليه وسلم حلو الحياة ومرها، وكانت فيهما نعم الأنيس ونعم النصير، فقد كان شخص النبي صلى الله عليه وسلم كزوج مثل غيره من الأزواج؛ إذ لم يكن محاطا من أهوال الدنيا ومصائبها بسياج من الحماية أو الأمن أو الدعة، فتارة تحلو الحياة فنعم الحامدة الشاكرة هي، وتارة تكشر عن أنيابها وتبرز وجهها الآخر فكانت هي هي خديجة.. تؤازره.. تشاركه الهم.. تهون عليه.. تواسيه.. وتمسح عنه بكف من حنان كل الآلام والأحزان..
    فها هي تتلقى خبره الأول يوم بدء الوحي.. يوم أن جاء بكل غريب لم تسمعه أذن من قبل.. يوم أن جاء بما سمعه غيرها فقال هذا إفك مبين.. تلقته وكأنها رأت ما رآه صلى الله عليه وسلم بأم عينها وسمعته بأم أذنها.. فقالت: ما كان كالماء الزلال في اليوم الصائف الهجير: كلا والله ما يخزيك الله أبداً... إنها تعلم الأسباب.. فلم تكفر العشير وإنَّ كُفر العشير لمن النساء بمكان..
    ثم هي رضي الله عنها تنتقل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبا لمحمد وحبا لدين محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديا وإصرارا على الوقوف بجانبه والتفاني في تحقيق أهدافه، فكانت هي خديجة.. امرأة الشدة.. امرأة المحنة..
    فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها.. على الرغم من تقدمها بالسن، فقد ناءت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنه عاد إليها صباها، وأقامت في الشعب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى". وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندا وعونا للرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية من تضارعه أو على الأقل تشابهه لتكون شريكا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.
    ومن خلال ملامح شخصيتها السابقة هذه نستطيع - وبكل قوة - أن نصفها بملمح آخر يجمع ويعبر عن كامل شخصيتها، ألا وهو: خديجة.. الزوجة المثالية.. فهي بالفعل أم المؤمنين، وقدوة المؤمنات.. تلك التي جسّدت خلق المرأة المثالية في علاقتها مع زوجها من المودة والسكن.. والحبّ والوفاء.. والبذل والعـطاء.. وتحمل المحن واشدائد دون تأفف أو تضجر.. فليت ثم ليت نساء المسلمين يقفون أثرها.. ويحذون حذوها.. ويخطون خطاها.
    تلك الزوجة الصالحة التي يمكن أن تدفع زوجها إلى مدارج الكمال ومراتب العظمة، فكما يقولون: "وراء كل عظيم امرأة" فتُرى ما دورها؟ لا شك أن دورها هو نفسه دور السيدة خديجة رضي الله عنها، تواسيه.. تخفِّف عنه.. تُشاركه آلامه وأحزانه.. تخفف عنه أعباء الحياة... تدفعه إلى البطولة والعظمة.
    فالمرأة الصالحة لا تقدَّر بثمن، وقد روي عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (صحيح مسلم، ج2، ص1090)، وروي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا امرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك". وتلك كانت أهم صفات السيدة خديجة رضي الله عنها.


    وفاتها رضي الله عنها </B>تاقت روح السيدة خديجة رضي الله عنها إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده.
    "ففي السنة العاشرة أول ذي القعدة وقيل: النصف من شوال توفي أبو طالب، وكان عمره بضعا وثمانين سنة، ثم توفيت بعده خديجة بثلاثة أيام، وقيل بشهر، وقيل: كان بينهما شهر وخمسة أيام، وقيل: خمسون يوما، ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وقيل: إنها ماتت قبل أبي طالب.
    وكان عمرها خمسا وستين سنة، وكان مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعا وعشرين سنة وستة أشهر، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف".
    وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي توفي فيه أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أيضا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها، فلقد حزن الرسول صلى الله عليه و سلم ذلك العام حزنا شديدا حتى سُمي بعام الحزن، وحتى خُـشى عليه صلى الله عليه وسلم ومكث فترة بعدها بلا زواج.

    ومن أبلغ ما جاء في خديجة رضي الله عنها ما ترويه عائشة رضي الله عنها إذ تقول:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكر خديجة، فقالت له: لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، تقول عائشة: فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب".
    وتقول أيضا:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرة إلى أن قلت: قد عوضك الله من كبيرة السن، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا سقط في جلدي، فقلت في نفسي: اللهم إنك إن أذهبت عني غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكرها بسوء ما بقيت.
    فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد لقيت قال: "كيف قلت؟! والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني الولد إذ حرمتيه مني، فغدا بها علي وراح شهرا".

    فهذه هي خديجة فأين نحن منها؟؟؟؟

  15. #15

    الصورة الرمزية ~الجُمان~

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    1,024
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
    ووفقك الله لكل خير

  16. #16

    الصورة الرمزية أفنانـْ

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    1,125
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    لي رد كيما تقر أعينكم، و قريباً باذن الله.
    جزاك الله خيراً ففكرة الموضوع جميلة و لكني استغربت قلة المشاركات!!
    نسأل الله من فضله
    دمتم في أمان الله

  17. #17

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    ما شاء الله جميلة جداً الإضافات التي أضيفت هنا
    جزاكم الله خيراً على هذه الجهود الرائعة
    وفكرة الموضوع رائعة ومفيدة يعطيك العافية أخي الفاضل

    والآن فلننطلق معاً لنتعرف على :..
    :::::::::::


    .: الحِب بن الحِب :.
    ( أسامة بن زيد )


    إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد -رضي الله عنه-،
    وهو ابن مسلمين كريمين من أوائل السابقين إلى الإسلام،
    فأبوه زيد بن حارثة، وأمه السيدة أم أيمن حاضنة رسول الله ( ومربيته.

    كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي
    ( وأحبه حبًّا كثيرًا، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ،
    وكان النبي ( يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].

    وكان أسامة شديد التواضع، حاد الذكاء، يبذل أقصى ما عنده في سبيل دينه وعقيدته.
    وخرج أسامة مع النبي ( (عام الفتح إلى مكة راكبًا خلفه ( على بغلته،
    ودخل النبي ( الكعبة ليصلي فيها ركعتين، ومعه أسامة وبلال،
    ووقع أسامة على الأرض فجرحت جبهته؛ فقام النبي ( مسرعًا ليمسح الدم الذي يسيل منها حتى وقف النزيف.

    وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله ( درسًا لا ينساه أبدًا، يقول أسامة:
    بعثنا رسول الله ( إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم،
    فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمح حتى قتلته،
    فلما قدمنا بلغ النبي فقال: ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟ قلت كان متعوذًا،
    فما زال يكررها الرسول ( حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ثم قال أسامة للرسول
    : إني أعُطى الله عهدًا، ألا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدًا، فقال النبي : (بعدى يا أسامة؟) قال: بعدك. [متفق عليه].

    وقد حمل أسامة كل صفات ومواهب القائد الشجاع، مما زاد من إعجاب النبي به
    ، فجعله قائدًا لجيش المسلمين لغزو الروم، وجعله الرسول أميرًا على جيش فيه كبار الصحابة، كأبي بكر وعمر،
    فاستكثر بعض المسلمين على أسامة كل هذا، وتكلموا في ذلك، ولما علم النبي
    ( صعد المنبر وحمد الله ثم أثنى عليه وقال: (إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة)؛
    فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقًا للإمارة لجديرًا بها،
    وإن كان لمن أحب الناس إليَّ (يقصد زيد بن حارثة)، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده) [متفق عليه].

    ويموت النبي ( قبل أن يتحرك جيش أسامة إلى غايته التي حددها الرسول ( وهى قتال الروم،
    وقبل أن يموت النبي ( أوصى أصحابه أن يسارعوا بتحريك جيش أسامة فقال لهم:
    (أنفذوا بعث أسامة، أنفذوا بعث أسامة) [ابن حجر في الفتح].

    ويتولى أبو بكر الخلافة بعد رسول الله (، ويصر على إنجاز وصية الرسول (، فيقول له عمر:
    إن الأنصار ترى أن يتولى قيادة الجيش من هو أكبر سنًّا من أسامة، فيغضب أبو بكر -رضي الله عنه-
    ويقول: ثكلتك أمك يابن الخطاب، استعمله رسول الله وتأمرني أن أنزعه،
    والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تخطفني؛ لأنفذت بعث أسامة.

    ويخرج القائد أسامة من المدينة بجيشه، ويخرج معه أبو بكر مودعًا، وبينما أسامة راكب على فرسه،
    إذا بأبي بكر يسير على قدميه، فيستحي أسامة من هذا الموقف، ويقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله (
    ، والله لتركبن أو لأنزلن. فيقول أبو بكر: والله لا نزلت، والله لا ركبتُ، وما عليَّ أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة،
    ثم يستأذن أبو بكر من أسامة أن يبقى معه عمر في المدينة ليعينه على أمور الحكم
    فيعطي أعظم قدوة في استئذان القائد مهما كان صغيرًا.

    وانطلق جيش أسامة إلى البلقاء، ليهاجم القرى التي حددها له رسول الله وخليفته أبو بكر،
    فينتصر عليهم ويأسر منهم الكثير، ويجمع الغنائم، ويعود إلى المدينة منتصرًا بعد أن لقن الروم درسًا لا ينسى،
    ويعود الجيش بلا ضحايا فيقول المسلمون يومئذ: ما رأينا جيشًا أسلم من جيش أسامة.

    وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما يقسم أموال بيت المال على المسلمين،
    يجعل نصيب أسامة منها ثلاثة آلاف وخمسمائة، في حين يعطي ابنه عبد الله ثلاثة آلاف،
    فيقول ابن عمر لأبيه: لقد فضلت عليَّ أسامة، وقد شهدت مع رسول الله ما لم يشهد،
    فيرد عليه عمر قائلاً: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك،
    وأبوه كان أحب إلى رسول الله من أبيك._[الترمذي وابن سعد].

    وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وقف أسامة محايدًا مع حبه الشديد لعلي،
    وبعث له رسالة قال فيها: يا أبا الحسن إنك والله لو أخذت بمشفر الأسد (فمه) لأخذت بمشفره الآخر معك
    حتى نهلك جميعًا أو نحيا جميعًا، فأما هذا الأمر الذي أنت فيه فوالله لا أدخل فيه أبدًا،
    ولزم أسامة داره فترة النزاع حتى لا يقتل مسلمًا.

    وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، محافظًا على صوم يوم الاثنين والخميس
    مع كبر سنه وضعف جسمه؛ تأسيًا برسول الله ( ، وتوفي أسامة
    -رضي الله عنه- في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة (54هـ)، وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.



    :::::::::::
    لي عودة إن شاء الله مع شخصية أخرى لن ننساها
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  18. #18

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    من منا لا يعرف !!


    .: سيد القراء :.
    ( أبي بن كعب )

    إنه أبي بن كعب -رضي الله عنه- أحد فقهاء الصحابة وقرَّائهم،
    (وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع النبي ( فيها، وكان من الأنصار الذين نصروا رسول الله
    واستقبلوه في يثرب، وقد شهد كل الغزوات مع النبي (،
    وأمه صهيلة بنت الأسود، عمة أبي طلحة الأنصاري، وكان يُكَنَّى بأبي الطفيل وأبي المنذر.

    وسأله النبي ( ذات يوم: (يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
    فأجاب قائلا: الله ورسوله أعلم. فأعاد النبي ( سؤاله: (يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
    فأجاب أُبي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فضرب النبي ( صدره بيده، ودعا له بخير،
    وقال: (ليَهْنِك العلم أبا المنذر (أي هنيئًا لك العلم).
    [مسلم].

    وكان أبي بن كعب -رضي الله عنه- من (أوائل الذين كانوا يكتبون الوحي عن النبي (
    ، ويكتبون الرسائل، وقد قال عنه النبي (: (أقرأ أمتي أبى) [الترمذي].

    وكان من أحرص الناس على حفظ القرآن الكريم، قال له رسول الله ( يومًا:
    (يا أبي بن كعب، إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البينة: 1]،
    فقال أُبي في نشوة غامرة: يا رسول الله: بأبي أنت وأمى، آلله سمَّاني لك؟
    فقال الرسول (: (نعم)، فجعل أبي -رضي الله عنه- يبكى من شدة الفرح. [مسلم].

    وكان -رضي الله عنه- واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الذين أذن لهم رسول الله
    ( بالحكم في حوائج الناس، وفض المنازعات التي تحدث بينهم، وردِّ المظالم إلى أهلها،
    وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن حارثة، وأبو موسى الأشعري.

    وقال ( فيه وفي غيره: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدَّهم في أمر الله عمر،
    وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم (أعلمهم بالمواريث) زيد بن ثابت،
    وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)
    [الترمذى وابن ماجه].

    وكان -رضي الله عنه- لا يخاف في الله لومة لائم، وكان من الذين لا يطلبون من الدنيا عرضًا،
    فليس لها نصيب في قلوبهم، فعندما اتسعت بلاد المسلمين ورأى الناس يجاملون ولاتهم في غير حق
    قال: هلكوا وربِّ الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى (أحزن عليهم) ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين.

    وكان أبي بن كعب ورعًا تقيًّا يبكي إذا ذكر الله، ويهتز كيانه حين يرتل آيات القرآن أو يسمعها،
    وكان إذا تلا أو سمع قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم
    أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}_[الأنعام: 65]، يغشاه الهم والأسى.

    وقد روي أن رجلا من المسلمين، قال يا رسول الله: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا وما نلاقيها؟
    قال: (كفارات)، فقال أبي ابن كعب: يا رسول الله، وإن قَلَّتْ؟ قال: (وإن شوكة فما فوقها)،
    فدعا أبي أن لا يفارقه الوَعْك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة ولا جهاد، ولا صلاة مكتوبة في جماعة،
    فقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فما مس إنسان جسده إلا وجد حرَّه حتى مات. [أحمد وابن حبان].

    وقد كان أبي -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فيحكى ابن عباس أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
    قال لجمع من الصحابة: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا. فكان ابن عباس مع أبي بن كعب في مؤخرة الناس،
    فهاجت سحابة، فدعا أبي قائلا: اللهم اصرف عنا أذاها. فلحق ابن عباس وأبي الناس، فوجدوا أن رحالهم ابتلت:
    فقال عمر: ما أصابكم؟ (أي: كيف لم تبل رحالكما؟) فقال ابن عباس: إن أبيَّا قال: اللهم اصرف عنا أذاها.
    فقال عمر: فهلا دعوتم لنا معكم.

    وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه في القضايا، وقد أمره أن يجمع الناس
    فيصلي بهم في المسجد صلاة التراويح في رمضان، وقبلها كان يصلي كل إنسان وحده.

    وروى أبي بن كعب -رضي الله عنه- بعض الأحاديث عن رسول الله ( ،
    وروى عنه بعض الصحابة والتابعين، ومن أقواله -رضي الله عنه-: ما ترك أحد منكم لله شيئًا
    إلا آتاه الله ما هو خير له منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به وأخذه من حيث لا يعلم
    إلا آتاه ما هو أشد عليه من حيث لا يحتسب. وقال له رجل -ذات يوم- أوصني:
    فقال له أُبيُّ: اتخذ كتاب الله إمامًا، وارض به قاضيًا وحكمًا، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم،
    شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم. [أبو نعيم].

    وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-،
    ويوم موته رأى رجل الناس في المدينة يموجون في سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟
    فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب.


  19. #19

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لن ننساكم

    شكرا لك اختي على تفاعلك الاكثر من رائع ويا ليت كل الاعضاء يشاركونا مثلك


    شخصيتنا:

    أبو عبيدة بن الجراح _رضي الله عنه_:

    أحد العشرة المبشرين بالجنة

    "لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح"
    حديث شريف
    أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري000يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في
    أحد أجداده (فهر بن مالك)000وأمه من بنات عم أبيه000أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر 0
    كان -رضي الله عنه- طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية000أسلم على يد أبي بكر الصديق

    في الأيام الأولى للاسلام ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها000

    غزوة بدر
    في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية000
    قال تعالى :"( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان ")000

    غزوة أحد
    يقول أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-:( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال : ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم )000

    غزوة الخبط
    أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباعبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ، فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط000

    مكانته000أمين الأمة
    قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا000فقال عليه الصلاة والسلام :( لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين )000فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها000 ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و سلم- "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك000بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي صلى الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين000ولكن النبي صلى الله عليه وسلم- تجاوز جميع الصحابة وقال :( قم يا أباعبيدة )000
    كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه :( لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله )000

    معركة اليرموك
    في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد000وصل الخطاب الى أبي عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد :( يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟)000فأجاب أبوعبيدة :( اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة )000وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0

    تواضعه
    ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ، فجمعهم وخطب فيهم قائلا :( يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!)000
    وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له :( من ؟)000قال :( أبوعبيدة بن الجراح )000وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم :( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟)000فأجاب أبوعبيدة :( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل )000

    طاعون عمواس
    حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد "طاعون عمواس" وكان أبوعبيدة أمير الجند هناك000 فخشي عليه عمر من الطاعون000فكتب اليه يريد أن يخلصه منه قائلا : (اذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح الامتوجها الي000واذا وصلك في الصباح ألا تمسي الا متوجها الي000فان لي حاجة اليك) وفهم أبوعبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وانه يريد أن ينقذه من الطاعون000فكتب الى عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور اليه وقال : ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وانما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم000فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) ولما وصل الخطاب الى عمر بكى000فسأله من حوله :(هل مات أبوعبيدة ؟)000فقال :(كأن قد)000والمعنى أنه اذا لم يكن قد مات بعد والا فهو صائر الى الموت لا محالة000اذ لا خلاص منه مع الطاعون 000
    كان أبو عبيـدة -رضي الله عنه- في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ، فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا000مات أبوعبيـدة -رضي الله عنه- سنة (18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس000وقبره في غور الأردن000رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى000

  20. #20

    الصورة الرمزية Aljode

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    737
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لن ننساكم

    مشكووووووووووووووووور موضوع جميل فعلا.,

    تحياتي.,

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...